20

1K 21 0
                                    


-20-

إنها أطول سهرة تمر عليه في حياته. لقد نجح في تمضية بعض الوقت في تحضير حقيبة الظهر التي سيحملها معه غدا. وأمضى نصف ساعة أخرى في تحضير العشاء مع أنه لم يلمسه. وأمضى ربع ساعة في شرب البيرة وأخيرا نصف ساعة في الحمام تحت الدوش. حتى أنه أضطر أن يحلق ذقنه كي يمضي الوقت. اصبحت الساعة الحادية عشرة مساء عندما خرج من الحمام وتوترت أعصابه وأخذ يقطع غرفة الجلوس ذهابا وايابا كأنه رب عائلة من القرن الماضي. أين هي؟ لماذا تأخرت؟ إنها بالكاد تعرف ستيفان هذا, ومع ذلك انبهرت بشكله الدون جوان! وكأنه الدب في قفصه أخذ يخرج إلى الشرفة ثم يعود إلى غرفة الجلوس ثم يدخل ويخرج. أخيرا جلس على الشرفة ونظر إلى المحيط الأسود. وشعر بثقل الصمت من حوله. وإذا لم تعد هذه الليلة؟ فكر فجأى إذا بقيت مع هذا الوقح؟ هذه الفكرة جعلته في قمة الغضب. إذا لم تفعل ذلك فإنه....

ماذا سيفعل؟ فإنه لا يملك حقا على الأنسة شاندلر فإذا وقعت في غرام ستيفان آمز فهذا أفضل.

لكنها ليست غبية وهو يعرف جيدا النساء. وراشل تحبه هو نعم, لقد أحست بالألم والغضب منه. مع ذلك هي تحبه وترغب به كثيرا كما يرغب هو بها.

فسمع هدير سيارة تأتي من بعيد. لكنها ليست سيارة آمز الجكوار, ولا هي سيارة هاريس النكولن, عندما أقتربت السيارة أكثر عرفها إنها سبارة تكسي.

أنوار السيارة القوية اعمت عينيه فلم يستكع أن يرى من هذا الزائر وظل واقفا مكانه ينتظر ثم سمع باب السيارة يفتح ويغلق ثم سمع هدير السيارة تبتعد فأخذ بن يتفحص هذه القامة التي تقترب منه ومن مشيتها ومن طريقة هز أكتافها ورأسها عرفها.

"راشل؟" سألها بن وهو يصطنع سعالا حتى تعرف صوته في الظلام.

"أعتقد أنه من الأفضل أن أتنزه على الشاطئ قليلا" قالت راشل

"أين آمز"

كان يتكلم بهدوء وبحنان كي لا يخيفها. لقد لاحظ عذابها وخوفها فكلمة واحدة وتنفجر بالبكاء. إذا ركضت بإتجاه الغابة لن يجدها بسهولة.

"إنه.... لقد قررنا, يعني.... لقد بقي في المدينة وأنا عدت بالتاكسي"

فنزل بن درجات السلم واحدة واحدة واقترب منها كي لا يرعبها وسالها بلطف:

"راشل ماذا حصل؟"

كانت قد أصبحت في متناول يده فإذا حاولت الهرب فإنه سيمسكها

".... هل سبب لك الما؟"

ظلت راشل واقفة مكانها وفجأة ركضت نحو دائرة الضوء المنبعثة من الشاليه فشاهد بن فستانها الممزق وفمها المتورم ووجهها المبلل بالدموع

"أوه بن" وأجهشت بالبكاء

وبسرعة جذبها بن نحوه وضمها بذراعيه على صدره

الاعتراف الصعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن