- 1 -
كامبردج كانون الأول 1969.
كان الهواء يصفر في شوارع كامبردج كأنه زوبعة قوية قاسية.
وكان يمشي بسرعة دون أن يلتفت لأحد , ويضع يديه في جيوبه مخبئاً رأسه بين كتفيه وقد غابت ابتسامته التقليدية.
فهو عادة كان يحاول دائماً أن يكون بشوشاً حتى مع الغرباء الذين لا يعرفهم ولكنه اليوم ليس على عادته .
انعطف عند زاوية الشارع وأسرع أكثر.
كان يفضل أن يبقى في البيت وكان طلاب الكيمياء في السنة الثانية الثانوية يعتدون أنهم أصبحوا علماء.
وكان هو يشعر بالأمان مع ذوي الشهادات فهم يعرفون ايضاً بأنهم بحاجة للمزيد من المعرفة .
وكان الشارلي بالأمس مكاناً صغيرا يلتقي فيه أفراد هذه المجموعة .
وكانت ترتفع من جهاز الراديو القديم الموجود خلف الكنتوار أغنيات عيد الميلاد.
وكانت حبال الزينة تزين المكان.
دخل بسرعة وأغلق الباب وراءه.
وشعر بالراحة عندما أحس بدفء هذا المكان .
وكانت قطع البيتزا الثلاث التي طلبها على الهاتف أصبحت جاهزة , وهذا يعطي للآخرين انطباعا أخر ويمنحه فرصة ليفكر إذا كان هؤلاء أهلاً للثقة .
أنه أكبر منهم سناً .
وهو يشعر بالمسؤولية ثم ضحك في نفسه وسخر منها من أجل من يتعب نفسه؟.
وأخيراً ستكون البيتزا أفضل فكرة مع ليترات النبيذ الأحمر التي أحضرها بعد الظهر .
وهكذا يصبح بإمكانه أن يناقش بالسياسة طيلة هذه الليلة الطويلة . ثم أشرق وجهه . لا يمكن لثورة أن تنجح بدون البيتزا والنبيذ الأحمر ....
ولا بدون ساعات طويلة من النظريات والتحليلات .
وعندما أخرج محفظة نقوده شعر بالندم كالعادة كان عنده مال مثير.
وهناك كثير من الناس يعيشون في البؤس الشديد , بينما هو لا ينقصه شيء أبدا وقال في نفسه أحتفظ بالمال ثم تناول علب البيتزا الثلاثة وخرج إلى الشارع حيث البرد القارص.
ظل شارلي ينظر إليه إلى أن أبتعد ومسح يديه بمريوله ثم وضع قطعة الخمسين دولار في جيب بنطلونه الجينز.
أنت تقرأ
الاعتراف الصعب
Romanceالاعتراف الصعب كاترين بلير من كنوز عبير الجديدة الملخص : في الطائرة التي تحملها نحو هاواي كانت راشل شندلار تطرح على نفسها العديد من الأسئلة . فهل ستتعرف على أخيها بعد فراق دام خمسة عشرة عاما ؟.... نعم , أميت , موجود على هذه الجزيرة وعادت إليها ذكري...