~ البارت الرابع ~

16K 548 42
                                    

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

قراءة ممتعة للجميع ♡

- التفت عمر إلى زيد الذي كان يعانق زوجته نجلاء التي كادت ان تفقد وعيها من كثرة البكاء وبعدها نظر الى قمر التي كانت تجوب المكان ذهاباً و إياباً بقلة حيلة فتوجه نحوها ثم امسك معصمها قائلاً : تعالي معي حتى تساعديني .

فنظرت إليه بعيونها الباكية وإومت له برأسها ثم لحقت به ولكنه توقف فجأة عندما صادف رنا خطيبة باسل امامه ، فضغط على قبضته بقوة اما هي فكانت تبدو متوترة للغاية فتوقفت عندما رأته وكأنها رأت شبحاً مخيفاً فقالت بصوت مصدوم : عمر !!

فنظر إليها بعيون يملؤها الغضب ولكنه لم يقل أي شيء بل نظر إلى قمر قائلاً : هيا بنا.

فقالت له بتلعثم : ح..حسناً .

ثم مر من جانب رنا وكأنه بركان ثائر ولكنها امسكت بذراعه قائله : ارجوك يا عمر ... اخبرني كيف حال باسل ؟

فتوقف عمر مكانه وكأن صاعقة رعدية قد ضربته بقوة ثم التفت اليها ببطء ونظر إلى عيونها مطولاً وبعدها ابتسم بسخرية ثم قال بصوت اشبه لفحيح الافاعي : ابعدي يديكِ القذرة عني قبل ان اكسرها لكِ .

في تلك اللحظة شعرت رنا بـِ رعشة مخيفة تغزو جسدها لذا ابعدت يدها عن ذراع عمر واحنت رأسها بدون ان تقول اي شيء آخر ، اما هو فرمقها بنظرة ازدراء ثم تابع طريقه بخطوات سريعة فلحقت به قمر التي شعرت بالجو المتكهرب بينه وبين رنا ، فذهبا الى غرفة التبرع بالدم بينما ركضت رنا نحو زيد و نجلاء وقالت بقلق : ما الذي حدث لباسل يا زيد ؟

فنظر زيد اليها بعيونه الدامعة بينما كان يحتضن زوجته نجلاء التي كانت جالسه على الارض وتبكي على حال ابن عمها ، فنهض ومسح دموعه ثم نظر إلى رنا قائلاً : لقد تعرض لحادث سير اثناء ذهابه إلى الاستوديو وحالته خطيرة جداً.

فوضعت رنا يدها على فمها من هول الموقف ولم تعلق اي حرف ، اما عند عمر وقمر الذان ذهبا إلى غرفة التبرع بالدم... قام هو بصب جام غضبه على جدار الغرفة حيث بدأ يضربه بقبضة يده بكل قوة واخذ يصرخ كالمجنون مما جعل قمر تفزع من تصرفه المفاجئ فخافت ان تقترب منه ، ولكنه هدأ قليلاً عندما تهشمت يده اليمنى ونزفت قليلاً فاخذ نفساً عميقاً ثم نظر إلى قمر التي كانت واقفه تحدق به بصدمة وقال لها بصوت يخلو من الحياة : لا وقت للذهول الان... هيا اسحبي الدم من ذراعي قبل ان تسوء حالة باسل اكثر.

فرمشت قمر عدة مرات وكإنها استيقظت من صدمتها ثم قالت بتلعثم : ح... حسناً.

- فجلس عمر على السرير بصمت طويل وعيناه كانتا تشتعلان غضباً حيث كان ينظر الى الامام بتركيز كبير بينما بدأت قمر بسحب الدم من ذراعه اليمنى وهي تنظر اليه بغرابة ، وفي تلك الاثناء انتشر خبر تعرض الاعالمي باسل جبران لحادث سير مثل الوباء حيث تجمعت الصحافة في المشفى كما ان عمه السيد محمد وزوجته رويدا وابنهم وائل قد ذهبوا إلى هناك وكان القلق والتوتر يسيطر عليهم بينما كانت الحاجة سمية في المنزل تبكي وتدعو الله وتصلي الاستخارة حتى ينجو باسل الذي تعتبره اعز من ابنها لو كانت تمتلك واحداً .

~ النجم الذي يغازل القمر ~ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن