~ النجم الذي يغازل القمر ~

~ البارت الثامن ~

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

قراءة ممتعة للجميع ♡

- ابتلع باسل ريقة بصعوبة ووجه كلامة لقمر قائلاً بنبرة تخلو من المشاعر : من انتِ يا هذه ؟ ثم كيف عرفتي بشأن ما حدث بيني وبين عمر ؟

فشعرت قمر بالحزن قليلاً لانه تحدث معها بجفاء بالرغم من محاولتها للتخفيف عنه وقالت بنبرة صوت مجروحة وعينيها تغرقان بالدموع : انا.. انا ممرضتك الخاصة يا استاذ باسل واسمي قمر.. قمر عبدالله .

في تلك اللحظة ظهر تعبير جديد على وجه باسل فقال بتردد : هل... هل انتِ نفس الفتاة المحجبة التي قابلتها من قبل ام انه مجرد تشابه أسماء ؟ وهل انتِ ممرضة حقاً ؟

فنظر كل من زيد وعمر الى قمر التي ابتسمت ابتسامة عريضة وكأن حزنها قد انجلى لان باسل تذكرها فمسحت دموعها قبل ان تسيل وقالت بلهفة : انا سعيدة لانك تذكرتني ، اجل انا ممرضتك الخاصة يا استاذ وسوف اعتني بك جيداً حتى تستعيد عافيتك بأذن الله.

اما زيد فقال : هل تقابلتما من قبل حقاً ؟

فرد باسل عليه وهو لا يبصر شيئاً حيث قال بنبرة متألمة : لقد قابلتها لمرة واحدة في المجمع التجاري باليوم الذي تم فيه اطلاق النار على سيارتي ، ولكن لم اتوقع ابداً اننا سنتقابل مجدداً و بظروف كهذه .

قال ذلك وسرعان ما ضحك بهستيريه مما جعل البقية يندهشون من ردة فعله الغير متوقعة وخصوصاً قمر اما عمر فقال بقلق : ما الامر يا باسل... لما تضحك كما لو انك فقدت عقلك !

فتوقف باسل عن الضحك وانسابت دمعتين ملتهبتين من عينيه الكفيفتين بينما تملك الحزن قلبه كراحل من الدنيا بلا رجعة واردف قائلاً بنبرة أنكسار : صدق من قال شر البلية ما يُضحك .

فعقد زيد حاجبيه قائلاً : لما تقول هذا يا اخي ؟

فابتسم باسل بمرارة وقال بحرقة شديدة : لقد اخبرتني هذه الفتاة انها من اشد المعجبين ببرنامجي عندما قابلتها سابقا ًولكن ها انا ذا قد اصبحت عاجزاً كفيفاً لا فائدة من وجودي واحتاج لرعاية خاصة بعدما كنتُ النجم الجريء الذي لا يخاف سوى من خالقه ! ههه يا لسخرية القدر .

فادمعت عينا قمر بعد سماع ذلك بينما علت تعابير الحزن وجه كل من عمر وزيد على حال باسل فقال زيد بعد ان امسك يد اخيه : لا تجزعن يا اخي... ف والله لا طعم لهذه الدنيا ان لم تكن انت فيها وليذهب كل شيء آخر الى الجحيم فانا لا اهتم ان اصبحت ضرير ام لا ، فقط يكفيني أنك لم تتركني كما فعل ابي وامي.