~ النجم الذي يغازل القمر ~

~ البارت الخامس والعشرين ~

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }

قراءة ممتعة للجميع ♡

- قال الحاج عبد الله لباسل بنبرة هادئة تغلب عليها البرودة : وهل تعتقد أن ما فعلته انت سيجعل الناس يغيرون طريقة تفكيرهم عنها ؟؟؟ لقد تشوهت سمعتها بسببك يا استاذ !

فرد باسل عليه بنفس الجدية قائلاً : عمي انا اعلم بأنني مخطئ للغاية وانت لن تتخيل مدى الألم والأسى الذي اشعر به الان لما سببته لها من حزن ولكنني احبها حباً جمّاً وعلى استعداد تام لأن اموت من اجلها لذا يشرفني ويسعدني أن اطلب يدها منك على سنة الله ورسوله الكريم وان شئت سأذهب الان فوراً وأحضر المأذون لكي يكتب كتابنا حتى تعلم بأنني لا اريد بها اي سوء .

وبعد ذلك الكلام النبيل الذي سمعه الحاج عبد الله من باسل شعر بالراحة النفسية لأن الشاب المشهور الذي امامه يبدو انه يحب ابنته حقاً وعلى استعداد تام لان يرتبط بها رسمياً و يُخرس كل الألسنة التي تتحدث عليها بالسوء ، فنظر إلى ابنه قاسم الذي فعل المثل ثم عاد ونظر الى باسل وقد تغيرت تعابير وجهه من الغضب والانزعاج الى الحيرة والاعجاب فنظف حلقة وقال بصوته الوقار : هل حقاً تعي ما تقوله يا استاذ ؟؟

باسل : اجل يا عمي... انا اعي ما اقوله جيداً وواثق من ذلك كل الثقة لانني احب ابنتك ربما اكثر من نفسي .

فقال قاسم : افهم من كلامك هذا انك ترغب بالزواج من اختي قمر حقاً !

باسل : لطالما كنتُ راغباً بالزواج منها منذ ان تعرفت عليها ولكن حالتي لم تكن تسمح لكي اتقدم لخطبتها لأنني كنت انتظر حتى اجري العملية الجراحية كي استعيد بصري ، ولكن شاء القدر ان تتم خطبتها قبل ان اتقدم لها انا .

فقال الحاج عبد الله : اسمع يا استاذ باسل... انت تبدو شخص محترم وانا واثق من ذلك كما انني لا انكر بأنك رجل نبيل وشهم ولو كان لدي ابنة اخرى لما ترددت في تزويجك اياها حتى بدون مهر ، ولكن قمر لا لذا ارجو ان تعذرني فانا لا استطيع ان اوافق على طلبك هذا .

فقال قاسم بدهشة : ابي... لما ترفض ؟ انه يحبها وجاء يطلب يدها على سُنة الله ورسوله كما انها لم تعد مرتبطة اي انها تستطيع الزواج منه.

فنظر باسل الى الحاج عبدالله وقال : هل استطيع معرفة السبب وراء رفضك يا عمي ؟

فتنهد الحاج وقال : بسبب ما حدث اليوم... سيتحدث الناس عنها ويقولون انها تلاعبت بمشاعر فريد وان وافقت على طلبك سيقول الجميع انها فسخت خطوبتها بعد اسبوع واحد لكي تتزوج من شخص مشهور وغني على عكس خطيبها الرجل العادي وهذا ما لا اريده لابنتي ، لا اريد ان يُسيء الناس فهمها وتبدو في نظرهم فتاة عديمة الحياء .