الفصل الخامس

51 3 0
                                    


-هيا سكارليت لا تعيشي الدور أرجوك ، انا لا اشعر بقدماي !
صرخت على تلك المجنونة التي ترفض كل شيء تراه ،ما ذنبي انا ساموت من التعب ، اللعنة عليك ويل و على خطيبتك !
-انا لا اعيش الدور ديسمبر ، فقط لا يوجد شيء انيق الم تلاحظي هذا !
-اصمتي فلنذهب الى هذا المتجر يبدو جيد ، اتمنى ان تجدي ذلك الفستان الأنيق الرقيق الجميل الذي أمضينا ٦ ساعات في البحث عنه
دخلنا عبر البوابة ليقرع الجرس معلنا بقدوم الزبائن ، لتقف أمامنا سيدة في الأربعينات من عمرها ، لتستقبلنا بابتسامتها البشوشة مع ظهور تجاعيد طفيفة بالقرب من عينيها ، لتسأل ان كنّا نحتاج الى مساعدة ، أخبرتها سكار بالفستان الذي تريده وأخذت تشرح لها ، بينما كنت انظر الى بقية الفساتين ، الطويلة و القصيرة و الضيقة و الفضفاضة ، لم أرتدي فستان من قبل ، اعني ربما عندما كنت صغيرة ولكن الان لا ، لا اذكر اني فعلت ذلك ، افضل البناطيل و الملابس الرياضية ، انا مختلفة ، أعني ان معظم الفتيات يبهرن بتلك الفساتين اللماعة و المطرزة ، اما انا ارى الجمال في بنطالي الاسود ، كيف لا احبه و عليه "سبونج بوب" صغير عند طرفيه .

قاطع تفكيري العميق صوت الجرس ، التفت لالحظ ان لا احد قد دخل ،
اما ان أصبت بالجنون او ان الاشباح حقيقية ، تقدمت بالقرب من الباب لأرى من خلال النافذة فتاة تنظر الي مباشرة ، بعيناها الكبيرتان و كانت و كأنها تبتسم ، لم َ كل من اقابلهم هذه الايام هم مجموعة من الغامضين ؟

أزحت  بنظري و عدت الى مكاني بجانب سكار ، لأسمع الجرس لالتفت بسرعة لاصدم ان الفتاة قد دخلت !
ثم تقدمت نحوي و لازالت بابتسامتها تلك ، جفلت للحظة، ماذا تريد مني ؟

-هل يمكننا التحدث ؟ من فضلك
سألتني بأدب ، و علي التفكير بسرعة لاجيبها ، هل أوافق ام ارفض ، و هذه المرة تركت العنان لفضولي اللعين و وافقت ، بعد ان أخبرت سكارليت اني سآتي بعد قليل .
خرجنا خارج المحل ، الى المقهى المجاور بالذات ،كانت هادئة جدا ، على عكس افكاري ،
جلسنا على طاولة ذات مقعدين ، ثم اخذت بالقول
-أرجو ان لا تستغربي مني
-لا اشعر بالاستغراب و لكن يمكنك القول اني اشعر بالفضول
أجبتها بصراحة ، بهذه اللحظة فضولي يقتلني ،
-حسن اذا بماذا يمكنني مناداتك ؟
-وهل سنلتقي مرة اخرى لتناديني ؟
أجبت بسرعة و لا شك انها صُدمت بإجابتي ،نظرت الى عيناي مباشرة ،
-لقد كان محقا
قالتها بصوت شبه مسموع ، انزلت رأسها الى الأسفل ،مع ابتسامتها الجانبية تلك
-عذرا ؟
صدقا لا افهم ماذا يحصل الان ، بدأت بالخوف من هذه الفتاة .
-لا تهتمي ، اتمتلكين كنية على الاقل ، علينا التحدث حقا
-يمكنك مناداتي ب"ديسمبر" الجميع يناديني هكذا
قلت صادقة ، فلا احد يناديني باسمي الحقيقي ، اما ديسمبر او الديسمبرية ، و انا حقا احببت هذا .
-ديسمبرية ؟ هل يمكنني معرفة سبب هذا الاسم ؟
قالت ضاحكة و متفاجئة
-لا اعلم اعني ربما لأنني احب شهر ديسمبر جدا ، حتى اني أخذ الشهر الأخير من كل عام اجازة ، لكي لا أفوت اي لحظة منه ، كما انني ولدت في الثاني من ديسمبر

أجبتها مبتسمة ، وانا متاكدة ان ابتسامتي وصلت الى أذني ، ولكنني حقا اعشق هذا الشهر ..
-اسمحي لي يا آنسة ديسمبر بان أصفك بالغريبة
قالت ضاحكة ، شاركتها القهقهة ،لقد انسجمت بالحديث معها حقا !
-اوتعلمين ، سالتقيك مجددا و قريبا جدا ! حسنا ؟ ولكن بطريقة سيئة للأسف ، كوني مستعدة ديسمبر ، و قولي لصديقتك ، من ثم نظرت الى ورائي و اكملت
-ان الفستان سيكون رائعا ! الى اللقاء ديسمبر !
قالت كل كلمة و صدقا لم افهم اي شيء ، مالذي تقصد بلقائنا ؟ و لمذا سيكون سيّء !
-انتظري ماذا تقصدين ؟!
سألتها بعد ان قامت مسرعة ، ورأيت ان سكارليت قد وقفت بجانبي ، ولكن تلك الفتاة سرعان ما اختفت،
-من تلك ؟ هل انت بخير ؟
سالتني سكارليت مستغربة ، ولا زلت انظر الى ظل تلك الفتاة ، مالذي يحدث معي ؟
-لا تقلقي ، مجرد صديقة قديمة

لنقل اني اخترت انتظار قدري ، انني اخترت ان أجاريه اللعب ، و ياليتها انً تكون مجرد لعبة بسيطة ،

ان يخدعك القدر بشيء حسبت انه نعمة ، ليكشف قناعه فيظهر وحش من الاكاذيب ، على هيئة ابتسامه بريئة ،هل صادفت شخص مماثل ؟ نسبه ان تكون لم تلتقي بشخص مثله ضئيلة جدا في هذا الزمن ، والسؤال الأهم ، هل تخطيته ؟ ام انك ستعود له مجددا بعد ان تركته ، ولكن لا تقلق أنت لست أحمق ، انت لست احمق لكونك تعيد الكرَّة ، كل ما في الامر ان لديك قلب طيب ، وسط مجموعة من اكلة اللحوم ، و مخادعة ،حتى انها لشدة خداعها و لؤمها تظهر أمامك مثل الملاك الطاهر ، قم بتسجيل حديث له خلف ظهرك ، لا تستغرب او تصدم ان سمعت شيئا يشبه الوسوسة ، يحطم أحلامك ليسهل الطريق على نفسه ليصل الى القمة ، لن اقول انني سأنسى أيامنا ولكن تعلمت الكثير ، ستبقى صورة معلقة في عقلي الى ان يحجبها غبار الزمن ، لن تخدعني اجنحة الملائكة خاصتك !

فَراغْ مُزدَحمْ ||F.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن