الفصل التاسع عشر

14 1 0
                                    

صفحة بيضاء جديدة ها قَد فُتحتْ ، لَمْ احتفل بالعام الجديد من قبل احتفالا كبيراً ، كنتْ عند الساعة الثانية عشر اجلس مقابلةً لعدةْ صورْ لأشخاص احبهم و قريبين الى قلبي ، و مع كل نظرةٍ أقوم بتقبيلْ الثواني املاً من ان تطولْ ، و كانت و كأنها تزدادْ بالفعل ، أرسل رسائل الى كل من احبهم في هذه الدقيقة ، و بعدها التصقْ بالنافذة لمشاهدة الاضواء التي تلمع في السماء ، لطالما امتزجتْ في مثل هذا اليوم بالنجوم و الألعاب النارية ، و في لحظة معينة أقوم بالتقاط صورةً لها في مُخيلتي و بعدها أغوص بها ، كنتُ الغريبة دائما و في كل مرة بصورة مختلفة ، حتى انه في بعض الأحيان اكون غريبةً لكوني أقوم باشياء مَعروفةْ ، و غالبا ما يحدثُ هذا بسبب البيئة التي اكون فيها ، و لَكنني لم اشعرْ بالاختلاف هذه المرة ،فالبيئة التي كُنت موجودةً بها كانت تُماثلني ، حيث قامتْ أريا بكتابة امنية على ورقة زرقاء صغيرة ، و لَفتها بخيط يشبه الشعرة ، او ربما كان شعرةً حقيقية ، ثم ومنها في حوض الاستحمامْ الى ان امتزج الحبر بالماء و بدات الورقة بالتفتت ، تقليدٌ جميل جدياً ، اما الاخر ، فقد خَلد الى النوم مباشرةً ، ليخبرني في اليوم التالي انه قد نامَ سنةً كاملة ، و المؤسف في الامر انني ضحكت من كل قلبي على هذه النكتة السخيفة.
-
كانت أريا تتكلم من دُون تَوقف ، بينما عقل ديسمبر مشغول بما سيقوله ستيڤان ، ما سيقوله اليوم سَيُحدد مصيرها ، فبعد جميع المشاكل التي بإفتعالها تعتقد ان ستيڤان سيجعلها تَعْد الرمال التي يسير عَلَيْهَ بعد الان ، سَمِعْت صوت باب غرفته  يُغلق فعلمتْ ان الميعاد قد اقترب ، في تلك للحظة ظَنّت ان الذي يعيش في القطب الجنوبي يَستطيع سماعْ دَقات قَلبها ، اتصلتْ عَسليتيها بزرقاوتيه مع اول خطوةٍ لَهُ على الدَرجْ ،هي فَقْط تريدُ ان تَعرف مزاجه ، هل هو غاضب ؟ هل هو سعيد ؟ او حتى قلق ؟ تابعت تحركاته محاولةً ان تقرا لغة جسده ، ولكنه تذمر قائلا فور جلوسه على الكنبه المقابله لها
-تَوقفي عن قراءة لغة جسدي يا هذه
عقد حاجبيه بانزعاج ، هو يَكره ان يُحدق أحدٌ به ، ولكنها إجابته مُسرعةً
-و كأنك تمتلك واحده ، انا حقاً لا اعرف ماذا أنتْ
أدارت وجهها بانزعاج ، ثم اردف سائلاً
-لمَ أنتِ قلقة ؟
-أخبرني شيئاً واحداً يجعلني لا اشعرُ بالقلقْ
أخذَ يمسحُ ذقنه و كأنه يُفكرْ ثم راح يَصرخُ قائلا
-انكِ معيْ و برفقتي
ابتسم ابتسامةً عريضةً حتى ظهرت اسنانه و لكنها عادت الى عبوسٌ متشنجْ بعد ان سمع ردها
-هذا اول شيء يجعلني قلقة
أشاح بنظره الى الاخرى و من ثم قال
-أريا جدياً هل يقفُ مهرجٌ امامكْ ! توقفي أنتِ الاخرى عن التَحديقْ!
اشتعلَ خداها خجلاً ، هي لم تشعر بنفسها وهي تنظر اليه كل ذلك الوقت ، اعتذرت و ذهبت الى المطبخ مُتَحجِجَةً انها ستذهب لصنع العصير ، لم تَحتملْ ديسمبر فضاضة تعامل ستيڤان مع أريا ، لتُمسكْ بالوسادة التي بجانبها و تقْذفها بأقوى ما لديها بوجهه ، توسعت عيناه ، لقد صُدمَ من فِعلتها ، بينما الاخرى وقعتْ على الارض من الضحك ، مَلئتْ ضحكاتها القصر باكمله ، بعد مدة ليست بالقصيرة توقفت و عادة بالجلوس على مقعدها و كانت أريا قد عادت و بيديها تُحمل صينية العصير ، جلس الثلاثة متهيئين لبداية حديثهمْ ، و عاد القلق ينهشُ ديسمبر من جديد ، اعتدل بجلسته و نظر اليها نظرة الصقر ، دالاً على بداية الحديث الجّدي ،
-لقد جَمَّعنا معلومات كافيه ، عن كل من كلارك و ادم ، هدفنا الاول هو كلارك ، علينا التَقّرب اليهْ او من احد اتباعه ، و الذي اقصدهُ باتباعه هو صديقه المفضل مايكل ، انه اخرقٌ قليلا لذا سيكون الاسهل ، اما بالنسبة لأدم فلقد اكتشفتُ انه يَبْحَث عن شخص ليقوم ببعض الفحوصات الهامة على العلاج ، هو لا يثق بكلارك حرفياً لذا هو يريد التأكد قبل ان يقوم بتمويل المشروع الكبير ، و لنزيل الغموض عن شُخوص الخطة ، سَنكشف عن الأدوار ،
نظر الى أريا و اكمل حديثه
-سَتقومين بالتقرب من مايكل الى ان تُصبحي حبيبته ، و بعدها عَلَيْكِ ان تجعيه يَثقُ بكِ ثقةٍ عمياء ، بحيث يعطيك مهمة حَمْل العلاجْ الى ادم ،
قاطعته برفضْ
-ستيڤان تستطيع ان تَفعل هذا بنفسك ، او ان تَستعير بأحد العاهرات لان تُصبح حبيبته ، لمَ انا !
-لأنني لا استطيع ان اصبح صديقه من دون ان الكمه الاف المرات في اليوم الواحد و لا اعتقد ان هذه تُعد صداقة ، و لا حبيبه لانه ليس مَثلياً ، و السبب الأهم انه يعلم من انا ، انه يعلم انني ابن مُكتشفْ العلاج ،
اخذت أوردةُ رقبته بالظهور ، هذا يعني انه وصل الى أوج حالات الغضب ، بينما ديسمبر كانت جالسة تحاول ان تَعرف دورها في هذه الخطة ، بل هي عرفته ، ولكنها تحاول ان تُكذب نَفسَها ، جلس الجميع بهدوء مجدداً ، ليعود ستيڤان لإكمال حَديثه
-ديسمبر ستكونين الشخص الذي يبحث عنه ادم ، ستُظهرين نفسك على انكِ الطبيبة التي ستقوم بإجراء الفحوصات ، و أيضاً تحتاجين الى ان يعطيكِ كامل الثقة ،
لتقاطعه بهدوء
-لا شكّ انه يعرفني أيضاً ، انا ابنةُ الشخص الذي باع لهم العلاج ،
- هو لا يعرفكْ لانك قد ابتعدتيْ عن عائلتكْ ، و لإزالة اي شكٍ ستقومين بتغيير مظهرك ، اسمكْ و تلك الأمور.
-بعد ان يتم الامر سوف تقوم أريا بايصال العلاج الى ادم و بالاصح الى ديسمبر ، سوف تقوم ديسمبر بالتأكد من تركيبة العلاج ، و اخذها ، في ذلك الوقت ستذهبان أنتما الاثنان معاً الى السطح ، عليكما تدبر أمر الحراس ، سأكون بانتظاركما بالمروحية ، ستحصلون على العلاج و نذهب من هناك ، و نكمل كل شيء .
نظرت الى الفراغ ، تحاول ادخال كل ما قاله الى عقلها ، لاحظ توتر الاثنتان ، و لاحظ الخوف و الرعب في عيني ديسمبر ، أغمضت عينيها محاولة ان تفهم شيئا عَصِي فهمه بالنسبة لها ، و بادرت بالسؤال سريعاً
-كيف سأعرف ن تركيبة العلاج صحيحة و لم يقم بالتلاعب بها ؟ الشخص الوحيد الذي يستطيع فعلها هو والدك و اعدائه ، كيف سأقوم بذلك ؟
لازالت تبهره بِكلُ شيء هذه الصغيرة ، الامر الذي يجعله معجباً بها اكثر كل يوم ،ابتسم ابتسامةً صادقة و هو ينظر الى عيناها،مجرته الخاصة، بقوله هذا هو سيكسر العديد من الحواجز و ليس خائفاً من ذلك أبداً ،سيقوم بكل ما حذره منه والدها و هو على أتم الاستعداد ،لحظات هي  و قال
-أنتِ لست اقل ذكاءا من ابيْ .

فَراغْ مُزدَحمْ ||F.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن