الفصل الثالث

63 3 0
                                    


-ماهي قضيتنا الجديدة ؟
سألت تروي .. أحد الشرطة الذين يعملون معنا.
-ستيڤان جونز .. ٢٢ عام ، وجدناه يضرب احد جيرانه بقوة ، له سوابق عديدة من السرقة و حادث سيارة حيث قام بقتل طفل عن طريق دهسه بسيارته ، سوابقه عديده بالنسبة الى عمره . كوني حذرة وبالتوفيق

ابتسمت لتروي و ضحكت داخليا ، و كأنني المحققة هنا ، تركته واتجهت الى الغرفة التي يجلس بها ستيڤان ،غرفة التحقيقات ، دخلت فوجدت شرطّيين عند الباب و المدعو ب ستيڤان جالس ، مع تلك القيود التي تحيط يده ، تحيط حريته ،مع وجهه الخالي ، كان مخيف حقا ،نادرا ما أقابل أشخاص بهدوئه ، جميع من اراهم يكونون مذعورين و خائفين ، ولكن هذا الستيڤان ، لقد كان مخيفا بحق .

جلست بجانب وَيْل ، الذي لم احدثه منذ الصباح ، مع دفتر ملاحظاتي للبدء بحديثي مع السيد "مخيف"
-صباح الخير سيد جونز ، لنتكلم بدون قيود رجائا ، هل يمكنك اخباري ان كنت تتعرض لضغوط معينة ؟ من عملك ربما او من اي شخص يحيط بك ، ثق بي انا هنا لمساعدتك حسنا ؟
-وهل يوجد من يستطيع التأثير علي من الأصل ؟ لا تجعلي حياتي من اولوياتك يا آنسة ، حسب علمي عملك هنا هو فقط الكشف عن التحاليل

بداية سيئة ، يتطلب الامر الى استخدام الأسلوب الاخر ، لماذا لا يسهل الامر علي و عليه ؟!
نظرت الى وَيْل منتظرة ان يجيب هذا الرجل ،
نظف فمه و استرسل بالكلام
-يا سيد أرجو ان تلتزم حدودك، والآن أجبني، لماذا كنت تضرب جارك ؟
-لأنني أردت ذلك

وهنا حقا نفذ صبري ،عندما تحاول المساعدة ليجيبك بهذا الجواب المستفز
طريقتنا بالعمل هي باكتساب ثقة المتهم او الجاني ، نتطرق الى حياته السابقة ان كان يعاني من خطب ما ، وما ان تكتشف القليل عنه
حينها ينهار ليجيبك بالحقيقة المنشودة ، ولكن هذا الرجل اخذ يعقدها حقا ! اعلم انني اعمل طبيبة ولكن عندما أتكلم معهم ، اشعر انهم يخافون من المحققين صدقا ، ولكنهم يتكلمون معي براحة اكثر .

نهضت للخروج قبل الانفجار بوجهه ، واردفت بالقول
-اريد عينة من لُعابه و بسرعة
-احسنتي صنعا آنستي ، ولا تنسي ان تبلغي سلامي الى عمك جاك
قالها بابتسامة جانبية ، هذا الرجل تحت تأثير الشراب ! انا لا امتلك اي أعمام بهذا الاسم ، و حتى ان كان لدي ، من اين يعرفني ؟ ، تجاهلت الامر فهو حتما تحت تأثير شيء ما ليتكلم هكذا ،خرجت باتجاه مكتبي ، لن ينفعني سوا القهوة باللبن الان .

بينما هي غارقة بتفكيرها ، لازالت قضية آندي تجول في رأسها ، ليقاطع ذلك الصمت المريح بالنسبة لها صوت الباب ،ًرفعت رأسها لمقابلة احد العاملات لاستدعائها الى غرفة التحليلات ، لتتجرد من موضعها للذهاب الى تلك الغرفة .

-حبوب الكريستال ، لم أظن انه يتعاطى
-أسلوبه مقرف ، لم نحصل على اي معلومات !

قالها ويل بغضب ،يبدو انه قد نسي ما حدث في الصباح ، اعني انني لم أتكلم معه منذ ما حدث ، دائما ما يأخذ الأمور ببساطة ، احيانا أظن انه يفكر وكأنه الوحيد الذي يعيش على هذا الكوكب، ولكنه في النهاية صديقي واخي، عدت للتفكير بشأن ذلك الستيڤان ، من خلال قراءة سجله اجد انه كان تحت تأثير الشرب عندما قام بدهس الطفل ، اللعين ! كان هذا قبل ٤ سنوات و قد سُجن و خَرجْ بكفالة ، تذكرت جاره لابد انه يعرف عنه شيء و لو القليل !

-هل استيقظ جاره ؟
-تفقدته منذ بضع ساعات ، لنذهب لنراه الان

عندما تتكلم مع شخص تقابله لأول مرة او حديثٌ معرفتك به ، فكر بكل الاحتمالات ، ربما قد تقول كلمة تكون وقودا لنار قلبه ، فتحرقه و تجرحه داخليا

فَراغْ مُزدَحمْ ||F.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن