الفصل السادس عشر

13 1 0
                                    

لطالما نفذت كل شيء اؤمرت به من دون اي تقصير ، وضعت رأي الناس فوق كل شيء و الأهم فوق راي ، كنت كالخروف تماما ، أسير مع القطيع ، فان قيل لي اشربْ اشرب و ان قيل لي كُلْ اكل ، لم اقل لا يوما ، او اعترضت على مصيري ، لم احاول تغييره على الاقل ، لذلك في نظري استحق ما أعانيه الان ، كان علي تحقيق حلمي و الاشياء التي اريد فعلها ببساطة ، وان اعترض احد على ما افعله او قلل من شأني ،اتجاهله فقط ، ما دام الشيء الذي افعله يسعدني فلماذا اتركه ؟
منذ ان جئت الى هنا و ستيڤان يتحكم بي ، بالطبع سيفعل هذا لانه الخاطف و لكن انا لن اظل واقفة مكتوفة الايدي من دون فعل شيء ، هذا الفتى مجنون ، و سأعمل بعد هروبي الى الامساك به و تسليمه للشرطة و من ثم ساتولى علاجه النفسي بنفسي ، حتى لو كلفني الامر حياتي ، على احد ان يوقفه ، الصور التي رايتها جعلتني اصاب بالتوتر الشديد ، انا الان اتوقع اي شيء منه ،لا اريد ان يؤثر ما قرأته بتلك الرسالة على مشاعري ،علي الذهاب قبل فوات الاوان، بماذا أوقعت نفسي الان ، من المفترض ان اكون بجانب ويل لتحضير زفافه ،
أخرجت  السكين و اخذت انظر اليه ، سأقاتل ، سأقاتل من اجل حريتي .
نزلت بسرعة كبيرة من الدرج ، وصلت الى الباب و ها انا افتحه ، لم يكن مقفل ، هل يثق بي هكذا ؟ مضحك .
اغلقت الباب بخفة و ما ان استدرت حتى اصتطدمت بشيء اقرب الى الجدار بصلابته ، رفعت راسي لتتصل عيناي بزرقائه ، دُهشت و خفت في الوقت نفسه ، لترسم ابتسامة جانبية على شفتاه و كأنه يخبرني بانه كان يعلم بخطتي ، جعلني اشعر و كانني الأغبى في هذا العالم ، تمالكت نفسي واندفعت بقوة عنه محاولا الهروب ، و لكنه احاط كتفي بذراعه بسرعة ، لأقوم ب"رفسه " حرفيا في معدته بأقوى ما لدي فإذا به يقع أرضا مع تأوّهات عالية اخذت تصدر منه ، نضمت تنفسي بسرعة و استدرت مرة اخرى استعدادا للركض بأسرع ما لدي ، الا انني ما ان خطوت خطوتي الاولى حتى تجمدت ْ ، انقطع الصوت من حولي و تجمدت قدماي ، بت لا اشعر بتلك الدموع التي بللت هداي ، فقدت جميع الحواس الا النظر ، الذي كان مرتكزا على ذلك العلم الواقف وقفة الطاووس المتباهي بريشه الذي يطيره الهواء و يداعبه ، انا في ايرلندا.
اخذت ثواني محاولة استيعاب الامر ، و لكنني لم استطع ،نظرت الى خلفي لأجد ستيفان مع نظرة غاضبة و متعبة ، تجاهلت جميع السوائل التي كانت تغطي وجهي بسبب بكائي و همست بصوت مسموع
-كلا ، أرجوك اخبرني ان هذه خدعة !قلتها و انا أشير الى العلم .ليجيبني بأبرد اُسلوب شهدته في حياتي
-ادخلي رجائا الى المنزل ، حيث قالها بصورة امر اكثر من الرجاء ،
-ابتعد عني أيها اللعين ! صرخت بأعلى صوتي ، لقد فقدت اعصابي حقا ، انا مع شاب مجرم لا اعرفه منذ ايام في بلاد اخرى و وافقت على مساعدته في لعبة قذرة انا لست متاكدة بمقدار ٥٪‏ من صحتها !! اين كان عقلي بحث الجحيم !
اخرجت السكين الصغير من حذائي ، رفعت قدماي لأصل الى قامته و اقتربت وانا اهدده مقربة السكين من عنقه ، بصوت مبحوح ، من الخوف
-إياك ، إياك ان تلحق بي !
جفلت للحظة ، هو سيمسكني من الثانية الاولى لو تركته هكذا ، حدقت في عينيه و انا اعتذر له عما ستفعله في قلبي ، و بسرعة سحبت يدي من رقبته الى فخذه و غرزت السكين هناك ، نظر الي باعين متوسعة ثم صرخ وأكاد اقسم ان طبلة اذني قد تمزقت ، سحبت السكين بسرعة و مسحتها من دمائه بواسطة بنطاله ، بتقزز .
و ها انا اركض بأسرع ما لدي الى المجهول .

فَراغْ مُزدَحمْ ||F.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن