الفصل الثامن

39 2 1
                                    

نغمات اغنية "Be Alright " تصدع في المكان ،لذلك الفتى الاشقر البليغ في كلماته ، لست من محبي هذا النوع من الاغاني ، ولكن لا استطيع إنكار جمال هذه الاغنية .

لا عيب ان تؤثر فيك كلمات اغنية ، لا عيب ان تترقرق من عينك دمعة بسبب لَحنْ او بيت شعر ، بل هذا شيء جميل ، لان من كتبها انسان سواء اكانت اغنية او شعر او اي شيء مكون من تلاصق الحروف .
العيب في ان تسخر من تلك الحروف ، ربما كتبتها انامل شخص مكسور، او فاقد لسعادة وجدها في انسان ، ربما غيرك سمعها و فاضت مشاعره معلنة حرب من الحزن
لفترة دقائق ، لينسى كل شي اثناء سماعه بعض السطور ممزوجة بألحان موسيقية .
انا يائسه من مجتمع لا يعترف بالموسيقى كرفيق دربْ ،
من مجتمع لا يعتبرها مهربا من الآلام .

استيقظت بعد محاولات من فتح عيناي ،  رؤيتي الضبابية منعتني من التعرف على المكان ، او بالأحرى انا لم ارى هذا المكان مسبقا ، لم اشعر بالارتعاب أبدا ، على الرغم من انني مخطوفة و في غرفة لم يسبق لي ان أتواجد فيها من قبل، الا انني اشعر بالارتياح تقريبا ، ربما ديكور الغرفة القريب من نفسي ساعد على ذلك ، زجاج ورائه عشرات من أشجار الصنوبر، مع قطرات تنزلق على النافذة ،
لماذا السماء مزاجها متعكر في الشتاء ؟
لازلت اصدق ان المطر ليس سوا دموع السماء ،
اوليس البشر يعيشون على المطر ؟ هذا يفسر ان الكائنات تعيش على حزن الاخرين ، ام هنالك تفسير اخر ؟
هل كوني احب المطر يعني اني احب احزان الاخرين ؟
المطر قطرة من الماء تحتوي على إعجازالهي ، نزلت لتبني الاخرين ، لتقويهم .
الدموع قطرة من الماء تحتوي على ذكريات حزينة ، الآم مكتومة ،نزلت مستنجدة للمساعدة.

-ارى ان الأميرة النائمة قد استيقظت !
من غيرها ،تلك الفتاة المجهولة و معها ذلك الذي يُدعى بستيڤان بحلته السوداء  .
تجمعتْ الدموع في عيني مُستعدةً للسقوط ،شَعرتُ بضعف حقيقي و لم يكن بمقدوري ان ارفع إصبع واحد ،كان الحِملُ في صَدْرِي كبيرا ولم اعرف ماذا افعل
،لتتكور في فمي جميع الاسئلة التي خطرت في بالي ، التي اختصرتها بسؤال واحد
-مالذي يحدث ؟
نبرة صوتي كانت عالية نسبيا ،التزمت البرود كأسلوب لي ، على الرغم من ان الضعف واضحٌ علي ولكن مهما يكن انا الان مختطفة من قبل فتاة لا اعرف من هي و سجين مجنون ، بمجرد ان افكر بالأمر اشعر بالرعب ، يبدو ان تأثير اثاث الغرفة بدا بالزوال .
-ديسمبر ، على مهلك لا تستعجلي الأمور ، كل شيء سيحدث في وقته ، أرجوك .
-استعجل الأمور ؟! ان كنتي لا تلاحظين إنكما قمتما باختطافي ! الا ترين نتائج مسايرتي للوضع ؟ أدت بي الى هنا !
ليتجهم ستيڤان قائلا
-أريا ،انها خائفة ،يستحيل ان تستطيع مساعدتنا !

ليغلق الباب بعصبية ، تاركا الفتاتان وعلى وجهيهما كثير من علامات الاستفهام ،
انا لا افهم مالذي يحدث من حولي ، لماذا قد يحتاجان الى مساعدتي ،مالذي أملكه لمساعدتهما،
ما الميزة التي املكها لمساعدة شخصان مثل تلك الفتاة التي اتضح ان اسمها او لقبها هو "أريا" و فتى السواد ستيڤان ، و الغريب من الامر إنهما تركاني من دون قيود ، حتى الباب لم يقفلاه،تذكرت الانفجار ليلة امس،سقطت دموعي و انا اذكر صراخ الجميع هنالك،امسكت راسي و لا زالت حالة الضعف تسيطر علي،كل ما اريده ان ابقى في هذا السرير الى الأبد ،
انا لا اعلمْ اين انا ، ربما انا في بلد اخر حتى ، قررت الخروج من هذه الغرفة بعد مكوثي بها لساعات ،
سُرت في ممرات هذا البيت الكبير ، هو أشبه بالقصر ، الجدران الرمادية تضفي الفرح الى روحي العجوز ، على الرغم من اعتبار الأغلبية ان هذا اللون لون كئيب ، إلا انني اجد الإشراق في هذه الالوان ، هكذا هم عاشقوا ديسمبر كما يُقال.
نزلت ذلك الدرج اللولبي ، و عيناي تتفحص ضخامة هذا المكان ،وجماله ، لتوطىء قدمي على ارضية صالة الجلوس ، كُحل أثاثها بالسواد ، نظرت الى ستيڤان الجالس على احد المقاعد ،كان يتابع التلفاز ، أبعدت عيني عنه لأتابع النظر الى الحائط ، وكل تلك اللوحات المعلقة ،
انا اكره اللوحات ، لان محتواها صور لنا في لحظات قلال شعرنا بها بالسعادة ، لكي يرى الآخرون اننا بخير و نشعر بالفرح في حياتنا ، مخبين خلف كل صور
أحزاننا ، خائفين من ان نعترف بها ، ان اول خطوات مواجهة الحزن و تخطيه ، هو الاعتراف بِه .
تابعت النظر الى ان شعرت بأن هنالك شخصا يراقبني
نظرت الى ستيفان ، كانت عيناه الزرقاء تخترقني ، قطعت تواصلنا البصري بعد دقائق لاتخطى الفراغ جالسة على احدى الكنبات ، لاردف قاطعة الصمت ،
-احببت طريقتك في الخطف ، تستحق الخمسة نجوم حقا ،ولكن لا تقلق لن اثقل عليك لأنني سأخرب قريباً
قُلتها مؤكدةً له ،الامر غريب الى درجة اللعنة ان أتكلم هكذا مع خاطفي ،اعني كُنتُ اتخيل انه سيقوم بتعذيبي و قتلي و من ثم رمييّ جثتي لتأكلها الكلاب،ولكنه يعاملني معاملة لمْ أعامل بها في منزل والدايْ،جديا..
-ليس خطفاً أولاً، و ثانياً لن تهربي الى اي مكان صغيرتيْ ،
قالها و هو يعيد نظره الى التلفاز متجاهلا ايايّ
لاردف ساخرة و مُتجاهلة الكلمة الاخيرة التي قالها ،
-حقا ! اذا ماهو ؟ لقد افتعلت انفجاراً لا اعلمْ عدد الجرحى و القتلى فيه ،لقد دمرت مبنى باكمله ،و أخذتني و خدرتني حتى ، و لا تسميه خطفاً!
-لنقل انني استعرتك قليلا ، و لا تتعبي نفسك بالحديث لانك لست بخير ،
صرخت متجاهلةً نصيحته،و كأنه خائف علي
-استعرتني ؟! وهل انا دمية في رأيك ؟
-ديسمبر ، اقسم اننا بعد ان ننتهي سأعيدك بيدي هاتين الى منزلك ، سالمة و آمنة ، والآن اصمتي .
صمت بالفعل لأني لم احد اي شيء يمكنني ان أضيفه لعقله المتحجر ،
-ان بقينا على قيد الحياة،
لتصرخ أريا من احد الغرف ،و تجعلني اتصنم ،ماهو هذا الشي الذي يُريداني به ،لقد تاكدت الان بانني بورطة كبيرة ،كبيرةٍ جداً.

فَراغْ مُزدَحمْ ||F.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن