الفصل الثاني عشر

11 1 0
                                    

-سنجلس هنا في المقاعد الاولى ،ما رأيك !
-سيكون هذا جيدا مارلي ، و لكني لا اعتقد ان والدتك ستوافق على جلوسي بجانبك ، هي تريد من رون ان تفعل ذلك !
قالت الصغيرة بضيق بعد ان أزاحت نظرها عن المقاعد ، انه اليوم الاول من المرحلة الرابعة ، و لطالما يكون اليوم الاول الاصعب بالنسبة لها ،لانها تريد الجلوس بجانب مارلي في كل سنة ، و لكن هذا لا يحصل بسهولة ، لان والدة مارلي هي معلمة الصف ! و تظن الصغيرة انها تكرهها و لا تريد منها ان تجلس بجانب ابنتها ،
زفرت الصغيرة  بغضب طفولي بعد ان رأت رون تتقدم ، حاملة كيس كبير فيه صندوق مغلف ، تقدمت الى مارلي و ألقت التحية عليها و اخذت تدور بفرح لابتداء العام الدراسي وكَمْ هي متحمسة اليه ، قلبت الصغيرة عينيها بغضب و ذهبت رون تبحث عن والدة مارلي ، لماذا ؟ لكي تقدم لها هدية قد قضت والدتها طوال الليل بتغليفها لكي تحرص والدة مارلي و التي هي المعلمة على رون طوال العام ، كانت تقع هذه الرشوة كل عام و لكنها لم تكن تعرف معنى الرشوة في ذلك الوقت ، دق الجرس ، ليركض الجميع نحو الصفوف ، ازداد حزنها لبداية اليوم ، لطالما كانت تخاف من المستقبل ، تمقته مقتا شديدا ، تتمنى لو يتوقف الزمن من حولها. و لكن عمرها لا يتوقف ، لكي تتاكد ان كل ما سيحدث من صالحها و يطمأن قلبها .
سحبتها مارلي بقوة من يديها لتركضا الى الفصل، توزع الاطفال على المقاعد مثلما تتناثر أوراق الخريف على الارض ، عمت ضوضاء عالية بسبب حديث الاطفال و ما لبثت ان اختفت عند دخول المعلمة ، نظرت الصغيرة اليها بقلق ، و كأنه استأذن منها بان تجلس بجانب ابنتها ، نظرت السيدة سالي بعد ان رحبت بجميع الطلاب و استفسرت عن الإجازة و الاسئلة المعتادة نظرت الى ابنتها و الصغيرة التي بجانبها ، منحتهما ابتسامة مطمئنة لان ابنتها مارلي أخبرتها سابقا عن خوف رفيقتها ، تفهمت ذلك لان الصغيرة لا تثق بنفسها كثيرا ،
و لكن يبدو ان الامر لم يعجب رون لانها سرعان ما وقفت و احتجت ، قائلة انها قصيرة و لا تستطيع ان ترى السبورة هكذا ، احمرت الاخرى من الغضب ، لتضغط بكفها الصغير على القلم المحجوز بين أصابعها ، لقد سيطر عليها الغضب ، ولكنها لم تظهر ذلك ، فهي تنتظر رد فعل المعلمة ، استنشقت المعلمة الهواء بتعب و تملل ، هي تعلم لا بل اعتادت على شجارات الاطفال هذه ، لتخرج قهقهة صغيرة منها عندما رأت شكل الصغيرة التي بجانب ابنتها و كيف تلون خداها باللون الاحمر بسبب الغضب !
-رون ، ما رايك ان تجلسي بجانب ماهن ؟ لكي تساعديه ايضا في دروسه بما انك متفوقة و اذكى الصف !
-ماذا عني انسة سالي ! هل انا ايضا ذكي
نطق تود الصغير ، بعينين لامعتين منتظرا اجابة معلمته ، لتجيبه بالإيجاب ليبتسم و تظهر اسنانه الصغيرة ،
بدا جميع الطلاب في الصف يقولون يتدافعون في سؤال معلمتهم و هذا ايضا امر معتاد بالنسبة لها ،
رُسمت ابتسامة راحة على ثغر الصغيرة وأمسكت يد صديقتها ، لتضحكا الصغيرتان معا .

ان ذكريات مثل هذه لطالما ترسم الابتسامة على الثغر ،ولكن ليس بالنسبة لي ، لان مارلي قد توفت هي و شقيقتها بعدها بسنوات قليلة بحادث سيارة حرقاً ،الامر الذي اثبت لي انني لعنة حتى و لم يكن لي علاقة بالأمر.

فَراغْ مُزدَحمْ ||F.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن