الفصل التاسع و العشرين

7 1 0
                                    

-شُكراً لكْ
،قُلتها بابتسامةٍ خَجلة لمايكل بعد ان ملىء كوبي بالنبيذ، كان موعدُنا الاول ، لايزال امامي طريقٌ طويلْ ، عندما اجلسُ  معه لا اشعرُ انني جالسةٌ مع احد رجال العِصابات ، كان كأي شخصٍ ثري عَرفته ،حقاً المَظاهرُ خَداعة ، كان يُحدقُ لي بينما أتناول الطعام ، في بداية الامر أزعجني ، ولكنني تَذكرتُ ستيڤان و كيفَ يُحدق الى ديسمبر ،عيناه تَخترقها و كأنها الفتاة الوحيدة على الكرة الارضية،لِتقابله بِتلكَ العينان اللامعتان و التي تشع كماً هائلاً من البراءة ، و التفكيرُ في هذا أزعجني أكثر..
-ما رأيكِ ان نرقصْ!
نَظرتُ اليه ،انا لا احبُ الرقص ، و لا اعرفُ كيف ،فَكرتُ انتي لو أخبرته بذلك لربما تقبل الامر و ظللنا جالسين ، علي ان أوافق لكي أبدو و كانني مستأنسة معه ،أمسكَ يدي و سحبني الى ساحة الرَقص المليئة بالإجساد المُتمايلة ،كانت احدى الاغاني الفرنسية هي المُستولية على المذياع ،بِمُجرد سماع حُروفها على الرغم من انني لم افهم سوى كلمتين الا انني شَعرتُ بسعادةٍ عارمة ، كانت مُبهجةٍ بشكل مُريحْ،ضحكْتُ كثيرا حتى على أتفه الاشياء
لم اضحك هكذا منذُ زمن ،و الأهم انني لم اشغل بالي بستيڤانْ و ديسمبر كَثيراً ،كُل ما حدث انني لِنصف الوقتْ كُنتُ اتخيل ستيڤان الذي امامي لا مايكل.
بعد رقصةٍ قصيرة عُدنا الى مَقاعدنا ، تكلمنا لمدةٍ قليلة بامور ليستْ ذات اهمية ،ليقاطعنا رنين هاتفهُ نظرتُ اليه بنظرة خاطفة ،كانْ الاسم الذي يعتلي الشاشة كافيا لجعل أطرافي تَرتجفْ ،كلارك ميجوري اعتذر مني و وقف بعيداً و اجابه ، حاولت التنصتَ من كلماته و لكنني لم استطع سماع غير "لا تقلق يا صاح" ، استمر لعشر دقائق و من ثُمَّ عاد و هو يعتذر لي عن تأخره ، لاحظت ان تعبير القلق اخذت تنهشُ وجههْ ، أمسكتُ يدهْ المَمدودة على الطاولة لاطمأنه ،ادار نظرههُ لي ،
-هلْ كُلُّ شيء بِخَيْر مايكل ؟
قُلتها بنبرة عادية ، ولكنها بَدَت رقيقةٍ جداً ، ابتسمْ لي ابتسامةً مُشرِقة و هو يحتضن يداي بين كَفيه و ينظر الى عيني مُباشرةً ، لِيقول و اعتلتهُ الحِيرة مُجدداً
-فقط مشاكلُ في العمل ، لا تَشغلي بالكِ كَثيراً بالأمر
-ايمكنني ان أُساعدَ بشيء ؟
سألته محاولةً للحصولِ على مرادي ،ظننتُ ان الامرَ سهلاً ، ولكنه ليس كذلك البتة،أمسك يدي مُجدداً و هو ينظر بدفىء
-انا لا اريدُ ادخالكِ في الامر ،انه صعبٍ و خطير حقاً ،ولكنكي تُبهريني بِكمْ انكِ رائعةٌ كُل يَوْم حقاً
ابتسمتُ بخَجلْ ،و اخفضتُ راسي بينما العنه في رأسي ، لِمَ لا يُسهل الامر علي فقط ؟
خَرجنا بعد ذلك و طَلبْ ان يُوصلني الى الشقة و لكنني رفضتُ ذلك ، أخبرته ان الناس هناك سيؤذوك فور ما يَرَوْن سيارتك باعتبار انها من النوع الحديث و انهم سيسرقوكَ في الايام القادمة ،لذا أوصلني الى مكانٍ على بُعدِ شارعٍ من الشقة ، أمسك يدي قبل نزولي بثانية و قبلها ،ليقترب مني الى وجهي و لكنني سُرعان ما أدرت وجهي لتُطبع على خديّ ، لِسَببان ، الاول هو انني لا اريد ان يلمسني احد ،و خصوصا في الوضع الذي امثلهُ الان ،انا احاولً ان ابتعد عن مُسمى العاهرة لكافة الطرق ، و الثاني وان الرجل عندما يرى المرأة و هي لا تُعطي من نفسها يَزدادُ تمسكا بِهاْ
دخلت الى الشقة و انا اشعرُ بأنني سيغمى علي من التعب ، كانت الشقة هادئة و مُبعثرة ، كانت ديسمبر نائمة  و هي في وضعية الجلوس على الكنبة ، و تمسك بيديها العديد من الاوراق ، لابد انها غفت بينما كانت تعمل ،دَخَل ستيڤان الى الغُرفة و هو يَحْمِل بيده بَطانية و على الأرجح انها لديسمبر ،كُنتُ لا ازال واقفة عند الباب مُنتظرةً ان يسألني،ان ينطق باي حرفٍ ليْ، رايته كيف يضع الغطاء عليها بهدوء،كيف يُزيح خُصلات شعرها بخفة خوفاً من ان تَستيقظ ،بَعْد ان اكمل ما كان يفعلهُ التفتَ ليْ و سألني و اخيراً
-النْ تَدخلي؟
سِرتُ و اخيرا نحو الصالة و انا انزع حذائي لاهبطَ على الارضْ و يَعُود طولي الحقيقي بعد حلغي لذلك الكَعبْ
-كُنتُ انتظرك لِتسمح لي
قُلتها و انا ابتسم من غير ان انظر لوجهه،حَزنت حقاً و هذه ليست المرة الاولى ، أنهُ يُحبها او مُعجبٌ بها على الاقل ،هذا ليسَ عدلاً في نظري،انا رافقتهُ في كُلِ شيء في مراحلِ حياتهْ ،اما هِيَ فَلَم يَعرِفها الا مُنذُ عِدةِ أسابيع ،جُلَ ما اخشاه ان تُبادلُه المشاعر ،اعتمادي الوحيد على هذا الان ، انا لا استطيع العيش ان دَخَل ستيڤان في علاقة لم أكن انا الطرف الثاني فيها .

-اذن،ماذا فَعلتمْ؟
قال و هو يُناولني صًحناً من المُثلجات ،كُنا جالسين على الطاولة المُستديرة في المطبخ ،أخبرته بِكلِ ما حدث بالتفصيل المُمل، خَتمت حديثي بإدخال مِلعقةٍ كبيرة من المُثلجات لِيتجمد عقلي من شِدة برودتها ، وقفت للخُلودُ الى النَوم ،جدياً لا اعرفُ كيف تتحمل قدمي من حمل سائر جسدي ، سَحبني ستيڤان و قام باحتضاني، لم استوعب الامر الا في وقت متأخرٍ كالعادة، ضمني اليه بقوة ،حاوطتْ يدي جسدهُ و انا أتمتع بقدر ما استطيع من هذا الدفء النادر ، همس ليبصوتٍ اجشْ
-شكرا لك اري على كُل شيء .
ابتسمتُ و انا اعلمْ انه لم يستطع رؤيتي و لكنه يشعرُ بي ،فجاةً احسست ان كل شَيْءٍ بخيرٍ مُجدداً ، وان ستيڤان لا يرى غيري ، ببساطة بدات الأحلام تنسج خيوطها الوردية في عقلي.

فَراغْ مُزدَحمْ ||F.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن