🔹 5 🔹

959 82 130
                                    

السابع والعشرون من مارس .

الخميس.

5:33 فجراً.

وجهة نظر الكاتبة:

كان جالساً في قبوِه، أمام معبودتِه ڤينوس ، فهو كئيبٌ لا يدري ما باله ولا يملك من يشكيّ له غصته التي تؤذيه حقاً.

اما عن التمثال الذي قلبهُ الغشيم وقع في حبه فقد كان يخشى لمسهُ،
كان يخبر نفسه أنه تقديس ، ولا يجب ان يلمسها او يحركها من مكانها ، ولكن الحقيقة كانت أنه خائفٌ ولنقل أنه جبان .

اجل هو جبانٌ وغشيم لأنه يعلم عندما يلمسها يقينه سيصبُح شتات، فهي قطعة فخار
نُحتت على يدِ فنان، كيف لها لأن تكون آلهاً للحُبِ؟ هذا ما كان يوسوس لنفسه وما كان يهرب منهُ.

كان يفكر ماذا لو وقعت ؟ واصبحت قطعٌ لا قيمة لها ؟ أهي حقاً شيئاً ملموساً أم مجرد خيالٍ؟

تردد في فعلها ولكنه مد يدهُ، مد يده لها ليتجول في ملامحها الجامدة والخامدة،لا شيء ليوقظ هذا التمثال الميت .

تنهد وعاد بكرسيه يصفن بالسقفِ وقال " أكلُ ما أراهٌ خيالٌ؟ كيف يمكنه ان يكون خيالْاً ، فذلك الوجه هو ما فضلتُ عن البشرِ الخائنين، فهذا التمثال حتى لو لم يكُن يقبلني ويأخذُني لعالمه فهو لم يحطم قلبي ولم يشتتُ روحي التي لم يبقى فيها سوى اجزاءٍ صغيرةٌ ضئيلة ." كان كلامه هذا جُرأةٍ بما أن آلهُه كان على الطاولة الخشبية المزينة بالورودِ والصور والعطور.

ثم قام بعدها نظر لكل ما فيّ هذا المكان المظلم قليلْاً ، انتصبت يداهُ لتوجه ضربة قوية لشيءٍ ما ، لم يضربه وأنما حمله بين يديه وحدق به قائلاً
"أشتاقُ لكِ ، أحنُ لجلستنا تحت الشجرة وأحن لأوقات الهروب من المدرسة .
الشغف الذي كان يملْأ روحكِ لم يعد شيئاً يمتلكهُ البشر، عوديّ أرجوكِ"
وقع بعدها على على الأرضِ ، بيديه صورةِ أليّز التي وضعها على الرف ذلك اليوم .

أعني كيف له أن ينسى حبه الأول وكذلك فهو الأخير ؟
ما هذا التناقض الذي يعيش به؟ بين آلهته وحبيبته؟

وقع مستندٍ بظهره على الحائط ، تفاجئ بنفسه وهو يمسح دموعه .

أي خطأ هو يرتكب؟ ترك الصور وعدل طاولةِ ڤينوس قائلْاً "أليز ذهبت من زمنٍ ولم تذهب الْأن، لم يتبقى سواك ڤينوس فلْا تتركيني ، لّا تقعي ولا تثبتِ أنك خيال، ولّا ترمشِ لاؤمن أنني على حق، أبقي هكذا فقط." وعندما خطط للذهاب همس وهو يطفئ الضوء "سامحيني".

حقاً لو أن ڤينوس كانت مجرد خيال لكان خسر نفسهُ، وأن كانت تومضٌ بالحياة لكان يرتكبُ خطيئة.

هَوَّ مجردُ دوامةٌ تدورُ وتَعمّلُ وُتُسافرُ وَلكِن هذهِ الدَوّامة تُسمّى دَوامة الحِيّره.

True Colours : Botticelli |الألوان الحقيقية : بُوتيتشيلليّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن