"هل سوفَ تطلبُ الوصالُ عبر المياهْ،
أيّا عشيقيّ،
أيّا شبحي،
هل سوفَ تلتفتُ عن دَربكَ وأنت تنجرفُ نحوُ سافلِ الساحِل
بينما يهتزُ أصبعكَ البنصرُ ويتصدأ في المَطر
هل سوف تتوقفُ في ترحالكَ وتنتظرُ في موقعكوَ عُد، وأرجع إلى ذراعيّ على جُرفَ الشاطئ،
ولسوف اتمسكُ بك كأحتضاني لك قبل الوداع..."*قصيدة اغريقية قديمة.*
أغلقت سيلڤا كتابِ الأشعار التي كانت تقرأهُ بصوتٍ مسموعٍ.راقبت نيرانِ تٍلك الشمعة وهي تتحركُ مع الهواء، بينما يتحولُ النهارُ إلى ليلٍ.
كان جسدُ زين جامدَ الحركةِ على سرير المشفى، فقط صدره ما يتحرك كحركةِ تنفسٌ.
لقد كان هذا حالهُ منذ يوم الحادثِ، لقد أمضى جسده غارقاً في نومٍ عميق منذ ٣ أسابيع.
في خلال تلك الفترة، كانت سيلڤا تُجالسه يومياً بعد أنتهاءِ فترةِ عملها، كانت أحياناً تغفى الليلُ بجانبه،
مرةٍ وهي تحادثهُ، ومرةٍ حين تقرأ لهُ، ومرةٍ حين تكتبُ له، ففي هذه الأسابيع الثلاث هي تماماً سوف تصلُ لنهاية كتابها الذي تتصور لنفسها وزين حياةٍ أجمل حين يكون أسمهُ ويليام بوتيتشيللي ويكونُ أسمها جيوفانا أمبراسيو، وكانت قد انغمرت في الكتابة، لكتابين. أحدهما خيالي... والأخر واقعي.
لقد تناست الذي حدث في الماضي عند وقوع ذلك الحادث، فحين رأت ذلك الدمِ الأحمر على جسده، صعوبة تنفسه وكيف كانوا الأطباء حوله جعلت منها تفكر في لا شيء غير كلماتِ غزله، اللوحات التي بعد لم يرسمها والنغمات الموسيقية التي بعد لن يلحق عزفها.
تذكرت اول لياليها في منزلها حين انتقلت له حين سمعت صوت حادث الحريق، تذكرت عزفه وتمايله على البيانو وشغفه حين وصلت للمستشفى، تذكرت كمية جروحه وحين جالسته بجانب حوض الأستحمام مع تلك الأسماك حين بحثت عن الغرفة التي يسكُن فيها، وتذكرت كم مر من وقت منذ آخر مرة قد تشاركت النفسِ والسمعِ واللمسِ معه حين سمح لها لأن تراه.
..
.
في خلال تلك الأسابيع، حالة سيلڤا المادية من ناحية الشركة كان في تدهور، قد خسروا اموالاً كبيرة، والدها كان قد أخذ فترة راحةٍ، وهي قد طردت مساعدها الذي كان يمسك العمل.
اول ما فكرت فيه سيلڤا بعد أن يستيقظ زين من غيبوبته، ليس أن تأخذه وتهرب به، فجروحِ قلبها لم تشفى بعد...
قررت أن تقبل عرض زين بأن تكون الكاتبة للكتاب الذي يريد أن ينشره عن حياته وفنه.وبالفعل، في تلك الليالي كانت تسهر في غرفته وهو يجثو على فراش المشفى، كانت هي قد بدأت الكتاب.
.
.
"قد مر وقتٌ طويل" قالت سيلڤا محادثةٍ كُيرت."أعلم.."قال متنهداً.
أنت تقرأ
True Colours : Botticelli |الألوان الحقيقية : بُوتيتشيلليّ
Romanceزَيُنلاِس، سيلڤانتسيا، والقَدرِ هَوَّ مجردُ دوامةٌ تدورُ وتَعمّلُ وُتُسافرُ وَلكِن هذهِ الدَوّامة تُسمّى دَوامة الحِيّره..هذا هيّ أفضل جزئيةٍ بإمكانها أن تفسُرهُ. . . حقاً لو أن ڤينوس كانت مجرد خيال لكان خسر نفسهُ، وأن كانت تومضٌ بالحياة لكان يرتكبُ...