🔸️36🔸️

384 26 11
                                    

الثامنةُ مساءٍ، يومِ الأحد.
في غرفة زين الفَندقية.

سيلڤا دخلت غرفته، تحملُ الدفتر الصغير، حاسوبها، وكيس من البسكوت الآسيوي،المحشوّ كريمة فراولة.

"مساءُك خيراً." قالت، وأخذت من كُرسي البلكونة مكاناً لها.

"هل هناك مشكلة لو جربت واحدةٌ؟" سأل زين قاصداً البسكويت.

أبتسمت بخفة، وأعطته الكيس بأكمله، اخذ قطعة وارجعه.
"فراولة؟ لذيذ. ولكنيّ أفضل الشوكولاته بالبندق مع كوبِ القهوة."
أنه يحيكُ لشيءٍ، ولكن سيلڤا لن تقع بسهولة.

كان يضع على الطاولة كوبين قهوةٍ، وقطعٍ من شوكولاته البندق، ذاتها التي تناولوها في الحديقة حين جلسوا معاً لأولِ مرة.


"لا أشربُ قهوتي سوداء..." أبتسمت سيلڤا، وأكملت تناولها البسكويت.

"حسناً، كيف تُريد ان تُصف نفسك؟ في بداية الكِتاب."

"كما يعرفوني الناس؟" اجاب بحيرةٍ.

"في الكتاب، مِن المفروض أن تكشف عن زوايا لا يعرفُها الناس، ليس الشخص الذي يرسمُ لوحاتٌ ويزوروها، وليس الشخص الذي يخضع لجلساتِ تصويرٌ لصالح المجلاتِ، وأيضاً ليس الشخص الذي ينشرُ مقاطع عزفهُ على الأنستجرام... علينا أن نكشفُ عن شخصٍ لا يعرفهُ الناس، هذا الذي ما سيجعلهُم يقرؤن الكتاب."

عدل زين جلستهُ، حدق بها للحظة وقال "ما الذي تريهُ مناسباً لوصفي؟ شيء لا يعرفه الناس."

"أعتذر، ولكن لن اصفُك أنا... ان سمختُ لنفسي أن اكتب عن مشاعري، سينتهي هذا الكتاب بشتائمٌ ضد شخصٍ يعشقُ أصنامٍ." ضحكت بسخريةٍ في نهاية كلامها.

"لديك بعض الكره تجاهي، هذا صعبٍ." قال.

"مشاعرنا بعيداً، أزفر بعمقٌ، ولنكتب. "قالت.

"حسناً، ابدأي الكتاب بهذه الجملة
ليسَ لي خوفاً من المثاليّة، لأنني لن أصلُها أبداً.
-سلفادور دالي. "

"لما؟" قالت بعد كتبت.

"لأنني أعيشُ بها..." قال وهو يتناولُ قهوته.

"أبحث عميقاً في نفسك، ما هي المثاليةُ بالنسبةُ لك؟"

"أن اكُن مثاليّ، شيء غير معقولٍ ومنطقيّ، وكأنني اتخطى الحدودِ البشريةِ، والكونيةُ أيضاً. ولكن بعيداً عن المثالية، هُناك الجيد والسيء، وأنا أخترتُ أن أكون الجيدُ." قال، ونهض متمشياً ليجلب شيءٌ من الغرفة.

"جيدٌ في؟" سألت سيلڤا، أخرج رأسه من بابِ البلكونة "الفراشِ مثلاً؟"

ضحكت بخفةٍ، جلب هو صندوقٌ أسود بخطوط حمراء.

True Colours : Botticelli |الألوان الحقيقية : بُوتيتشيلليّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن