🔹 19 🔹

576 38 65
                                    

كانَ ساهرًا في غرفته، على ضوء شمعةٍ واحدة،
ودخان سيجارةٍ واحدة، مع ألفِ شعور وأحساس.

هي حقاً كانت خائفة من النوم وحيدةٍ، فالظلامُ دامس، والأشجار تصدر صوتاً مريب.
نهضت من مكانها، الى المطبخ، حيث كان ظلامه اكثر حلكةٍ من الغرفة التي قد كانت تنام بها،
زينَلْاس أيضاً نهض، ووصل إلى المطبخ قبلها : أي خدماتٍ؟. قال.

"الحقيقة زين، أنا خائفة." قالت بصراحة وهي تشرب الماء، بينما ملئ هو كأسه بالثلج وأضاء شمعة بقداحته.
"افضل؟" قال لها بعد أن أخرج مشروبه.

"هذا الصوت هو أكثر ما يريبني.." قالت، قاصدة صوت الريح والأشجار.
"أتبعيني."
تذكرون ما حدث منذ آخر مرة قال فيها هذه الكلمة؟ كشف لها عن زوايا فنه.

تبعته، فما عساها تفعل.
أصبحوا في الخارج، في باحة القصر الخلفية.

وضع كأسه على الأرض، وأخذ بيديها مجلسها على العشب.
"جميلة تلك!" قالت، حينما وجدت أرجوحة قد تعلقت بين شجرتين، لتنهض من جانبه أليها، ناسية أي اصوات مزعجة.

"زينلاس، لقد بدأت احب المكان!" قالت بينما كانت تحدق بالسماء وتتأرجح.
بينما جلس هو، بصمتٍ تَام، يشربُ بروية، ويحدقُ بها، بهدوءٍ.

"توقف، أنت تؤذي نفسك كثيراً" قالت، وأخذت الكأس، لتسكبه على الأرض.
لم ينطق هو بكلمة، بل تركها تفعل ما تفعله.
لم يعلم ان كانت ردات فعله بحكم الجو، أو بسبب سيطرتها.

بعد أن جلسا وحيدين تحت السماء، محدقين بأضواء الليل ومفكرين ببعضهما وأختلافاتهما.
اقترح عليها الدخول، بعد أن بردَ الجو.

وَلت لغرفتها، وراح هو الى غرفته.
.

عشرِ دقائقٍ، عشر دقائق مضت.
قضاها هو على الفراش متقلباً، مخنوقاً.

لم يعلم السبب حقاً، لربما لم يكتب له ان ينهي الليلة ببساطة.

طرقت على بابه، بهدوء خوفاً من كونه قد نام، وعدت نفسها انها ستطرق ثلاث طرقات خافتة، وان لم يفتح فسوف تجبر نفسها على النوم وحيدة.

في اول طرقة تفاجئ وعقد لسانه، فلم يتحدث.
بلعت ريقها وطرقت مرة أخرى لتسمع صوتهُ :أدخلي، أدخلي سيلڤا.
وكأنما معنى أسمها شيئاً أعمق من مجرد غابةٍ.

"لم استطع ان انام!" قالت ببساطة، بينما تغطت بملاءة السرير الرمادية.
"لم استطع ان انام أيضاً." قال. بينما كان لا يزال في مكانه.

لم يقل أي شيء.

خمسة ثوان من الصمت.

نهض من مكانه أخيرًا. وسارّ أليها، حتى وصل.
"ما قصة هذا؟" قال، بعد أن لمسها، ليجعل الملاءة تنزلق إلى الأرض.

"لقد كنت اقول انك ستنزعج من مشاركتي لك السرير! اجل هذا ما اتيت لأجله...
أنا فقط اخاف! لست بصغيرة..ولكن غرفتي مريبة!" قالت بسرعة، تحاول ترتيب كلماتها بينما استمر هو بالتحديق بها.

True Colours : Botticelli |الألوان الحقيقية : بُوتيتشيلليّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن