الجزء58

127 3 0
                                    

ايمان تنظر الي الارض وتخفض رأسها قليلا وتتحدث في خفوت:اللي حضرتك عايزه 
لينظر لها بضيق ثم يتركها ويخرج ،فتسجو علي الارض، لتنهار بالبكاء ،لتذهب اليها امها بسرعة... 
سناء وقد احتضنت ابنتها :اهدي يابنتي ربنا كريم ايمان ببكاء:انا تعبت 
سناء:طب اهدي ،لو عايزة تتجوزيه اجوزهولك ،وانا موافقة وراضية اهم حاجة تكوني فرحانه 
لتنظر اليها ايمان بعدم تصديق لتكمل سناء:نفسي افرح بيكي ومفيش احسن من عامر اللي هيحافظ عليكي  ايمان وهي تنظر لها كالغرقان المتعلق بقشاية :بجد  سناء:ايوة 
لتحتضن ايمان امها بشدة ،ومن ثم تنعس في حضنها كالطفل... 
******************************        يصل عامر الي المنزل بالقاهرة  امير :هتعمل اية 
عامر :هنام انهاردة وبكرة هاروح لابوها في الشركة هتكلم معاه  امير :اشطة خير ان شاء الله 
عامر :خير انا متفائل ،يلا خش نام علشان تعبت معايا انهاردة  امير:ماشي تصبح علي خير مش هتنام انتا كمان  عامر:شوية واحصلك 
ليتركه امير ويذهب لينام،اما عامر فلم يتذوق طعم هذه الراحة قط طوال اليل اكتفي بالجلوس في الشرفة ناظرا الي السماء ،فقط كان قلقا من مقابلة غدا... 
          ****************************
في اليوم التالي ،وفي وقت العصرية تحديدا ،في منزل ايمان امل :هتعملي اية 
ايمان:مش عايزة اعمل حاجة بابا مش عايزها 
امل :يبقي خليكي مديقة ومشفكيش بتعيطي قدامي علشان انتي اللي عاملة في نفسك كدا 
ايمان:بابا مش سهل ممكن يأذي عامر 
امل :دا لو كنتي متجوزاه يبقي استحاله انما لو لسة وعرف اللي هتعمليه يبقي اكيد هيأذيه 
ايمان :طب استني ،لتمسك هاتفها وتتصل بعامر... 
ايمان:الووو عامر:اخبارك اية 
ايمان:الحمد لله امير قال لامل انكم ف القاهرة  عامر:ايوة فعلا عايز اقبلك
ايمان:وانا كمان ،بص هاجيلك البيت  عامر:بيت اية اللي....... 
لتقاطعه ايمان :جاية دلوقتي اهو سلام 
لتغلق الهاتف ،وتقول لاختها:انا مبسوطة ان ماما معايا امل :وانا معاكي انتي تستهلي كل خير  ايمان:ربنا ميحرمنيش منكو ،هاقوم اجهز 
       ********************************
في منزل عامر بالقاهرة ،كان يجلس بتوتر شديد ،الي ان دق جرس الباب ،وذهب ليفتح  ايمان بضحكة عريضة:بخ  عامر بنظرات جدية:خشي 
ايمان بعد ان دخلت وجلست :شوف يا سيدي انا لقيت الحل  عامر :اممممممممم وبعدين 
ايمان :اية يارخم بدل متسالني اية هو 
عامر وهو يسأل ولكن بلامبالاة ملحوظة بعض الشيء:اية هو  ايمان:انا امي معايا واختي معايا وامي اللي اقترحت عليا الفكرة دي ،احنا نتجوز علي سنة الله ورسوله،ونعمل فرح صغنن كدا او منعملش بس نتجوز يعني ونفكنا من عمك بكري دا... 
عامر كان جالسا مقابلها علي الكورس،ليقف ويتحرك قليلا تجاه الشرفة وهو يقول :مش هينفع 
ايمان باستغراب:اية اللي مش هينفع بالظبط 
عامر وهو مازال معطي ظهره لايمان: مش عايز ابويا وعمي يحصل مشاكل مبينهم بسبب افعال طايشة زي دي 
ايمان باستغراب:افعال طايشة ،هو انا بقولك تعالي نهرب ،انا بقولك نتجوز من ورا بابا 
عامر بتريقة: دا علي اساس انو دي مش افعال طايشة ثم يعدل نبرة صوته: مينفعش مش موافق 
ايمان:طب والحل اية مهو مفيش حل غير دا 
عامر وهو مازال علي موضعه: ملناش نصيب في بعض ايمان تنظر له متفاجئة من كلام :اية 
عامر :اكيد نصيبك مع حد تاني وانا نصيبي مع حد تاني
،وخليكي عارفة مدام مش نصيب بعض يبقي اللي احنا بنعمله دا يبقي مسموش حب خالص ،يعني مبنحبش بعض 
ايمان بعصبية:بصلي وقولي الكلام دا في وشي ،لتذهب وتقف امامه... 
عامر بجدية وثبات:احنا ...مبنحبش ...بعض 
تنظر له ايمان صامتة غير مستوعبة لما يقول ،ليكمل عامر
:وانتي مش نصيبي ،ونصيبك حد تاني يستهلك زي منصيبي حد تاني 
ايمان بتريقة:يستهلك  عامر :ايمان انا بتكلم بجد 
ايمان تضحك بسخرية:وانا اللي عماله احارب قصاد ابويا ،وادور علي حلول ،واقول حبيبي مينفعش لازم احارب واقف معاه ،اتريني بحارب ووقفه مع نفسي وهو من اول كلمه رفض ،مش عايز يكمل ،صدمتني 
ينظر لها عامر وهو يقول :دا اللي اثبتلي اننا مبنحبش بعض ،اني مش قادر احارب ،ولو حربت هيبقي عشان محسش بالذنب تجاهك مش اكتر ،المهم يعني بعد تفكير ملقتش غير كدا اننا مبنحبش بعض 
ايمان بعصبية:اتكلم عن نفسك متتكلمش عليا ،اننا اللي مبتحبنيش ،اتكلم عن نفسك انتا وقول انك ضعيف انك كداب وزباله وحقير  عامر وقد تعصب :ايوة انا مبحبكش خلاص خلصت  ايمان تنظر له وقد جحظت عينيها عندما سمعتها منو ،لحظات صمت لم تطل، ليكمل :ارتحتي دلوقتي ،لحظات صمت طالت قليلا ،لترد ايمان... 
ايمان بحزن ممزوج ببعض الامل المفقود :بعد تنهيدة طويلة :عامر لو انتا بتختبرني وبتهزر فاحب اقولك هزارك رخم
،وهزعل بجد منك ومش هصلحك بسهوله ساعتها... 
عامر يشيح بوجه الي الجهه الاخري: بتكلم بجد ،لو عايزاني احارب علشان هحارب بس تبقي حاطة ف الاعتبار اني هكون مش حاسك ،مش حاسس انو انتي اللي عايز اقضي حياتي معاها ...

وكان هذا المشهد الاخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن