الجزء63

117 3 0
                                    

لحظات طالت ،تحاول ايمان ان تتماسك ، اتي ابيها ليقف بجانبها ،لاول مرة في حياتها تظهر هذا الكم من الضعف والقلق يخرج الدكتور ليذهب اليه والدتها ، كان مفعول الادرنالين قد وصل حده ، لم تسمع غير "البقاء لله "تقع عليها وقع الصاعقة ، لتنظر الي الغرفة الموجودة بها امها ، كانها في اخر بلاد المسلمين ، اخذت تمشي ،لم تستطع رجليها حملها لتقع علي الارض، ولكنها مازالت ناظرة الي الغرفة ،تقوم بالزحف ،يراها بكري ليذهب اليها ويحاول ان يوقفها ويسندها تساعده احدي الممرضات ،تمشي في ثقل شديد ،الي ان وصلت لتمسك يد والدتها وتقبلها بشدة...


تدخل ايمان في بكاء هستيري يحاول والدها تهدأئتها ،لتنظر له في غضب :انتا ملكش دعوة بيا ،لو ماتت يبقي من الحزن ونفسيتها الوحشة ودا كله كان بسببك روح حسبي الله ونعم الوكيل فيك ...منك لله...منك لله لتبكي بحرقة الي ان اغمي عليها!!!


يصل مجدي ومديحة للمشفي تجلس مديحة في غرفة ايمان حتي تستفيق ،اتصل مجدي بابنه امير لياتي ، اخذ امير يتصل بعامر الذي كان هاتفه مغلق ،بحث عنه في كل مكان متوقع ان يكون موجود فيه ولكنه لم يجده...


استفاقت ايمان ،واخذت تبكي ولكنها قامت واصرت ان تقف علي والدتها وتحضر جنازتها ،قامو بدفنها ومن ثم اقامو العزاء ،كانت تجلس ايمان في صمت ،وامل بجانبها تبكي بحرقة ، وبجانبها مديحة تحاول تهدأتها ، يمر يوم شاق عليهم ، لم ترا والدها او عامر، فقد عمها وامير وامل ومديحة ،ذهبت الي غرفته والدتها واغلقت الباب بالمفتاح حتي لا يدخل عليها احد ، واخذت تتحسس الفراش في بكاء وتتحسس صوراها ،ومن ثم نامت مكانها ،كانت كل هذا الوقت امل تطرق عليها الباب في بكاء...


امل ببكاء:طب متفتحيش الباب بس ردي عليا قوليلي اي حاجة تطمني عليكي...


لم تتحدث ايمان من وقت استفقتها من المشفي ، يمر خمسة ايام كانت ايمان لا تخرج غير ليلا ، لتملاء زجاجة المياه ،ثم تعود مرة اخري دون ان يراها احد...


في صباح اليوم السادس ،يأتي مجدي ليقف امام غرفتها...


مجدي:ايمان ياحببتي افتحي بئا كدا هيبقي حرام عليكي...


ليصمت منتظر رد ولكن هيهات


ليكمل: ابوكي تعب واغمي عليه في المستشفي وهو في غيبوبة دلوقتي


تنظر ايمان الي الباب بتعمن ،تريد ان تذهب له ولا تريد ،الي ان قامت بحدف الزجاجة علي الباب بشدة.


فقد تعبت من كثرة التفكير...


***************************


في اليوم السابع يفتح عامر هاتفه ليجد والده ووالدته واخيه قد قامو بالاتصال به ،ومن ثم يجد رساله من امير كان محتواه "مرات عمك سناء توفت تعالي العزاء "ينظر لتاريخ الرساله بخضة لقد كان منذ سابعة ايام !لقد كانت ايمان تتصل بي حتي تستنجد بي وقمت باغلاق الهاتف في وجهها!


يتصل عامر بامير


امير:اية يابني فينك دا كله وقافل المخروب ليه عامر بضيق:اية الاخبار عندك


امير:عمك دخل المستشفي وهو في غيبوبة دلوقتي،وايمان من ساعة اما امها توفت وهي مبتتكلمش ولا بتخرج من اوضتها ولا حد بيشوفها اساسا!


عامر:طب انا في الطريق وجاي


يأتي عامر الي المنزل ليذهب الي غرفة سناء التي تجلس فيها ايمان...


عامر :ايمان ،ايمان ياحببتي افتحي الباب عايز اتكلم معاكي كانت ايمان ممتدة علي السرير لتسمع صوته فتجلس بسرعة... ليكمل عامر:انا طبعا مفيش اي مبرر يخليني مردتش علي اتصالك ليا ساعتها بس انا اسف افتحي خليني اشوفك...


لتدخل ايمان في حالة غضب عارم ،فتقوم وتكسر كل ما تقابله امامها تجاه الباب ، الابجورة تحدفها بقوة علي الباب لتكسر ،كل شيء كل شيء ،لينظر مجدي الذي كان يقف بجانب عامر باستغراب ثم يقول له :تعالي نروح لابوها ونتكلم هناك...


**************************** وهما في طريقهم للمشفي...


مجدي:كنت مختفي فين عامر :حصلي مشاكل


مجدي:والمشاكل دي تخليك تختفي كدا عامر :للاسف خلتني اختفي كدا


مجدي:مانتا استحملت اكبر مشكلة في حياتك مش عارف تستحمل الصغيرين


عامر: مش مش عارف لاء انا مش قادر ، زي مقلت استحملت واستحملت لغاية مخلاص بقيت مش قادر مجدي :ربنا يقويك ويقوي الجميع يابني


وصلا الي المشفي ، مازالت حالة بكري مثلما هي..


دارين:ايمان عاملة اية مجدي:حالتها بتسوء


لتنظر الي عامر وتقول:خليك جمبها عامر بعد ان تنهد :ان شاء الله ثم اخبر والده


عامر:وجودكم ملوش لازمة دلوقتي انا اللي هبات هنا ،روح يابابا وخد دارين معاك ولو في حاجة جديدة هتصل بيك **************************** في اليوم التالي ، اتصل عامر بمني وتقابلا مني :اتصلت بيك كتير موبايلك كان مقفول


عامر:شوفي يامني ،احنا نعرف بعض من زمان وانتي صديقتي وانا بحبك بس مش حب الجواز انا بحبك كانك اختي زي امل كدا ،بس جواز فعلا مش هقدر ،لو اتجوزتك هتتظلمي معايا جدا و ساعتها انتي اللي هطلبي الطلاق فا.....


لتقاطعه مني :لاء مش هطلب الطلاق


عامر :يابنت الناس انا هجريكي اديني اتجوزتك اهو بعدين فاكرة اني هفجئك وهدايا وفسح علشان اعوضك بما اني مش بحبك نفس الحب بتاعك لاء خالص ،انتي عارفة اني مش بحبك فبالتالي تعاملي معاكي هيبقي قمة في السطحية انتي عارفة طريقة تفكيري وشخصيتي كويس وعارفة لما تبقي حاجة ف دماغي محدش يقدر يغيرها ،اللي اقدر اساعدك فيه هو اني اكلم باباكي مش اكتر


تنظر له مني وهي كاتمة دموعها لتأخذ شنطتها وتذهب عنه وكانها في عجلة من امرها.....


وكان هذا المشهد الاخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن