" و أحياناً الظّلام يكون أطهر ! "
(♡)----------------------•♫•----------------------(♡)
عمآد إلتفت على ريم : تعآلي حوش أُستاذ سيف فآضي ، شآيف هناا في جوطة .. ريم بإبتسامة : طيب يلّا ! و من بين عيون البنآت الكآنت معلّقة بعمآد طلعت همهمآت و همسآت كآنت ريم عآرفة سببها كويس ، وعآرفة كُل همسة قصدهُم بيهاا شنو ، إتألّمت .. بس شآفت عمآد قدّامهاا إبتسمت و مشت معآهُ على حوش الأُستااذ سيف ، كآن فاضي .. قفلت البآب ورآهاا و قعدت معآهو بإبتساامة في وآحدة من الطّرابيز الفخمة .. علّقت عيونهاا في عيونو ، من زمآن كآن نفسهاا تشوفهاا ، عمآد بإبتسامة : شآيفة يآ ريم النّاس دي كُلّهاا جاية عشان منو ! ريم بإبتسامة حزينة : مآ يغُرّك يآ عمااد ، مآفيهم أي زول جآي عشاني ! عمآد بإستغراب : جآيين عشان منو طيب ؟ ريم بنفس الملآمِح الحزينة : على حسب ، في نآس جايين عشآن يآسر و بعضهُم جآي عشآان غيدااء و هيفاء ، و أغلبهُم جآيين عشان عمي سيف .. و المآ بقصِّروا جوا عشآن أبوي ، مآفيهم أي زول جآ عشآاني أناا ، عمآد بملآمحو الهآدئة رسم إبتسامة خفيفة مُطمِئنة و عآين في عيونهاا و قآل بهمس : طيب و أنا ؟ ريم إبتسمت إبتسامة خفيفة ، عمآد و سهآم عيونو إخترقت عيونهاا قآل و هو بيتأمل فيهاا : أناا جاي عشانك إنتِ يآ ريم ، و أناا دخلت الفِيلا دي عشآنكِ إنتِ .. أصلاً طبيعة وجودي هناا عشان خآطرك إنتِ ، لو إنتي شآيفة إنو مآفي زول بهتم بيك ، ح تبقي غلطآنة ..! أعرفِي إنو إنتي بتهمِّيني أكتر من نفسي .. ! ريم بخجل : ربّناا يخلِّيك لي ، عمآد و عدّل قعدتو : آمين يآ رب ، و يخلِّيك .. دخلَت غيدآء بإبتسامة شقيّة عليهم و ختّت صحنين في الطّربيزة : معليش يآ جماعة بس كُل شوية يمسكوني عشآن أسلِّم على فلان و عِلّان .. ريم : هههههه مآ مُشكلة ، يلآ أمشي عليهم إحتماال تجيبي ليك عريس .. غيدآء بخبآثة : إنتي أمسكي عريسك أول شي ، وبخطوات سريعة طلعت من الحوش عمآد و مُبتسم إلتفت على ريم : أناا جِبتك هنآ يا ريم عشآن نقدر نفكّر بمزآج ح نعمل شنو في موضوع سعد خصوصاً و هو نآوي يعقِد عليك الأسبوع دا .. ريم نزّلت رآسهاا بأسى : مآ عارفة ، مُحتارة و الله .. مآ قادرة أفكِّر في شي ، عمآد : أناا ما قصدي أعكِّر ليك مزآجك يآ ريم ، بس ضروري نلآقي حل خلآل الأسبوع دا ، قبل مآ أمشي ، ريم بإستغراب عقدت حوآجبهاا : قبل مآ تمشي ! تمشي وين ؟ عمآد و إنتبه للكلمة الطّلعت منو بدون قصد ، مآ كان داير يكلِّمهاا بموضوع إنو شغلو ح ينتهي ، بس هي في النِّهاية ح تعرف ، عدّل قعدتو و شبك أصابع يدّينو سوآ و ختّاهاا على الطّربيزة و إتنحنح ، قآل بتوتُّر : في الحقيقة يآ ريم ، أناا دا ح يكون آخر أسبوع لي معااك ، ريم بدهشة : آخر أسبوع ! ليه ؟ عمآد : إنتِ عارفة يآ ريم إنو أنا جيت هناا عشانك إنتِ ، عشآن أكون مُرافق ليك ، بمآ إنِّك كُنتي عميآاء و مآ بتشوفي ، دآ كان الهدف ، الآن يا ريم الوضع إتقلب الحمدُ لله بقيتي تشوفي زي الفُل و مآ ح تحتآجي لي تآني ، إذاً مآفي دآعي لوجودي هناا ، ريم و دموعهآ غطّت على عيونهاا ، قآلت بنبرة مُتحشرجة بتكتُم شهقاتهاا : بَـ..بس يا عماد ، دي ح تكون أكتر فترة انا مُحتاجة ليك فيهاا ، أناا ما كُنت محتااجة ليك عشان مآ بشوف ، أناا مُحتاجة ليك في كُل خطوة من حيآتي .. في كُل حركة من حركآتي .. مآ ح أقدر أواجه كَلام النّاس و شر سعَد و خآلد برآي ، ح أحتااجك جنبي والله .. عمآد بأسى : ريم أسمعيني ، إنتي قويّة و صدِّقيني بتقدري توآجهي الدُنياا دي كلهاا براك لو خلّيتي ثقتِك بربِّك كبيرة .. إنتي بتقدري تشوفي الآن ، مآ ح تحتآجي لي جنبك ! ريم و دموعهآ شقّت طريقهاا خآرج عيونهاا : طيب أناا ما دآيرة أشوف ، دآيرة أرجع للظّلام ، يآ ليتني لو مآ فتّحت ، بس إنت تكون جنبي يآ عمااد .. لو كُنت عآرفة إنو داا ح يحصل مآ كُنت وآفقت على العمليّة .. عمآد : ريم .. إستهدِي بالله .. أسمعِيـ..... ريم مُقاطعة لعمآد : إنت وعدتَني يآ عماد ، مُش قُلت لي ح أكون جنبك كُل مآ تحتااجيني ؟ مآ تخلِّيني برآي يآ عمااد وسط النّاس و الدُّنياا ، مآ تخليني برآي وسط النُّور ، أناا مُحتاجة ليك تكون جنبي دآيماا يآ عماد .. عمآد الكَآن ساكِت و مآ عارف يقول شنو , ريم و دموعهآ زادت قآلت بإنفعال : كُلّكم بتوعدوني و تكذِبوا علي ! أناا عملت شنو ! مآ دايرة حآجة اناا غير أعيش في وسطَكُم و تحبُّوني و أحبّكم ! أُمي و أبوي و عم سيف و خآلد ! و الآن إنت يآ عماد ؟ برضو ح تخلّيني في نُص الطّريق ! ح تفِك يدِّي و تمشي منِّي بعد مآ عوّدتني عليك ! و إنت عآرف أناا مآ بقدر أكمِّل الطريق برآي مآ بقدر أقطع الشّارع برااي ! عمآد و مدّ يدو بهدوء عشآن يمسح دموعهاا : ريم أمسحي دموعك دي ، مآف حآجة بتستآهل دموعك دي ! ريم .. مآزن و بيآن مُحتآجيني شديد .. مُحتآجيني أكون معاهم في كُل لحظة .. ريم بإنفعاال : طيب و أناأ ؟ أنا لي منو ؟ مُش قُلت لي أناا زي أخوك يآ ريم ! ليه ح تخلِّيني طيب ؟ عمآد بأسى : ريمي ، إنتي مُستحيل تكوني زي أُختي .. إنتي أكبر من كِدا ! ريم و غطّت وشّهاا بيدينهاا و بقت تبكِي بقوّة ، و عمآد الكآن حآبِس دموعو مآ عارف يتصرّف كيف هو وعد سيف و أدّاهو كلمة رُجال ، مآ ح يقدر يترآجع عن كلمتو مع سيف ! خصوصاً في الزّمن دا و ريم ح يعقدوا عليهاا يعني ح تبقى زوجة زول تآني مآ يحِق ليهو يكُون معااها ، ريم رفعت رآسهاا و سَط دموعهاا و كُحلهآ الكان سايل على خدودهاا قآلت بحشرجة : مآ إتوقّعت يجي يوم و تخلِّيني زي غيرك ! مَـ..مآ عارفة أقول ليك شنو ، بس أناا كرهتَك ! بكرهك يآ عمآد ! بكرهـك..! و قآمت من مَكانهاا بسُرعة على إتّجاه غُرفتهاا ، حتّى عماد الوقِف معاها بسُرعة مآ قدر يوقِّفهاا ، شآفهاا و هي بتغيب من عيونو ورآ البااب و خيآلهاا في كُل مكان في الحوش ، مآ عارف ليه مآ قدِر يوقِّفهاا ، بس عرِف إنو دا في مصلحتهاا ، إلتفت مكآن الكُرسي الكآنت قاعدة فيهو شمّ عِطرهاا الأنثوي الجميل زيّها ، و كلمتهآ الأخيرة الطّعنت صدرو بقوّة ، إبتسم بحسرَة و دخّل يدينو في جيوب بنطلونو و بهدوء شديد طلَع من البآب .. !