"1"

1.8K 39 111
                                    

(التاريخ : الجمعة 25.ديسمبر)

اهتز الهاتف ثانية بجيبه موضحاً وجود اتصال جديد ، اصبح يكره الهاتف و الإتصالات ويكره صوته وكل شيء !

مؤخراً ازدادت اتصالاته للضعف تقريبا ، وجميعها غير سارة وغير مرغوب بها تماماً ...

بدأت بمساومات ورشوة ، والكثير من هذا النوع ثم تهديد وازداد هذا أكثر من الأول ، وآخر اتصال كان قبل نصف ساعة تحديداً ، ولكنه كان مختلفاً ، فهذه المرة لم يكن منهم بل من والدتها

و ملخص المكالمة بكاء !

اخرج الهاتف وهو يزفر بضيق شديد ، كان على وشك الإنفجار

ولكنه أجاب ، واول ما سمع كان صوت ينتحب بشدة : الو .....

ثم صوت غليظ يعرفه جيداً : الحلوة معانا ، اعقل كده وهترجعلك صاخ سليم ، بس لو زعلتنا هترجعلك متقطعة ، وانت عارف أنا أقدر أعمل إيه

قال بانفعال : عايز إيه ؟

الرجل بانتصار : شاطر ، حلو كده ، هتصل بيك اقولك هتعمل إيه بالظبط ، ولحد وقتها خليك مؤدب ومتزعلنيش منك ، وطبعا بلاش البوليس يعرف ، خلينا مع بعض كده احسن ، أحسن ليك أنت طبعا انا مش قلقان غير عليك

جز على أسنانه بغضب شديد ، بينما قال الآخر : سلام يا كابتن

واغلق الخط .....

***

قبل اسبوع : ( الاحد 20.)

يوم جديد بدأ ، شمس شبه مشرقة وجو بارد ، تشتم رائحة المطر من فراشها
لتشعرها بالسعادة ، إنه الشتاء

الفصل الاروع مطلقًا وأبداً ، طيلة الليلة الماضية والمطر يطرق زجاج شرفتها ، وطوال الليل وهي تراقبه بفرحة
قامت بنشاط فاليوم لديها محاضرات وخروجها يعطيها فرصة أكبر بنسبة 70% للاستمتاع بالمطر ، هذا إن أمطرت بالأساس

اسوء شيء في الموضوع ، بل الشيء الوحيد السيء أن الماء الذي اغرق الطرقات سيتسبب بأثار غير مرغوب بها على ملابسها ، بل بالأحرى ( هتتمرمط !) وهذا سيجعلها تدخل خلسة من وراء والدتها التي لن تسمح لها بالدخول بملابسها الملطخة ، ستتسلل كاللصوص اليوم !

وهي معتادة على ذلك ، هذه مشكلة الشتاء الكبرى ...

ولكن لا بأس ، عيب واحد مع مميزات كثيرة يمكن التغاضي عنه ، وهي جيدة في هذا

: آسية
الأم تنادي ، لتنهض سريعاً من الفراش ، وهي تودع دفئه

*آسية سيف الحسيني ... فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها متوسطة القامة ببشرة بيضاء وشعر بني مموج بتمرد يتخطى كتفيها بقليل ولكنه لا يظهر لأنها محجبة ، عيناها بنية بدرجة فاتحة تلمع ببراءة جذابة لا تناسبها حين تُجن او تغضب او تغتاظ ... على اي حال ..تدرس في السنة الاخيرة من كلية حاسبات ومعلومات وهي تحب مجالها ، والدها متوفي وتعيش مع والدتها واخيها وكما هو الواضح تعشق الشتاء ...

دموع السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن