"14"

224 21 20
                                    

السلام عليكم ، معلش كده
لسة فاضل خمس بارتات غير ده ، يعني ستة من اللي فات ، جات غلطة معلش
ثانيا ده عشان تعرفوا حقيقة قصة مامة آسر وحسن وازاي علي هو آسر وازاي اخو سما ومش اخوها اللغز يا SosoMidoo
البارت عشان OmHanen2 ، اي خدمة اهوه :
يالا سلام
دمتم بخير واسيبكم للبارت حيث الصدمات المتتالية :
------------
صوت مزعج تضجر منه المارة ناتج عن سيارته المسرعة بل الطائرة بسرعة رهيبة متجه للمول الذي ترك فيه شقيقته ... امسك بالهاتف ليتصل بآسر هو الاخر ليجده هو من يتصل : آدم البنات في خطر
وصدمه آدم بصوت مذعور وهو يزيد من سرعة السيارة اكثر : البنات اتخطفوا اصلا ، حبيبة صحبتهم كلمتني خدوا آسية وسما
ومن الواضح ان آسر يسير بنفس السرعة : قابلني عند المول
اغلقا الخط وفي ثوان كانا هناك هبط آدم سريعا متجها لحبيبة المذعورة قائلا : حبيبة ايه اللي حصل ؟
واجابته بفزع من بين شهقاتها : معرفش كنت بجيب عصير لقيت ناس جم واخدوهم معرفش ايه اللي حصل
وصل آسر ايضا فناداه : آدم
هرع اليه : هنعمل ايه ؟
: المفروض انهم هيتصلوا ، وانا متاكد انهم هيتصلوا بسرعة اكيد عايزين الحاجات اللي معانا
_ وانت هتديهالهم ؟
: متقلقش البنات هيرجعوا والحيوانات دول هيعفنوا في السجن وعلى يدي
نظر له آدم صامتا فقال وهو يعود للسيارة مسرعا : هعمل حاجة وجاي وهكلمك بس روح البيت بسرعة قبل ما يروحوا هما
هز آدم رأسه ثم عاد الى حبيية : حبيبة روحي انت دلوقتي ولما هنوصلهم هنكلمك
قالت بنحيب : خايفة عليها اوي
هدأها او حاول : اهدي باذن الله هترجع بالسلامة ، اكلم والدك ييجيلك ؟
هزت رأسها بموافقة فاتصل به ليأتي وظل معها حتى جاء والدها بسرعة : ايه اللي حصل يا آدم ، ايه اللي انت قولتهولي ده ؟
آدم : آسية اتخطفت يا استاذ يوسف روح الانسة للبيت عشان تعبت وانا هدور على آسية
يوسف بحزن : ربنا يطمنكم عليها و يحميها
_ يارب
: ابقى طمننا لما تلاقيها
_ حاضر ، عن اذنكم
غادر بينما رحل يوسف مع ابنته الغارقة في البكاء ...
***
بعد ما يقرب من ساعة اتصل به آسر : آدم تعالى عند×××
_ هما كلموك ؟
: ايوة ، وهات معاك الورق
_ بس ...
: اسمع الكلام بس ، تعالى بسرعة
_ ماشي سلام
وبالفعل تقابلا حيث قال اسر اقترب منه آدم : هما فين ؟
_ المفروض في حد هييجي ياخدنا من هنا
وبالفعل ثوان ووجدا احدا يقترب منهما قائلا : تعال ورايا ..
ركبا سيارتيهما وانطلقا خلفه حتى وصلا لما يشبه مخزن ضخم اوقف الرجل سيارته وكذلك فعل كل منهما اصطحبهما الرجل للداخل حيث كان حوالي خمسة رجال مسلحين يقفون حولهم في مكان أسودت جدرانه كما اسودت قلوب اولئك الاوغاد ... هواءه يحمل على وجل رائحة دماء ابرياء قُتلوا من اجل حفنة من الاموال ، اساس مهترئ وحديد صدئ وقلوب اتخذتها العناكب بيوتاً لكثرة ما أُهملت ولم يعد احدهم يهتم لوجودها ... اضاء المكان بعض المصابيح التى بالرغم من كثرتها لم تتمكن من القضاء على ظلمته التي تتغذى من ظلام قلوبهم .. ليظهر المكان اسود ببقع مضيئة متفرقة ، وقف الرجال ممسكين بأسلحتهم حول الشابين وفي المنتصف كان بهاء جالسا
وبدأ الوغد حديثه : اهلا بالشاهين وبسيادة الرائد طبعا
آدم : فين البنات ؟
: بخير متقلقش ، لو مكانكم هقلق على نفسي اكتر
آسر : عايزين البنات حالا قبل اي حاجة
هز بهاء رأسه : تؤتؤتؤ اعتقد ان الشروط هنا انا اللي احطها مش انت
آدم : عايز ايه ؟
بهاء بشر : رقبتكم ...
وقتها اصبحت جميع الاسلحة مصوبة نحوهم بينما رفع آسر و آدم مسدسيهما ايضا وكل منهما يقف في ظهر الاخر كحماية ....
ضحك بهاء : انتو فعلا شايفين انكم ممكن تعملوا حاجة ؟ طب حتى شوفوا العدد
قالها وهو يطرقع باصابعه وبعيناه نظره حارقة ليظهر رجال اخرون منهم كريم ..
هتف آسر بصدمة حين رآه وقد ظهر التشوش على تركيزه : كريم ؟
ابتسم كريم بينما قال آسر : انت بعتني ؟
كريم بسخرية : لا متقولش كده ، انا بس شوفت الناحية الاقوى
صرخ به : انت عارف كام واحد ممكن يموت بسببك دلوقتي ؟
رفع كريم يديه قائلا : انا مليش دعوة انا مبضربش رصاص
: انت حقير زيهم بالظبط ، هقتلك يا كريم
بهاء : اعتقد ان معندكش الوقت الكافي للاسف بس احب اقولك ان كريم و حد كمان كان ليهم الفضل  في اللي انت فيه دلوقتي ده ، لازم تشكرهم
قالها وهو يشير الى ظل بعيد لرجل ما لم تظهر ملامحه ، صرخ بهم آدم : انتو حيوانات شياطين ذنبهم ايه الناس دي عشان يموتوا
بهاء : متضايقش كده يا حضرة الظابط في النهاية هما بيضحوا بحياتهم في سبيل ان ناس تانية تعيش
آسر : يا حقير انت بتقتلهم والناس التانية دي حُقرة زيك بالظبط ميستحقوش الحياة
بهاء : حتى لو .... انا كده بحل الكثافة السكانية على الاقل ، بريح البلد من اعالة ملايين
آدم بغضب : البلد هترتاح فعلا لما اقتلك
ضحك باستفزاز : ده على اساس انك هتعيش مثلا ؟ انا اقدر انهيك حالا وبرصاصة واحدة
آدم باستفزاز اكبر وهو ينظر له مباشرة : انا لو اتخرمت رصاص وربنا مكتبليش الموت مش هموت ولو الف شيطان زيك عايز يقتلني
غضب بهاء فجذب احد الاسلحة من احدهم : بجد ؟ طب نشوف ...........
ودوى صوت الرصاصة المنطلقة في المكان باكمله ....
***
اما عند الفتيات فكانت سما تبكي بينما آسية مرتعبة ولكنها لم تبكِ محاولة استجماع شتات تركيز من حياتها السابقة ولو ركزت فقط ستكون على مقدرة من تخطي هذا الوضع بإذن الله ...
امامهما يقف رجلا شاهرا سلاحه باتجاههما وكلتاهما مقيدتان على الارض ، سمعت صوت صراخ آدم غاضبا : انتو حيوانات شياطين ذنبهم ايه الناس دي عشان يموتوا
وبعد قليل آسر يصرخ بغضب هو الاخر: يا حقير انت بتقتلهم ....
بالرغم من رعشة اجتاحت جسدها وضربات قلبها المتسارعة التى تقترب من كونها دقات طبول للحرب الا انها اغمضت عيناها " آسية ركزي حتى لو موتي انت بتعملي خير ، كل ده عشان الناس اللي ماتوا عشان اللي ممكن يموتوا عشان ربنا امرك باصلاح الارض عشان ربنا يرضى عنك حتى لو موتنا هنموت شهدا ... "
نظرت حولها تبحث عن اي شيء تقطع به تلك القيود حول يدها ولم تجد هتفت بداخلها بضجر والادرينالين يتزايد بداخل دمها مستجيبا لحالة الاثارة والخوف التي تمر بها ، تذكرت المرآة التي بحوزة سما الباكية والتي اخرجتها مرة وهما يتسوقان كانت في حقيبتها والتي هي حاليا في ..
ها هي جوارها فتحت الحقيبة بصعوبة بيديها المقيدة خلف ظهرها والان تحتاج لكسرها بدون اصدار صوت ، امسكتها من طرفيها من المعدن الذي يحاوطها من حسن حظها ان تلك المرآة كانت رقيقة لتنكسر حينما حاولت آسية ثني المعدن وبين نحيب سما المرتفع لم ينتبه ذاك الواقف لصوت كسر المرآة والتى بطريقة  ما جرحت يدها كتمت شهقة ثم امسكت بقطعة منها وبدأت بقطع الحبال حول يدها ...
***
انطلقت الرصاصة تشق السكون النسبي واستقرت تماما بكتف ........... بهاء!!
التفوا جميعا لمن اطلق الرصاصة ليجدوه كريم مبتسما بانتصار ... التف له امجد ليصيبه لتستقر رصاصة بكفه هو ولكن الفاعل ليس كريم بل ساهر المصاب بكدمة زرقاء ولا زالت الدماء على وجهه ، ابتسم كلاهما ولكن لا وقت للابتسامات فقد بدأت الطلقات تنطلق من كل حدب وصوب تشق ذرات الهواء مخترقةً اياها وكذلك اخترقت بعض الانسجة البشرية لتُفجر الدماء في كل مكان ... آسر وآدم كلٌ في ظهر الاخر يطلقون النار على اولئك الاوغاد وكذلك كان ساهر وكريم ... اربعة امام ما يقرب من عشرة زادوا مع بداية الاشتباك ...
بينما اخذ احد الرجال بهاء بعيدا عن ميدان القتال وناله طلقة في ظهره ليسقط جريحا او ربما صريعا بينما ظل بهاء حيا ولكنه اختبئ خلف احد الجدران مع ذاك الغامض الذي كان يراقب كل ما يحدث بغضب هناك...
***
بداية اطلاق النار لفتت انتباه سما وذاك الحارس وبالطبع هي ولكن الامر كان مقلقاً اكثر لذا فقد استغلت التفاتته عنهما وقامت ممسكة بعصا حديدة سميكة وضربته على رأسه ليسقط والدماء تنفجر منها ..
فكت وثاق سما المصدومة بأيد مرتعشة ثم اخذت سلاح الحارس الذي تلوث بدمائها المتسربة من جرح يدها والذي لم تكترث حتى بوضع شيء يكتمه ، و هتفت بسما بخفوت : يالا بسرعة
سما وقد تلعثمت من الخوف : انتِ ... مسدس !!...
حاولت كبح جماع اعصابها المنفلتة لتقول : آدم معلمني اضرب نار متخافيش
قامت معها وركضتا حتى وصلتا لميدان الحرب ... آسر وآدم في ظهور بعضهما و ساهر وكريم كذلك وبينما هما تقتربان لمحت آسية شيئا يلمع امامها على الجهة الاخرى وكذلك سما وسريعا تدراكت كلتاهما ما هو : سلاح موجه مباشرة لآسر الغير منتبه له
لتصرخ سما بفزع : آآآآآآآآآآآآآسر
بينما انطلقت رصاصة تشق الهواء مع اصدار المسدس لصوت عال سمعوه انفجار وقد توقف الوقت بالنسبة للجميع .. آسر سما وآسية ... التي اغمضت عيناها بفزع ولازالت رافعة للسلاح بيدها بينما سقط بهاء ارضا مع ثقب في رأسه ... اهدته هي اياه ..
نظر لها آسر بصدمة ودهشة وكذلك سما بينما هي شعرت بأن الارض تميد بها ولكن سريعا ما تماسكت مؤجلة فقدان الوعي لوقت اخر ... ولكن لم تنجح في تنظيم تنفسها
وصلت الشرطة التي اهتم آدم بإخبارها بعدما اتفق مع آسر مسبقا ولكن من الواضح انها لم ترد تحطيم سمعتها في التاخير دوما ، على اي حال ... استمر اطلاق النار و أُصيب كريم بينما سما تختبئ خلف آسية التي كانت ترتعش و لم تطلق رصاصة اخرى حتى انتهت تلك الحرب ولكنها كانت متأهبة لتفعل ان اضطرت ولا زالت تمد المسدس امامها بالرغم من ارتعاشة يدها...
انتهت المعركة الدامية  بعدما امسكت الشرطة برجال العصابة واخذت الاسعاف المصابين ومن بينهم طبعا كريم ، هرع آدم لآسية التي سقطت أرضا بانهيار
وقف آسر مع ساهر في حين قال الاخير : يارب يكون كريم بخير واصابته مش جامدة
_ ان شاء الله خير
ثم ابتسم : الخطة نجحت يا بطل
ابتسم ساهر بدوره ، فالخطة فعلا كانت ناجحة لاكبر المقاييس  .. والتى كانت تتضمن انضمام كريم للعصابة ، يذهب لاحد الروؤس التي توصلوا لها ويخبره بحقيقته مباشرة
Flash back
: انا مساعد الشاهين ... شوف انا عارف كل حاجة عنكم بس انا راجل عملي جدا ومش غبي عشان العب في الجهة الخسرانة ولأنكم عرفت مين الشاهين ده خلاه خسران بالكامل ، وانا حابب اساعد
_ وهتساعدني ازاي ؟
: الشاهين لسة ميعرفش اني هنا يعني لسة فاكرني معاه اقدر ببساطة اجيبلك كل المعلومات اللي انت محتاجها
نظر له بشك فقال : ممكن اثبتلك
_ ازاي ؟
قام واقفا واتصل بالشاهين : ايوة يا شاهين انا كريم .....
وبعدما حادثه اغلق الخط قائلا للرجل والذي كان أمجد : رايح يبيع اجهزة الهاكر .........
وبالفعل احضروا الاجهزة ولكنهم لم يثقوا به بعد فحذرهم مما سيكون بداخلها ويعلم تماما ما هو وقد صدق ...
يومها اخبرهم عن ساهر كتكملة للخطة و كي يراقبوه ... هروب ساهر وابتعاد آسر عنه كله كان مُدبر المشكلة الفعلية كانت ان آسر قد نسي الورق مع ساهر ....... مشكلة انتهت بظهور آسية ...
واستمرت الخطة والتي تشمل ان يثور ساهر على كريم وان يضرب كريم ساهر كي يضمنوا انه فعلا ضد الشاهين و استمر آسر باخباره ما يريد هو ان يعرفوه وبهذا يحركهم من بعيد ...
وفي المقابل كان كريم يتصل به احيانا يخبره عن افعالهم , حتى اخبره بمقتل أنس ...
بالرغم من ان كريم فعلا لم يعرف مَن الشاهين حتى الان الا انه كان يتظاهر بانه يعرفه وكأنه اخوه مثلا ... بالامس اتصل فاخبره شاهين انهم وصلوا للنهاية فقط كي يحفزهم على التخطيط للقاء النهائي والختامي قبل هطول الستار واغلاق سيناريو تلك العصابة وقد نجح اتصل به كريم بعد رحيل أمجد ليخبره بانهم يخططون لخطف الفتاتان و لكنه لم يكن سريعا بما يكفي ....
ونهاية الخطة كان ان يفك وثاق ساهر قبل عودة العصابة واعطائه سلاحا ولكن لن يخرج حتى احتدام الموقف حين يعود كريم للجهة الصحيحة ...
back
وضع ساهر يده على خده : كانت خطة مؤلمة
ابتسم آسر : معلش يا بطل ، شوف انت انقذت ناس اد ايه ..
اما سما فهي تقف مصدومة ، تتمنى ان يكون الوجه الحاقد والغاضب الذي تراه امامها مجرد وهم وما ايقظها هو ذاك السلاح بيده لتصرخ في آسر الواقف مع ساهر في مسار الطلقة : آآآآآآآآسر
التفت لها بينما الاخر يطلق النار انتبه ساهر لما يحدث فدفعه ليُكون شقاً بينهما من الهواء شقته الرصاصة هي الاخرى ثم استقرت في الارض ...
ركض ذاك الغامض الذي اطلق النار وهو يسُب ويلعن بينما صرخ آسر بآدم وهو يركض خلفه : آدم خد البنات على البيت .....
ظل يجري ليلحق بذاك الرجل ، وسريعا وصل له ، كانا في مكان يشبه ساحة قديمة وخالية ، فضلا عن جدرانها المتصدعة ، والاتربة التي تملأ الارض ، اشهر سلاحه قائلا : اوقف والا هضرب بالنار
وقتها توقف ذاك الرجل ، وبعد أمر من آسر التف الرجل ليصبح وجهه مواجها لآسر ، وجها لوجه ....
قالها بصدمة : وسيم !
وسيم بدون الشيء الابيض على يده التي ادعى بأنها مكسورة وبدون الشريط الطبي اللاصق على حاجبه ، كان وسيم مُعافى تماما لم يُصب بخدش حتى
ابتسم وسيم بسخرية : اهلا يا شاهين
قال بنفس النبرة : انت ؟
_ اكيد طبعا متوقعتش صح ؟! ، معلش يا bro تعيش وتاخد غيرها
: انت اللي بعتني يا وسيم !
نظر له بحقد ثم قال بسخرية : تعرف يا bro انت كونك صقر ، دايما فوق ، مش بتشوف اللي تحت ، تعرف انت لو بتلعب قمار كنت هتفكر نفسك عارف كل حاجة وحاسب كل شيء من فوق ، بس مش هتشوف ابدا اللي بيحصل تحت الطربيزة ، وانا لعبت من تحت الطربيزة
: وبعتني ليه ؟
اجابه ببرود : عادي قالوا هيدوني فلوس
: وبعتني عشان الفلوس بس ؟
ابتسم بكره قائلا : ظاهريا ، لكن في الحقيقة لا
: كنت عايز ايه ؟
_ رقبتك
قالها بكل كره وغل وحقد يمتلكه ، وكأن بغض العالم كله اجتمع في تلك الكلمة
فسأل آسر : ليه ؟
_ مشكلتك يا آسر انك دايما بتمثل البراءة ، بس بسيطة هجاوبك ، ليه ؟ عشان انت متستاهلش حاجة ، ليه ؟ ، عشان انت غلط يا آسر ، عشان دايما بتحب تذلني ، دايما بتحب تبقى انت البطل وانا الحقير
: ازاي ؟
_ بقولك بتحب تمثل البراءة ، انت عايز دايما تبان الاحسن ، وانا الحقير اللي في اللعبة ، انت الشهم اللي بتساعد اهلك وخرجتهم من الفقر وعملت اسم لنفسك ولعيلتك ، وانا الصايع اللي ضيع فلوس اهله في القمار ، انت الجدع اللي بدأ من الصفر وعمل لنفسه شركة ، وبتشغل صاحبك الضايع عندك شفقة ، وانا الضايع اللي عايش عالة عليك ، انت البطل الخارق اللي وقت فراغه بيقضيه في القبض على المجرمين ، وانا الفاشل اللي مضيع حياتي في القمار والخمرة ، انت دايما عايز تكون احسن يا آسر ، دايما عايز تكون احسن مني ، مكفكش تكون احسن مني بالنسبة لعيلتك ، ولا في الشركة لا انت حتى عملت نفسك بطل خارق عشان تأكد انك احسن مني ، حتى لما حبيت واحدة طلعت اختك ، ولما قولت خلاص هنسى كل اللي بتعمله معايا ده وهتجوزها خلاص وهسامحك ، جيت انت تقولي مش هجوزهالك غير لما تبطل قمار وخمرة ، كل ده بتزلني كل ده عشان تبقى احسن مني
ثم صرخ قائلا : بس انت عمرك ما هتكون احسن مني يا آسر ، وانت في النهاية مين ، واحد اهله اتبروا منه ورموه في ملجأ عشان مش معاهم يصرفوا عليه ، انت في النهاية شحات واحد اتعاطف عليك واتبناك ، خدك عشان ميبقاش لوحده ، اشتراك كأنه بيشتري كلب عشان يونسه ، وبعد ما كبرت وبقيت تقدر تشتغل اهلك خدوك تاني عشان تصرف عليهم ، انت مجرد خدام عندهم بتوفر لهم كل حاجة بس ، انت واحد ملكش اصل ولا فصل ، تقدر تقولي انت مين ؟ ، آسر اللي اهله باعوه ولا علي اللي واحد اتبناه من ملجأ عشان يكون زي كلب عايش معاه في البيت
ظل آسر متجمدا مكانه في حين اكمل وسيم بشر يقطر من كلماته : ايوة كنت عايز اقتلك ، وطلبت منهم تلغي الصفقة عشان تخسر ودي بس كانت البداية ، طول عمري مستني فرصة ، المشكلة ان اعداء الهاكر مبيعرفوش انه بيدور وراهم غير لما يشرفوا في السجن ، بس الشاهين ؟! ، كانوا مستنيين فرصة بس عشان يضيعوك ، كنت هاخد فلوس تكفيني اتجوز اختك واعيش ملك ، واخلص منك كمان ، ومن غير ما احاول اوسخ ايدي حتى
: وانت اللي خطفت سما وآسية ، كنت هتقتلهم ؟
_ لا طبعا ، انا بحب سما فعلا ، حتى كنت ناوي مخدهاش بذنبك ، ولا اعذبها ، او انتقم منك فيها وبعدين اصالحها ، بعد ما انت تموت ، بس آسية اللي انت بتحبها كنت هقتلها فعلا ، عشان احرق قلبك اكتر قبل ما تموت ، كنت هرتاح وهما بيبعوها معاهم ، ولا ايه رايك ؟
انقض عليه آسر يلكمه بقوة ، يلكم كتلة حقد تجمعت في شكل انسان ، ولكن وسيم لم يصمت ، بل استمر في حديثه قائلا :
برضو هتفضل انسان بلا ماضي يا اسر ، مش هتغير ان اهلك باعوك ورموك في الشارع ، مش هتقدر تغير انك صعبت على واحد عشان يتبناك وانك بقيت يتيم وانت عندك اهل ، مش هتغير حاجة يا آسر ، انا الاحسن يا آسر غصب عنك ، على الاقل انا اهلي مرمونيش في الشارع انا وسيم زين ابويا مش شحات زي ابوك ولا اهلي باعوني انا كنت اقدر اجيب اهلك كلهم يشتغلوا خدامين عندي مش عشان انت بقيت اغنى هتنسى نفسك ، بتحلم
هو يتحدث بالرغم من لكمات آسر المتتالية وغضبه المتصاعد ، وبالرغم من الوريد الذي انفجر من وجهه ليغرقه بالدماء ، والآلام التي يشعر بها ، ولكن الحقد اكبر بكثير ، ليصرخ آسر بدوره وهو يدفعه بعيدا بعدما ادمى وجهه
: اخرس ، اخرس مسمعتش صوتك
ولكن وسيم لم يفعل
_ متضايق ؟ ، حاسس انك مزلول ، حاسس اني ماسكك من دراعك اللي بيوجعك ، ده كان احساسي فكل مرة انت بتزلني فيها ، ده احساسي وانت بتزلني عشان الفلوس ، او بتتكلم معايا على انك المدير وانا بشتغل عندك ، ده احساسي في كل مرة تتشرط عليا وتتحكم في معاملتي مع سما ، كل مرة واحد حيوان زيك انت احس ان ليه سلطة عليا
كانت عيناه تشتعلان ، لطالما كان يتألم حين يذكر ان والداه تركاه ببساطة في دار للايتام بحجة انهما فقيران ليس لديهما ما يطعمانه او يربيانه به يشعر بأنه يتيم وله ابوان ! ، حتى وصل به الحال ان كره شقيقته التي فضلا ان تكون معهما ولا يتركانها في ملجأ مثله ، كثيرا ما حقد عليها ، وبالرغم من ان ابواه كانا يزورانه في الملجأ كثيرا الا انه كان يشعر بأنهما ليسا ابواه ، وانهما لا يريدانه ، حتى لو كانوا سيأكلون احجارا ، سيكون افضل لو ظل معهما ولكن لا، هما لا يريدان ان يكون معهما ! ، وهو يريد عائلة ، يريد ان يشعر بأنه ابنهما ، بأن له أسرة ليس يتيما !
كان يتصرف بغلظة مع الاخرين ، يحزن حين يرى طفل مع والديه ممسكا بيديهما ، يريد لو يذهب اليه وينصحه ان بظل ممسكا بها للابد كي لا يتركانه ، مثله ...
لم يتبناه احد ، لوقت طويل ، قالها لمديرة الملجأ يوما حين كانت تخبره بأن هناك من يمكن ان يتبناه ، قالها جملة صريحة بوجه بارد وان كان يتألم لها : انا بابايا ومامتي مش عايزين ليه ممكن حد تاني يعوزني !
اسوّد قلب الصغير ، وشعر بأن الالوان تفقد بهجتها ، والحياة تفقد كل شيء ، أصبح عدوانيا ، اتركه يرحل بسلام دون حديث او ربما إن أخطأت سترى ما لا تطيق ، حتى اتى حسن ...
لم يكن كمن اتى قبله ، لم يجعله حسن يتصرف كما يرى هو ان عليه ان يفعل ، لم يجبره على ان يتصرف معه بشكل مختلف ، لم يريده ان يتصرف كولد هادئ ومنظم ومتفوق دراسيا ، أول ما سأله كان : انت زعلان ليه ؟
_ مش زعلان
والرد صخري جدا ، ليقول حسن
: أسمك إيه ؟
_ آسر
: وانا حسن ، اقولك سر
نظر له باهتمام : ايه ؟
: انا عايز اخدك من هنا ، وتعيش معايا
نظر له بعدم اكتراث : لا شكر مش موافق عن اذنك
تركه ورحل وسط دهشته من الصغير ، أتى أحد من يعملون في الميتم قائلا : اسف يا استاذ ، هو متضايق شوية انا هناديله حالا
اوقفه قائلا : لا ، لو سمحت عايز اتكلم معاه انا
_ تمام ، اتفضل
دخل إليه حسن فوجده يبكي دافنا رأسه بين ركبتيه الصغيرتين وهو يضم عظمتي فخذه الى صدره بألم ، سأله بإشفاق : انت زعلان ليه
قال وهو لازال على وضعتيه وبنبرة هجومية نوعا ما : مش زعلان ابعد عني
جلس جواره الرجل العنيد قائلا : انا مش همشي ، وحتى لو مش حابب تعيش معايا ، انا عايز اعرف انت زعلان ليه وهساعدك ، انت مش مبسوط هنا ؟
رفع وجهه الغارق بفيضانات من مياة مالحة قائلا بانفعال : ملكش دعوة
اعتدل حسن قائلا بلطف يحاول امتصاص غضب الصغير : آسر ، اعتبرني صاحبك ، انا حابب نكون صحاب
_ وانا مش حابب
عنيد ذلك الفتى وحسن سيفقد هدوءه ، ولكنه قال : وانت مش عايز حد يتبناك ليه ؟ مش عايز يكون عندك اب يحبك وام تاخد بالها منك واخوات يلعبوا معاك ، يمكن مش في حالتي بس اللي عرفته انك رافض اي حد انت مش عايز عيلة تحبك وتاخد بالها منك ليه ؟ ، يمكن لو كان اهلك موجودين كنت هتبقى عايش احسن بس ده ميمنعش انك ممكن تبقى مبسوط في بيت تاني مع ناس بيحبوك
وقتها صرخ به : لا أنا اهلي موجودين ،اهلي عايشين وبيزوروني ..
وكتفكير منطقي : يعني انت مش عايز تمشي من هنا عشان متبعدش عنهم ؟
_ هما اصلا مش عايزيني ، هما رموني وخلوا سما معاهم هما عايزينها هي وانا لا عشان هي بنت عشان بيحبوها وانا لا
صُدم من صراخ الصغير مع امطار عينيه التي تزداد هطولا ، واحمرار وجهه والألم البادي في صوته وعلى وجهه
بينما يكمل : هما مش عايزيني ، ورموني هنا عشان ابقى بعيد عنهم مش عايزين يكونوا جنبي ولا يبقى ليا اب يحبني ولا ام تخلي بالها مني ولا اخت تلعب معايا ، هما رموني هنا ومشيوا ، مش عايزيني ومحدش تاني ممكن يعوزني ... ابدا
كلماته تقطر ألما بالرغم من هدوء نبرة صوته التي لازالت تحمل دماء جرح غائر في قلبه وغصة تقف في حلقه تمنعه من التصرف بطبيعية ، كلما رأهما يأتيان مع سما صغيرتهما المدللة المحبوبة والمفضلة
آسر .... كلمة تأتي من الأسر وبالرغم من أن اسمه فاعل الا انه دوما يشعر بأنه الأسير هو المفعول به هو المُلقى بعيدا هو المُشرد هو المُباع هو غير المرغوب فيه هو الاسير في زنزانة القاه فيها والديه لا يريدانه ان يحيا معهم ولا هو قادر على الحياة  .......
انتبه وخرج من افكاره على صوت الوغد يقول : وآسية ؟ كنت بتحبها صح ؟! ، بس تفتكر هي ممكن تبص لواحد اتربى في ملجأ واحد اهله رموه في ملجأ ؟ مش هتبصلك حتى وانت غني مش هتبصلك يا آسر ، ابوك مات من غير ما يفكر يرجعك بيته و امك هترميك تاني وسما انا هتجوزها ومش هتبص في خلقتك عشان بسببك انت كانت هتموت واللي بتحبها دي هترميك زي الكلاب ولا هتعبرك
اقترب منه آسر يلكمه مجددا : اخرس اخرس متجبش سيرة حد فيهم على لسانك وسما مش هخليك تلمس شعراية منها وانا عايش يا واطي ... عارف ليه ؟ عشان انت خاين
رد له وسيم اللكمة بقوة وهو يقول : وانت كمان خاين ... انت كمان بعتني ومكنتش واثق فيا عشان كده اديتلي ورق غلط متعملش فيها برئ
واستمرت الضربات بينهما بينما يقول آسر بغضب : انا كنت خايف عليك من انهم يقتلوك يا حقير ، لو كنت اعرف كنت قتلك انا بايدي.
_ انا اللي هقتلك انت متستحقش غير الموت
قالها بغضب بينما يخرج سكيناً من بنطاله ويقترب من آسر حاملا في عينيه حقد العالم أجمع ، اخرج آسر وقتها مسدسه واطلق عليه رصاصه  لتصيب ساعده فتسقط السكين ثم يسقط هو كله بينما قال آسر : بس انا مش هقتلك يا قذر ... انا هسيبك زي الكلب كده ، واختي مش هتقربلها حتى لو انا مت ، ولا الشركة ولا البيت لو شوفتك تاني يا وسيم صدقني هتكون نهايتك ....
قالها بفحيح وتهديد صارخ بالرغم من هدوء النبرة التي لم تخلو من الغضب او الكره ثم اكمل بعدما وضع مسدسه في بنطاله مجددا وهو ينظر لوسيم الجاثي على الارض بألم ممسكا بذراعه التي تقطر دماء بل تنفجر بالدماء  : وعلى فكرة انا كنت عارف انك بعتني .... كريم يا واطي شاف صورتك على موبايلي مرة ، لما شافك هناك اتصل بيا وقالي انه عرف شيطان من الشياطين دول قالي متسجل عند مدير ساهر باسم : bro ، bro يا حقير ... ولو انا بلعب قمار كنت عرفت انك غشيتني برضو لأن لو متعرفش الصقر نظره قوي كفاية عشان يلمح اي حركة مريبة من قذر زيك ، كنت عايز تخدع مين ؟ الهاكر ؟ ولا الشاهين ؟ "علي" اللي ائتمنك على سره ولا آسر اللي اعتبرك اخوه ... انت مخدعتش حد فيهم يا وسيم بس خونت الاربعة ياواطي خنتني يا حقير ....... و يا اقذر خلق الله كلهم انا اختي مش هتسيبني عشان ندل زيك وآسية عارفة كل حاجة ، محدش فيهم بالقذارة دي غيرك انت ، انت بس اللي بالقذارة الكافية عشان تبعني لعصابة حيوانات ....
ثم ثار كبركان ثائر وهو يعيد لكمه ليرديه ارضا صارخا بحرقة : تجار اعضاء يا حقير ، تاجر اعضاء يا قذر ، انت تعرف قتلت ناس قد ايه عشان وقفت جنب الحيوانات دول ، تعرف عملت فيهم ايه ، واحدة ابنها اتاخد منها اخر حاجة تقولها ادفنوه جنبي ، ناس ميتين وهما عايشين بسبب حقير زيك ...
ويكمل وهو يركله بمعدته حتى تكور على الارض بدون قدرة على الحراك بينما يكمل آسر ثائرا : حقير وواطي وجبان وحرام فيك القتل انت جثة خنزير مش هتدفن حتى ، قتلتها يا واطي
يتحدث ويكيل له من الالامه ، الالام شعر بها وهو يقرأ جملتها الاخيرة قبل ان يرحل : اتدفن معاه ، ارجوك
يصرخ بينما يرى وجهها الممتلئ بالعبرات ، وهو يتخيل شكلها ممسكة بدمائها تنظر لها بتية لا تعلم ما هذا ، وهو يتذكر شكلها مستلقية على الفراش كجسد فارقته الروح وتركت فقط اغراضها لتعود وتأخذها بعد ايام ، وهو يتذكرجثة أنس التي اخذها خلسة من كريم الذي سرقها منهم بدوره ، وهو يتذكر وجه وليد الغارق بالدموع والدماء ، وكلماته الاخيرة ...... والقاتل أمامه مفتخر بنفسه ان اعان الاوغاد من اجل المال وللخلاص منه ...
ظل يضربه حتى هلك هو الاخر ، ملقى على ركبتيه بانهيار يحبس بداخله الكثير والكثير ، يحبس بداخله ارواح ثلاثة اشخاص ماتوا بدون ذنب لان اوغاد اخرون ارادوا اشباع مطامعهم على حسابهم ، ليس فقط ثلاث اشخاص بل ثلاثة الاف او يزيدون .... ، صمت ولم تصمت الجدارن من ترديد كلماته الغاضبة لبرهة حتى صمت كل شيء .....
مر وقت لم يحسبه ولم يدري قيمته ثم قام واقفا وقد هدأت نبرته وهو يقول بامتعاض وتحقير: وعلى فكرة انا عمري ما حاولت اكون احسن منك. .... بس انت اللي قذر يا وسيم
والاخيرة صارخة غادر بعدها المكان تاركا صدى صوته يتردد مؤكدا على ما قال ، وجسد ملقى ككيس قمامة يذرف ماءً قذر وللاسف في حالته كانت دماء ....

دموع السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن