: يعني بنتي فين يا آسر
قالتها والدة آسر وهي تهوى بجسدها على الاريكة بصدمة
اقترب منها مهدئا اياها : يا ماما اهدي هنلاقيها على طول وحتى هي هتتصل بينا من اي حتة
صرخت به : ومرحتوش وراها ليه ؟
اجابها وهو يحاول تمالك اعصابه ومنع افكار قديمة تعبث بعقله : عشان احنا اتنين وهما عصابة لو روحنا وراها هنلفت الانتباه ليها وعمرنا ما كنا هنعرف نهرب كلنا ، اما هي هتفضل معاهم او انا اللي مش هرجع
بالرغم من جدية الموقف الذي لا يحتمل اي صراعات داخلية الا انه لم يستطع منع نظرة متوجسة لرد فعلها ، نعم فهو حتى الان لم يتخطى الامر بعد لازال يتذكر كل ماحدث حينما ........
نفض تلك الافكار عن رأسه بينما يقول وسيم : اهدي يا طنط والله ما هنرتاح غير لما ترجع بالسلامة
صمتت بحسرة وماذا تملك هي ان تفعل ؟
نظر لها الشاهين وفي مخض افكاره التي تدور كدوامات لم يرى في وجهها سوى صورة مشابهة لها ولكنها اكثر شبابا ترقد في احدى المستشفيات - والتى ولسخرية القدر ملك لمختطف صغيرها ومختطف سما بالمناسبة - فاقدة لروحها ...
لم يستطيع منع عقله من عرض صورة لمنة جوار وجه المرأة التي تبكي فتاتها امامه ، لم يستطع منع شعور يتدفق بداخله بالفقد ...... بأنه فقدها ..
***
( الاثنين 28. )
: هي مصحيتش ؟
سألت والدة آسية بقلق من عدم استيقاظ سما حتى الان
_ لا ...... تفتكري محتاجين دكتورة ؟
: ايوة لو مصحيتش لحد دلوقتي يبقى عايزين دكتورة بسرعة كمان ده احنا العشا !
بالفعل كانوا مساءً وقد أذنت العشاء طوال اليوم كانت آسية تشعر بالغرابة وهي تتذكر تلك الفتاة الراقدة في سريرها حاليا ، طوال اليوم في الجامعة لاحظت حبيبة شرودها وسألتها ولكنها لم تعلم بم تجيب فكانت تتجاهل السؤال ببساطة ...
اجابت على والدتها _ مش ممكن تكون تعبانة بس ؟ ، بصي انا قلقت انا هتصل بايمو اخليها تيجي مع دكتورة فرح اختها
: ماشي ، اتصلي بيها وانا هدخل اشوفها تاني
قاللت بينما تلتف لتتجه لغرفة آدم حيث هافتها _ طيب انا هـ........ عاااااااااااا
صرخت بفزع حين رأت سما الواقفة تمسك برأسها باستغراب وكأنها لا تدري اين هي ، وبالرغم من ملامحها المندهشة او بالاحرى المصدومة كان بها ملامح فزع وخوف
هتفت آسية بغيظ بعدما تمالكت نفسها : اه اتكلمي قبل ما تتحركي فجأة كده !.
_ انت مين ؟
سألت سما بخوف وتيه واردفت : وانا بعمل ايه هنا جيت هنا ازاي ؟
اقتربت منها آسية بابتسامة قلقة : انا آسية وده بيتي انت مش فاكرة اللي حصل امبارح ؟
وعقدت جبينها في قلق في السؤال الاخير ، بينما اجابت سما بحيرة حقيقة : لا مش فاكرة حاجة ؟ ، اخر حاجة فكراها كانت وسيم والعصابـ......
قطعت جملتها هاتفة بفزع وهي تتراجع للخلف : انت مع العصابة ؟
حاولت آسية تهدئتها : اهدي عصابة ايه انا قابلتك امبارح في الشارع كنتي بتجري وشكلك مرعوب وشك غرقان دم وقعدتي تقولي هيمسكوني الحقيني وبعدين اغم عليكي فجبتك انا وماما هنا في البيت ، انت مين بقى ؟
نظرت لتلك السيدة الكبيرة والتي لاحظت وجودها توا والتي تنظر لها بتوجس ، كانت سما تنظر لها باستغراب حتى تذكرت ما حدث لتتنهد بخوف من الذكرى فقط ثم انتبهت على نحنحة آسية : احم ياااا انت !
انتبهت قائلة بحرج : احم اسفة
ابتسمت آسية قائلة : انا آسية ودي مامتي وانت ؟
: انا سما الشافعي ، انا اسفة اوى عملت مشاكل ؟
_ لا ابدا ، مالك؟ شكلك مش كويسة هو ايه اللي حصل ؟
: اصل انا كنت مخطوفة
شهقت والدة آسية وهي تضرب على صدرها قائلة : ايه ؟، ليه ؟
اجابتها بحيرة بينما يتدفق الدمع في عينيها : مش عارفة اللي فهمته انه عايز اخويا يلغي صفقة في شغله يعني تقريبا منافسة رجال اعمال
والدة آسية : وهي ممكن توصل للدرجة دي ! ، استغفر الله العظيم حسبي الله ونعم الوكيل في الحيوانات دول
سالت آسية : وانت هربتي منهم ؟
هزت راسها مؤكدة : كانوا بيساوموا بيا وانا خوفت فهربت من العربية وطلعت اجري من غير ما ياخدوا بالهم
بدات تبكي من الخوف وهي تمسح وجهها بكفيها ، فاقتربت منها والدة آسية مربتة على كتفيها بحنان اموي غزير : حبيبتي اهدي الحمد لله ربنا نجاكي متقلقيش انت بخير اهوه
همست بحزن : الحمد لله
آسية _ حمد لله على السلامة ، تحبي نكلم اهلك ؟
: ايوة ياريت انا اسفة لو عملت مشاكل
آسية : يا بنتي مفيش مشاكل ميهمكيش ، قولي الرقم وانا اتصل بيهم لو تحبي
قاطعتها والدتها : ايه يا آسية ، سيبيها ترتاح وبعدين نتكلم
سما بحرج شديد : شكرا يا طنط
آسية : خلاص انا هاخدها اوضتي ترتاح
اخذتها آسية ودخلتا الغرفة بينما تقول والدتها : بس سيبيها ترتاح على ما اجيب الاكل مش تفضلي ترغي يا رغاية
دخلتا الغرفة بينما تنحنحت آسية قائلة : ماما ضيعت برستيجي صح ؟
ابتسمت سما بحزن ثم سالت بحرج : ممكن ادخل الحمام ؟
آسية بلطف : ايوة طبعا اكيد هناك هنا ، ادخلي وانا هجيبلك هدوم من عندي تغيرها عشان هدومك اتبهدلت بس اتمنى يعجبك لبسي
قالت بحرج : لا مفيش داعي انا .....
قاطعتها بابتسامة :ولا يهمك اهدي اصلا انا هستغلك ونبقى صحاب ، ادخلي خدي شاور على ما اجيب الهدوم وماما تجهز الاكل
_ مش عايزة اتعبكم
: يا ستي مفيش تعب ولا حاجة ، يالا بقى عشان انت مصليتيش طول اليوم
_ حاضر ، عن اذنك
: اتفضلي
دخلت سما للمرحاض بينما ذهبت آسية لتحضر لها الملابس كي تتحمم ووالدتها تجهز الطعام لسما التي يبدو عليها الانهاك والضعف....
***
خرجت سما من المرحاض ترتدي ملابس آسية وكانت تشعر بحرج شديد فضلاً عن الالم والخوف اوللدقة القلق
آسية : انت طلعتي ، تصدقي حلوة عليكي اوي
_ ايوة فعلا احلى من على آسية
كانت هذه والدتها معلقة ، فنظرت لها آسية بغيظ : توشكري يا غالية ، ماشي
ابتسمت سما : شكرا
آسية : طب يالا ناكل بقى
سما بحرج : شكرا انا ...........
قاطعتها : انت محتاجة تاكلي اصلا دماغك نزفت كتير وشكلك مكلتيش من فترة وبعدين فرح جاية كمان شوية عشان تكشف على دماغك واكيد هتحتاجي علاج ولازم تكوني واكلة كويسة
: فرح ؟!، دي اختك ؟
_ لا دي اخت صاحبتي وزي اختي كمان ، انا اتصلت بيها عشان نتطمن عليكي تمام ؟
هزت رأسها بحرج : انا مش عارفة اقولكم ايه ؟!
آسية بمزاح : قولي يالا ناكل عشان انا بجد جوعت
ابتسمت فأخذتها آسية حتى تلك المنضدة القابعة في منتصف الصالة وعليها من خيرات الله
آسية : اتمنى الاكل يعجبك
_ اكيد ، حضرتك اللي طابخة ؟
بدهشة : حضرتك ؟، حضرتك مين ، قولي آسية او ايشا كمان اللي تحبيه ، وعامة مش انا اللي طابخة دي ماما ، انا تخصص اكل اكتر
ابتسمت سما بينما بدأن الاكل وقد انضمت اليهما والدة آسية ....
***
اما الشاهين فكان تائه هو في افكاره غارق في المشاكل التي تحدث لمن حوله وبسببه يعلم ان ما يفعله صائب ولكن لا يزال يلوم نفسه على ما يحدث لمن حوله ...
أنت تقرأ
دموع السماء
Adventure(شكراً لكل حد عجبته الرواية او قرأها.... وطلب بس بفوتس / تصويت تقديراً للجهد المبذول فيها ، شكراً 😍 ) صدقني لن تستطيع النوم ... مهما حاولت .. حاولوا قبلك وها نحن نخبرك : عصابة عينيك لن تلغى ضوء الشموع من حولك .. ، لن تكبت لهيبها ستكون كوسط شبه شفا...