"16"

210 19 29
                                    

السلام عليكم :
Panda_po_14اول ما شوفت الكومنت نزلت البارت على طول اهوه ، اؤمري بس ❤
عايزة بقى تفاعل وفوت وكومنت
دمتم بخير ، اسيبكم مع البارت بقى ....
--------------------

_ وهتعملي ايه ؟
سألت حبيبة الجالسة على فراش آسية وهي تنظر لتلك الاخيرة تطوف بالغرفة ذهابا وايابا في توتر وحيرة
: مش عارفة !...
_عارفة مكنش عندي مانع اساعدهم بس ... دي بتقول بيحبني
قالت الاخيرة وهي تجلس على الفراش جوارها بصدمة فالتفت لها : ايوة يعني ؟
_ مش عارفة ، حبني امتى ده وليه وازاي ... هتجنن
لتقول اطمئنان : متخافيش انت مجنونة اصلا
_ ايماجو مش وقتك ده ، انا دلوقتي المفروض اعمل ايه ؟
فضلت حبيبة الصمت : ............
فقالت آسية : تفتكري المفروض اروح ؟
هزت رأسها بحيرة ثم قالت : هتقولي لآدم ايه ؟
_ لو انا خايفة من آدم يبقى اولى اخاف من ربنا .... بس انا مش عارفة ايه الصح ؟!
القت حبيبة ظهرها على الفراش بضجر وظلتا صامتتين لفترة ثم عادت لتسأل : بس هو سابهم ليه ؟
نظرت لها الاخرى بضجر : حاجات عائلية
اعتدلت على بطنها ناظرة لها بحاجب مرفوع : وانت مالك بالحاجات العائلية ؟!
زفرت بحنق : اخلصي بقى وبطلي رغي
قامت حبيبة جالسة : رغي ايه ؟ عرفتي اخته من يومين وفجأة الاقيكي اتعرفتي عليه وعلى اخته وهو صاحب اخوكي وبيحبك في يومين
_ ايييييييييييه اخرسي شوية ثم ايه بيحبك دي !
: يووووووة مش انت اللي قولتي هو انا جبت حاجة من عندي ؟!!
زفرت بحنق هاتفة بها : طب اسكتي بقى اما نشوف هنيل ايه
: وانا لو سكتت هتعرفي تفكري يعني ؟
لتقول بنبرة مغتاظة : كتعة ....اتلمي
: اخرسي بقى انا هلاقيها منك ولا من الصفيق اللي في البيت اتكتمي انت كمان اديني سكتت اما نشوف طالما عايزاني اسكت كلمتيني ليه اجيلك لما هو .........
قاطعتها : يا بنتي اخرسي بقى اسكتي انا غلطانة بس اسكتي بقاااااااااااااا
نظرت لها بحنق ثم التفت للجهة الاخرى عاقدة ذراعيها امامها .......... لخمس ثوان ثم عادت تقول ببراءة : آسية .......
***
( الخميس 7. )
طرقات خفيفة على الباب تؤكد توتر صاحبها تعجب حسن منها حيث ان منزله تقريبا مجهور لا يزوره احد سوى آسر وهو متأكد من انه ليس الطارق
صوت مقبض الباب يتحرك وترها اكثر ، آدم رحل بعدما اوصلها وحبيبة الى هنا ، نعم فما كانت لتأتي بمفردها ، بالامس صلت استخارة اكثر من مرة وشعرت بالراحة في فكرة الذهاب ، لذا ها هي ذا ...
فتح حسن ثم قال وعلى ملامحه استغراب : ايوة ؟
وخرج صوتها خافتا : احم استاذ حسن السيوفي ؟
لم يسمعها فقالت حبيبة : حضرتك استاذ حسن السيوفي ؟
هز رأسها بتأكيد : ايوة اي خدمة ؟
وكزتها حبيبة لتقول شيئا فتنحنحت : انا آسية الحسيني كنت عايزة أسأل حضرتك عن أستاذ آسر
فتح الباب قائلا : اتفضلوا
تبادلتا النظرات ثم خطت للداخل ولازالت تشعر بالتوتر وهاتفها المسكين هو من تلق اللوم بقبضة قوية تعتصره ولولا وجود حسن لكان تلقى عضة ايضا !!
: انتِ اسية ؟
سأل حسن فاجابت بهزة من رأسها ، فقال : بس اشمعنى جيتي هنا ؟
_ اهله منهارين وكنت عايزة اساعد ، والدته اخته الاتنين مش كويسين من ساعة ما مشي وهما ........
قاطعها : واشمعنى جيتي هنا ؟
_ احم ، سما قالت انه بيحب حضرتك جدا وعلى الاغلب حضرتك عارف مكانه ..
ظل صامتا ينظر اليها والهاتف بيدها يصرخ من قبضتها التي تشتد حتى قطعت حبيبة الصمت : حضرتك تعرف هو فين ؟
اراح ظهره على مسند الكرسي قائلا : انا قولتلهم انه مجاش هنا ...
آسية : ايوة بس ده ميعنيش ان حضرتك ممكن تكون عارف مكانه ...
حسن : محلفني مقولهمش
ابتسمت : وانا مش عيلته ومحلفتش ممكن اقولهم عادي ..
ابتسم بدوره : كنت متأكد انك عنيدة ...
_ طيب هو .... فين ؟
: في المستشفى
صُدمت _ ايه ؟! ليه ؟
: عمل حادثة اول ما طلع من عندهم ... اتصل بيا عشان اجراءات المستشفى غير كده محدش كان هيعرف هو فين
_ طب هو عامل ايه دلوقتي ، وفي مستشفى ايه ؟
:××× اعتقد روحوا زوروه افضل
_ شكرا جدا لحضرتك انا هقولهم عشان يروحو ويشوفوه ده اكيد هيكون احسن ليه
قامت لترحل فقال : آسية .... هو حالف لو والدته راحتله هيختفي ومش هيظهر تاني ...
بُهتت قائلة : بس ....
رفع ذراعيه بقلة حيلة ولم يجد احدهم ما يُقال فاستأذنت مع حبيبة ورحلتا ...
***
ليت الضياء يعود يوماً .....
ولكنه يأبى ان يعود على ما يبدو ، بالرغم من انه يستطيع الخروج من المشفى ببساطة الا انه لا يريد ان يخرج لا يريد ان يعود
في النهاية سيعود لمن ؟ امٌ تركته قبلاً واعادت الكرة الان ، ام صديق طعنه بظهره ببساطة بل وبراحة عيمقة ورضا تام ، لمن سيعود لسما ؟ شقيقته ، لا يعتقد ان رحيله سيسبب مشكلة ما فعلى اي حال هي عاشت بدونه اطول بكثير مما عاشت معه ، لا احد يعود لأجله لا احد ، بل حتى في مخض كل ما حدث ..... فقد آسر ايضا ...
لن يعود الضياء ابدا ...
وهذه التكملة هو بالفعل لا يظن ان الضياء سيعود ابدا ...... لم ؟ لأنه لم يكن موجوداً اصلا كي يعود ...
لم يتعرض لحادث كبير او اي من هذا القبيل فقط انتهى الامر كدمة وارتطام برأسه اودى به الى جبيرة في ساقه و ضمادة على رأسه ، اخبره الطبيب شيء عن ارتجاج في المخ وانه فقد دماء ، وكل هذا لم يعنيه البتة ، ليس مهما انتهى الامر وانتهى الحادث وانتهينا ...
طرقات على الباب دخلت بعدها الممرضة انهت عملها ثم خرجت وهو جالس كما هو يلقي برأسه للخلف مستندا على مسند السرير ينظر للسقف بشرود ، ماذا فعل لهم كي يفعلوا به كل هذا ؟؟
ترك لهم كل شيء ترك هاتفه والسيارة وسجل الشركة والمنزل باسم سما ونصف ماله لم يترك شيء لنفسه سوى نصف حسابه في البنك وقد اخذ منه مصاريف عملية كريم و حساب المستشفى الذي هو فيها الان ....
لا يريد منهم شيء ، فعليا هو من وصل لكل هذا ولكنه لا يريد هذا حتى ..... شعر بأنهم لا يريدونه وان وسيم كان محقا " وبعد ما كبرت وبقيت تقدر تشتغل اهلك خدوك تاني عشان تصرف عليهم ، انت مجرد خدام عندهم بتوفر لهم كل حاجة بس " وها هو ترك لهم كل شيء وساهر سيدير الشركة حتى تعرف سما انها الان مالكة كل شيء وبعدها سيختفي من القاهرة باكملها ان لم يترك البلد كلها ..
كلما فكر فيما حدث وما يحدث يشعر بشيء يجسم على صدره وتنفسه يضيق .. فُتح الباب فجأة لتظهر سما -التى اخفت الامر عن والدتها- خلفه وجهها غارق بالدموع ركضت اليه بسرعة تحتضنه بشوق : آسر ...
امسكها من ذراعها وابعدها عنه قائلا : جيتي ليه ؟ وعرفتي منين ؟
قالت برجاء : آسر
_ نعم
: ارجعلنا بقى والله ماما قاعدة تعيط من ساعة ما انت مشيت
ليجيب بسخرية : لا قوليلها متزعلش نفسها ، ولا اكنها عرفتني ترجع خمس سنين ومش هتلاقيني عادي يعني
: آسر متعملش فيها كده حرام عليك
لم يجيب مانعا انفجار لو ترك له العنان لاطاح بها فقالت هي : آسر عشان خاصري مش هنعيش من غيرك
اجابها ببرود : سما انتو كنتو عايشين من غيري اكتر مما عيشتوا معايا انسوا اني رجعت وانسوا اني هرجع لانه مش هيحصل وبما انك جيتي اتفضلي دول
اعطاها بعض الاوراق فقالت بتساؤل : ايه ده ؟
_ ده تنازل ليكي بالشركة والبيت والعربية وعملتلك حساب في البنك واعتقد كده عملت اللي عليا
نظرت له بصدمة وعادت للبكاء : آسر ..... احنا عايزينك انت
ابتسم بألم : لا يا سما انتو كنتو محتاجين راجل معاكو ايا كان مين لو كنتى اتجوزتي وسيم مكنش هيفرق وجودي ، ولما والدك كان عايش مكنتش وجودي مهم ، انتو مش عايزيني انا يا سما انتو عايزين حد ياخد باله منكم ويصرف عليكم بدليل انها مزعلتش لما مشيت غير بعد ما عرفت وسيم على حقيقته
_ وبفرض ده صح مين هياخد باله مننا كده ؟
: صدقيني انتو من غيري في امان اكتر
_ اسر بطل الكلام ده احنا بجد عايزينك مش هنعيش من غيرك صدقني
وهنا فقد سيطرته ليصرخ بها : اصدق ايه كلامك كدب ثلاثة وعشرين سنة رامييني في الشارع وافتكرتوني لما ابوكي مات ، انا اتحرمت من كل حاجة بسببكم ، انا كنت يتيم واهلي عايشين انا الشخص الاسوء من اليتيم والاسوء من اللقيط حتى ، عارفة يعني ايه يُتم ؟ عارفة يعني ايه عندك اهل وراميينك ، عارفة كان صعب ازاي اشوفك معاهم؟ عارفة اني فضلت ادعي على نفسي اكتر من اي حد في حياتي ، عارفة اني كنت بدعي على نفسي بالعمى والشلل عارفة اني كنت بتمنى اموت عشان اريحكم منى ؟
عارفة لما بابا اتبناني وفي اول عيد ميلاد عمله ليا اتمنيت ايه وانا بطفي الشمع اتمنيت اموت في اللحظة دي ، وانتو كنتو عايشين من غيري ، كنتوا مبسوطين وعايشين حياتكم انت عيشتي حياة انا اتمنيتها طول عمرى ... كان ليكي اهل وصحاب انت بتقولي بابا وماما وانا محروم منها وبتقولي من هنعيش من غيرك ؟بطلوا كدب بقى انا خسرت كل حاجة كل حاجة خسرت اهلي وطفولتي وابويا ونفسي ......عايزين ايه تاني ابعدوا بقى ابعدو
نظرت له بصدمة ، يبكي .... هو يبكي .... كانت تظن انه لا يحبها هي ليس عائلتها جميعا ، ظلت مصدومة بينما تراه يقف بغضب ويدفعها للخارج ويغلق الباب بقوة ، وقفت  تتنفس بصعوبة وحاولت ابتلاع غصة بحقلها ثم عادت للبكاء بينما ترحل بالعديد من الهموم والالم ...
***
( الجمعة 29. يناير )
نعم ... مضى ما يقرب من شهر ، لا اخبار منهم ولا عنهم ولا عنه ولا اي شيء ، عاد آدم لعمله منذ فترة وتوقف الشاهين طوال ذلك الوقت .. ساهر لازال يدير الشركة كما علم ، وكريم خضع للعملية وانتهت بنجاح ، وآسية بدأت امتحاناتها للفصل الدراسي الاول لاخر سنة لها في تلك الجامعة ، سما قابعة بمنزلها تشعر باختناق وهو ....... هو يعيش ...

دموع السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن