"11"

224 20 16
                                    

( الاربعاء 30. )
( في تمام الثالثة بعد منتصف الليل في منزل آدم الحسيني )
تململ البواب على اريكته وهو يرمش بعينيه في نعاس ثم جلس فجأة حين لمح شيئا ما اسود يقفز من على سور الحديقة ...
قام ممسكا بمصباحه اليدوي وفي يده الاخرى يحمل سلاحا ليهاجم به المتسلل وخطى بروية وهدوء متجها للمكان الذي رأى فيه اللص ..
وبمحازاة السور وهو يلف يده بالمصباح لينير كل المكان حوله ، انتهى من جولته ولم يجد شيئا ليعود لاريكته المريحة وهو يمصمص شفتاه  ان ربما كانت قطة !
ولم ينتبه لذاك الجسد البشري الملتصق خلف عمود حجري سميك ليحتمي به و يتق ضوء المصباح
وما ان رحل عم توفيق البواب حتى بدأ يتحرك مكملا مهتمه ..
مباشرة الى شقة آدم الحسيني حيث كان الشاهين صباحا ، تسلل من نافذة غرفة المعيشة المفتوحة والتي تطل على الحديقة هي وغرفة آسية وبدون اصدار صوت ومع مصباحه اليدوي بدأ يبحث عما قد يكون هنا ...
بحث في مكتبة الكتب التي تحتل جدارا كاملا في غرفة المعيشة ولم يجد ما يفيد فقط بعض المصاحف وكتب علمية وبعض الروايات ترك ما بيده بعدما قضى على الترتيب الابجدي الذي ظلت آسية ساعتين حتى انهته ، توجه بعدها لغرفة المكتب والتي وبالمصادفة كانت اول ما دخل ، بدأ يفتش عن ذاك الملف الذي ارسلوه خصيصا من اجله ، اكمل بحثه وهو يفكر في المكافأة التي سيخذها من وراء اتمام هذا العمل حتى ان لعابه بدأ يسيل من تخيل المبلغ ، واثناء رحلته الى عالم الاحلام التي بدا فيه بتحقيق ما يتمناه باموال تلك المهمة وعلى وجهه ابتسامة سخيفة لم ينتبه لتلك المزهرية خلفه وهويخطو للخلف فكاد ان يسقطها ، ولكن صوت قاعدتها التي اهتزت على خشب المكتب اخرجته من شروده ليمسكها سريعا قبل ان تسقط
زفر براحة وعقله يخبره : سيب الافكار دي لحد ما تخلص شغلك يا علام كل شيء باوانه
ولكنه لم يدر ان صوت المزهرية المهتزة فقط قد ايقظ ضابطا في الغرفة المجاورة من نومه ليقوم بتمهل بعدما اخذ سلاحه من اسفل وسادته
وقد علقت شقيقته على الامر مسبقا : انت محسسني انك نايم حاضن دبدوب مش مسدس !
على اي حال توجه لغرفة المكتب شاهرا سلاحه وقال بثبات للهيكل الاسود امامه
: مكانك وايديك لفوق
و ( يا مصيبتك السودة يا علام ) التف اليه بحذر ليجد آدم يقف بثبات شاهرا المسدس امام وجهه وما كان من علام الا ان تراجع للخلف بحذر بينما هدده آدم : اثبت والا هتبقى اخر خطوة في حياتك
رفع يداه في الهواء والقى المصباح من يده ليتسلط الضوء على الجدار بينهما وفجأة اخذ علام المزهرية وقذفها على آدم الذي ابتعد في اخر لحظة كي لا تصيبه بينما القى علام ببعض الاشياء ارضا وقفز من الشرفة وهو يقول بسخرية : سلملي على الشاهين
وريثما تخطى آدم تلك الاشياء كان علام يركض في الحديقة ليقفز من على السور مجددا ويختفي من حيث اتى وعلى اي حال هو قد انهى مهتمه او هكذا سيخبرهم على الاقل ربما يحصل على شيء من المكافأة المنشودة ...
كانت تلك الضجة كفيلة لايقاظ كل من بالمنزل ولكن ليس اسية ابدا لازالت كما هي ساق على الفراش والاخرى على الارض ويداها ممدتان جوارها كل في جهة وبالنسبة للغطاء فهو يشعر بالحرج منها متكور على نفسه في اخر زاوية من السرير ، وكل تلك الضجة لم توقظها ابدا كل ما احدثته ان جعلتها تتململ بنوم
بينما والدتها فقد استيقظت تركض الى ادم الذي ينظر من النافذة بسخط وحوله المكتب اصبح دمارا !
: ايه اللي حصل يا آدم ؟
_ مفيش يا امي ، روحي نامي
: مفيش ازاي والمكتب بقى خرابة كده
_ خلاص يا ماما مفيش نامي بس
نظرت له بغيظ ورحلت بينما هو اعاد المقاعد لمكانها وترك المزهرية التي لاقت حدفها في هذه المعركة ملاقاة ارضا كما هي !......
في الصباح نظفت آسية المكتب وهي تهتف بسخط : خلاص مفيش حرامية محترمين ونضاف في الزمن ده !
وبعد قليل هتاف اخر : وبعدين حرامي نط في البيت ذنبي ايه انضفه ، كنت تسيبه يمشي على مهله متسربعهوش يبهدل الدنيا كده !
ورد فعل آدم كان طبيعيا فقط ضحك على سذاجتها ولم يرد عليها ..
***
انتهت سريعا وذهبت لجامعتها تشعر بالضجر الشديد من ذاك اللص ، قابلت حبيبة كما العادة لتسأل الخيرة بتعجب : مالك ؟
_ امبارح نط حرامي حقير للبيت
فزعت حبيبة : ايه طب وحصلكم حاجة ؟
: لا
_ سرق حاجة ؟
: لا بس بهدل مكتب آدم وخلاني انضفه قبل ما انزل ، حرامي حقير لو قفشته هوريه ، ده خلا المكتب خرابة
وقفت حبيبة مصدومة وقد نسيت اغلاق فمها وعيناها حيث ارتسمت ملامح البلاهة على وجهها ، بالطبع هذه آسية ورددها عقلها مسبقاً : الهبل ماشي على رجلين !! "
جملة آسية تلك كانت كافية ليمر اليوم هادئا بدون حديث ، فحبيبة لم ولن تعلق ابدا على شيء كهذا ...... ابدا ..
***
وعصرا بعدما عادت آسية من جامعتها كانوا جالسين في منزل آسر حيث رحبت بهم والدته بحفاوة شديدة وقابلهم هو بابتسامة بسيطة وسما كذلك ..
كان وسيم هناك ايضا ولكنه كان راحلا ، سلم على آدم بابتسامة ثم مد يده الى آسية قائلا : اهلا بآنستي الجميلة
نظرت له شرزا : مبسلمش على حد مش من محارمي ؟
شعر بالحرج فسحب يده قائلا : ليه يعني !
تدخل آسر : ايه يا وسيم وانت مالك ده شيء يرجعلها
نظر لها بحقد ثم التف ليجلس جوار خطيبته ... كان آدم وآسر يتحدثون وعلياء ومنى ايضا بينما كانت تعبث هي في هاتفها ، ووسيم وسما يتحدثان ... بعد قليل قام وسيم معتذرا عن الغداء لان عليه فعل شيء ما طارئ ، فجلست الفتاتان تتحدثان معا وتعرفتا قليلا 
جلسوا على طاولة الطعام وبينما يتناولون الغداء تلقى آسر اتصالا ما ، فاستأذنهم قائلا : عن اذنكم لحظة واحدة ..
تركهم وابتعد وبعد قليل انهى ادم طعامه وسأل عن مكان المرحاض ليغسل يديه واجابته والدة آسر فذهب حيث اشارت ليسمع صوتا قريبا الى حد ما
: مش عارف يا ساهر ، كونهم عرفوا ان انا الشاهين ده مخلي كل اللي يكلموني في خطر معرفش ممكن ابعتلك مين !
دخل آدم اليه الشرفة قائلا بدهشة : انت الشاهين ؟
صوته جعل آسر يجفل ويغلق الهاتف مباشرة ثم وجه له نظرة نارية : محدش قالك ان التجسس على الناس عيب يا سيادة الرائد ؟
ولم يكترث آدم وانما اكمل : الشاهين ....... يعني انت السبب في ان الحرامي ده يدخل البيت
: حرامي ايه ؟
_ وعشان كده خطفوا اختك
: وطي صوتك
_ انت انسان مستهتر عشان عايز تتشهر عرضت الكل للخطر
: انت بتقول ايه ؟! شهرة مين دي ؟ انت تعرف الشاهين عشان تتكلم اصلا
_ ايوة شخص عامل فيها بطل وبيلعب لعبة سخيفة بس وسعت منك وخليت اهلك في خطر واحنا كمان لمجرد انك دخلت بيتنا مرة
: انت بتتكلم في ايه يا سيادة الرائد ، شهرة مين دي وبطل ايه اللي انا عايز اكونه ، لو متعرفش مأمورية اسكندرية اللي اتصابت فيها دي انتو اكتشفتوها بسببي انا والهاكر صح كلامي ولا غلط ؟ احنا اللي كشفنا الريان واحنا اللي كشفنا الادهم اللي معاها وسامي وكمال النمر كلهم احنا اللي كشفناهم وبتقول اني عايز شهرة ؟ كنت على الاقل قولت انا مين ، او وفرت على نفسي شغل في الشركة وخدت فلوس من الجريدة لأني صحفي لأني الشاهين ..
انا بعمل شغل انتو نفسكو معرفتوش تعملوه يا سيادة الرائد وحاجات انتو مطنشينها ممكن تموت ناس ملهاش ذنب
_ احنا شايفين شغلنا يا استاذ حتى لو في حاجات بتفلت مننا فده عشان في حاجات تانية حاجات اهم
فقال بسخرية : فعلا والله ؟ تمام جد ، انس وليد طفل مخطوف من اكتر من اسبوع والبلاغ اتعمل من اول يوم وفي زيه اطفال تانية وكلهم بسبب نفس العصابة ، تقدر تقولي الشرطة عملت ايه بخصوصهم ؟
_ ده مش قسمي عشان اعرف بس متاكد انهم وصلوا لحاجات
: لا يا سيادة الرائد موصلوش لحاجة ، انس مخطوف من اكتر من اسبوع وامه مرمية في مستشفى بحالة انهيار عصبي وفقدت النطق عشان ابنها تعرف اللي بيسعى للشهرة ده لف اد ايه عشان اجيب منها اللي حصل ؟ حاجات اصلا كانت عندكم من اول يوم تعرف انا قعدت اد ايه على ما عرفت ادخلها ؟ تعرف ايه اصلا عشان تتهمني باني بسعى للشهرة وميهمنيش اللي حوليا ؟!
انا متعرض للخطر اكتر منك يا سيادة الرائد وفي النهاية لو انت اتقتلت هيقولوا راجل عظيم ضحى بنفسه عشان البلد بس انا لو مت هيألفوا قصص يمين وشمال عن قتلي بتقول اني مش هاممني اللي حواليا بس لو فعلا ميفرقش معايا كنت على الاقل طنشت كل ده ولا تعبت نفسي ولا دورت على مجرمين واعيش انا واهلي بسلام ولا يهمني اللي يتقتل ولا اللي يتخطف ولا كل دول ، اقولك على حاجة اثبت اني غلط وانا هروح بنفسي للعصابة واحميك انت واهلك والكل واسيب الحاجات دي للشرطة اللي بتشوف شغلها ، تمام ؟
تركه بعدها ورحل من الشرفة ليلحق به ادم ثم استأذن بلباقة راحلا مع اسرته بينما آسر ينظر له ببرود ..
اوصلهم للمنزل فهبطت والدته من السيارة وصعدت بينما قالت آسية : ادم هو معاه حق
انتبه لها فقالت : الشاهين والهاكر سلموا ناس كتير مش بيسعوا ورا الشهرة على حساب اللي حواليهم يعني هما بيدوروا على حق ، انت كمان بتعمل كده وممكن اللي حواليك يتعرضوا للخطر بسببك
: بس انا ظابط ده شغلي
_ وهو بيعمل كده لنفس الغرض هو كمان عايز يحمينا يا ادم هو كمان ضحى بانه يعيش في امان وعرض نفسه للخطر عشان يكشف الناس دي مش عشان شهرة
سأل : انت سمعتينا ازاي ؟
تنحنحت : كنت بشيل مع طنط السفرة وسمعتكوا صدفة
_ طب انزلي وانا شوية وراجع ..
فعلت ما طلب فانطلق  وبعقله طواحين من الافكار متجها الى مزكر الشرطة تحديدا الى مكتب حاتم
الذي رحب به : ادم ازيك يا راجل الف سلامة عليك
ابتسم بتكلف : الله يسلمك ، الحمد لله عدت على خير
ولم يستطع المراوغة فسأله : الا صحيح القضية بتاع الواد المخطوف دي عملت فيها ايه ؟ , كان اسمه انس تقريبا؟
: اه انس معرفتش اوصل لحاجة مفيش عصابة قالت انها اللي عملت كده حتى مسكنا الناس اللي بيشحتوا بالعيال ملقيناهوش
_ وعملتوا ايه ؟
بعدم اكتراث اجابه : اهو البحث شغال
_ طب والادلة مفيش شهود للحادثة ؟
ارتشف من كوب الشاي امامه بطريقة مقززة وهو يجيب : لا سألنا ناس من الشارع والراجل اللي اشترت منه قال انها فجأة طلعت تجري وتصوت ورا عربية سودة ده كل اللي افتكره
_ بيقولوا في عيال اتخطفت برضو في مدريات تانية  صحيح ؟
: اه فعلا بس برضو ملاقوش حاجة
_ طب سلام يا حاتم
: يا راجل اقعد خلينا ندردش شوية واشرب حاجة
_ لا مفيش داعي اشوفك بعدين
: براحتك سلام ..
خرج واستقل سيارته ظل يضرب على مقود السيارة بغضب كاسح ثم انطلق بها في الطرقات هائما لا يعرف الى ايه وجهته يشعر فجأة بانه خائن !
من المفترض ان مهنته تحتم عليه حماية المواطن البرئ وان يوفر حياة آدمية لهم شعوره باهمية مهنته جعله يحبها ويهتم بعمله ان يشعر بانه مسئول بشكل ما عن هؤلاء المواطنين يجعله يعمل اكثر ويهتم بالقضايا اكثر لكن لم يكن يعلم ان هناك من يموتون بسبب الضباط كما هناك من يُنقذون بسببهم ، منة مثلا تموت قهرا علي صغيرها الذي اغلق حاتم قضيته ببرود تام او حتى اهملها وان لم يغلقها ......
ربما الشاهين ليس مذنبا وربما الهاكر ليس شخصا يهوى الشهرة ليس اكثر ربما لكل منهما قصة اكثر عمقا من هذا بكثير ......
اخرج هاتفه واتصل بآسر ليجيبه الاخر : اهلا يا سيادة الرائد ، اثبتت اني غلطان ؟
لم يجيب عن السؤال وانما قال : عايز اقابلك عند×××
تنفس آسر بعمق وعادت له النبرة الجدية : حاضر عشر دقايق واكون عندك ...
***
جلس بعض الرجال امام عدة اجهزة كانت تخص فيما سبق الهاكر فتحوا الاجهزة وتفحصوا كل ما عليها وكل ما وجدوه هو بعض الافلام والالعاب قال رجل ما يبدو انه رئيسهم : شوفوا اللي كان عليها
وبدأ المختصون عملهم وكريم يقف بعيدا مبتسما بخبث وهو يعد بسره : ……..1……2……..3…….4…….5 Boooom
واتسعت ابتسامته وهو يسمع الرجل يهتف بأن بداخل الاجهزة " فيرس " ليتقدم قائلا بثقة : قولتلكم ان الشاهين مش غبي كده
خطى نحوهم بابتسامة : تعيشوا وتاخدوا غيرها
زفر الرجل الذي حادثه مسبقا ( امجد ) : طب دلوقتي هتعمل ايه يا سبع البرومبة
هز كتفيه وهو يستمتع برئاسته عليهم : ولا حاجة كلم بقى البوص قوله ان الخطة فشلت والاجهزة متفيرسة وفاضية
امجد بقلق : انت عايزه يقتلنا لا طبعا
اقترب منه يقول بانتصار : يبقى كلامي يتسمع
نظر له امجد بحنق قائلا : ماشي ، هتعمل ايه ؟
ابعده قائلا بسخرية : انا عندي الخطوة الجاية خليك انت في شغلك ......
***
وصل آسر الى حيث اخبره آدم دخل واضعا كفيه في جيوب بنطاله مباشرة الى ادم الواقف موليا له ظهره واول ما قال : آدم
التف له آدم ثم عاد لحيث ينظر بينما اكمل آسر : عرفت اني مش غلطان .؟
تنهد مجيبا : حاتم معملش حاجة
_ ما انا عارف
: انا هساعدك يا آسر
نظر له قائلا : بس انت كمان في خطر يا آدم ، لو هتساعدني ماشي بس أمن عيلتك الاول
ابتسم آدم : متخافش انا سايب ورايا راجل
ثم عاد يقول : بس مش كل الظباط زي حاتم
_ اكيد ، يمكن لو الظباط كلهم كل رجال القانون ماشيين بالقانون وبيحموا الناس فعلا مكنش هيبقى في عصابات كبيرة كده ، يمكن ..
تنهد : معاك حق ، يمكن البلد ساعتها تفوق ...
صمت قليلا ثم اردف : دلوقتي انت محتاجني اساعدك في ايه ؟
هز رأسه بأسف : انت كمان متنفعش للمهمة دي
: ليه ؟
_ عشان المقابلة دي
فكر آدم قليلا ثم قال : المهمة دي محتاجة قوة ؟
_ لا ، ليه ؟
: تعالى معايا يمكن نقدر نحلها
لحق به وتوجها لمنزل آدم ، فتحت له والدته فادخل آسر للمكتب و سألها عن آسية التي اتت فور ذكر اسمها فقال : تعالي ورايا
وقف آسر حين دخلا ونظر لآدم بدهشة : اختك يا آدم ؟!
سألها آدم : آسية انا هساعده ، بس محتاجينك موافقة ؟
وهل هي ستفكر لا سمح الله ؟! بالطبع لا ابدا ...
: اكيد
نبرتها حماسية وكأنها على وشك الدخول في مغامرة رسوم متحركة مثلا
نظر آسر لآدم بقلق لكن الاخر بادله اخرى مطمئنة فحقا آسية بها اسرار اكثر مما يظن بكثير ...
: هعمل ايه ؟
قاطع افكارهما صوتها وهي تسأل عن ماهية مهمتها ليجيب آسر ولا زال قلقا : في ورق مع واحد هيفيدنا بس هو متراقب مينفعش يقابلني والا هنتقتل احنا الاتنين ولا ينفع ابعت اي حد قابلني قدامهم
ثم اضاف بشك : يعني هي كمان متنفعش عشان هي جات عندنا وانا جيت عندكم
اجابت : بس انا كنت في العربية يعني اللي بيراقبك مشافنيش
كان سيجيب ولكنها اكملت بجدية وهي تفكر : بس معاك حق لازم يبقى في حذر
صمتوا قليلا حتى قالت : انا عارفة مين ممكن يروح ، بس انت واثق في صاحبك ؟
_ اكيد
: اوك تمام
آدم : مين يا آسية ؟
_ ايماجو
قال بدهشة : حبيبة !
آسر بحذر : لحظة بس انا مش عايز البلد كلها تعرف بالموضوع كده هنموت قبل اي خطوة
آسية : ايماجو لو عرفت اصلا مستحيل تساعدنا ، مش هقولها انه للشاهين مفيش داعي حضرتك تقلق
آدم : انت متأكدة ؟
بثقة اجابت : ايوة
اخرجت هاتفها وحدثتها امامهم : السلام عليكم
_ وعليكم السلام
: ايمو ممكن طلب ؟
_ يا نعم ..
: عايزة ورق من واحد قريبنا من بعيد بس مش هقدر اروح  ينفع تروحي انت ؟
_ قريبك ده اللي هو اخوكي في الاسلام صح ؟
: ايوة اخلصي بقى تروحي ؟
_ لا انا اقابل واحد معرفوش ليه ؟
: خدي احمد معاكي
_ احمد اللي في اعدادي ده عيل
اخفضت صوتها قليلا : عيل بيلزقك على قفاكي كل قفا والتاني وانا اشهد اخلصي بقى بدل ما افضحك
_ اه يا بوبي مش مدخلاكي بيتنا تاني على فكرة
: هبقى اشتمك بعدين يا جزمة ، اخلصي بقى
_ امتى ؟
بينما كانت آسية تحدث حبيبة سأل آسر بقلق : انت مطمن على اختك في حاجة زي كده ؟
_ ايوة انا واثق فيها
: آدم بس ده خطر
_ متقلقش ، اصلا هي سبب في اني اساعدك ومتأكد من انها هتفيدنا لو كان في خطر عليها مكنتش دخلتها ابدا في الموضوع
نظر لها آسر بقلق وهو لا يعرف سر ثقة آدم هذه اتراه لا يفهم مع من يتعاملون ؟ ، اوقف افكاره صوتها وهي تنطر له : تروح امتى ؟
آسر : نص ساعة فـ               كافية×××
عادت لحبيبة : بعد نص ساعة فـ×××
زفرت حبيبة بحنق : انت مستغلة يا ايشا
_ يالا بقى عشان خاطري
: هتعزميني المرة الجاية
_ طيب يا زفتة اخلصي بقى
: طيب سلام ...
اغلقت الهاتف ثم قالت باستدراك : وانا هعرفه منين ، يوووووووووووة نروح ونشوف بقى بس على الله ميكونش مواعيده زفت زي الحجة دي ..
بينما اغلقت آسية الهاتف وهي تقول بخفوت : وادي اول غرامة من الموضوع ده
آسر : هكلمه اقوله بقى ..
واتصل بساهر الذي وافق وذهب الى حيث سيقابل حبيبة ...........
***
وصلت حبيبة الى المطعم المنشود دخلت بينما يتجول أحمد شقيقها الصغير بعينيه في المكان وكأنه يقيم الديكور كادت تخبره ( ولا متعملش فيها ناقد فني انت متعرفش الاصفر من اللموني ) ولكنها آثرت الصمت ( بلاش اضيع برستيج الواد في المكان )
والفكرة التالية ملحقة بتنهيدة ( وانا اعرف قريبها اللي من بعيد ده منين بقى )
وجدت شخصا ما يقترب من احمد متسائلا : انت احمد ؟
ليجيب احمد بعدما رماها بنظرة متكبرة وكأنه يتباهى بطلب احد المعجبين به لالتقاط صورة معه : ايوة انا ، مين حضرتك
نظرت له بغل بينما قال ساهر الواقف امامه : والانسة حبيبة ؟
اشار احمد عليها بضيق كانت تقف على بعد امتار منه تقدم منها ساهر : اتفضلو
ابتسمت لاحمد بانتصار ثم خطت خلف ساهر واحمد يتبعها ...
بالطبع ساهر يظن انه سيتحدث مع اشخاص عاقلين وقد اعتلى وجهه ملامح جادة ولكنه لا يعلم ان الثنائي خلفه هم احمق مما قد يتصور ...
همست حبيبة لأحمد الذي وعن قريب سيتعداها طولا : انا اللي كسبت
واضافت : يا صفيق ...
نعم هي لا تناديه احمد بتاتا هو الصفيق حتى وان كانت تمتدحه هو لازال الصفيق
التف ساهر ليجدها تنظر لاحمد بابتسامة انتصار وهو يبادلها نظرة غل فتنحنح : احم ، اتفضلوا
جلسا فتجاهلها تماما وجلس يتحدث مع احمد يضحك ويمزح وهي بدأت تشعر بالضجر : يا استاذ فين الورق
قال بابتسامة لا تليق بالحديث ابدا : هسيب الشنطة جنب اخوكي وانا قايم ابقى خديها ..
قالت بدهشة : نعم !
وبداخلها يتهكم " ايه جو الافلام البوليسي ده ؟ "
مالت على احمد : يا صفيق انت مش شايف انه اهبل شوية ؟
اخبرها بدوره : مش عارف شكله كده
قام ساهر بابتسامة واسعة وسلم على احمد الذي بادله الابتسامة بنفس الاتساع بينما ابتسممت حبيبة بتوتر ولسان حالها يهتف " معلش اهبل وسايريه "
رحل ساهر واخذ احمد الحقيبة بينما فركت حبيبة وجهها وهي تدعو على آسية " يخربيتك يا آسية ، ايه الهبل اللي انا فيه ده "
وفجأة ناداها شقيقها : يا كتعة ...
وهل يعرف احمد اي شيء عن الهدوء لا طبعا هو ينادي اذا فليسمع المطعم باكمله ولقبها الظريف اللطيف " الكتعة " لا اظن ان احدا لا يعرفه ...
ورد فعلها كان ان اخفت وجهها بيديها وهي تدعو عليه هو ايضا : اشوف فيك يوم يا صفيق
وجزت على اسنانها : عايز ايه يا زفت
واجاب ببراءة : يالا ؟
قامت تريد الاختفاء من المكان سريعا خرجت بالحقيبة بينما هو لحق بها ، توقفت السيارة امام منزل آسية نزلت منها " الكتعة " وصعدت اليها كي تعطيها الورق ، ثم غادرت لمنزلها وهي تشعر بالحنق من الصفيق الجالس بسيارتها حاليا ...
--------------
السلام عليكم
هالو ذير ، ازييكم ، بارت تاني اهوه عشان ايشا ( the real one) SosoMidoo
بس عايزة كومنتات وتفاعل بعد اذنكم ، فوت ورايكم في البارت و توقعات ، تاني عايزة توقعات ، قولت اهوه
وبس ...
دمتم بخير
سلام تاني

دموع السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن