دخل اليها صامتا ، تتحول ببطء لمومياء ، جسد حي لشخص ميت ، تتحرك بدون روح قد سُرقت منها خلسة ، صغيره مخطئ هو يهتم بالطبع يفعل هو يحبها ويحبه ، ولكنه ببساطة شديدة احمق ، مختل بسبب خلل في مفاهيمه ، خلل أدى لهذا الموقف
يفقد صغيره فتموت زوجته ولازالت على قيد الحياة ، هو بالفعل قيد ، هي مقيدة باغلال تمنعها من الخروج من هذه الدنيا والذهاب للصغير ، ربما لو ماتت ستستطيع التحدث اليه ولو في منامه ، ربما لو ماتت ستطمئن على أنس ، ربما ...
قال بخفوت منبها اياها : منة ..
ماذا يطلب من جثة ينقصها ان تُدفن !، هل ينتظر ان تجيبه مثلاً ؟!
لم تجيب كما توقع ، اليوم الثالث لها بهذه الحالة ، بدون صغيرها ، تنظر امامها بشرود وكأنها لا تعي ما حولها ، كأن ما هي فيه ما هو إلا حلم او بالاحرى كابوس ستستيقظ منه لتجد نفسها نائمة بين ذراعي أنس ، يربت على كتفها بحنانه المعهود ، وحين تتحرك سيتململ بفراشه متمتماً بنوم كعادته : ماما ..
هاهي ماما يا صغيري فقط عد وهي ستبقى جوارك حتى تدفنها بيديك وانت تدعو لها بعدما تطمئن عليك ، فقط عُد ....
ترقرق الدمع بعينيها لتعود وديان وجهها للحياة ، او للعذاب
أنهار تسري بأخاديد في وجهها تحمل ماءً لا يروي ظمأً بل يُنتج ألماً يقتل روحها قبل ان يأذي أحداً أخر .
تنهد بألم وهو يراها هكذا ، دخلت الممرضة قائلة : استاذ وليد في واحد برة عايز حضرتك
هز رأسه بهدوء وهو يتنهد بألم ، ثم قام تاركا اياها في عالمها الضائع متجهاً لذاك الذي يقف خارج الغرفة
والذي ما ان رآه قال : استاذ وليد ؟
هز رأسه مؤكدا ، ثم سأل : ايوة مين حضرتك
قال ساهر بحرج : انا صحفي
قال بانفعال مهاجم : وعايز ايه ؟
_ يا فندم اسمعني بعد اذنك للاخر
: اسمع ايه ، عايزين ايه خلو عندكم دم مش باوجاع الناس تعيشوا اتفضل ابعد
_ يا فندم ، انا مساعد الشاهين اكيد حضرتك عارفه
: والشاهين بقى عايز ايه ؟
_ يا فندم احنا محتاجين معلومات عشان نحاول نساعدكم
: لا شكرا كتر خيركم ، احنا بلغنا ومستغنيين عن تعاطفكم الكبير اتفضل برة بقى
_ استاذ وليد ..
قاطعه ممسكا اياه من رقبته قائلا وعيناه تشع ناراً : انا ابني اتخطف ومراتي جوه بتموت من قهرتها ، انت لو مبعدتش حالا واختفيت من وشي انا هرتكب فيك جناية
ثم دفعه بعيدا وهو يصرخ به : اطلع برة ، امشي من هنا
عاد ساهر عدة خطوات إثر دفعته القوية وحين حاول الحديث كان وليد قد عاد لغرفة زوجته
وقف ناظرا للغرفة بحيرة بممزوجة بحزن ثم توجه للطبيب المسئول عن الحالة ، طرق الباب فقال الطبيب ذو النظارات من الداخل :
: اتفضل
دخل بينما يرفع الطبيب عينيه نحوه قائلا : اتفضل
جلس قائلا : حضرتك دكتور محمود المسئول عن حالة مدام منة عبد العزيز ، مش كده ؟
هز راسه مؤكدا : ايوة
_ انا عايز اتكلم معاها ينفع ؟
: حاليا هي حالتها مش كويسة ، هو حضرتك تقربلها ايه
_ انا ... معرفهاش الحقيقة انا صحفي
: اسف يا فندم مقدرش اساعدك
_ يا دكتور انا عايز اساعدهم
: لا يا استاذ انت عايز تكسب فلوس على حساب الناس ، انا مقدرش اخليك تدخلها غير ان حالتها حاليا مش كويسة
_ شكرا عن اذنك ...
***
جلس على كرسيه بانهاك مغمضا عينيه في هدوء حين دخل وسيم قائلا بقلق : ايه اللي حصل يا آسر ؟
اجابه : اختراق بس ساهر فكه
_ وهو فين دلوقتي ؟
: استاذن ومشي ، قال وراه شغل
_ طب انت تمام ؟
: تمام اه
_ عرفت مين عمل كده ؟
فتح عينيه ونظر لوسيم بعيون بنية حادة الذكاء بالرغم من الارهاق البادي فيها : مش عارف ، مين هيستفاد !
_ يمكن الادهم ، الصفقة كبيرة برضو
: بس عادل مكلمهمش فيها اصلا عشان اكون منافس ليهم !
_ بس انا عرفت انهم عارفين بالصفقة دي وواضح انهم عايزينها
: مش عارف يا وسيم ، احتمال اصلا مفيش حد هيستفاد من كده غيرهم ده لو كلامك صح
_ بس انا متاكد يا bro اكيد هما
ظل يفكر بصمت ، بالفعل قد يكونون هم ولكن لم يفعلون هذا من اجل صفقة ! ، لا يصل الامر لتلك الدرجة في الطبيعة !
.
.
ربما آسر لا يعلم لكن الشاهين ؟ .... ، بالطبع يعلم
بعد جلسته والهاكر بالامس ، وصلا لعدة اشياء منها ان الادهم بالفعل كانت تدري كل شيء عن تلك الصفقة ، بل وكانت تعمل لتتمها بالفعل ، من المفترض ان يتم تهريب اشياء عدة من خلال تلك الاجهزة ، اشياء متعددة وجميعها غير قانونية بالمرة ، على اي حال لم يسير الامر كما يريدون وكما خططوا ، وهم ليسوا ممن يستسلمون بخاصة في ووضع كهذا وبعد الخبر الذي نشره الشاهين في صحيفة اليوم تحديدا
أنت تقرأ
دموع السماء
Adventure(شكراً لكل حد عجبته الرواية او قرأها.... وطلب بس بفوتس / تصويت تقديراً للجهد المبذول فيها ، شكراً 😍 ) صدقني لن تستطيع النوم ... مهما حاولت .. حاولوا قبلك وها نحن نخبرك : عصابة عينيك لن تلغى ضوء الشموع من حولك .. ، لن تكبت لهيبها ستكون كوسط شبه شفا...