الأخير"19"

414 27 34
                                    

Flash back
: هو لازم الفرح في الشتا ؟
_ انا بدعي من سنين ان السما تمطر في فرحي اكيد مش هعمله في الصيف يعني
: يا ستي توكلي على الله ..
_ لا كده اسمه تواكل ، التوكل انك تاخد بالاسباب وبعدين تتوكل على الله مش تعمله في الصيف وتقولي هتمطر !
: ما انت هبلة بصراحة يعني في واحدة تعوز الدنيا تمطر في فرحها ؟
_ انا هبلة يا آسر ؟!
ابتسم قائلا : احلى هبلة في الدنيا
بغيظ _ شكرا وسع بقى
: في واحدة تقول لجوزها وسع
_ اه عادي مفيهاش حاجة ...
ابتسم ضاحكا ثم قال : صحيح يا اسية انا لو كنت مت كنتي هتعملي ايه
التفت له : مت فين ؟
_ في ضرب النار او الحادثة اي حاجة يعني
قالت لتغيظه : كنت هقول قضاءك كده
رفع حاجبه : نعم !
قالت بهدوء وحزن : اكيد كنت هفرح لو انت مت شهيد بس في نفس الوقت هزعل عشان انت مت ...
واردفت بعدما لمعت عيناها بدموع : آسر ... متتكلمش في الموضوع ده تاني
هدأها قائلا : خلاص اهدي انا بهزر بس
_ مفيش هزار في الموضوع ده ...
صمت مبتسما لها بينما قالت هي : تعرف انا لو كنت مت ... كنت هفرح 
: نعم ؟!
_ بجد ، اني اموت شهيدة وانا بدافع عن حد ، وربنا يدخلني الجنة ويغفرلي كل ذنوبي اللي عملتها واللي اكيد كتير جدا اكيد هبقى مبسوطة ...
ابتسم بحزن : مقدرش اقولك اني هفرحلك .... اكيد هزعل ..
Back
افاقت على صوت الباب يُفتح جوارها : ايه يا عروسة جاهزة نبدأ ؟
هزت رأسها بابتسامة شاردة وهي تقاوم شعورها بالقلق بينما بدأت متخصصة التجميل في وضع العديد من الاقنعة على وجهها تزيل واحد تضع اخر ثم اخر ثم اخر الى الما لا نهاية... ، آسية في الاصل ملامحها جميلة ، عيناها بنية بدرجة فاتحة تتلألأ دوما ببراءة تليق بها ، بيضاء البشرة وشعرها بني يتخطى كتفيها بقليل مموج بتمرد مما يليق بمشاكستها ... ولكنه على غير عادته هادئ اليوم ، وهي شاردة ، تلك الذكرى لا تليق بيوم عُرسها ابدا ... لمَ هذه دوناً عن الباقي !
لم تدرك متى انتهت تلك المرأة من عملها لتقول : البسي الفستان بقى
نظرت لها بدهشة وهي تخرج ثم عادت لنفسها وهي تحاول ايقاف ذلك النبض المتسارع بداخلها ...
بعد قليل ارتدت الفستان و لم ترد ان تضع مكياج اصلا كما ان آسر اخبرها مسبقا
: مش لازم تبيضي وشك انا عايز اشوفك مش اشوف شغل النقاش
بالرغم من نظرة الغيظ التى تلاقاها حينها الا انها حين تذكرت ضحكت بخفوت -بالرغم من خوفها- وهي تقول : ده انا قمر اصلا
دخلت والدتها وهي تمسح دمعة فرت من عيناها : قمر يا حبيبتي
ابتسمت بينما احتضنتها والدتها وكلتاهما تبكي ، حسنا لاداعي للقلق من البكاء الان فهي لن تتحول لـ " عفريت العلبة "
خرجت والدتها بعد فترة ودخل آدم كانت جالسة تبكي وهي تخفي وجهها بيديها ولكن ليس لفراقهم بل من شعورها بالقلق غير المبرر ذاك والمرأة جوارها تحاول تهدئتها ولكنها فشلت ما ان دخل حتى قامت له بسرعة : آدم ، آدم الغي الفرح
بُهت قائلا : ليه ، آسر زعلك في حاجة ؟
هزت رأسها نافية : لا بس انا خايفة
وتحدثت المرأة الاخرى : ده عادي كل العرايس كده
ابتسم آدم : خديني مثال ليكي انا مش قلقان اهوه
ابتسمت المرأة هي الاخرى ، بينما هي نظرت له بخوف فاقترب منها مقبلا رأسها : متخافيش يا حبيبتي
ابتسمت مجاملة ولازالت قلقة فقال بغمزة : اروح  اشوف مراتي انا كمان بقى
هزت رأسها بموافقة وخرج بينما هي تحاول تهدئة نفسها فهذا ليس عرسها هي فقط بل هي وآسر وحبيبة وساهر ..وكتب كتاب آدم وسما
ومر الوقت كأنه يطير لتجد نفسها في حديقة واسعة -حيث اختاروا قاعة مفتوحة تسمح بهطول المطر عليهم- امام آسر الذي ينظر لها بابتسامة عذبة امسك بيدها ثم اخذها ليجلسا في " الكوشة " وحاولت هي التغاضي عن قلقها
بدأ الحفل بكتب كتاب آدم وسما ، جلس هو و آسر وجها لوجه مجددا واعاد المأذون تلقينهم عدة جمل ولكن معكوسة هذه المرة وانتهى الامر بقول آدم : قبلت زواجها ..
واصبحت سما زوجته رسمياً ..
اقترب آدم منها بابتسامة واسعة : الف مبروك
: مبروك لينا
امسك بيدها مقبلا اياها بينما هي تنظر له بخجل وفرحة ممتزجان بينما بدأت عيناها تدمع ، مسح دمعة فرت من عيناها قائلا : دي دموع الفرحة ؟
اطرقت وجهها بخجل فقال بابتسامة : بحبك ..

دموع السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن