السلام عليكم :
SamaFat7y عارفة اني قلت هينزل قبل كده بس الدروس بقى !!
يارب يعجبك ، كل سنة وانت طيبة
والعادي عايزة فوت وكومنت ورايكم
دمتم بخير : ......مضى الاسبوع كما اتفقوا واتى آسر ووالده ليتقدموا لآسية ، منذ اخبرها آدم بالامس وهي تشعر بيديها ترتعشان ، بالمساء ظلت تنظر لهما هي هادئة ويداها ترتعشان همست بتعجب : هو انا اتحولت ؟
_ لا اكيد الدنيا ساقعة بس
: بس انا مش سقعانة !
_ انا اتهبلت ؟
: ايوة ممكن فعلا ...
والان وصلها صوت الجرس يرن فازدادت ارتعاشة يدها ، وصوت آدم يرحب بآسر زاده اكثر ..
تنفست بعمق : ياااارب ........
دخل آسر ووالده الى الصالون وبعد بعض الحديث خرجت علياء لتنادي آسية : يالا يا حبيبتيى
خرجت تحمل صينية مشروبات اعطت حسن كوب عصير واخذ آسر اخر ثم آدم وانتهاءً بعلياء ...
بعد قليل تركوهما ليتحدثا قليلا : عاملة ايه ؟
_ الحمد لله .. وحضرتك ؟
: تمام ... تسألي في حاجة ؟
_ ممكن تتكلم انت عن نفسك ..
: اعتقد انك عارفة الماضي كله
تنحنحت بحرج فقد تغيرت نبرته لا تدري هل هو حزين ام مستاء فهي تنظر في الارض منذ جلست معه وتحدث هو : عامة انا بس عايزك تعرفي ان انا حاليا مش معايا فلوس زي الاول انا رجعت للبداية تاني ، ولا عربية ولا شركة وحتى البيت اللى قعدت فيه ايجار ..
وهذه كانت النقطة الثانية من تركه كل شيء لهم ....... هل ستوافق عليه بعدما علمت ماضيه حتى وهو لا يملك مالا ؟ ام انها لن تقبل ؟ لم يكن يريد ان يكون ماله ميزة به ، فالمال قد يذهب يوما ... هل ستذهب هي ايضا وقتها ؟
_ معتقدش ان ده مشكلة
: بيقولوا الراجل ميعيبوش الا جيبه ...
وقالت هي بصراحة شديدة : اللي مفكر نفسه راجل عشان معاه فلوس مش راجل ، واللي يعيب الراجل خُلقه يا بشمنهدس مش جيبه ، محدش هيتجوز ورق ...
صمت معجبا بحديثها بينما هي قالت بعد فترة : ممكن سؤال ؟
: اتفضلي
_ انت كشاهين يعني ليه بقيت كده ؟
: عشان انسانيتي متسمحليش اشوف ناس بتتقتل وانا ساكت ..
_ هقولك نصيحة ، خلي نيتك انك بتعمل كده للاصلاح في الارض وانك تساعد المسلمين وترد المظالم هيبقى ليك ثواب من افعالك دي
انت ممكن تاخد ثواب من اي حاجة بتعملها بس اعملها بنية خير
ابتسم : ازاي
شعرت بالحرج ولكنها اكملت : يعني مثلا انت سايق عربية ولقيت قدامك طوبة نزلت شلتها عشان تعدي ده العادي بس لو خليت نيتك انها امطاة اذى عن الطريق هتتكتبلك صدقة وفيها ثواب كبير باذن الله
ابتسم قائلا : انت عارفة الرسول قال من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي.
صدق رسول الله
ابتسمت بحرج بينما اكمل : لو ربنا رزقني بيكي هيكون خير كبير جدا ليا ...
تنحنحت بحرج : اااااااا ، هنادي لآدم ..
خرجت فدخل آدم وحسن وبعد قليل رحلوا مع وعد بالاتصال لمعرفة رايها بعد يومين .........
***
رنين الجرس جعله يقوم من مجلسه ليفتح الباب ثم وجدها تقف امامه ، نظر للارض قائلا : اتفضلي ........... شعرك باين يا سما ...
قالها بحزن نوعا ما ، ادخلت شعرها : شكرا لحضرتك
_ ولا يهمك بس خلي بالك
خطى بعيدا عنها فقالت : آدم ..
استدار لها فقالت : انت كويس ؟
ظل ينظر لها مطولا حتى جفلت وتوترت فهز رأسه : انا تمام .......... آسية جوه
ذهبت وهي لا تدرى ماذا حل به ، بينما هو لا يعرف ما يفعل !
آسية : سمسم ازيك
_ الحمد لله وانت
: الحمد لله بخير ، مالك ؟
كانت شاردة قليلا ولكنها قالت : لا مفيش ....
_ آسر جه النهاردة ....
: بجد ؟ طب عرفتي هو ساكن فين ؟
اجابتها باسف _ لا
تنهدت بحزن وهي تجلس : انا مش عارفة هيرجع امتى ، انا تعبت بقى يا آسية خليه يرجع ..
احتضنتها : ربنا يسهل يا سما ، باذن الله هيرجع " لعل الله يحدث بعد ذلك امرا ..." ......
بينما كان آدم نائما على فراشه يفكر بشرود اتراها لازالت تحبه ؟ الازالت تحب وسيم ؟ هل تفكر به ام تتحدث معه ام انتهى امره بالنسبة لها تماما ؟...... هل هي معجبة به كما اعجب هو بها ؟ وهل لو تقدم لخطبتها ستقبل ؟
ويتوقف عقله هنا ................ هل ستقبل ؟
***
مر اليوم كسابقه وفي اليوم الجديد كان عليها اعطاء القرار .............
: موافقة
قالتها بسعادة وخجل فابتسم آد : مبروك يا آسية
_ الله يبارك فيك
بينما كان رد فعل والدتها " زعروته " معتبرة ، كتعبير تقليدي عن الفرح ..
وتم تحديد ميعاد لقراءة الفاتحة ... ولكن قبلها سيجلسان معا مجددا ....
تجلس امامه مباشرة وهي تشعر بتوتر شديد .
: اهدى يا آسية ......
اخذت نفس عميق ثم قالت : انا ....... عندي طلب
_ اتفضلي
: مهري ...
قال بمعرفة : سورة مريم ، آدم قاللي
هزت رأسها نفيا قائلة : لا
نظر لها باهتمام فتابعت : مهري انك ترجع لأهلك ..............
وقبل ان تعرفوا ردة فعله ، لنرى توقعاتها لردة فعله ، بداية سيغضب ربما يثور سيرفض وبعدها ربما يرحل حانقا ....... ثم ربما يفسخ التى لم تتم بعد !
لديها امل لا يتعدى ال 5% ولكن ثقتها بالله تعدت 100%
حبست انفاسها في تأهب لما قد يحدث ولكنه ظل هادئا ينظر لها ولم يتحدث ثم قال بصوت لم يخفى الغضب منه : ليه ؟
_ عشان هما محتاجينك .... عشان انت عيلتهم دلوقتي ، ملهمش غيرك ..
ظل صامتا فقالت بصوت خفيض حتى لا يسمع احد : معاك حق ان اللي حصل زمان صعب بس ... هما كاونا مضطرين دي امك ودي اختك هترميهم ؟ ، افرض لا قدر الله نط عليهم حرامي مين هيحميهم ؟ اكيد ربنا موجود بس في حاجة اسمها الاخذ بالاسباب ، انت مطمن عليهم وهما لوحدهم كده ؟
هو في الاساس لم يسألها لماذا يعود ، بل لماذا طلبت ان يعود ولأنها لم تفهم اوضح لها : انا قصدي ليه طلبتي ده بدل السورة ، السورة فيها ثواب
_ لأن الاهم من حفظ القرآن العمل بيه
" فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها "
صدق الله العظيم
قطع الرحم حرام ، ولما هترجع لاهلك هيكون في ثواب صلة الرحم وادخال السرور الى قلب مسلم و امر بالمعروف ونهي عن المنكر وعمل بالاقرآن والحديث ، وبعدين احنا باذن الله هنختم القران كله مستقبلا يعني ...
: الموضوع اصعب من كده ......
_ لا الموضوع اسهل من كده ، كل اللي عليك هتاخد شنطتك وتروح لطنط تبوس ايديها وهي هتتكفل بالباقي هي وسما ...
: بس انا مش هقعد في بيت بتاع اختي
_ بسيطة ابقى خدهم بيتك اللي انت اجرته وربنا هيفتحها عليك اكيد
ظل صامتاا فقالت : استاذ آسر ليه مفكرتش ان ربنا وفقك في شركتك وكبرت بسرعة عشان انت وقفت مع اهلك بعد المشكلة بتاع زمان دي ؟ ، وانه عوضك في الرزق ده ، يعني حضرتك بادئ شغلك من خمس سنين تقريبا زي ما سما قالتلي وحليا ماشاء الله الشركة كبيرة ، ده مش سهل انت حاليا سوبر هيرو في السرعة ، ليه مفكرتش ان ده منحة من ربنا ليك على صبرك او وقوفك جنبهم .......... مش يمكن لوكنت فضلت معاهم كنت تعبت فعلا وحتى لو فضلت عايش كان يجيلك مرض مزمن ؟ هما عملوا كده عشانك ساعدهم ....... متكسرش قلب مامتك وهي ست كبيرة كده ، انا عارفة ان اكيد زعلت من كلامها اخر مرة بس هي ست كبيرة بتفكر ان اي حاجة ممكن تستحملها الا انها تتطلق او تفسخ خطوبة او كده حاجة زي دي يعني .. " التمس لاخيك سبعين عذرا "............
***
جلس في شقته واضعا يديه خلف رأسه وهويفكر ....... ربما هي محقة .. عليه ان يعود ............ أسينسى كل ما حدث ؟
ما الصواب ؟ .................
اربع ساعات وخمس وعشرن دقيقة وثلاث وخمسون ثانية ... كانت المدة التى استغرقها ليتخذ قراره اخيرا .........
والنهاية كان صوت آسية : خلي دايما نيتك لله ، دايما خليها خير
صغيرة ولكنها عاقلة ......... احبها حقا ...
قام من مجلسه وهو يشعر براحة لقراره ، استقل سيارة اجرة متجها لمنزله القديم
ما ان فتحت سما الباب حتى جحظت عيناها وهي تصرخ بفرحة : آآآآآآآسر
قفزت عليه محتضنة اياه ثم بدأ البكاء : وحشتني اوي
مسح على رأسها ثم دخل وهو تقريبا يحملها ، لا هو بالفعل يحملها ، فهي قد لفت ساقيها على قدمه وبالتالي كانت مرفوعة كلياً عليه ...
دخل واغلق الباب ثم قال بمزاح : انت مرتاحة فوق ولا ايه ؟
ضحكت بين دموعها ثم نزلتمن عليه : انت على فكرة رخم ولو عملت كده تاني هضربك
_ بطلي اوفر ده هو شهر ...
: انت اللي اوفر
اتت منى على صوتهما مندهشة : آآآسر
: ازيك يا ماما
قالها بهدوء بينما هي احتضنته هي الاخرى سعيدة برؤيته مجددا : فكرت اني هموت قبل ما اشوفك ...
" صدق اللي قال عيلة اوفر ! "
قالها في عقله بينما يتنهد : يا جماعة انا ماهجرتش ده شهر !
: شهر بحاله يا آسر
" يا جدع ! " وهذه المرة صمت لم يتحدث ..... وبعد الترحيب والاحضان وبعض البكاء .. اخبرهم : انا مش هعيش هنا ..
وفزعت كلتاهما : ايه ؟
_ نعم ؟!
اوضح : البيت بقى بتاع سما وانا مش هعيش هنا هاتوا هدومكم وهتعيشوا معايا
نظرتا لبعضهما ثم قالت سما : آسر بس البيت بتاعك
_ كان ، دلوقتي لا
: لا دلوقتي بتاعك انا رجعتلك كل حاجة
_ ايه ؟ ليه ؟
: عشان الموضوع مش موضوع فلوس انا عايزة اخويا مش فلوسه ........
_ بس انتو كنتوا محتاجين الفلوس بعدما انا مشيت .
ابتسمت : لا ساهر صاحبك كان بيجيب كل حاجة طول الفترة دي ، حتى خدت مرتبي بدري
ضحك : واضح ان الباشا بوظ الشركة بعد ما مشيت ...
قالت بحماس : المهم انك دلوقتي هترجع ...
_ انا بدأت شركة جديدة يا سما
: وهتسيب التانية ؟ ، انت بتهزر يا آسر
_ عادي ممكن نعمل سلسلة شركات ، غير كده الشركة الجديدة خلاص بدأت
: ومين هيدير القديمة
_ ساهر برضو لحد ما اوقف التانية شوية ....
: براحتك ، كده هتعيش هنا ؟
هز رأسه موافقا : ماشي ...
***
صوت حاد متقطع ناشئ عن صراخ وحركة لسان تقطعه اشلاء ثم حرف ياء طويل مصحوبا بنهاية الصراخ بالطبع !......
_ لولولولولوليييييييييييييي
زغرودة والدتها اضجرتها اكثر من الخبر نفسه ، عريس جديد ....
حملة تنظيف انطلقت في المنزل وكأنه مسبقا كان خرابة مثلا لا يليق بأن يجلس به " عريس الغفلة " ، وافرجت والدتها عن الحبس الانفرادي للكاسات والاكواب من الهيكل المحرم لمسه والمسمى بـ " النيش " !
تنهدت بعمق لا تعلم لم تصر والدتها على ذاك العريس ولم كل تلك الفرحة هي تعلم مسبقا بانها سترفض اذا لم تبني احلام على سراب ؟
تنهدت بهدوء ، لربما يكون هذا غير سابقيه ...
امها ايضا تظن ذلك فكما علم والدها انه رئيس مجلس ادارة شركة ما ، ولكنها لم تكترث للامر ...
رنين الجرس وثم بعض الاحداث التى تكررت كثيرا ثم والدتها تناديها ثم تقوم بملل وتوتر اعتادته لتخرج وتجلس معه .......
: السلام عليكم
_ وعليكم السلام ورحمة الله
صوته مألوف ولكنها لم تعرف من هو ، كان وحده لم يأتي احد والديه معه ، بعد قليل خرجوا وتركوهما
فقال : انت هتفضلي باصة للارض ؟
لم تجيب فقال : اعتقد خلاص بقينا اهل بعد ما عرفت لقبك ...
رفعت عيناها بصدمة ، وسريعا عرفته ذاك المجنون الذي ارسلتها اسية لتأخذ منه الاوراق ........... ساهر !
_ انت ؟ بس ....ليه ؟
: اوك تقدري تقولي ان من ساعة ما اتقابلنا في المطعم وانا مش عارف انساكي
_ لما كنت باخد الورق
: لا لما هزقتي آسر
نظرت له بدهشة : عفوا !
: مش مهم المهم دلوقتي انت ايه رايك ؟
_ ازاي يعني اقول رايي انا اعرف ايه عندك او انت تعرف ايه عني !
ابتسم : انا اعرف عنك كتير حتى اللقب المميز
اشتعلت عيناها غضبا فقال بجدية : اوك حضرتك تحبي تسألي عن ايه ؟
_ معنديش اسئلة عن اذنك ...
اوقفها قائلا : انسة حبيبة ياريت متحكميش على كل حاجة بسرعة كده انا كنت بهزر مش اكتر وانا فعلا معجب بحضرتك
شعرت بالحرج فقالت : اولا لو سمحت مينفعش الكلام ده ، ثانيا حضرتك اللي غلطت
ابتسم : وانا اسف اتفضلي نتكلم ؟
جلست بحرج فقال : دلوقتي تسالي في ايه ؟
_ احم ، يعني اتكلم عن نفسك
: تمام ، انا ساهر حسين ،عندي 27 سنة ، والدي والدتي واخواتي كلهم ماتوا في حادثة ...
_ الله يرحمهم
: امين ............... ، بشتغل في شركة الشرقاوي للاستيراد والتصدير، بس ...... المفروض اقول ايه تاني ؟
_ بتشتغل ايه ؟
: موظف
_ بس انت قولت لبابا رئيس مجلس الادارة
: ايوة حصل
_ وكده انت بتضحك على مين فينا ؟
: ولا حد ، انا قولت الحقيقة كنت بدير الشركة لفترة وبعدين رجعت لشغلي عادي
هزت رأسها بتفهم : تمام ، .......
اكملوا حديثهم في امور عدة ثم انتهت المقابلة وعلى عكس المرات السابقة كانت مبتسمة ... على الاقل لا يظن نفسه ملك العصر الحديث يحكم ويحدد ويقرر ويتحكم بها على الاقل اعتذر حين ضايقها ...
وغير هذا يبدو ذا خُلق وهذا الاهم ، وبالفعل هي وافقت ...
***
ما حدث بعد ذلك كان المعتاد غير ان الشاهين عاد لعمله .. آسر و آسية يجهزان للخطبة بينما هو يكمل عمله على الشركة الجديدة وساهر لازال يدير القديمة ..بينما يتجهز لخطبته هو ايضا وحبيبة ولكن بعد فترة ..
اما آدم فهو الوحيد التائه في افكاره ، ماذا عليه فعله .....
( 19. فبراير )
اتى يوم الخطبة ، منزل آدم في فوضى عارمة والمسمى يجهزون للحفل !
وبشكل ما اضطر آدم للاشراف على التجهيزات المقامة في حديقتهم ....
كان يقف مع احد ابناء اعمامه الذين يساعدوه في تزيين الحديقة
نظر له بتعجب : انت متنح في أيه ؟
قالها آدم وهو ينظر حيث ينظر حمزة ، الى سما الواقفة جوار سلم وقف عليه احد الشباب وهي تعطيه احبال من المصابيح الصغيرة ليثبتها بالاعلى
قال حمزة بينما لازال ناظرا اليها : تعرف هي مين
وكزه بكتفه بقوة قائلا : اتلم وخليك في اللي في ايدك
تألم قائلا : ايه يا عم اهدى
ليجيب بجدية امتزجت بها بعض الحدة : خلص يا حمزة معندناش اليوم كله ......
اعطاه بعض الاشرطة التى عليه تثبيتها على هيكل حديدي يمثل بوابة الحديقة ، وهو يقول : اعمله وانا هشوف في ايه تاني ...
سار حمزة يفعل المطلوب منه بضجر بينما ذهب آدم الى سما : لو سمحتى ...
نظرت له : ايوة يا آدم اتفضل
_ ادخلي انت مع البنات واحنا هنخلص هنا
اشارت للسلم قائلة : بس انا بـ..........
قاطعها ببعض الحدة : بعد اذنك اتفضلي مع البنات جوه
نظرت له بدهشة ثم رحلت للداخل وهي غاضبة , كيف يحدثها هكذا !!
دخلت الى آسية وحبيبة بالداخل غاضبة وقد تصاحبن مسبقا ، سألتها آسية : مالك ؟
_ ماليش
قالتها بغيظ واضح ، فقالت حبيبة : واضح فعلا انك مش عايزة تضربي حد
نظرت لها بغيظ : مالكيش دعوة ، بدل ما اضربك انت كمان
ضحكت بينما جعدت آسية حاجبيها : مين اللي ضايقك كده
وضعت يديها في خصرها قائلة بتهكم : سيادة الرائد ...
باستغراب ردت آسية : آدم ؟ ليه ؟
_ معرفش كنت وافقة بزين الجنينة معاهم وبعدين جه قاللي ادخلى جوه لسة بتكلم قالي ادخلي جوه
قالتها وهي توسع حدقتيها وتحرك رأسها يمينا ويسارا ونهاية تجز على اسنانها بقوة ، ضحكت آسية بخفوت : شكلك مولعة منه
هتفت بها : احرجني وغير كده بيكلمني كده ليه !
آسية لحبيبة بمزاح : تلاقيه اتضايق عشان هتتجوزي ، هاااااااااااااه كل شيء قسمة ونصيب
هدأت سما ناظرة لهما بتساؤل : اتضايق ليه ؟
حبيبة بحنق : لا اصل آسية لطيفة بس شوية
بينما اوضحت الاخرى : كنت هجوزها هي و آدم .... هزار
نظرت لها حبيبة بحنق : آسية مفيش هزار في المواضيع دي ولو اخوكي عرف هينفخك
لم تجيب فحبيبة محقة ، بينما سما تضايقت لوهلة لم تعلم السبب ولكنها شعرت بضيق جعلها تخرج تاركة كلاهما .... ولأنها لن تعود للحديقة فقد جلست في الشرفة ...
تنهدت بعمق ما بالها الان ؟
توقفت افكارها قبل ان تبدا حين وجدت من يتنحنح جوارها التفت لتجد حمزة ينظر لها بابتسامة فتنحنحت : مين حضرتك ؟
مد يده مصافحا : حمزة وانت ؟
صافحته باحراج : سما
_ انت صاحبة اسية ؟
هزت رأسها نفيا ثم اردفت : اخت العريس
_ اتشرفت بيكي
: شكرا الشرف ليا عن اذنك
كادت ترحل فامسك بمرفقها قائلا : استني بس
ابعدت يده قائلة : لوسمحت ايدك ... عن اذنك
غادرت حانقة وكأنها ينقصها حمار أخر " عذرا آدم "
وبمناسبة آخر ، فقد كان آدم واقفا في الحديقة يكاد يفجر ذاك الحمزة
: خلصت من الزفت عشان يجي الميني زفت التاني !
واخرى تراقب من بعيد بابتسامة ، كلاهما احمق صديقتها واخيها ولكنهما احمقان !.
حل الليل مع اضواء انارت الحديقة بشكل خلاب وممر من الطوب يمر بمنتصف الحديقة محاط من جانبيه بزهور حمراء واضواء صغيرة صفراء اللون بينما انطفأت جميع الاضواء الاخرى لتفسح لها المجال ..
تقدم آدم بحلته السوداء الانيقة جواره شقيقته بفستان سماوي بدرجة هادئة تزيد عتتمتها من اعلى لأسفل ليكون لون الذيل كحلي غامق مع فصوص هادئة صغيرة تمثل لوحة مشابهة لشكل السماء بنجومها فوقهم ...
تقدم آسر بحلته الانيقة هو الاخر ، لم تتأبط ذراعه بالطبع فهو ليس زوجها بعد ... تبقى على هذا خمس دقائق تماما ... جلست هي على كرسي وجوارها وقفت حبيبة بفستان ارجواني وسما بفستان زهري فاتح وبالطبع والدتها ..
بينما جلس آدم امام آسر وبينهما المأذون يمسك بيديهما ويلقنهما بعض الكلمات ، انتهت بأن اصبحت آسية رسمياً زوجة آسر الشافعي !
احتضنت سما آسية بحب وفرحة شديدة : بقيتي مرات اخويا اخيرا
ضحكت آسية بخفوت ثم وجدت حبيبة تزيح سما : فسحي لغيرك بقى
ابتعدت سما بغيظ فانقضت حبيبة على اسية تحتضنها وقد بدأت تدمع : اتجوزتي يا ايشا ، مبروك يا قلبي
_ فرحنا هيكون سوا
: اكيد
ابتعدت عنها وعيناهما تلمع بالدموع بينما تبتسمان واختلط صوتيهما : ان شاء الله ..
ضحكت كلتاهما بينما اقتربت والدة آسية تحتضنها : كبرتي يا حبيبتي واخيرا شوفتك عروسة .. مبروك يا حبيبتي
: الله يبارك فيكي يا ماما ..
انتهوا من تهنئتها ثم اقترب آسر منها : مبروك
_ الله يبارك فيك ..
عم الصمت ، هي تنظر للارض وهو ينظر لها ..... حتى قال : آسية ..
نظرت له مهمهمة كرد فأمسك كفيها قائلا بحب : ايه الجمال ده ؟ مش مصدق انك اخيرا بقيتي مراتي ..
ولا تعلم من اين انفجر عصير الطماطم هذا في وجهها ، اصبحت وجنتاها اشبه بوجنتي مهرج لشدة احمرارها وكأن هناك فرنا اشتعل بداخلها لتشعر بتلك الحرارة تخرج من وجهها
لم تتحدث فقال منبها : آسية ...
انتبهت انه لا زال واقفا فقالت : عن اذنك هروح .........
قاطعها : تروحي فين ، يالا قدامي
بدهشة : عفوا ، ايه ؟
_ هنخرج
: بس ....... بس ا...
قاطعها مجددا : انا جوزك مش محتاجين محرم يعني ، يالا
: بس اقول لماما برضو ..
وعاد يقاطعها وهو يبتسم : قولتلهم ، يالا بقى
سارت معه بحرج ، استقلا السيارة وانطلقا الي احد المطاعم ، جلسا متقابلين وظلت هي تفرك يديها بتوتر
يأس من ان تتحدث فقال بابتسامة ناتجة عن محاولة كتم ضحكه : آسية اهدي
تنحنحت : احم ، انا ... تمام
ضحك قائلا : تمام مين انت قربتي تشيلي جلد ايدك من كتر الفرك فيها
تركت يدها وابقت كفيها مبسوطتان فوق المنضدة وهي تحاول تثبيتهما هكذا ، ابتسم ضاحكا لفعلتها : خلاص اهدي اتصرفي براحتك ..
نظرت له بينما ابقت يداها بنفس الوضعية فزفر بهدوء ولم يعقب ...
احضر لهما النادل ما طلباه ، وظلت هي كما هي صامتة
: مش هتاكلي طيب ؟
لم تجيب فقط تنحنحت بحرج وامسكت بشوكتها لتاكل رافعة شعار " نحن رجال افعال لا رجال اقول "
ابتسم على الاقل هي تتحرك ، وبدأ ياكل بدوره في صمت .......
: انت هتفضلي مكسوف كده كتير ؟
_ احم يعني على ما اتعود على الوضع !
هز رأسه بتفهم وعاد الصمت يتحدث ..
من كان يظن ان آسية الخجولة تلك ستتحول في غضون اسبوع لتناديه ب: سرسوري
ابعد الهاتف عن اذنه ينظر لاسم المتحدث يتاكد من كونها آسية ، ثم اعاده الى اذنه وعلى وجهه ملامح صدمة ليقول بصوت مبهوت : آسية ؟
_ ايوة ، السلام عليكم
تنهد براحة ربما ما سمعه كان محض تهيوئات : وعليكم السلام
وليتأكد سأل : انت قولتي ايه من شوية ؟
واجابته ببراءة وليته ما سأل : سرسوري ؟!
استفسر بدهشة : يعني ايه ده بقى ؟
_ يعني بدلعك عادي !
: سرسورك !!!!!
والسؤال متعجب مندهش مصدوم واستنكاري لاقصى حد ممكن ! ، هل اصبح صرصور بكل كل هذا ! وصرصور بالسين ايضا !!
تتنحنحت : عادي يعني ، هفكر في اسم افضل
_ يبقى احسن بصراحة
بغيظ : ماشي ، على العموم ، ماما كانت عازماك انت وطنط وسما طبعا على الغدا النهاردة
_ بس انا عندي ميتنج النهاردة مش هينفع
ببساطة : خلاص خليها عشا ، تمام ؟
_ اوك تمام ان شاء الله
: ان شاء الله ، سلام
_ لا اله الا الله
: محمد رسول الله
كادت تغلق فقال : آسية
: نعم
_ هتوحشيني
ابتسمت بحرج : وانت كمان ،سلام
_ قولتي ايه ؟
شعرت بالحرج فادعت الغباء : سلام ؟!
_ لا اللي قبلها
بخجل : آسر !!
_ عشان خاطري
بصوت خافت : هتوحشني ، سلام
اغلقت الخط سريعا ، مبتسمة وهو كذلك كان سعيدا على الاقل استفاد شيئا من هذه المكالمة غير ان اصبح صرصور !
أنت تقرأ
دموع السماء
Adventure(شكراً لكل حد عجبته الرواية او قرأها.... وطلب بس بفوتس / تصويت تقديراً للجهد المبذول فيها ، شكراً 😍 ) صدقني لن تستطيع النوم ... مهما حاولت .. حاولوا قبلك وها نحن نخبرك : عصابة عينيك لن تلغى ضوء الشموع من حولك .. ، لن تكبت لهيبها ستكون كوسط شبه شفا...