"8"

241 27 8
                                    

( السبت  26. )
_ ايوة يا ايشا ، انزلي انا تحت البيت
: حاضر نازلة اهوه
التقطت حقيبتها ثم فتحت الباب هاتفة لوالدتها : ماما انا ماشية واحتمال اتاخر
لتقول الاخرى : ماشي بس اتصلي بعد ما تخرجي قولي هترجعي امته
: حاضر سلام
هبطت بخطوات قافزة من على الدرج ثم بخطى سريعة توجهت للسيارة الرابضة امام البوابة والتي تقبع بها حبيبة خلف المقود
جلست جوارها قائلة : اتاخرت ؟
_ لا مش عوايدك يعني السرعة دي
: قولت اتنازل مرة وانزل على طول
_ لا والله كتر خير سعادتك
: ميرسي ميرسي ، سوقي يالا
انطلقت السيارة متجهة للجامعة في صمت قطعته حبيبة قائلة : بابا جابلي عريس جديد
_ يووووة يا بنتي قوليله اني هجوزك آدم اخويا ونخلص بقى ، وانا اخلص منكم انتو الاتنين
: اتلمي يا آيشا
_ انتي تطولي اصلا ، دا انت اوزعة
قالت بقرف : لا خفة يا بت مش قادرة هموت من كتر الضحك
_ طول عمري يا ماما ، المهم ايه اللي حصل
: رفضته
_ الف الف مبروك يا عمري ، عقبال البكاري ان شاء الله
ضحك قائلة : ايشا بلاش رخامة
_ اعملك ايه ما انت كل مرة كده ، طب هلا تكرمتي وقولتي السبب ؟
: قالي مش هتشتغلي
_ انت مش بتعرفي تتناقشي خالص على فكرة ، رفضتيه عشان كده ؟
: يا شيخة بلا قرف واحد اول مرة اشوفه في حياتي جاي يتشرط عليا ويقول لا انا مراتي متشتغلش
_ وانت عملتي ايه
ضحكت قائلة : قومت وقفت وانا ببتسم ابتسامة واسعة وقولتله شكرا لحضرتك جدا ، بس الكلام ده لمراتك مش انا
_ يخربيتك قولتي كده ؟
: اه والله تفتكري كنت رخمة ؟
_ انت ؟ لا ابدا دا انت بلسم ، يا بنتي اتجوزي بقى عايزة اقوم عريسك من الكوشة واقعد انا مش اسلوب ده !
: هههههه تصدقي فعلا دافع قوي
_ عندك اعتراض ولا ايه ؟
: لا ابدا
_ هو اهلك ما بيصدقوا حد يتقدملك ليه ؟ نكونش بايرين ومش واخدين بالنا
: والله ما انا عارفة يا اختي دا احنا حتى لسة اتنين وعشرين سنة ، بس بقى وصلنا
هبطتا من السيارة الى المدرج مباشرة ، حيث عليهما تسليم احد المشاريع .....
***
: وصلت لحاجة يا وسيم ؟
_ لا مش عارف اعمل حاجة ، محدش شافها غير طنط ومش عارف نعمل ايه ؟
: هما اكيد عايزين حاجة بس ايه هي ؟
_ تفتكر عايزين فلوس ؟
: لا ، لا مش حكاية فلوس دي ، لانهم عارفينا معتقدش موضوع فلوس
_ اومال ايه ؟
: مش عارف
الحيرة تعلو وجوههم بالرغم من ان عقولهم تعرف ما هو المطلوب ولكنهم ينكرونه ، احدهما فقط متأكد مما يريدون والاخر يتمنى ان يكون تفكيره خاطئ ولكنه للاسف يعلم انه صحيح
بعد بضعة ساعات رن هاتف آسر
ليجيب : الو
: اهلا يا بشمهندس ، عايز اطمنك على القطقوطة ، متقلقش هي بخير بتقضي وقت سعيد هنا
ثم قال بنبرة ذات مغزى : لو تحب ممكن اخليه اسعد
هتف به بانفعال : عايز ايه ؟
_ اهدى كده عشان اعصابك ، اولا انت هتغلي عقد future ومش مهم الشرط الجزائي اتصرف انت فيه ، ثانيا بقى مش ليك يا بشمهندس آسر ، ثانيا للشاهين
: وانا مالي بالشاهين
قال بسخرية : تؤتؤتؤ ، متقولش كده يا بشمهندس انا عارف انك تعرف هو مين ، ووصله الرسالة بقى ، لو الورق مكنش عندي خلال 24 ساعة اترحم على السنيورة الصغيرة
قال بغضب : لو لمست شعرة واحدة منها هدفنك
قال بسرعة يملؤها السخرية : لا لا متخافش احنا ملناش في الشعر ، انت عارف احنا لينا في ايه ، على العموم لو متعرفش خليها surprise  ، مع اني متاكد انك تعرف ، هكلمك تاني اقولك تروح فين ...
صرخ قائلا : لو جرالها حاجة هـ... ، الو الو
ولكن لا مجيب لقد اغلق الخط ، اليوم الثاني لها مع هؤلاء الاوغاد ، اختطفها بالامس وهي امام المنزل والان لا يدري ماذا يفعل !....
التفت الى وسيم الواقف خلفه بجزع حين سأل : قالولك ايه ؟
_ عايزيني الغي الصفقة مع الطبري
هتف به : ومستني ايه الغيها ، مش محتاجة تفكير
كان قلقا عليها يعلم آسر تماما انه يحبها ، ولذا فهو قد يفعل اي شيء لاجلها
اخبره : عايزين الشاهين يديهم الورق
_ ماشي هوديهلهم بس ناخدها منهم
كان تائها لا يريد ان يحدث لها مكروه ، وفي نفس الوقت لا يعلم ما هي الخطوة الافضل الان !...
: ماشي ....
بعد وقت قصير اتته رسالة بها مكان التسليم غدا ، وجلس الشاهين تعصف به افكاره ....
قام من مكانه متجها الى شقة والده الذي سأله : ايه اللي حصل يا علي ؟
اخبره وهو يرتمي على الاريكة : خطفوا سما يا بابا
صاعقة ضربت رأس ابيه هو ايضا ليقول بحزن : متقلقش ان شاء الله هترجعوها ، المهم انت فكر برواقة
_ عايزين الورق اللي كنت شغال عليه
: وانت وافقت ؟
_ مفيش حل تاني
: لا في انك تقوم دلوقتي وتشوف شغلك مش تروح تسلمهم رقبتك اكيد مش هيسيبوك ترجع ولا هيسيبوها ، لو بتحبها فعلا خاف عليها يا شاهين لو خدوا الورق هي هتموت هما مش هيقتلوها طول ما انت معاك الورق لأن موتها حاليا مش في صالحهم بالعكس هيخليك عايز تنتقم منهم
: مش عارف افكر ، خايف عليها ومقدرش اخاطر بيها
_ قوم استهدى بالله وكمل شغلك ، انا متاكد انك هتلاقي حل
قام متجها الى مكتبه ، حائر تماما لا يعلم ماذا عليه ان يفعل ان ربما عليه الان ان يفكر كشاهين ويرى الانسب من كل الجهات ، ولكنه لا يستطيع فقد اختطفوها وهذا ضغط كافي على عقله يمنعه من التفكير بشكل جيد ، ربما هو محق في ان يعطيهم الاوراق غدا .............. ربما
***
ارتمت على فراشها وهي تحادث حبيبة على الهاتف على احد مواقع التواصل الكتابية ، وبالطبع حبيبة تحادثها عن الحفل وماذا سيرتديان به ، حاولت كتم ضجرها وهي تخبرها بان الامر لا يحتاج كل تلك التجهيزات والامر ابسط من هذا بكثير مجرد حفل عيد ميلاد و شكرا ، ينتهي مع هدية لبقة ومناسبة تعرف ماذا ستكون وانتهينا ، كما انها ليست ذاهبة لحفل تخرجها من جامعة كامبرج لكل تلك التجهيزات التي تقوم بها
ولكن الاخرى اعترضت فعليهما ان تكونا باجمل صورة ، ولتمنع آسية نفسها من الرد بطريقة غير لطيفة ودعتها والقت الهاتف جانبا ، لتخرج احدى الروايات وتغوص بها ....
***
بينما سما في مكان اخر مقيدة بحبال غليظة من يديها وقدميها وعلى فمها كمامة بيضاء ابتلت من دموعها المنهمرة بغزارة
بالرغم من ان الكمامة تمنع صراخ وعويل الا انها لم تمنع صوت انتحابها الذي اثار ضجر أحد الرجال المكلفين بحراستها ليصرخ بها : ما تكتمي بقى صدعتينا ، ايه القرف ده
نظرت له بخوف وعيناها لا زالت تذرف الدموع ولا زال صوت انتحابها مسموع ، فصرخ بانفعال وضجر قائلا : اكتمي بقى
صمتت وهي تبكي بفزع خائفة لدرجة انها قد تموت بسكتة قلبية ، لم الموضوع ليس بتلك الصعوبة في القصص التي تقراها ؟!
حاول السكوت ولكن صوت شهقاتها لا سلطة لها عليه ، نظر لها ذاك الرجل بغضب فرفعت يدها المكبلة امام وجهها وهي تنظر له بهلع ولا زال صوت شهاقتها يضجره سيقتلها الان بالتاكيد
في اول يوم اتى رجل ما وضع على اذنها هاتفا قائلا : اتكلمي يا قطة
لتقول بخوف من بين شهقاتها : الو
بعدها سحب الهاتف مباشرة ، كل ما فهمته انه يساوم عليها ويهدد احدا ما ، ولكن من ؟ ، بالطبع اما شقيقها او خطيبها نظرا لأنه لا يملك عائلة تقريبا
انهى البغيض مكالمته وهو يضحك باستفزاز ثم امسكها من شعرها بقسوة لتصرخ بألم بينما يقول : دلوقتي هنشوف انت مهمة عنده فعلا ولا لا يا ... يا قطة
تركها دافعا اياها بقسوة ليرتطم رأسها بالحائط جوارها ثم تسقط ارضا فاقدة للوعي ، استيقظت اليوم صباحا ووجهها ملطخ بالدماء إثر حرج حصلت عليه بالامس حين ضربها في الحائط وبدأت تبكي بحسرة وها هي ذا لازالت تبكي بفزع من وقتها لمدة لا تعلم ما مقدارها تحديدا .....
***
انتهى اليوم هادئا اخبره الطبيب انه قد يخرج بعد يومين بشرط الراحة والاعتناء بالجرح
: هتفضل هنا ؟
_ لا انا لو مرجعتش قبل ما آسية تقر لماما اني متصاب هروحلها انا في المستشفى مش على البيت ، هرجع القاهرة على طول المشوار مش طويل يعني
: انت هتعرف تسوق كده ؟
_ لا ما انت اللي هتسوق انت مش سامع الدكتور بيقولك راحة ومعرفش ايه
: ده استغلال بقى
_ بالظبط كده
: لا يا راجل ؟
_ بس بقى العضلة باظت خالص ، مكنوش يعرفوا ينشلوا بعيد شوية
: اه للاسف معلش يا خويا لما تخف ابقى اشتغل عليها تاني ، احمد ربنا انها عدت على خير
_ الحمد لله ، كده هنسافر الاتنين ؟
: ان شاء الله اه
_ ماشي امشي بقى عشان عايز انام
غادر الغرفة قائلا : زبالة اوي يا ادم
ليصيح الاخر من الداخل وهو يضحك : ماشي يا زوق
و غادر ياسين بينما نام هو بهدوء .....
***
( الاحد 27. )
انهت محاضراتها وعادت للمنزل تناولت غذائها وجلست قليلا لتجد الباب يدق وفتحته لتجد المجنونة تشهق بفزع وهي تنظر لها : ايه ده يا ايشا انت لسة ملبستيش ؟
نظرت في الساعة على معصمها قائلة : الساعة خمسة وونص والحفلة سبعة ومش بعيد عشان البس قبلها بساعتين ! ، ايه اللي جابك دلوقتي ؟
اتت والدتها قائلة : ايه قلة الزوق دي يا آسية موقفاها على الباب كده ليه وكمان ايه الكلام ده ، اتفضلي يا حبيبة جوة
دخلت حبيبة قائلة : شكرا يا طنط
ثم نظرت لآسية : اخلصي يالا اجهزي
لتقول الاخرى بدهشة : البس مين يا حجة لسة ساعتين
_ ايوة ما انت بطيئة ولكعة ، اخلصي بقى
لترد بلهجة تحذيرية : هضربك ، اتلمي
_ طب اخلصي
: مش هلبس دلوقتي ، انا مش بقعد كتير في اللبس زيك ، مش محتاجة البس من دلوقتي
_ آسية بقى
: يا بنتي بلاش عبط ، هنروح من بدري نعمل ايه ؟ هتعلقي معاها الزينة مثلا ؟
_ طب ممكن تسمعي الكلام وتدخلي تجهزي وانا هستناكي هنا
لترد ببرود : امممممممم لا مش ممكن
هتفت بضجر وهي تجز على اسنانها : آسية ، يالا حالا
_: يا لهوي عليكي انت رخمة رخامة ، بس مش نازلة قبل سبعة برضو هه
ودخلت لترتدي ملابسها كما تظن حبيبة لكن حقيقة هي دخلت تتحمم لتضيع بعض الوقت ..
بعدها ارتدت ملابسها وجلست ببرود امام حبيبة التي تشتعل لانها ترفض النزول حتى السابعة ، وما ان دقت السابعة حتى اخذتها من يدها عنوة متجهتان للحفل ....
***
: ده الورق ؟
_ ايوة ، كلمني لو حصل حاجة
: ان شاء الله خير ، متقلقش باذن الله هترجع
_ ان شاء الله ، انت عارف المكان
: ايوة معايا الرسالة
_ انا هكون وراك عشان لو حصل حاجة بس عشان محدش ياخد باله
: تمام متقلقش ..
وهكذا انطلق كلاهما آسر ووسيم واحدهما يتبع الاخر ، في الوقت المحدد تماما العاشرة مساءً!!
وصل هناك وقف امامهم مباشرة وجها لوجه مع اخر رأس في تلك المافيا والرأس الوحيدة التى تجرأت على الاقتراب من الشاهين ....
***
منذ دخلتا الى الحفل الصاخب وهي تشعر بالملل سلمت على صديقتها واعطتها الهدية جلست قليلا مع حبيبة وبعض الاشخاص ، لكن المشكلة هي انها لا تستطيع التعامل مع الناس بطبيعية ، الا اذا كانوا مقربين منها ربما هي تتعرف على البعض ايضا وتتعامل معهم برحابة صدر وبراحة لكن تلك التجمعات البشرية هي .. تضجرها ، وبشدة
: عايزة امشي
_ نعم ؟
رد مستنكر بشدة من حبيبة لاقته هي برأي منطقي
: مش بحب الحفلات ، انت عارفة وانا زهقت كمان
_ ايشا بقى
: لا بجد ، وكمان في هنا ناس بتستظرف
_ مين ؟
: ظريف الدفعة
قالتها بسخرية وحبيبة فهمت سريعا : عماد اكيد ، طيب يالا عشان انا كمان مخنوقة منه وممكن اهزقه حالا
: اشطا يالا ، هزقيه وبعدين نمشي
ضحكت حبيبة : يالا يا فضيحة ...
غادرتا الحفل بهدوء واستقلتا السيارة التي انطلقت بهما تقودها آسية هذه المرة
***
وقف امامهم ليخرج احد الخاطفين قائلا : فينن الورق ؟
ليجيب ببرود : سما الاول
: الورق الاول
عقد ذراعيه قائلا : ملكش عندي حاجة لحد ما اشوفها بخير
قال الاخر معطيا آمرا بعض رجاله : هاتوها من العربية
ابتعد رجلان ضخما الجثة وتوجها لسيارة ما ثم ظهر احدهما يمسكها من ذراعها ساحبا اياها بقسوة وهي تبكي و وجهها غارق بالدموع
وعاد البغيض يتحدث بعدما طرقع باصابعه لياخذها الرجل للسيارة مجددا : ودلوقتي عايز الورق
اخرج ملفا به بعض الاوراق وهو ينظر لهم بتوجس وحذر ....
بينما هي كانت في السيارة وجوارها من جهه حائط بشري ضخم يحمل مسدسا نظرت للجهه الاخرى لتجد ان من كان يقف عندها قد رحل ، ربما هذه فرصتها ...
تحركت على الاريكة الخلفية من السيارة حيث تجلس بحذر شديد لا تريد ان ينتبه الحائط البشري جوارها بانها تتحرك  ومن حسن حظها انهم قد فكوا وثاقها قبل ان يأتوا بها الى هنا
بدأت في نزع معطفها فهو سيسبب لها صعوبة في الركض بسبب ثقله وطوله وبهدوء تام بدأت تفتح الباب ، حمدا لله ان هذا الحائط البشري جوارها طويل بما يكفي ليجعله لا يرى كل حركاتها بالداخل فتحت الباب بحذر ووضعت قدمها خارجا نزلت على ركبتيها وهي تشعر بتدفق الادرينالين في جسدها بغزارة ، ابتعدت قليلا واغلقت الباب ولكن ليس تماما خشية ان يحدث صوتا ويُقبض عليها زحفت للخلف وهي على نفس الوضعية حتى لا يراها ذلك الضخم ثم اعتدلت بعدما ابتعدت بما يكفي و ......... انطلقت تركض بكل ما بها من قوة وهي تدعو الا يلحقوا بها وان يهرب منهم وسيم
بالفعل لم يرها احد عدا شخص واحد مستتر بعيدا اخيها ، آسر فقط هو من رأها ، ولكن لو لحق بها بالسيارة سيلفت الانتباه لها لذا كان عليه ان يتابعها بعينيه وهي تبتعد بما يكفي وقد اكسبتها غدتها الكظرية طاقة كافية للهرب عاد بنظره الى وسيم الواقف بينهم والذي قال
: دلوقتي عايزها
اشار البغيض مجددا لذاك الضخم كي يحضرها وكانت الصاعقة انها اختفت وهنا ثار عليهم وسيم ليخرجوا جميعهم مسدساتهم ويصوبونها نحوه
وهنا صرخ آسر : ارجع يا وسيم
تراجع وسيم عدة خطوات بينما تقدم آسر بالسيارة ليقفز وسيم داخلها ويهرب كلاهما مع وابل من الرصاص خلفهم والمشكلة : فقدوا الورق ولا يعلمون اين سما .....
***
انطلقت آسية بالسيارة حتى وصلت الى ما قبل شارعها ببضعة شوارع اوقفت السيارة وهبطت منها فسألت حبيبة : رايحة فين  وقفتي ليه ؟
اجابتها : عمو اسماعيل شكله فتح المحل ، هشتري منه حاجات واروح ، امشي انت بقى
_ ماشي سلام
رحلت حبيبة بينما توجهت آسية الى المحل المضاءة انواره ويجلس به رجل ظهرت عليه علامات الهرم قائلة : السلام عليكم
_ وعليكم السلام ازيك يا آسية
: الحمد لله ، جبت الايماجو يا عمو ؟
_ ايوة جبتها هناك اهيه
اخذتها بسعادة قائلة : شكرا يا عم اسماعيل ، متشكرة جدا
قال بابتسامة _ العفو يا بنتي ، سلميلي على آدم
: الله يسلمك ...
نقدته امواله ثمن الايماجو ورحلت بابتسامة : ودلوقتي ملكيش حجة يا ايمو ، انت ايماجو رسمي
لم تنتبه الحمقاء ان الشوارع شتاءً وخاصة في يوم ممطر كهذا وتحديدا حين يهطل المطر غزيرا كما الان يختفي كل البشر من الشارع مما يعني انها الان في هذا الشارع المظلم بمفردها ...
ثم ماذا ؟ ثم صوت خطوات تتقدم اليها بسرعة التفت للخلف لترى دماء وفجأة سقطت على الارض ونجت الايماجو من التحطيم السريع حيث احتضنها كفيها ومنعاها من الكسر
تشعر بشخص ما عليها حاولت التحرك ولكن الامر كان صعبا ، قامت سما من عليها قائلة بفزع : هيمسكوني ارجوكي انقذيني
سألت آسية بدهشة : هما مين ؟
_ العصابة
قالتها بفزع شديد وهي تنظر خلفها بخوف ثم عادت تنظر الى آسية قائلة : ارجوكي ساعدين عايزة اهرب منهم
قامت آسية ثم اخذتها بتردد لمنزلها القابع بعد شارعين منهما ، حتى الان لا تدري ما تلك الدماء التى رأتها ولكن بينما تمضيان بالقرب من عمود انارة علمت ما مصدرها
نصف وجه سما مغطى بالدماء تساءلت بداخلها بفزع كيف تحيا تلك الفتاة بعد كل تلك الدماء التي نزفتها !
وصلت امام الشارع وقد انتهى مفعول الادرينالين بل وانتهت معه قواها وخارت تماما لتسقط فاقدة للوعي في بداية الشارع ...
حاولت آسية حملها ولكنها ليست نملة كي تستطيع حمل ما يقرب من وزنها لذا حاولت جاهدة ان تسحبها للمنزل بعدما اتصلت بوالدتها كي تأتي وتساعدها
اتت والدتها بسرعة تتساءل عما حدث ولكن آسية نفسها لا تعلم شيئا فكيف ستجيب ؟!
وبعدما تغاضت الام عن كل ما يحدث حملتا معا سما الى المصعد ثم الى داخل الشقة حيث بدأت والدتها في تضميد جرحها بعدما نظفت وجهها من الدماء بقطعة من القطن والماء
انتهت فتركتاها تغط في سبات عميق وهما حائرتان في شأنها
: مين دي ؟
_ مش عارفة انا فجاة لقيتا خبطت فبه بتقولي الحقيني هيمسكوني وحاجات كده ، وبعدين شوفت وشها متغرق دم وهي مرعوبة معرفتش اعمل ايه فجبتها هنا وبعدين واحنا جايين اغم عليها فجأة اكيد بسبب كل الدم اللي نزفته
: يارب بس تكون بخير شكلها تعبان اوي
_ يارب
قامت والدتها قائلة: لازم اقول لادم
قالت بدون تركيز : طيب
ثم انتبهت لتجطظ عيناها : ايه ؟ لا استني
: هيزعق لو مقولنالهوش وكمان احنا منعرفش هي مين ولا مين بيدور عليها هي هربانة منهم
_ البنت فاقدة الوعي يعني اكيد مش هتاذينا غير كده ادم مش هيعرف ييجي دلوقتي وبالتالي هيقولك خليها تمشي عشان يتطمن وحرام لما نسيبها كده
: مش هيقول كده وكمان حتى لو قال في النهاية هو اكيد شايف الصح
_ عادي ممكن يكون نظره ضعيف وشايف غلط
: آسية بطلي هزار واسمعي الكلام
_ طب اسمعيني انت لما هي تفوق نشوف هنعمل ايه ماشي ؟ لما تفوق بس تمام ؟
تنهدت قائلة وهي تبعد الهاتف : اول ما تفوق
_ حاضر اكيد يعني عندها اهلها عايزينها ، تمام
: ماشي ادخلي نامي انت في اوضة ادم بقى
_ حاضر ، هاخد هدومي وانام هناك ، تصبحي على خير
: وانت من اهل الخير ..
اخذت بالفعل ملابسها من الخزانة ثم رحلت لغرفة شقيقها حيث بدلتها وغاصت في عالم الاحلام بعد ساعتين ونصف من التفكير في تلك  الفتاة النائمة في فراشها حاليا ...
-----------
السلام عليكم
ازييكو ، البارت نزل اهوه بس عايزة فوت وكومنتات بقى
ومعلش يعني يا جماعة ( اللي مش ظاهرين) مش هيجرا حاجة لو عملتوا كومنت او فوت عشان اعرفكم يعني ، او كتبليغ ان الرواية عجباكم او تشجيع يعني ..
دمتم بخير
سلام تاني

دموع السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن