"18"

223 18 26
                                    

جلسوا مساءً على طاولة الطعام جميعهم عدا آدم لديه عمل طارئ لا يعلمون اتى من اين !
تعجبت هي من غيابه فسألت : اومال فين استاذ آدم ؟
اجابتها علياء وهي تضع الطعام في صحونهم : عنده شغل شوية وجاي ..
هزت رأسها بهدوء وبدأت تتناول طعامها بشرود ، بينما جلست علياء ومنى يتحدثون وآسر وآسية يشاركانهما الحوار الذي كان متعلقا بتجهيزات شقتهما ، انتهى العشاء وجلسوا يحتسون الشاي في الصالون ولا زال الحوار دائرا بينهم ، وهي لا تشاركهم
سألتها آسية : انتِ ايه رأيك يا سمسم
بعدم فهم اجابت : في ايه ؟
أرتها كتالوج احد مولات الاثاث قائلة وهي تشير لاحدى التصميمات : ده احلى ...
ثم قلبت عدة صفحات مشيرة لاخر : ولا ده ؟
نظرت لهما وقبل ان تجيب فتح الباب وطهر آدم خلفه : السلام عليكم
ردوا السلام بينما قال آسر : خلعت لفين كده !
ابتسم بهدوء وهو يدخل الصالون : انا خلعت عشان اجي هنا مش العكس
ابتسم الاخر بدوره : ربنا يقويك يا كوتش
تنهد : يارب ، عاملين ايه ؟
_ الحمد لله
قامت علياء : لحظة هحطلك الاكل
هز رأسه وهي تغادر ثم قال : بتعملوا ايه ؟
_ بختار الصالون
اجابته آسية وهي تاخذ الكتالوج تريه اياه : محتارة في ده او ده
: اعتقد ده حلو مش لازم كل التفكير ده
نظرت له بتفكير ثم عادت لسما : انت قولتي ايه ؟
اشارت لنفس الصورة : ده ، حاساه اهدى وارق
آسية وهي تنظر له برضا : ماشي
اتت علياء : الاكل جاهز يا آدم
_ حاضر يا ماما
عادت آسية لمكانها : تمام كده خلصنا تقريبا ، صح ؟
ابتسم آسر : صح ، اخيرا
ضيقت عيناها وفقالت بصوت خفيض شابهُ الشك : حاسة ان في تريقة او سخرية في الجملة ، او تذمر ممكن !
بسخرية اجاب _ لا ابدا ، اسبوع عشان تختاري العفش ، بس بسيطة
رفعت حاجبها : بيتنا لازم يكون حلو ،  عشان نرتاح فيه
ليرد بابتسامة ماكرة : انا شخصيا مرتاح في اي مكان طالما معاكي
اعتدلت وهي تشعر بخجل شديد ، بينما هو ابتسم بحب وصمت ..
انتهى آدم من طعامه واتى يجلس معه فقامت آسية : هجيب العصير والكيك ..
قامت ونظفت الطاولة ثم دخلت المطبخ تحضر لهم ما قالت ، استأذنت منهم سما : انا هقوم اساعدها ..
قامت اليها ، كانت تصب كوبا من الشاي ، فسألتها بتعجب : شاي ليه !
_ آدم مش بيحب العصير وملهوش في الحلويات ، فهيشرب شاي
هزت رأسها بفهم فقالت آسية : طلعي الصينية دي وانا هجيب صينية الكيك
اخذت الصينية منها بطاعة وخرجت ، اعطتهم العصائر ولآدم الشاي ثم جاءت آسية تعطي كل منهم طبق من الكيك ، وجلسوا جميعا يأكلونها بهدوء ولم تستطع سما منع بعض النظرات خلسة الى آدم ، وكذلك فعل حقيقةً ....
منى : كده الفرح هيكون امتى ؟
آسر : لما آسية تخلص امتحاناتها ، على ستة كده
آسية : لا انا عايزاه في الشتا
سما بتعجب : ليه ! اشمعنا ؟!
_ عشان بحب الشتا
هزت رأسها باستسلام ، بينما قال آسر معترضا : بعد سنة !
آسية : ما انا عايزاه في الشتا
ثم قالت برجاء وخفوت : بلييز
نظر لها مغتاظا ولكنه لم يرد ان يضايقها وخاصة بنظرة الفرحة تلك في عينيها ..
بسطت سحابة صمت سيطرتها للحظات حتى هزمتها سما : آسية هى ايمو حددت معاد الخطوبة ؟
اجابتها : ايوة نص الشهر الجاي ..
: تمام ..
بينما هو منذ جلس ظل محافظا على صمته وكأن شفتاه ملتصقتان بغراء لا يزال الا حينما يرفع كوبه ليرتشف منه البعض ، لربما حافظ على صمته الان ولكن في بعض الاوقات لن يستطيع هذا ، وقت كخطبة ساهر وحبيبة مثلا ....
دخلت العروس بفستان ارجواني هادئ صبغ رابطة عنق ساهر بنفس اللون ، آسية ترتدي فستان اسود هادئ وبسيط وآسر ارتدى بذلته بنفس اللون وقميص سرق من الليل لونه .. ، وقد تخلى عن رابطة العنق .. اما شقيقها فهو محب للون الرمادي تحته قميص اسود وبلا رابطة عنق هو الاخر ..
دخل آسر القاعة جواره سما ترتدي فستان " نبيتي "عليه حجاب سكري وقد وضعت مستحضرات تجميل هادئة - بالرغم من نصائح آسية بالا تضع اي شيء - على اي حال كانت رائعة الجمال ، رآها هو واعجب بها اكثر ولكنه سريعا غض بصره ، ووقف بركن هادئ تاركا الجميع مغمض عينيه واضعا كفيه في جيب بنطاله ..
اختلست هي النظر له ثم عادت للحشد مع نظرات متفاوتة له ، عاد لهم بعد فترة كانت آسية تقف مع حبيبة بينما هي ذهبت لتحضر هاتفها من والدتها ، كانت تدندن مع الاغنية التى شغلها موزع الموسيقى وقد على صوتها قليلا عن الدندنة ، سارت جوار شاب ما فالتفت لها لم يتحدث او يتعرض لها ولكن هذا كان كفيلا كي يقوم من مكانه متوجها لها ، وحين اقترب استمع لصوتها فقال للشاب موبخا : في حاجة يا استاذ !
ـ لا ابدا مفيش
عاد ينظر امامه مجددا بينما نظر هو لسما قائلا : ممكن لحظة يا آنسة
غادر وهي تلحق به بحيرة ودهشة وفجاة التفت لها غاصبا : ممكن تهدي !
_ نعم ! ازاي يعني ؟
: يعني مش لازم غنى في الشارع كده ، ابقي غني في بيتكم مش لازم الكل يتفرج عليكي يعني
نظرت له مصدومة وصدمتها تحولت لغيظ : انت بتتكلم معايا كده ليه اصلا مين اداك الحق !
: والله ابقى محتاج حق لما انت تعملي لنفسك حدود ، لكن طول ما كل حاجة ممكنة يبقى اي حد مش لازم يحصل على حق شرعي عشان يكلمك
_ انا مسمحلكش تتكلم كده
: بس بتسمحي لحمزة مش كده لو سبيتك شوية كان ممكن تتصاحبي على الواد ده كمان
نظرت له بغضب مشتعل ثم قالت : انا مش هضيع وقتي في الكلام معاك لانك مش بتسمع وغير كده التزم انت بحدودك لو سمحت
وغادرت دون كلمة اخرى واختفى هو الاخر في سيارته ثم من المكان كاملا ....
اوصل آسر آسية ووالدتها للمنزل وبالطبع معه شقيقته الحانقة والمغتاظة ، عاد آدم فجرا وبعد تأنيب والدته دخل لينام ...
مر ثلاثة اسابيع على ما حدث لم ير احدهما الاخر ولكن آسية فهمت ان هناك مشكلة ما ، وبعد جلسة استجواب طويلة مع آدم استمرت لايام حقيقةً فهمت اخيرا ما حدث ، وقتها قالت : انت كمان غلطان
: ليه ؟!
_ عشان مينفعش تكلمها كده اولا ثانيا هي مكنش قصدها ، غلط بس مكنش قصدها
: طيب يعني انيل ايه ؟! ، هي واقفة تغني والباشا بيستمع ومبسوط جدا وقبلها واقفة ترغي مع الباشا التاني
_ وانت ملكش حق تعدل عليها
: لا ليا طالما بتعمل حاجة غلط يبقى انهانا عنها
_ بالموعظة الحسنة مش بالطش على وشها !
تنهد عميقا فاقترحت عليه : ما طالما بتحبها اتقدملها
نظر لها : وافردي رفضت ، لو مكنتش في دماغها اصلا
ابتسمت : انا هعرفك قبل ما تتقدملها بس انت موافق مبدئيا ؟
ابتسم هو الاخر فقالت : على خيرة الله .....
***
بسعادة قالت : الف مبروك
والاخرى اجابتها _ الله يبارك فيكي يا ايمو
بينما الثالثة قالت بصدمة حاولت اخفائها ولم تنجح بالكامل : ادم هيتجوز؟
لتجيب آسية على سما المصدومة : ايوة ، اخيرا
ابتسمت ابتسامة مصطنعة وكم كانت صبعة قائلة : مبروك ..
ثم قامت : انا هروح بقى عشان متاخرش
قامت آسية خلفها سريعا ولحقت بها في الصالة : سما ..
وقفت الاخرى مبتسمة تكلفا فقالت آسية : انت بتحبيه ؟
لترد بدهشة : بحب مين ؟
_ آدم ، باين عليكي على فكرة
: آدم لا طبعا ..
صوتها مهزوز اكد كذبها فقالت : بطلي كدب ، حرام
تنهدت بضيق قائلة وقد بدأت الدموع تتجمع بعينيها : مش عارفة ، بس ايا كان خلاص هو هيتجوز ، ربنا يوفقه ، لازم امشي سلام
اوقفتها مجددا قائلة : مش عايزة تعرفي مين العروسة طيب ؟
ابتسمت بكسرة : مش فارقة ، سلام ..
غادرت بعدها حزينة وظلت هكذا اسبوع فقد اراد آدم ان يتركها هكذا قليلا بالرغم من سخط آسية عليه لانه يعذب المسكينة ولكنه اراد ان ينتقم ...
على اية حال ، تبدلت حزنها وذبولها خاصة بعدما اخبرتها اسية ان آدم سيقابل عروسه اليوم الى صدمة حين وجدته بمنزلهم ، ثم تضخمت صدمتها حين وجدت انها هي العروس ....... ثم تحول كل هذا لفرحة وصراخ وضرب لاسية المسكينة -لانها اخفت الامر عنها- واحتضان كل الدمى المحشوة بمنزلها ، ورحمة الله على عقل الفتاة الذي طار و " ربنا يهديكي يا سما ..."
وليكتمل العام اتت الامتحانات تفسد اي فرصة للابتسام خاصة مع عام كامل من عدم المتابعة ، لتعيش آسية مع حبيبة شهرين من المذاكرة المكثفة بشدة ومع انتهاء الامتحانات عادت الحفلات !
نظرت سما الى يدها بالاخص لتلك الحلقة التى تطوق بنصرها ، بالرغم من آدم لم يلبسها اياها وانما فعلت اسية - لانها لازالت مجرد خطيبته - الا ان اسمه المحفور بداخلها يجعلها تشعر بسعادة غامرة ، فآدم اخيرا سيكون لها - ان شاء الله - ........
سما بالفعل نسيت وسيم ......تماما ، ولكن غيرها لم ينساه ... آسر لازال يبحث عنه فمعرفة مكانه تعني معرفة ما يخطط له ولانه يعرف وسيم يستطيع ان يجزم انه لن يتنازل عن انتقام بغير وجه حق ... ولكنه لم يجده ...........

تخرجت الفتاتان اخيرا ، ثم تم عقد قران حبيبة وساهر ، اما عن آسية وآسر فقد انتهت تجهيزات الشقة وجاهزة لاستقبال العروس التي رفضت ان يكون العرس في فصل اخر غير الشتاء .....
ومع هذا كان آسر سعيدا فتلك الحمقاء المجنونة البريئة التي تصوب افضل منه ويمكنها ان تقتل ببساطة بضغطة زناد ، زوجته ......
سألها يوما عن اطلاق النار وكأنما اصابته صاعقة حين اخبرته انها تمزح مع آدم بالمسدس وفي احد المرات اطلقت رصاصة بالفعل حطمت طبق فاكهة زجاجي على طاولة خلفهم ، مع تلك المعلومات قرر ان يعيد تفكير بالامر ولكنه للاسف وقع وفات الاوان .....
توطدت علاقتهم كثيرا بينما ينتظرون الشتاء ، وكذلك حبيبة وساهر الذي اصبح يناديها رسميا منذ عقد القران ب " كوكو " كتلميح للقبها اللطيف ، وبالتالي اصبح هو " شوشو " اختصارا لـ "شمندي" ، يالهم من ثائي لطيف بحق .......
على اي حال مضى العام واخيرا ... اتى الشتاء ..
__________________
السلام عليكم ...

اولا اسفة عشان البارت صغنن ، ثانيا ده البارت القبل الاخير ، عايزة رايكم في الرواية ولو كانت فعلا زي ما توقعتم ولا لا ، رايكم فيها كاملة يعني من غير البارت الجاي

معشان نكون على نور اللى مش هيتكلم هسلط عليه ايوشتي وانتو حرين بقى " ايموشن عفريت مبتسم "

سي يو ليتر " ايموشن بعيون قلوب "
دمتم بخير
السلام عليكم ...

دموع السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن