اوصل آدم سما لمنزلها والتي كانت تحاول منع نفسها من البكاء ولكن ما ان دخلت المنزل حتى ركضت لغرفتها منهارة من البكاء
حاولت والدتها معرفة ما بها ولكن محاولاها كانت فاشلة ، حتى اتى آسر ..
ما ان اتى حتى سألته : اختك مالها يا آسر من ساعة ما جات وهي بتعيط في اوضتها
_ انا هكلمها يا ماما
دخل وما ان اقترب منها حتى احتضنته فقال : عرفتي هو مين صح؟
شعر بإيمائتها على كتفه فقال : خلاص يا حبيبتي هو ميستاهلكيش ، متزعليش عليه
وعلى عكس ما توقع ابتعدت عنه ونظرت لدبلته التى تلف يدها بدموع شعرت فجأة ان تلك الدبلة تلتف على رقبتها وليس اصبعها فخلعتها واعطته اياها قائلة : ارميها يا آسر ، مش عايزة اعرفه تاني
اخذها منها ومسح على رأسها بحنان : كله عدى على خير يا سما ، الحمد لله اننا عرفناه دلوقتي
هزت رأسها بتعب ثم قالت : آسر انا عايزة ارتاح
تفهم : حاضر ، انا خارج تصبحي على خير ..
خرج بينما هي جلست تفكر في ذلك الوغد وتبكي بحسرة ..
بينما هو ما ان خرج من غرفتها حتى سألته والدته : مالها يا آسر ؟
_ سيبيها ترتاح يا ماما شوية وهتكون بخير
رأت الدبلة بيده فقالت بصدمة : ايه دي انت خدت دبلتها ليه ؟
_ عشان خلاص يا ماما
: خلاص ايه ؟ عشان كده هي بتعيط ؟
_ اه
: وانت بتكسر قلب اختك ليه ؟ عشان ايه ؟
_ عشان وسيم حيوان وميستحقهاش
سمعا صوت فتح الباب وسما تقف امام الغرفة وقد خرجت بعد صراخهما و لكنها سريعا ما سقطت فاقدة للوعي ..
هرعت امها اليها وهو كذلك بينما امها تصرخ : سمااا سمااا فوقي يا بنتي
ثم التفتت اليه بصراخ : شوفت انت عملت فيها ايه ؟ ده كله بسببك
_ بسببي ؟
: ايوة رجعلها دبلتها يا آسر
لا يعلم لمَ ولكن ربما كان كلام وسيم يؤثر عليه او ربما لأنه فعلا لم ينسى ما فعلوه به وبالرغم من انه يعلم انه لو اخبرها بان وسيم حاول قتله لن تفكر في الموضوع اصلا ولكنه قال : اما وسيم او انا يا مدام منى ...
صرخت به : اختك بتموت وانت ولا عندك دم ...
وقتها لم يتحدث فقد بدأت سما تفيق وما ان فتحت عيناها حتى اختفى من المنزل كاملا وقد ترك هاتفه هناك ومفاتيحه ايضا واخر ما قال : انا ماشي ..... ومش راجع ...
***
الماضي مؤلم بل قاتل ... وخاصة حين يكون حافلا بالخيبة وشعور قاسِ بالغربة ... على اي حال والدته تعيش بدونه من سنوات ..... عاشت هكذا لاكثر من عشرين عاما ب لثلاث وعشرين ولم تعش معه سوى ما يقرب من خمس سنوات لذا لمَ قد تكترث بأنه قد ذهب لمَ قد تهتم بأنه لن يعود ... متأكد من ان سما لن تقبل بوسيم زوجا لها ثانية ومتأكد ايضا من انها ستخبرها لم فسخا الخطبة وهذا سيوضح الامور امام والدته ولكن كل هذا لن يُعيده ....... هو لن يعود ... كفاه ... كفاه شعور بالوحدة وبأنها لا تقربه كفاه ما قال وسيم وما يشعر به ... كفاه مرارة يتجرعها وهو يشعر بأنه لازال غريباً عنها ... وانه لا يملك اما بالرغم من انها امامه ... يكفي شعوره بأنه لا يشعر بكلمة امي وهو يقولها وكأنها فقط " تأدية واجب " كفاه الماضي لا زال يتجرع الالامه وخيباته حتى الان هذه المرة سيرحل ولكن بإرادته و لن يعود ابدا ........ فقط كفى ..
***
( الاربعاء 6. )
مضى يومان على تلك الحادثة .... سما فعلا اخبرت والدتها ما حدث ولكن حتى لو حاولت اعادته لن يعود ... هذا لو علمت اين هو اصلا ، آسر فعليا اختفى لا يذهب للشركة وقد وكل ساهر للعمل وما يحتاج امضاءه او غير ذلك يرسله له بطرق الشاهين ... لم يذهب لوالده ، سيارته وهاتفه وماله كل شيء في المنزل حتى انه لم يأخذ حتى بطاقته الائتمانية !
قضت والدتها يوما كاملا تبكي عليه وتهتف : خايفة يكون جراله حاجة ..
وسما تراقبها بصمت وهي تحاول كبح دموعها ولكنها تفشل ...
آسية بالكاد تمالكت اعصابها بعد تلك الحادثة مضت حبيبة معها يوما كاملا معظمه كانت تحتضنها وكأنها تتأكد انها بالفعل هنا ..
لم تعلم والدتها اي شيء مما حدث وشددت آسية على حبيبة بأن تخفي الامر عنها
علمت من آدم ان من اطلق النار كان وسيم ولكن كلاهما لم يعلم باختفاء آسر
كريم سيقوم بإجراء عملية في قدمه التي تسببت الرصاصة في كسر العظام بها وحين علم آسر من ساهر ذلك ارسل له اموال العملية مع ممرضة ما ومعها رسالة شكر واسف على ما حل به...
مات بهاء وقبضوا على العصابة واخذوا الادلة من آدم وبالطبع لم يخبرهم شيئاً عن الشاهين وبانتظار الحكم عليهم ، وسيم اختفى تماما لا احد يعلم اين هو
وكل شيء عاد لاستقرار نسبي عدا ان آسر ... لازال مختفِ ...
***
قلبٌ متألم يسكن بداخلها .. كادت تفقده وحين نجا .... رحل تماما
كانت سما جالسة في حديقة ما اتفقت معها آسية ان يتقابلا هناك ... وبينما هي تنتظرها عادت لشعور اللاختناق الذي تشعر به كثيرا مؤخرا وفجأة وجدت شخصا يربت على ظهرها التفتت بفزع لتجد آسية واقفة خلفها ، رفعت يدها سريعا وهي تقول باعتزار : انا اسفة حسيت انك محتاجة حد يطبطب عليكي ......... معلش دي .... عادة قديمة
تنفست سما بتعب فجلست آسية جوارها و نظرت لها ، لعيون ماسية تعكس الضوء متلألأً بجاذبية شديدة ، اضاف للون عيناها الرمادي جمالاً فوق جمال ، لتراها وكأن هناك نجوما متوهجة في سماء عيناها الغائمة ، عيناها مشاكسة تعكس شخصيتها ، ولكن انطفأ لونها وبهت فيها وهج النجوم المنعكس بهما ، وكأن هالة من الغيوم تحجبها ، تفقد بريقها كما تفقد هي شقاوتها ....
: سما ...
نظرت لها بعقل تائهة لم يصل لأرض الواقع بعد ، فقالت
: سما انت بخير ؟ كويسة ؟
ابتسمت بينما تترقرق الدموع بعيناها ، كانت تريد اخبارها انها بخير ولكن شُل لسانها ، فهزت رأسها بإيماءة تعني نعم ، وما لبثت نفتها بأخرى مصحوبة بدموع اغرقت وجهها في ثوان ، وهي تعض شفتها السفلى بألم ثم وجدتها بسرعة ترتمي على صدرها وتبكي بنحيب واضح
لتقول الاخرى بصدمة وقلق : سما ايه اللي حصل ؟
تمسكت بسترتها بقوة وكأنها تخشى ان تهرب ، ولم تتحدث ، حاولت آسية تهدئتها ومعرفة ما بها ، فقالت في محاولة فاشلة
: طب احكيلي
لم تتحدث ولن تفعل ، كل ما يصدر عنها هو صوت نحيب مكتوم وهي تخبئ وجهها في سترة آسية القطنية التي تتمسك بها بقوة
علمت حينها انها لا تحتاج لحديث ، بل لا تملك قدرة للحديث ، هي فقط تحمل الكثير ، اكثر مما تستوعب ويتحمل قلبها ...
استمر الصمت طويلا ظنت اسية انها تبكي بسبب وسيم ورغما عنها عادت بعقلها لذكرى مضت :
نزلت من البناية تبحث عنه ليرحلوا كان جالسا بمفرده امام البناية على الجهة الاخرى من الطريق امام النهر الذي يجري من منتصف المحروسة شاردا في افكاره حين تنحنحت هي قادمة من خلفه التف اليها بنظرة تساؤل فقالت بحرج : هما مش عارفين انت فين وكانوا عايزينك عشان ..
قاطعها بهدوء وهو يعود للنظر أمامه : تعالي يا آسية
اقتربت بحرج كان يبدو حزينا فسألت : انت كويس ؟
و سألها سؤال لم يخطر ببالها حتى : ايه رأيك في وسيم ؟
بتعجب سألته بدورها : ده صاحبك خطيب سما ؟
هز رأسه فقالت بحرج : بصراحة مش مرتحالة
نظر لها باستغراب : ليه ؟
: مجرد احساس وكمان ....
صمتت فسأل : كمان ايه ؟
تنحنحت : مش مهم ، بتسأل ليه ؟
لم يقل شيء فقالت وهي تنظر له بترقب : شاكك في حاجة صح ؟
نظر لها : انت كمان حاسة بكده ؟
أكدت على حديثه : ايوة من نظراتك ليه مرة واحدة اللي شوفتك بتبصله فيها كده بس حسيت انك مخون
ابتسم بسخرية : ياريتني كنت مخون ، مكنتش دخلته بيتي وشركتي وخطبتله اختي
تساءلت بجدية : ايه اللي حصل ؟
: وسيم هو اللي عرفهم انا مين ...
_ ايه !!!
: وهو اللي خطف سما ...
_ ازاي ؟ ، بس مش هو بيحب سما ؟
هز رأسه بحيرة : معرفش بس اللي اعرفه انه خان ، بس انا عايزه يعترف
_ ازاي ؟
توعد بنظرة سوداء : كل شيء بأوانه
صمتت قليلا ثم قالت وهي تنظر ليدها وتفركها بتوتر_ شكيت فيه لما لقيت ان في جرح في وشه بس مفيش كدمة للضرب ...
هز رأسه ثم عم الصمت ثانية قطعته هي : ممكن أسأل سؤال ؟
هز رأسه يحثها على الاجابة فقالت : هو انت وسما مش اخوات من الاب والام ، يعني الام بس ؟
: لا احنا اخوات من الاب والام ليه ؟
_ واستاذ حسن ده يبقى مين ؟ ، هي قالت ان والدها متوفي وانت بتقوله يا بابا
: لأنه فعلا والدي
دار عقلها لتسأل بحيرة : ازاي ؟
ابتسم بسخرية ثم عاد ينظر بحزن أمامه : ابويا اللي اتبناني من الملجأ
_ ملجأ !
وبدأ يحكي : اهلي كانوا فقرا اوي ، قبل ما اتولد على طول ابويا عمل حادثة صرف في العلاج كل اللي معاه واللي مش معاه ، وفي الولادة امي كمان تعبت لما انا اتولدت كانوا في حالة فقر شديد اوي لدرجة انهم كانوا ممكن يقضوا ايام من غير اكل ، لحد ما في يوم انا تعبت اوي بيقولوا مبقتش اتحرك ولا في نفس ، كان عندنا جارتنا دكتورة لسة بتدرس قالتلهم ان ده سوء تغذية ولو استمر الوضع ممكن اموت ، ساعتها امي فضلت تعيط وابويا راح شالني وهو بيودعني وحطني في ملجأ .....
صمت يجتر من احزان مضت ولم يمض اثرها من قلبه ولا من عقله ، بينما هي كانت تنظر له بحزن شديد حتى اكمل : كبرت في الملجأ وهما بييجوا يزوروني عارف انهم اهلي بس مش بعيش معاهم لحد ما بقى عندي حوالي خمس سنين ساعتها ماما حملت في سما وقعدوا فترة مبيزورنيش لحد ما جم ومعاهم طفلة في اللفة لسة ، انا فكرتهم هيسيبوها معايا بس هما خدوها فضلت معاهم وانا ..... سابوني ...
كان يتحدث وهي تشعر بأنه قد عاد صغيرا من جديد يتحدث وكأنه الطفل ذو الخمس سنوات ليس الشاب ذو الثمان والعشرون عاما ، وكأنه عاد يعيش الموقف من جديد ...
: ساعتها طبعا وزي اي طفل زعلت منهم وبدأت اكرههم واكرهها لما كانوا بيزوروني كنت بتعامل معاهم بغضب وعصبية وجاتلي حالة نفسية بقيت عصبي جدا وانطوائي اوي حتى الناس اللي بييجوا ييتبننوني بقيت ارفض اقعد معاهم لحد ما جه بابا حسن ، ساعتها كان مسيطر عليا فكرة ان اهلي مش عايزيني يبقى الناس دي هتعوزني ليه ؟!....
هو الوحيد اللي عرف يكلمني وبعدين فعلا اتبناني هو مكنش متجوز ، خطيبته ماتت قبل الجواز ولأنه كان بيحبها ماجوزش بس كان نفسه في طفل عشان كده اتبناني ، وبعد ما كبرت وانا في الجامعة ابويا مات .. ابويا الحقيقي ، جه قعد معايا وقالي امك واختك متسيبهمش ولازم تعيش معاهم ساعتها اتخانقت معاه وقولت ان هو كمان مش عايزني كنت حاسس اني انسان غير مرغوب فيه ... ان هما رموني زمان وهو عايز يرميني دلوقتي ، لحد وقتها لا لحد دلوقتي بحس انهم كانوا مش حابني كانوا سايبيني او مش بيعتبروني ابنهم ....
قالت بحزن : بس هما عملوا كده عشان كنت تعبان
_ كونهم قدروا يتحملوا وجود طفل تاني يعني انهم كانوا يقدروا يتحملوني ...
: بس هي كانت طفلة لكن انت محتاج مصاريف تانية كتير
_ آسية الاحساس لوحده قذر اوي ، انك يكون ليكي اهل بس متقدريش تقولي دول اهلي ، اني بشوف الاطفال في ايد ابوهم ولا أمهم وانا ايدي فاضية ، انا كنت بطلع من الحضانة ابصلهم وابص في ايدي وافضل افتحها واقفلها نفسي احس بأن ليا اهل ... لما كانوا بيدخلوا بسما وهي ماسكة أيديهم وانا عمري ما حسيت بده كنت بتعب لما تلعبلها في شعرها ولا تبوسها ولا تحضنها كنت بمقارنة بسيطة جدا بحس اني مش ابنهم ... انا زي قريبهم المسجون اللي جايين يزوروه مش اكتر ... كنت سجين ، كنت بكبر وجوايا العقدة دي بتكبر معايا ، لما صحابي اهاليهم ياخدوهم من المدرسة او واحد يحكي عن والده او والدته حتى الخناقات دي انا عمري ما حسيت ان كان ليا حد لا اهل ولا اخوات وهما موجودين ، انا عندي الاتنين بس في نفس الوقت يتيم ، فهماني ؟ انك تحسي بأنهم باعوكي ومن غير فلوس كمان رموكي ببساطة كأنك شيء مش مرغوب فيه ... انا كنت بكره سما حتى بعد ما ابويا مات لحد ما هي جات تعيطلي وتقول ان انا اللي باقيلها وتترجاني وتقول مترمنيش يا آسر ... كنت بكرهها لحد ما حسيت انها كمان محتاجالي وانها ملهاش ذنب في اللي اهلها عملوه ...
صمتت بحزن لأجله ، ثم سألت : وعملت ايه مع عمو حسن ؟
اجاب بعد تنهيدة : سيبته وعشان عايز اعاقبه مبقتش ازوره ولا ارد على تليفوناته ولا ليا اي علاقة بيه لحد ما جه البيت ودخل يكلمني ......
بعدين بقيت ازوره كتير بس عايش مع امي عشان يكون معاهم راجل ....
انتبه توا بأنه قال اكثر مما يجب عن نفسه فتنهد بحنق ونيران تشتعل بداخله ولكنه لا ينكر انه شعر براحة قليلا حين تحدث معها
شعرت بتوتر الاجواء وانه الان في خضم معركة بداخله فقالت : ممكن سؤال تاني ؟
نظر لها بوجه خالي من الملامح فسألت : ازاي عملت الشركة في وقت صغير كده
ابتسم بمرارة : ده من بابا
قالت بحرج : انهو واحد
والاجابة صخرية : انا مش بقول بابا غير لبابا حسن ...
لم تشأ الدخول في خضم المعركة اكثر وهو ايضا فقال : اول ما جيت اشتغل حصل معايا مشاكل وخسرت صفقة تعبت فيها اوي كان مجهود بس مخسرتش فلوس يعني ساعتها قاللي اسر انت حاليا بتتعلم المشي وانت بتتعلم هتقع كتير طالما متعورتش قوم وحاول تاني ، قومت فعلا وحاولت تاني واتعورت المرة دي قاللي طالما متكسرتش قوم ، وحاولت تاني لحد ما اتكسرت فعلا قاللي شوف يا آسر انت هتاخد وفت على ما كسرك يلحم تاني بس لو استسلمت هنا هتفضل طول عمرك عاجز مش هتعرف تمشي أبدا ... ، ومن ساعتها وانا بتكسر ..
ضحكت بخفوت بينما ابتسم هو فعادت تسأل : والشاهين ؟
تنهد بعمق : انت بتحبي الاسئلة اوي كده ؟ احنا اتفقنا على واحد بس
شعرت بالحرج فتنحنحت : اسفة مجرد فضول
ابتسم لحرجها : ولا يهمك ، الحكاية كلها كانت في كسر من الكسور اللي اتكسرتها دي ، لما وقعت لقيت طرف الخيط اللي يودي للي وقعني وساعتها بقيت الشاهين كان لازم ادور على طريقة اكشفه بيها بعتت الخبر للجريدة وبعدين خبر جر التاني وبقيت صحفي و بس ...
قالها ببساطة شديدة وهو يرفع كتفيه ويخفضهما نظرت له بابتسامة لتجد عيناه شاردة في فضاء واسع وبالرغم من هذا كانت تحمل لمعة حزينة .... هو يجيب على ما سألت وتنتقل من سؤال لأخر ولكنه لازال في خضم الاجابة الاولى
افاقت من شرودها على رنة هاتفها
: احم السلام عليكم
_ وعليكم السلام انت فين يا آسية لقيتيه ؟
: ايوة راجعين اهوه
_ ماشي بسرعة متتأخروش
وقتها قامت : هما عايزينا عشان نمشي ...
قام : تمام يالا ...
Back
خرحت من ذكراها على صوت سما : وحشني اوي يا آسية
حاولت التحدث بمنطقية : سما ... وسيم مكنش يبحبك ، كان هيقتل اخوكي ..
: انا مش بتكلم عن وسيم ... انا بتكلم عن آسر
قالت بدهشة _ آسر ؟!
والاخرى تتحدث بنحيب : آسر اتخانق مع ماما وساب البيت يا آسية
_ ايه ؟!
: من يوم الحادثة مشي ومرجعش
_ طب كلمتيه على الموبايل
: كل حاجة في البيت الموبايل والعربية كله
_ يعني مش عارفين هو فين ؟
: لا بس انا حاسه ان عمو حسن عارف
_ ده باباه
: ايوة بس مش عايز يقولنا ، آسية روحي انتِ
_ انا ؟!
: ايوة هو هيقولك ولو كلمتي آسر هيرضى يسمعلك
_ واشمعنا انا !
: عشان بيحبك
_ ايه ؟
: ايووة هو قاللي كده ، اسية عشان خاطري روحي كلميه
ظلت آسية مصدومة وصامتة لم تتحدث اقترب آدم منهما : يالا ؟ الوقت اتاخر
هزت آسية رأسها بشرود ثم قامت وكذلك سما ذهبوا للسيارة ثم استأذنت آسية : معلش لحظة هجيب حاجة ..
رحلت بينما كلاهما واقفان وقف آدم ينظر لآثار الدموع على وجهها بحزن ولم يتمالك نفسه ليقول بحنق : زعلانة عليه ليه ؟، كنتي بتحبيه ؟
التفتت اليه : انت بتتكلم عن مين ؟
: عن وسيم ، بتحبيه ؟
_ اعتقد ده شيء شخصي
: وانا اعتقد انك غلطانة عشان مكتشفتيش انه زبالة غير متأخر كده
_ عفوا ! وانت مالك اصلا
: اتكلمي كويس يا آنسة
_ معتقدش اني انا اللي بدات الكلام ولا انا اللي اتدخلت في خصوصياتك
زفر بضيق ثم قال محاولا الهدوء : انت مش شايفة انه مكنش كويس ؟
تعجبت : ازاي ؟
: الراجل فعلا اللي يخاف عليكي ويحميكي ده خلاهم يخطفوكي ومرتين كان هيقتلنا كلنا وغير كده عمره ما اهتم بيكي لو كان بيحبك كان حماكي حتى من نفسه مكنش سابك تعملي حاجة غلط عشان ربنا يوفقكم مع بعض كان كلمك عن اخطائك وحاول يصلح من اخطاؤه لكن هو حقير مهتمش بيكي وانت لسة زعلانة عليه .... ليه ؟
بُهتت من حديثه ثم قالت : انا مش زعلانة عليه
: بجد ؟
وليس مجرد سؤال بل هو ينفي حديثها لتقول : قصدك ايه ؟
: انت زعلانة عليه
_ لا
قال بهدوء منهيا الحوار : براحتك ...
ولكنها انفعلت وقد عادت للبكاء _ ايوة براحتي انا مش زعلانة عليه حتى لو كنت بحبه واتصدمت فيه مش زعلانة لما عرفت انه وغد وحقير ضحى بيا وباخويا ولا عشان حبيبته وهو خانني ولا عشان كان عايز يقتلني مش زعلانة .........
: اهدي
نظرت له بدموع ولم تتحدث واتت آسية نظرت لهما بحيرة : مالكم ؟
فقال : اركبوا يالا
استقلوا السيارة وسما صامتة وهي حائرة وهو تائه في امواج متلاطمة من الافكار العاصفة برأسه ...----------
السلام عليكم ، كالمعتاد فوت وكومنت ورايكم
دمتم بخير
سلام تاني

أنت تقرأ
دموع السماء
Adventure(شكراً لكل حد عجبته الرواية او قرأها.... وطلب بس بفوتس / تصويت تقديراً للجهد المبذول فيها ، شكراً 😍 ) صدقني لن تستطيع النوم ... مهما حاولت .. حاولوا قبلك وها نحن نخبرك : عصابة عينيك لن تلغى ضوء الشموع من حولك .. ، لن تكبت لهيبها ستكون كوسط شبه شفا...