أسطورة الذئب الأزرق | The Blue Wolf Legend (Completed)

الفصل الرابع والثلاثون

لم يستطع النوم تلك الليلة ، ظل واقفاً في الشرفة ناظراً إلى القمر  .. هذا آخر يوم له بخواص الذئب، هل سيشتاق لقوته ؟ هل هذا هو القرار الصائب ؟ .. لم يعلم.

شعر بذراعين تحاوطانه من الخلف ورأس يستند على كتفه، ابتسم ولم يقل شيئاً.

" ما الأمر ؟ " سألته بقلق ، ثم تفرست وجهه  .. " هل أنت مستاء لأن غداً هو آخر يوم لك كمستذئب ؟ "

تنهد وشرد قليلاً ثم أجاب " لا.. لا أعلم. "

" لا تعلم ؟ ريموندو هل أنت متأكد أنك اتخذت القرار الصائب ؟ "

" نعم، لقد فكرت ملياً وقررت التخلي عن الدراما الأسرية. "

" إذاً كن بحجم التحدي ، ولا تشكك في قراراتك التي اتخذتها ، جازف وإلا ستخسر الفرصة تلك. "

تنهد ثم حرك شفتيه كأنه سيقول شيئاً ما ولكنه توقف.

" ما بك ؟ "

هز رأسه يمنة ويسرة قائلاً " أنتِ تعلمين أني أحبك أليس كذلك ؟ "

" نعم، ولكنك تتصرف بغرابة اليوم، هيا نخلد إلى النوم  .. نود حفظ طاقاتنا للغد. "

أمسكت بيده وقادته للداخل وأغلقت باب الشرفة.

***

الشمس شارفت على الشروق ولم يغمض لريموندو جفن ، ظل حائراً ومتردداً حول حياته الجديدة كبشري ، كان صدره مواجهاً لظهر تشيلسي المتعمقة في نومها ، أحاط خصرها بذراعه..  شعر شعور غريب وطرد الأفكار التي حامت حوله مردداً في ذهنه ' غير معقول '.

***

أخيراً حان اليوم الذي انتظروه منذ بداية رحلتهم  .. الرحلة شارفت علي الانتهاء.. مشاعر مختلطة بين الحماس والتوتر والخوف.

تشيلسي كانت متجهة للحديث إلي عاليه ، وحين وجدتها كان وجهها محمراً كحمرة الحمم البركانية ، مستشيطة غضباً  .. زمجرت عاليه في وجهها صائحة " ابن عمك الخليع حاول التحرش بي، لا أصدق أن هذا هو إيثان الذي أحببته  .. لقد صفعته بأشد ما أملك من قوة مسببة جرح في وجهه. "

صعقت تشيلسي لما قيل واتجهت بحنق إلى إيثان واتكأت على باب الغرفة ، سرعان ما أخفى شيئاً عند احساسه بوجودها في الغرفة.

الشكوك تمكنت منها حول ابن عمها، لم تعد تميز هويته  .. تحولت عينيها للون الأخضر المشع تلقائياً وهذه الخاصية كانت جديدة بالنسبة لها ولم تستكشفها بالشكل الكامل ، رأت طاقة مظلمة تحاوط جسد إيثان  .. شعور مقيت تغلغل داخلها  .. لكنها لم تستطع أن تخاطر واتخذت قرارها بسرعة دون اللجوء لأحد..  ستنتهي مهمة إيثان هنا.. لن يأت معهم ولن يقوم بتعويذة المثلث بل هي.ابتسم ابتسامة جانبية كأنه أدرك ما الذي تفكر فيه ، لم ينظر إليها .. ظل ظهره مقابلاً لها ، " أياً تكن هويتك فأنت لست إيثان ولا أشعر بأن وجودك معنا سيكون آمناً. "