PART 01

14.6K 466 23
                                    






كلّ مٙا يُسمٙع فِي أرجٙاء هذه المدينة مجرّد السّكون إنّها الساعة التّاسعة تقريبًا.

لا وُجود لأي مخلُوق علٙى تلْك الأٙرضية سِوى لٙمسات الرّياح تٙضرِب الأٙنهج الخاليٙة من أي كائن.

حقا إنّه الغموض يعمّ المكان، مدينة سيول تشهد دائما ما يحدث بعد ذلك التوقيت.

يُغلق الجميع أبوابهم أو بالأٙحرى يسجنون أنفسهم دون تحدّ لذلك الشيطان الذي سبّب لهم الرعب و جعل أنفاساهم مليئة بريح الخوف و في هذا القصر المهجور بالتحديد تبدأ قصة كلّ فتاة كانت قد ماتت بعد خروجها ليلا لاقية حتفها.

صوت دقات قلب مرتفعة لضحية أخرى شهقاتها تملئ أرجاء تلك الغرفة الكبيرة تترجّى الرحمة تطلب فرصة للبقاء على قيد الحياة لكن ذلك الشيطان خالي من أي شفقة، ذو قلب متصلب مليئ بالحقد.

"أر..أرجوك ارحمني، أنا لا أريد المٙوت"

أطلٙق ضحكة هستيرية دبّت ضُعف الرّعب الذي تمكّن بِها. ثوانٍ حتّى قابلت أعينها تلك الأعين الحمراء أمامها التي تأججت منها نيران الجحيم.

" أطبقِي لسانٙك أوغلٙ فمكِ قبلٙ أقطعٙهُ"


حاولت المسكينة جمع شتات نفسها لتنطق بتلك الكلمات محاولة أن تترجّاهُ لعلّه يُسامِحها على خطأ لم ترتكبه.

" ارجوك!، سيدي أعدك بأنّي لن أخبر الشرطة عنك سأعود الى البيت فقط . أتوسّل إليه "

أردفت تُغادر السرير المستلقية عليه كالجثة تركع عند قدميه.
ً

"تؤتؤتؤ عُودِي إلى السّرير فأنٙا لم أنتهِي منكِ بعد"

صفعها صفعة أعادتها الى مكانها يقوم بما يفعله عادة.

°°

أخِيرا و بعد ساعتين من الصراخ المتواصل يقتل الضحية كالعادة راميا إياها بشوارع سيوول و ككل صباح تدور حولها تلك الأشرطة الصفراء تتفحص الجثة دون بحث في القضية.

°°

تستيقظ تلك الملاٙك صبٙاحًا تقوم برُوتينِها تهمّ ذهٙابًا إلى الجّامعة، كانت تسِير بخطٙواتٍ بطيئة بينمٙا تضعُ سمّاعات تستٙمِعُ إلى موسِيقٙى هادئة عندمٙا لفٙت إنتباهٙها حشدٌ متكوّم و ضجّة قويّة مع الألوان الزرقاء و الحمراء التي أزعجٙت عيناها بحركاتها المستمرّة.

"عفوا ما الذي يحصل هنا؟!" تسائلت يوري تعقد حاجبيها.

"وجٙدت الشُرطة جثّة طالبٙة هُنا صباحًا" أجابها أحد الحشد المتجمّعين.

إنقلٙبت ملامحُها من الصّدمة انصدمت تبتلع ما في حلقها لتردِف

"قُلتٙ طالِبة؟!"

دفعت كلّ الحاضرين أمامها مترجية الشرطي الذي منعها من الدخول، كان كل ما تراه أمامها جثة غطها رداء ابيض.

"عذرًا آنسة ممنوع الدخول،إنّها جريمة قتل. كما أننا لم نتعرف على الجثة بعد بسبب التشوهات في مستوى الوجه" أردف الشرطي يمنعها من المرور تحت الشريط الأصفر.

"أرجوك سيدي صديقتي البارحة خرجت بعد التاسعة رغم أنّي حذرتها و هي لم ترد على إتصالاتي صباحا من الممكن أن تكون هي"

"هل أنت متأكدة؟!"

قضمٙت شفتيها حتّى لا تبدأ بالبُكاء لتمسح تلك الدمعة التي تمرّدت في الخُروج من طرٙف عينها.

"أجل انا واثقة"

°°

سمح لها بالدخول لتتجاوز الحاجز الفاصل بينها و بينه تتقدم بخطوات بطيئة ترجُو ألاّ تكون صديقتها سيا و التي هي بمثابة أخت و أم و كل ما يعني لها في الحياة بعد موت عائلتها في حادث خائفة من أن تخسرها ايضا فتبقى وحيدة.

دقات قلبها تكاد تسمع ممّن حولها، جثتي على ركبتيها تقرّبوا يدٙها المُرتعشة لتُبعِد الغطاءٙ الأبيضٙ عن الجزء العُلوي من الجثة.

أدارت وجهها في نفس الوقت بعد أن خانتها شجٙاعتها، ليسٙ من السهل أن تكون بهذا القُرب من شخصٍ ميّت.

و لكن أحيانًا عندما يكون ما هو على محك يحتاج أن تواجه مخاوفٙك من أجله فلا تتردّد.

أمالت برأسِها صوبٙها لتكتم شهقتِها العالية و رغبتها في الصّراخ بسبب بشاعة المنظٙر، وجهٌ مشوّه علٙيهِ كتابات غيرُ مفهومٙة.

كـ "مُغتصِـب، أنا ، لستُ، لم ، قاتِـل".

كلمات دون معنى و عديمة الفائدة نُقشت على وجهها و كامِلِ جسدٙها.

كانت ستنكُر أنّها صديقتها لو لم تلمٙح وشمًا إعتادت أن تراهُ دائما، وشمٌ رُسِم على رسغها.

مالذي حدث؟!
لقد فقدت للتو كلّ ما تملكه للأسف
رغم كل ما عانته في حياتها كانت تبتسم للحياة و لكن تلك الحياة لم تبتسم لها.

تراجعت مبتعدة عن تلك الدائرة و عن صوت الضجيج حولها تجوب الشوراع تتفادى أسئلة الشرطي خلفٙها، كل همها هو الابتعاد و الهروب.











END PART✓

رَهِينَـةْ آلْشَـيْطَانٍ || The Hostage Of Devilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن