PART 16

3.7K 196 20
                                    





••••••





وقفَ مكتُوف اليدَين ينظُر إليهَا تأكل بشرَاهة ليلعَن اليومَ الذي إلتقى فيه بها ثمّ يتقدّم ليجلِس أمامَها.

"كيفَ تستطيعين أكلَ كلّ هاتِه الكميّة من الطّعام في وجبَة واحِدة".

" أنتَ قلتَها وجبَةٌ واحِدة!…كلّ ما أحصُل عليه هو وجبَة واحدة". هزّت رأسَها و فمُها ممتلئ لتعيدَه مجدّدا و تكمِل عشاءها.

حدّق في ملامِحها ليمرّر إصبعهُ على قطرة الصلصة تحت شفاهِها يتذوّقها.

"لذِيذة".

إبتسمَ بجانبيّة ليتسطّح جانبَها بعد أن خلَع قميصه و ظلّ بسروال قصير فحسِب ليردف...

" أشعُر بالحرّ".

هو لَم يفعَل هَذا لأنّه حقّا يشعُر بالحرّ، أرادَ إغاظَتها فحسِب لكي تنقطِع الأكل و تهتمّ به قليلاً و لكنّها أدَارَت رأسَها إلى الجهَة الأخرى تتحاشى النظر إليه و مجادلَته.

"إستدريري!".

وقَع فكّها ثلاثة أمتار تلعَن شبَابَها لتغمِض عيناهَا و تستدير بهدُوء هي مصرّة ألا ترى صدرَه العاري فهُو يذكّرها بتلك اللّيلة.

تلك اللّيلة التي إعتبرتها يوري تاريخًا لن ينمحَى من ذاكرَاتِها و لَو بعدَ آلافِ سنين.

" تعَالِي".

أمرَها يضربُ على صدرِه بخفّة لتشهِق و يشتدّ بِها السّعال.

"ألَم تقُل أنّ الطّقس حار…لا دَاعي أنا مرتاحَة هكذَا".

إستدارَت مجدّدا و تجاهَلت ما أمرَها فسحبَ معصَمها و ضمّها إليهِ و يعود ليستلقِي بها.

"لابأس لديّ مكيّف".

كانَت وضعيّة غيرَ مريحَة بالنسبة لَها، فثقلُ أكتافِه على صدرِها جعلَ تنفّسها صعبًا لدرجَة أنّها شعرت بالإختناق...

" سنَنام هكذَا؟!".

نظرَت إليهِ لتجِده قد نامَ بالفِعل، هي علَى وشكِ الإنفجَار من جسدِها و هوَ و ينامُ بهدوء.

ظلّت تحَملِق في ملامحِه المثاليّة و تتفحصّها بعينَيها، لتلمِس وجهَه بأناملِها.

كيف لهذَا الوجه البريء أَن يكونَ بهذه القسوَة؟

و لمَا عليهِ أن يمثّل ذلكَ أحيانًا؟…كبريائُه جعَلَ منه سيئًا، سيء لدرجَة أنّه هو بذاتَه يكره ذاتَه و يمقُتها بشدّة و يتمنّى لو يعودُ به الزّمن إلى الخلف ليصلِح كلّ شيء و يبدَأ من جديد.

رَهِينَـةْ آلْشَـيْطَانٍ || The Hostage Of Devilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن