PART 04

5.8K 318 17
                                    







•••••

الظلام يملئ أرجاء الغرفة الكبيرٙة و صوت أنفاس تلك الملاك في الزاوية هو كل ما يسمع.

"أنا جائعة".

قالت يورِي تزفُر بسخطٍ لتصدِر معدٙتها شخِيرًا، تأفّفت لتردِف

"إخرسي أنتِ أيضا اعلم أنّي جائعة لا داعي لتصدري أصواتًا مُزعجة، أنا أشعر بكِ. ماذا تريدنني أن أفعل هذا الأحمق يريد قتْلي من الجُوع ، لا بد و أنه اسلوبهُ الجٙديد. في الواثِقة أنا فتاة حمقاء ليس لاأنّي خرجت و قدّمت نفسي قُربانًا بل لأنني خرجت دون تناول العشاء"

"كدت أنسى الحساء الساخن أو المثلّجات الباردة. هٙذا أفشل خاطف و قاتل رأيته في حياتي، بيت كبير و لا يملك ثلاجة واحدة، لا و لم يفكر حتى بإعطائي قطعة خبز إنّه حقا لبخيل حقير"

إستيقظٙت من مكانها تثرثر و كأنها في بيتها. كان مشهدًا مضحك حقّا تارة تمشي يمنة و تارة تمشي يسرة.

"أين أنا يا تُرى؟!، لن أسمٙع ضجّة أو أصوات سيّارات هذا يعني أنّني بعيدٙة عن المدينة"

قالت تلك الكلمات لتسمع صوت أقدام قادمة نحوها بسرعة تفتح ذلك الباب ليتقدم نحوها يرجعها الى خلف بنظراته التي لم تهدأ منذ دخُوله.

"ألا يمكنكٙ أن تبقِيْ هادئة لدقِيقة واحِدة؟!، إخرٙسي أنتِ تزعجينني لا أستطيع التركيز بعملي"

"عملك؟!. و ما هو عملك الذي يحتاج التركيز؟! التقطيع‚ الحرق، الذبِح أم الإغتِصاب"

لم تكمل كلماتها ليمسكها بقوة يجرها من يديها يخرجها من تلك الغرفة يعبر بها ذلك الرواق كان عبارة عن غرف متفرقة ليدخلها احدها راميا اياها على سرير بغضب. المسكينة يوري كان هنالك الآلاف الاسئلة تدور بعقلها.

"لما أحضٙرتٙنِي إلى هُنٙا؟!"

"إخرٙسي!، دعِيني أنجِزُ عملِي"

نزع سترته يقترب منها ببطئ شديد لم تفارق نظراته الخبيثة نظراتها البريئة أبدا

"لا ارجوك أقتلني إن أردت لكن لا تفعل هذا اتوسل اليك. أنا آسفة لن اعيد كرتي لن اتكلم الى نفسي و لن أحدّث معدتي او ألقّبُك بالأحمق أو حتى أحاول التفكير يمكنك أن تعمل بهدوء تام"

ظلت تُباغِتُه لكن كلماتها لم توقفه من الإقتراب لتغمض عيناها تلتصق بذلك السرير قدر الامكان نادمة عن الثانية التي حاولت فيها الدخول معه في نقاش. تنتظرهُ لينفذ ما هُو بصدد فعلِهِ، ثوانٍ لتشعر بيدٍ باردة تقيدها من يديها ففتحت عيناها تتفقد الوضع.

"ماذا تفعل؟!، هل تقيّدني؟!"

"لا. أنا أربُط يديك بالسّرير فقط".

أردف ليتراجعٙ بخطوات يفتحُ إحدى الأدراج يستخرجُ شريطًا لاصِقًا و يضعُه على فمِهٙا

"هٙكذا أفضل"

جلس على طاولة لا تبعد عن سرير كثيرا يقلب اوراقا و يتفحصها بعينيهِ المُرهقتٙان.

°°

تقريبًا إنّها السّاعة الثالِثة صبٙاحًا و هو لم يبرِح مكانٙهُ ما يزال ينقُر على لوحٙة مفاتيحْ حاسوبِه المحمول عندما لفت سمعٙه صوت شخير معدٙتها التي تتضوّر جوعًا.

"هل عليّ إطعامُها أيضًا؟!"

زفر بضجرً يرجع رأسهُ إلى الخلف ثم إستيقظ من مكانِه و رمٙقها بحدّة ليغيب لوهلة ثمّ يعود و بيدِه صينيّة بها أكل.

أزعجهٙا صوت الطّبق و هو يوضٙعُ على المنضدة جانبها ففتحت عيناها ببطىء.

كان يحدّق بها لينزِعٙ عنها الشّريط و كأنّه يقول "تفضّلي هذا الأكل".

تجاهلت وجودٙه تُشيحُ بنظرٙها بعيدًا عنه.

"كُلي!".

"لا أريد".

"اسمعي يا فتاة لن اتوسل لكي لتأكلي أنا لا أستشيرُك بل آمركِ"

"حقا؟!، و هل لعاهر مثلك أن يطعمني غصبا"

ما إن أنهٙت جملٙها حتى أتاهٙا بصفعٙة قويّة أطبقها على وجنتها.

"لا تُغضِبينٙني"

"أوتعلٙم؟!، شعُرت و كأنّها فتاة من صفعتني"

كلِماتُها جعلٙتهُ ينسٙى كونٙهُ قد يفكّر أن يُشفِقُ علٙيها أو يُعاملهٙا بلطافة.

"كأنّكِ لا تحبّذين أن أتعامٙل معٙكِ بلُطف؟!"

"أينٙ هي اللّطافة بربّك هل لأنك قيدتني أو لأنّك ستقتلني غدا؟!. صدّقني إنّك غالب على أمرك هيا قم بضربي أريد ان أى تلك اللطافة التي تتحدث عنها".

ألقٙت تسمّمه بنظراتِها المسفزّة توقِظ السّافِل في أعماقهُ.

نزٙعٙ حزامٙها لينهٙال بضربات مُتتالية على جسدها النّحيل يؤذي كلّ إنشٍ به دُون إكتراث العقبات.

أعمت أقوالها عيونُه فلم يعُد يرى نور الرّحمة من ظلام غضٙب.




END PART✓

رَهِينَـةْ آلْشَـيْطَانٍ || The Hostage Of Devilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن