الفصل الاول :

1.1K 7 0
                                    

عند احد الجسور الصغيرة المهجورة في الفيوم اعتادو منذ عدة اشهر ان يتقابلو بها جلست بخيبة امل عند سلم الجسر و ضمت كفيها الي بعضهما و هو ينظر لها بحزن و ...
اسلام : مش هقدر
يارا بدموع : ليه مش هتقدر و عدتني هتحاول
اسلام بتنهيده : لما ضاعت مني  اتكسرت و مش هقدر استحمل ان يجرالك حاجة انا مجرد بقايا انسان رجع يحس معاكي بس لو حصلك حاجة مش هقدر
يارا بسخرية  : انت ضعيف
اسلام بعدم فهم : ضعيف ¿¡  لو ضعيف مكنتش  قدرت اكمل بعدها مكنتش قدرت اسيطر علي احساسي اللي بيقولي ايه لازمتك انتحر و سيب الدنيا دي لو كنت ضعيف مكنتش حبيتك
يارا : كل ده صح بس لو مكنتش ضغيف كنت حاولت تاني علشاني انا بحبك بجد
اسلام : و انا بعشقك علشان كده لازم ابعد
يارا بنبرة مرتعشة و متعبة : متسبنيش
اسلام : مش بإيدي
يارا بسخرية : بعد ما غيرتني و خليت عندى امل اعيش تقولي مش بإيدي ممم بعد ما دخلت قلبي و علقت مشاعري بيك تقولي مش بإيدي جاي تقول كده بعد ايه ...ثم صرخت به : بعد ايه كنت فاكراك هترجع تجمع اللي باقي من روحي  حرام عليك
بدأت العبرات تتجمع بعينه و قال : و الله تعبت الدنيا كلها جاية عليا اوى و موت ابويا كمان كسرني مش هقدر ابقي معاكي انا حزى زي الزفت مش هقدر اخسرك لازم ابعد عنك فراقك هيقتلني بس هبقي متطمن علشان عارف انك بخير حتي لو مش معايا
يارا بدموع : مين قال كده ... انا بجد مصدومة اوى ....
ثم وففت بتجاهه و ..
يارا بصرامة :  بقول كده كفاية ....
ثم عقبت و هي تنكزه في كتفه : يلا امشي .. اهرب من الواقع اللي مش هيتغير .. اقلك حاجة انا اصلا مش محتاجاك ..انت بتضعفني مش بتقويني .. يلا اهرب .. اهرب من المجهول اللي مخلي حياتك كلها خوف .. انت اصلا ضعيف .. يلا امشي انا مش محتاجة انسان ضعيف
امشي بقي اهرب من دنيتك و من ماضيك و حاضرك و مستقبلك اللي انت مش عاوز تخطط ليه مش عاوز تبني اي حاجة لمستقبل احسن بالعكس انت بتهدم حاضرك علشان خوفك من ماضيك لحسن يرجع تاني بكل اللي فيه ... انا حبيت واحد متماسك .. محبتش انسان ضعيف و جبان ...

ثم ابتعدت عنه و جلست بوضعيتها الاولي علي سلم الجسر و هى تحاول التماسك لا بد من التماسك تحاول جاهدة ان تحتبس هذه الدمعة التي تلمع بعينها .. لكن فشلت فقد اصبح بحر من الدموع .. موجات ساخنة مالحة تهطل علي وجنتيها الناعمة فتلهب قلبها و قلبه معها نظر لها بشفقة و ...
اسلام : يمكن انتي صح
يارا : يمكن !؟ لا اكيد انا صح
اسلام بسخرية : مش فارقة .. انا طيارتي بعد 3 ساعات لازم امشي ... لازم اروح القاهرة علشان الحق اوصل المطار
نظرت له نظرة لن ينساها طوال حياته نظرة تستنجد به .... تتمسك به ... يشعر انها كانت تقول له لا تتركني ... لا تؤلمني ... لم يعد لي غيرك .. انا احبك ... لا بل اعشقك .. ساتنهي من دونك .. لكنها لم تقل ايا من ذلك .. صمتت و صمتها كاد ان يقتله .. يحطم قلبه ... نعم يحبها ... لا بل يعشقها .. لكن لماذا كل ذلك ؟ ... لماذا يحطمها و يحطم نفسه ؟ حقا يخاف عليها .. لذلك قرر السفر لألمانيا و لن يعود ابدا او هذا ما يظنه ...
اسلام : مش عاوزة تقوليلي مسافر فين اي حاجة حتي
اكتفت هي بنظرتها المعاتبة لكنه لم يعبأ و استكمل حديثه ...
اسلام : انا رايح ألمانيا و مش راجع
يارا بصرامة : مترجعش .. ابدا خليك هربان طول عمرك .. اوعي ترجع .. لإنك لو رجعت انا هبقي عدوتك الجديدة ... او عدوتك الوحيدة
ثم ادارت وجهها و ظلت تنظر للا شئ في حين كان ينظر لها هو و بدات عيونه تتجمع بها الدموع  ظل ينظر لها كثيرا ثم استدار و مشي ببطئ .. يعرف انه حطمها و هى لم تكن قادرة علي ذلك
.................................................

تذكرت يارا اهذا اللقاء عندما كان تمر بسيارتها من امام هذا الجسر ذاهبة الي مكان لا تعرف به احد ولا احد يعرفها نعم لن تخرج خارج مصر لكن ستذهب لتعمل باحد الشركات السياحية فهي تخرجت من كلية السياحة و الفنادق ... ذهبت فقط لتنساه بعد مرور ثلاثة سنوات حتي الان لا تقدر علي نسيانه هو ذهب و لن يعد .. او هذا ما يتوقعه الجميع لكن القدر احيانا يجبرنا علي تقبل الكثير من الاشياء ... ذهبت بعد وفاة ابيها لم يعد لها اي شئ تبقي لاجله تركت شركات ابيها لعمها ليديرها هو ذهبت و تركت كل الماضي الاليم بالفيوم ورائها لم يعد لها اي شئ لتبقي لاجله كل شئ لازال يذكرها به تكرهه ..... لا هي تكره حبها له تكره كل ذكرياتها معه .. تشتاق لكل لحظة منها ... يؤلمها قلبها عند تذكره .. نعم مر الوقت .. مر الزمن .. دائما ترفض الخطاب الذين ياتون لاجلها... قلبها يقول لها انه سيعود .... كيف؟ .. متي؟ ... اين؟ .. لا تعلم .. و لا تريد ان تعلم يكفيها تخليها لذلك .. لكنه عندما يأتي .. لن يري منها سوا الشر و العاداوة و العذاب ليذوق مرارة ما فعله بها و كسر قلبها ... ماذا
   تخبئ الايام لهذه الشابة ؟ هل ستستطيع رد الضربة له ؟ لا نعلم .. لكن سنعلم في الوقت المناسب

لا تتركني (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن