•مفهوم الحُبّ•

1.3K 128 9
                                    

أدخلت جسدها تحت الغطاء بينما أخذ صوتُ الرعد يخترقُ مسامِعها .
عادةً ما كانت تحتضن جيمس و تنام في حجره في أوقاتٍ كهذه ، لكن الآن لا شيء تحتضنه سوى وسادتها القاسية .

بينما كان جسدها يرتجفُ خوفاً و برداً أخذت تراجع بعض الذكريات الدافِئة .

في يومٍ مماثلٍ لهذا ، و في جوٍ مماثل أيضاً ، كانت تحتضن دبّها المحشو و تختبأ معه تحت غطاءٍ سميك ، بينما حبيبها يحيط ذراعيه بجسدها الصغير و يحرّك يده على ذراعها مراراً كي يُشعرُها بالدفء .

يحرّك رأسها ليرتكز عند صدره ليبدأ بتوزيع قبّلٍ لطيفةٍ في أنحاء وجهها .
كانت قبّلاً لطيفة نابعةً عن حبٍّ صادق ، أو هذا ما ظنته هي .
لكنها سرعان ما أصبحت قُبلاً موجِعة لا تنمُ إلا عن شهية .

تجهل تغيره المفاجأ ذاك ، تجهل ما إن كان فعلاً قد أحبّها أم لا ، فهي كانت صغيرة جدّاً ، ليس صغيرة لتفهم الحُبّ ، فالحب نشعرُ به منذ الولادة .
الحبّ ليس فقط ذاك الشعور النابع من قلب رجلٍ لأمرأتهِ أو إمرأةٍ لرجلها .
الحبّ هو صلة تربطنا بالعالم فهو أول ما نشعرُ بهِ بعد الألم .
أول حبّ هو الحبّ الواصل بين الرضيع و أمّه ، و الثاني بين الطفل و عائلته و الثالث بين الصغير و أصدقاءه و هكذا يتتابع حتّى نصل إلى مفهوم الحبّ المعروف حالياً .
قد يأتي الحبّ على أشكال عديدة ، كحبّ صغيرةٍ لدُميتها أو حبِّ طفلٍ لحيوانه الأليف .

لسنا وحدنا من نشعرُ بالحبّ ، الحيوانات تفعل و كذلك النباتات ، و حتّى دُمانا و ألعابنا إن اهتممنا بها .

هارموني كانت لاتزال مُراهقة تخوض حبّها الأول لذا لم تدرك ما إن كان يحبّها فعلاً ، لكنها تعلمُ تماماً أنه من وضّح لها مفهوم الحبّ حتّى و إن كسرها يوماً .
سيبقى هو من فتحَ نافذةَ الحياة لها ، هذا واقع لا تستطيعُ تغييره .

أستيقظت من أفكارها لتنظر نحو الواقع .
نافذة الغرفة الّتي تصدر صوتاً مزعجاً إثر ارتطام قطرات الماء بزجاجها و البرق الّذي يهدد عينيها بين الفنية و الأخرى و تلك الغرفة الصغير الّتي تحتويها .
هي شاكرة لعثورها على شقة بأجرٍ زهيد .
كان جيمس يأخذ دائماً ما تتقاضه من المشفى لذا هي لا تملكُ مالها الخاص .
وضعت الوسادة فوق رأسها محاولةً النوم لتفعل لكن بعد ساعات من المحاولة .

أستيقظت صباحاً على رنين هاتفها لتراها نايل يستفسر عن سبب تأخيرها فتتنهضُ مُسرِعةً لترى أنها فعلاً متأخرة .
أرتدت ما وضِعَ في يدها من ملابس و خرجت سريعاً .

- أنا آسفة على التأخير ".
قالت بينما تلهث اثر ركضها فهي لم تجد باصاً لتركبه و ليس في مقدورها أن تركب سيارة أُجرة .

- أتعلمين أنكِ تأخرتي لساعتين هارموني ! ".
قال الطبيب مالك بغضب لكنها لا تملكُ سبباً أو عذراً تخبره به .

فلنضعُف سويّاً | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن