•مريضة جديدة•

1.1K 113 13
                                    


مرحباً ".
قال  هارموني موجّهةً كلامها نحو الفتاة الخائفة المستلقية على السرير .

- أنا هارموني ، صديقتكِ الجديدة ".
قالت محيّةً إياها و أرفقت ابتسامة لطيفة لعل ذلك يحثُّ أوديت للحديث لكنها أكتفت بالتحديق بهارموني .

- كيف حالكِ أوديت ؟ ".
سألتها مرة أخرى لكن دون الحصول على إجابة .

- لأكن صريحة ، أنا لستُ بخير و لم أكن يوماً كذلك ، و لربما أنتِ كذلك ".

- حقّاً ؟! و أنتِ ماذا تعرفين عن الألم ؟! ".
قالت أوديت بانفعال ثم أعقبت :

- طبيبة مدللة ، تأخذين راتبكِ كل شهر ، حولكِ عائلتكِ و أصدقائكِ و لا أشكّ في أنكِ تملكين حبيباً و لربما طفل أيضاً ".
هدّأت أوديت من روعها ثم عادت لوضعيتها السابقة .

- لا أملكُ أيٍّ مما تقولين ، و لربما مشاكلي و آلامي تزيدُ عن خاصّتكِ ". 
ردّت عليها هارموني بنفس الطريقة الانفعالية الّتي كانت تستخدمها هي .

- أصارحكِ فتصارحينني ؟ ".
عرضت هارموني بعد أن هدّأت نفسها .

- هاتي ما عندكِ ".
ردّت أوديت .

- أولاً هذه المرة الأولى الّتي أعمل فيها في المشفى و لم أخذ راتبي بعد ، ثانياً لا أملكُ عائلة ، و أصدقائي لا يزيدون عن الثلاثة ، ثالثاً كنتُ أملكُ واحداً و قد طردني من منزله و أجبرني للتخلي عن جنيني ".
تنهدت ثم أردفت :
- و أنتِ ؟ ".

- و لِمَ سأخبركِ ؟ ".
سألت اوديت بعد أن فكّرت قليلاً.

- ألم يكن اتفاقاً ؟! ".

- حسناً ، لربما أن أكثر منكِ حظاً في وجود عائلة لكنهم في كندا و لم أرهم منذ مدّة ، أصدقائي يحسبونني مجنونة ، و حبيبي ..".
توقفت ثم أحذت نفساً عميقاً قبل أن تفتح فاهها لتكمل لكن هارموني أوقفتها .

- لن أجبركِ على التحدث ، الأمر يعود إليكِ ".

- لا بأس سأخبركِ ، ذاك المسمى بحبيبي جعلني أحملُ بطفله ثم قام بقتله أمام عيني ، أنتِ محظوظة ... قتلهُ قبل أن يلد ، أمّا أنا فقد رأيته و حملته شعرتُ بغريزة الأمومة لكنها سرعان ما غادرت .. لا أذكرُ كلّ ما حصل ، ف-فقط أشلاء رضيعي و دماءه ".
ذلك بدا مؤلماً لهارموني .
على الأقل جيمس كان طيباً قليلاً و قتله قبل أن يلد .
شعرت بالغرابة كون أوديت بدت طبيعية أثناء الحديث على عكس ما ذُكِرَ في التقرير حتّى أنها لم تبكي لدى تذكّرها الحادثة.

- كيف أمكنه قتل ابنه ؟ أكان طبيعياً ؟ ".
استفسرت أكثر .

- لا ، تعاطى المخدارات لدرجة جعلته يفقد كلّ ما لديه من رحمة ".
هذا يفسر كل شيء تقريباً .

طُرقَ الباب لتتجه هارموني و تقوم بفتحه بينما عادت أوديت لوضعيتها الخائفة .

- هارموني ، أأحادثكِ على انفراد ؟ ".
طلب الطبيب مالك لتومئ و تخرج .

فلنضعُف سويّاً | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن