•بعض الأمل•

897 89 6
                                    

أخذت هارموني تمشي متخطية الأجساد المترامية قرب الحانة .
شكلها الشبابي يحميها من خطر الثملين فهكذا تضمن عدم تعدي أحد عليها ، فشكلها بات صبياني أكثر مما هو أنثوي .

بينما كانت تمشي متفاديةً لمس أحدهم شعرت بشخصٍ ما يمسك بقدمها و يشدها نحو الأرض لتصرخ .

- لا تجزع يا فتى  ".
قال مهدّأً إياها ظانّاً أنها فتى .

- م-مالّذي تريده ؟ ".
نظرت نحوه لتجد بعض العلامات الحمراء تعلو خديه أسفل عينيه المنفختين .

- مساعدة ، أوصلني منزلي ... لستُ ثملاً فقط أشعرُ بالدوار ".
فكّرت قليلاً ثم وافقت ، فهو لا يعلم أنها فتاة و لن ينظر لها بصورة أخرى لذا ساعدته على النهوض ليعطيها العنوان ثم تساعده في المشي نحوه .

وصلا المنزل الخاصّ به بعد وقت ليس بالطويل لتجده شبه نائم ، بحثت في جيب معطفه لتجد المفاتيح و تقوم بفتحه .

أدخلته ثم رمت بجسده على الأريكة ، أشعلت الضوء لتجد شقةً بسيطة ذات أثاث أبيض اللون فيها مطبخ صغير و ثلاثة غُرف .

دخلت غرفة النوم لتُخرج غطاءً ثم تقوم بتغطية الشاب و تعود لتدخل الغرفة مجدداً .
ظنّت أنه لا بأس بالنوم على سرير مريح بعد النوم في الطرقات لمدة أسبوع .
رمت بجسدها على ذلك السرير ثم أغلقت الأنوار .

هي تفتقد هاري بشدّة رغم أن مدة فراقهما حتّى الآن ليست بالطويلة ، لكنه كان جزأ لا يتجزأ من يومها ، و كان دافعها لأي خطوة تفعلها سواءً كانت سيئة أم جيدة .

نظرت نحو النافذة ثم أخذت تدندن بإحدى الأغاني ...

- عندما أكون وحيدة .. أتخيله بجانبي
قطرات المطر تشعّ كالفضة ..
أنا و هو فقط نمشي حتّى الصباح ..
أشعر بذراعيه من حولي ..
و عندما أضيع ، أغمضُ عينيّ فيجدني ...
فقط أنا و هو للأبد ...
أعلمُ أن هذا فقط في مخيلتي ..
و أنني أحدثُ نفسي ..
لكنني لازلتُ أؤمن أن هناك طريقة لنبقى معاً ..
ينقضي الليل .. و يذهب هو
الشوارع مليئة بالغرباء
و بدوني كان عالمه ليصبح مليئاً بالسعادة الّتي لم أعرفها قط ... ".

*صباحاً*

أخذ ذلك الشاب يحرّك جسدها بعنف لتنهض فزعةً ثم تبتعد عنه و تضع ذراعيها أمام وجهها خوفاً أن يؤذيها .

- أأنتَ لص ؟ ".
سأل بحدة .

- لا أقسمُ ، البارحة أنتَ طلبت المساعدة و أنا أوصلتكَ للشقة ".

- و هل طلبتُ منكَ أيضاً أن تنام في سريري مع ملابسكَ القذرة ؟ ".
سأل ثم نظر نحوها بتقزز .

- كان بإمكانكَ شُكري ".
نهضت ثم قامت بنفض ملابسها .

- ليام .. و شكراً لمساعدتكَ ".
قال مُعرفاً

فلنضعُف سويّاً | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن