على ضوءٍ خفيف ، قرب النافذة مستمعةً لطرقات المطر ، حملت هارموني إبرتها و قد ضمّت بداخلها خيطاً صوفياً ثم غرزت الإبرة داخل قطعة الصوف الّتي صنعتها نتيجة تتالي الغرزات .و مع كل غرزةٍ يدخل بها الخيط تُدخل هي مشاعرها الصغيرة و قبُلاتِ حبّها مُنشأةً كنزةَ الحُبّ خاصتها .
قطعت الخيط الصوفي لتستبدله بآخر ملوّن مُزينةً قطعتها الصوفية .
قضت أسبوعها على هذا النحو ، تخرجُ للمشفى و تعودُ للاستماع لأحاديث أوديت السخيفة ثم تُضجرُ منها فتختلي بنفسها و تمسكُ أدوات الحياكة خاصّتها راسمةً خيوط محبتها لصاحب الهدية .
في هذه الليلة أخذت تحرّكُ أناملها متأكدةً من اللمسات الأخيرة ، تتخيل شكل ما صنعت عليه ، ظنّاً منها أنهُ بسيط و سيعجبه ما فعلت و لو كانت خيطانها ليست بتلك الجودة و تصميمها ليس بذلك التصميم المدهش لكنها كرسالة شكر و محبة و بعثةُ سعادة .ألقت الأدوات أسفل سريرها ليعانق جسدها غطاء السرير و تُغمضُ عينيه التعبتين مستسلمةً لقدر الغد متحمسةً لمجيئة .
- هارموني ".
قالت أوديت بينما أخذت تطرق باب غرفتها ، لم تجب لذا دخلت و قامت بهزها لتستيقظ فزعة .- على رسلكِ ".
نهضت لترى الساعة ثم تلتفت نحو أوديت .
- سأغادر .. تعلمين و أردتُ توديعكِ و شُكركِ ".
قامت هاموني باحتضانها و إخبارها بأن تعود لزيارتها و أنهما صديقتان ثم اوصلتها خارجاً و عادت لتغيير ملابسها سريعاً و توضّب كنزة هاري الّتي صنعتها .
صوت أجراس العيد و ضجيج المارة ، زحمة السيارات و تراكم الثلوج ، كل ذلك لم يُعير هارموني أيّ اهتمام ، فمقصِدها محددة و غايتها واضحة و هي لن تدع أي شيء يدمر يومها الّتي تراه مُشرِقاً رغم غياب الشمس و تراكم الغيوم فوقها .
وصلت المشفى لتجده ينتظرها في الحديقة .
- هاري ".
قالت بسعادة و حماس .- أنا مُتحمس للخروج ".
قال بنفس اللكنة الحماسية .سحبت كرسيه ليصبح بالقرب من خاصّتها ثم أخرجت الكنزة و أرتها إياه.
- أأنتِ من صنعها ؟ ".
قال بعد ان سحبها و أخذ يتفحصها .- أجل ، كهدية السنة الجديدة باعتباري الماما خاصّتكَ ".
ما فاجأها أنه لم يبتسم أو يشكرها ، هي توقعت فرح و حماسة اكثر .
سرعان ما تدارك الموقف ليسحبها نحوه بواسطة ذراعه القوية و يحتضنها .- أنتِ أفضل ماما في العالم ".
قال بعد أن غرس رأسه في رقبتها و أحاط بذراعيه ظهرها لتبتسم و تضحك في داخلها .- و أخيراً نجحتُ بجعل أحدهم فرِحاً ، لا تعلم مقدار سعادتي ".
أردفت بعد أن قامت بإبعاده ثم نهضت و أخذت تدفع كرسيه .
أنت تقرأ
فلنضعُف سويّاً | H.S
Fanfictionما أجمل الضعف بين أحضانكِ و ما أجمل القاع بجواركِ . فلنرتفع معاً يا حبيبتي و إذا أوقعنا الزمان فلنضّعُف سويّاً . بقربكِ وجدتُ الإنكسار سهلاً و البوح متعةً و الحُبَّ نِعمةً و كان الضعف ما بيني و بينكِ مُشتركاً .