•حديث لطيف•

974 93 19
                                    


دخلت هارموني حديقة المشفى الّتي كانت صاخبة على غير العادة و كأنما أُعيد إحياؤها .

لم تهتم أو تبحث عن أحد فقط أخذت لها مكاناً على إحدى الطاولات .

تسلل إلى مسامعها صوت عجلات الكرسي الخاصّ بهاري لكنها لم تلتفت أو تعيره أي اهتمام .

- مرحباً ".
قال بمرح لكنها لم تلتفت و تنظر نحوه بل اكتفت ب : مرحباً و قد قالتها بنبرة جادّة .

- لا ترتدين شيئاً يُناسب الاحتفال ".
قال هاري بعد أن نظر لملابسها العادّية بينما الفتيات الأخريات يرتدين فساتين الحفلات .

- أرتدي ما أشأ ، لا دخلَ لكَ ".
أدرات وجهها نحوه ثم أردفت :

- لم آتي رغبةً في ذلك ، فقط لتضيع الوقت و لأن زين و نايل ألحا عليَّ ".

- لم تأتي لأجلي ؟ ".

- و لِمَ قد يهمني أمركَ ؟ ".
سألت بانزعاج ، لكنه يعذرها لانها منزعجة من اغاظته لها .

- حسناً ... فقط توقعتُ أن تتزيني أو ترتدي فستاناً ما ، أعني رتبتُ شكلي من أجلكِ ".

دققت أكثر فيه لتجد أنه فعلاً قد حاول تحسين شكله ، فقد صفف شعره و أرتدى قميص أبيض و بنطال أسود مع ربطة عنق مما جعل شكله رسمي و لطيف .

- تعلمُ أنني أُحبُّ شكلكَ كيفما كان ".
جعلت كرسيه أقرب منها .

- أترقص ؟ دعني أستمتع بشيء ما ".
قالت بعد فترة لينظر نحوها بمعنى " جدّياً ؟.

- كان بودّي إسعادكِ لكن ، كيف لي أن أرقص و أنا لا أستطيع الحراك ؟ ".
سأل بسخرية لكنها وقفت ثم وضعت يديها على خاصّته و رفعته مساعدةً إياه على الوقوف .

- تستطيع البقاء واقفاً لفترة صحيح ؟ ".
سألت بعد أن أسندته بحيث يقف بشكل صحيح .

- بلى لكنني لا أستطيع تحريك ساقي ، ذلك مؤلم للغاية ".

ابتسمت ثم نطقت ب ' لا بأس '.

شابكت أصابعها بخاصّته ثم جعلت ذراعه يلتف حول خصرها .

- تستطيع تحريك ذراعيك لذا أنا سأرقص و أنتَ اجعلني أدور ، تعرفُ كيف ، صحيح ؟ ".

ابتسم كونها عادت لشخصيتها المرحة .
صمتا ليسمعا صوت الموسيقى الصادر من المكبرات ، أخذ جسدها بالتمايل على نغمات الموسيقى بينما هو اكتفى بتحريكها بواسطة ذراعيه .

و عند انتهاء الأغنية أدارها ثم جعلها تميل فتسقط على صدره ليلف ذراعه حولها معانقاً إياها .

- ذلك اسعدني للغاية ".
قالت ثم ضحكت بفرح بينما لاتزال بعناقه .

- الوقوف يؤلمني ، لكن لابأس فحضنكِ يزيل آلامي جميعها ".

ابتعدت عنه ثم ساعدته للجلوس على كرسيه مجدداً .

- تعال ، أشعرُ برغبة في تناول المثلجات ، أتودّ ّ ؟ ".
سألت ليومِئ فتمشي نحو المقصف و يلحقها بكرسيه .

فلنضعُف سويّاً | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن