•لَكمة•

1.4K 134 16
                                    

تجاهلت رؤيته قرب البناء حيث تقع شقتها لتدخل الباب لكنه سرعان ما وضعَ كفه الثقيلة على كتفها ليديرها نحوه .

- إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة ؟ ".
سأل بغضب لكنها تحاشت النظر إليه و أكتفت بالنظر إلى الأرض .

- إنظر نحوي و أنا أحادثكِ ! ، أنسيتِ القواعد بتلك السرعة ؟ ".

رفعت نظرها لتصرخ به :

- اللعنة عليكَ و على كل من حاول إيذائي و تدمير حياتي ! ".

سرعان ما شدّ قبضته المرتكزة على كتفها لتتألم .

- تأدبي معي هارموني ".

- لا صلة لي بكَ بعد الآن ، أتفهم ؟! ".
قالت بينما شعر أنها ستنهار لذا أبتعد عنها ضاحكاً .

- فتاتي الحُلوة ، ستطردين من الشقة و العمل ثم تعودين إليَّ راجيةً أن أُدخلكِ منزلي مجدداً ".

غيّر لكنته الساخرة لأُخرى آمِرة غاضبة .

- هيا إصعدي و أريني أوراق نجاح العملية ".

- ألا تثق بصديقكَ ؟ ذاك الّذي أختطفني و أخذني للمشفى بالإجبار ".

- تعلمين أنني لا أثقُ بأحد ".
دفعها لتمشي أمامه نحو مدخل البناء .

- لا تتأخري أودُّ أن أنهي ما بيننا سريعاً ، تعلمين أحتملتكِ لسنين و قد مللتُ منكِ ".

- ما بيننا قد إنتهى أساساً ".
قالت ثم صعدت الدرج و أخرجت المفتاح لتدخل شقتها و تُخرج تلك الأوراق ، نظرت نحو المرأة قبل نزولها كي تمسح بعض القطرات الدامعة الّتي تعلّقت بخدّيها .

هي لطالما كانت فتاته الضعيفة الّتي تلجأ إليه ، لكنه الآن من تلجأ منه لا إليه ، و لا ملجأ تحتمي فيه .

- خذْ ".
رمت الأوراق بيده ثم ألتفت ليمسك بساعدها و يسحبها مجدداً .

- حتّى و إن كنتِ على حافة الموت ، إياكِ و طرقُ بابي ".

قال ثم رمى الأوراق و التحاليل على الأرض لتنزل و تلتقطها بينما هو صعد سيارته السوداء الفارهة و شغّل المحرّك معلناً مغادرته .

تأكدتْ من مغادرته لتُفرغ ما حبست من دموع .
رمت التحاليل على الأرض و دهستها .

- اللعنة عليكَ و على أمثالكَ ، تبّاً لكَ جيمس ! ".
نزلت لتجلس على الأرض فتضم ساقيها لصدرها .

- فلتحل كل لعنات العالم عليكَ و لتنزل كل مصائب الدنيا فوق وجهكَ الجميل ذاك !  ".

- أنظرْ إلى تلك الباكية ".
قال أحد المارة لصديقه ثم أردف ساخراً :
ترككِ حبيبكِ و الآن تشعرين أنكِ الشخص المكسور الوحيد في العالم أليس كذلك ؟ ".

بعثر لها شعرها بطريقة عشوائية مزعجة ليُكمل :

- مشاكل الحبّ السخيفة تلك ، ما الّذي تجدونه مثيراً بخوضها ؟ ".

فلنضعُف سويّاً | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن