في ذلك اليوم كنت أشعر بأن روحي قبضت ..... ها أنا بين أناس أعرفهم واخرون لا أعرفهم ..... جميعهم يلبسون ثيابا سوداء اللون ... الكل يواسيني ....في لحظات قليله وجدت نفسي لوحدي بين اربع جدران .... ها أنا لأول مرة في حياتي وحدي في هذه الدنيا .... تنسكب الدموع من عيناي كمطر غزير .. دخلت غرفة أبي الذي لا يزال صوته في أذني حين نطق الشهادة و مات بين ذراعي .... بدأت أشم وسادته ...ملابسه .... اتحسس اشياءه ....لا زلت لا أصدق أن ابي قد رحل عن هذه الحياة و تركني بمفردي .... لا أم ولا أخ ولا أخت .... بدأت اقرا تلك الاوراق التي كان يكتب فيها أشعاره و
يتحدث عن نفسه عن حياته و عني ..... يا الهي ..ألهمني الصبر و السلوان ....احتضنت تلك الأوراق و بدأت أجهش في البكاء ... ولكن ما هذا؟! لفت انتباهي ذلك الصندوق الذي في الزاوية المغلق بقفل كبير ...لكن ... أين مفتاح هذا القفل ... وما لبثت الا أن بدات البحث عن مفتاح ذلك الصندوق... أخذت أبحث و أبحث ... حتى وجدته ... ها هو المفتاح نعم ... فتحت الصندوق ... صعقت من الذي بداخله .... عنوان شخص ما في الاسكندريه و بطاقة بنكيه ... وماذا ... رصيد بنكي باسمي أنا ... زينب أحمد عبد ربه .... 1000 جنيه مصري .... يا ترى صورة من هذه ... امراة جميلة انيقة .... قضيت تلك الليلة ما بين التفكير و البكاء .... قررت في اليوم التالي الذهاب الى البنك و أخذ ذلك المبلغ و من ثم السفر لذلك العنوان المكتوب ..... ....
************************************ يا لها من مدينة جميلة ... الاسكندرية .... وضعت أمتعتي على الأرض و نظرت الي السماء و قلت يا رب يا الله نور لي دربي يا ربي و انطلقت من تلك النقطة و بدات أسال كيف اذهب الى هذا العنوان
حتى وصلت اليه ..... انها غرفة على سطح احدى العمارات ...وصلتها الساعة الحادية عشر ليلا .... طرقت الباب اذ بسيدة طاعنة في السن و بيدها عكاز تطل من وراء الباب تقول لي :من؟ ....قلت لها: أنا يا سيدتي افتحي لي من فضلك .....
قالت السيدة في دهشة: هويدا !!!كيف أتيت الى هنا يا صغرتي؟!
زينب : عفوا سيدتي ....أنا لست هويدا .... أنا زينب ابنة أحمد عبد ربه هل تعرفينه ؟
بدأت السيدة تتأمل تلك الفتاه .... عيناها البنيتين الجميلتين البريئتين .... ووجهها الجميل ... بدأت تتحسس خديها الحمراوين وعينيها ممتلئتين بالدموع ثم قالت :ابنتي زينب .... تفضلي يا صغيرتي
جلست زينب على أريكة صغيرة كانت موجودة في احدى زوايا الغرفة الصغيرة ثم واصلت السيدة الحديث قائلة :كيف حالك؟
زينب: الحمد لله
السيدة :وكيف حال والدك ؟؟
زينب : أبي انتقل الى رحمة الله ... بدأت أجهش في البكاء .أمسكت بي تلك السيدة و احتضنتني و قالت :أه يا زمن ماذا فعلت بهذه الفتاة الصغيرة .... بت تلك الليلة عند هذه السيدة التي حتى لا اعلم ما اسمها ولا ادري ما علاقة ابي بها ... كنت متعبة جدا و أنام بعمق ...
في صباح اليوم التالي
السيدة :استيقظي يا ابنتي هيا حتى لا تضيعي صلاة الفجر
زينب :صباح الخير سيدتي
السيدة :صباح الخير صغيرتي ... هيا انهضي بسرعة ...
زينب : اصبحنا و اصبح الملك لله
بعد صلاة الفجر و جدت تلك السيدة تحضر لي الفطور و نادت باسمي و اشارت لي بالجلوس بجانبها ..... كانت اسئلة كثيرة تجول في بالي .... من هذه السيدة يا ترى؟! .... و ما صلتها بوالدي؟! ... و فجاة قالت تلك السيدة : أعلم بانك الان تقولين لنفسك من هذه السيدة و ما صلتها بوالدي ؟؟ فاندهشث لبرهة ثم قلت بصوت يرتعش ... نعم سيدتي
قالت السيدة :لا تقولي سيدتي قولي لي يا جدتي
زينب :ولكن من أنت يا جدتي ؟
قالت السيدة :أنا ام محمود خالة والدك
زينب :خالة والدي !!😲 لم يخبرني ابي عنك من قبل ولم يحضرني لزيارتك قط
السيدة :نعم لأنه لا يريد ان تعرفي سره .... وهو يعلم بأنك لو أتيتي الي لأخبرتك بذلك السر ولكن دائما كان يتصل بي و يطمئن علي و على صحتي ... رحمه الله كان انسان طيب
"كنت دائما اشعر من نظرات ابي و خاصة في الفترة الأخيرة انه يريد ان يقول لي شيا"
السيدة :صغيرتي ؟؟!! اين ذهبت
ابتسمت زينب وقالت :ها انا هنا .... اريد ان اعرف سر ابي أرجوك
السيدة :اذن ساخبرك
في يوم من الايام كان هناك عائلتان غنيتان تعيشان في الاسكندرية ... احدى هاتين العائلتين عائلة لبنانية ... وكان بين العائلتين نسب طويل الأمد .... كان لدى هذه العائلة اللبنانية فتاة جميلة جدا اسمها هويدا زوجها ابوها من ابن عمها فيصل الذي يكبرها من العمر ب اكثر من عشرين سنة ... و كانت تعاني منه كثيرا
زينب : لماذا هي متزوجة من شخص أكبر منها بكثير ؟؟
السيدة : حتى لا تضيع اموالهم ... ولا يطمع فيها أحد فيجب عليها أن تتزوج من احدى اقربائها .... المهم ... انجبت من السيد فيصل ولد ... اسمه ... اسمه ... اه اسمه ادهم و كان السيد فيصل دائما يفتعل المشاكل مع زوجته و من ثم يطلقها ويعيدها ويطلقها ويعيدها ... حتى طلقها الطلقة الأخيرة .... وبدأت العائلة ذات الحسب و النسب تبحث عن اي شاب "محلل"تتزوجه يوم ومن ثم يطلقها اليوم الأخر ... اقترح احد العاملين عندهم في القصر السائق الذي اسمه احمد ليكون هو "المحلل" و بالفعل أجبروا احمد ليوافق على الزواج من ابنتهم لليلة واحدة فقط على شروط وضعوها له .... بأن تكون زوجته على الورق فقط مقابل 1000 جنيه مصري أخذ هويدا و أخذ الأموال و أتى الى هنا تلك الليلة ... كان يقطن أحمد في الغرفة المجاورة لغرفتي .... وجدت هويدا الفرق بين معاملة فيصل لها و بين المعاملة الجميلة اللطيفة التي يعاملها اياها أحمد .... فقررت بان تكون زوجته لاخر حياتها.... أحبته حبا كبيرا .... وكان يبادلها ذلك الشعور ... احست بذاتها معه ... أحست بطيبة قلبه ..... شعرت بأنها ملكت الكون وما عليه وهي معه .... في اليوم التالي أتى رجال السيد فيصل و رجال السيد حسين والد هويدا الى غرفتهم .... وقرعوا الباب عليهم بقوة ... فمنعت هويدا أن يفتح أحمد الباب ... فما لبثوا الا أن كسروا الباب و دخلوا عليهم و اخذوها بالقوة من الغرفة ووضعوها في احدى سياراتهم .... كانت تبكي و تصرخ بقوة :اتركوني اريد البقاء مع أحمد اريد البقاء مع أحمد .... أريد البقاء مع زوجي
أخذوا أحمد الى السيد فيصل و السيد حسين و قالوا له :طلقها يا أحمد فأبى أحمد فبدا رجالهم بضربه بشدة .... و هويدا تشاهدهم وهم يضربونة من شباك صغير في احدى غرف القصر و تصرخ :لا اتركوه أرجوكم ... اتركوا زوجي اتركووووه وتبكي وتبكي
بعد ضرب شديد له نظر الى عيون هويدا التي كانت بعيدة عنه كثيرا .... وفجأة قال :سامحيني يا حبيبتي ... أنت طالق
انهارت هويدا و بدات تجهش في البكاء
طردوا احمد من القصر ....
بعد تسعة اشهر من هذا الحدث ... وفي منتصف الليل .... والجو بارد جدا و الامطار تتساقط ... واذ بطرقات خفيفة على باب غرفة أحمد .... فتح أحمد الباب وكان صوت الباب يسمع .... نظر الى تلك المراة التي كانت بالباب و قال .... خالة فاطمة .. تفضلي تفضلي .... أغلق الباب ثم قال :كيف حالك و كيف حال هويدا اهي بخير ؟!
قالت فاطمة :انها بخير ... نظر أحمد الى ما بين يديها ... وقال ما هذه ؟؟!!طفلة من هذه ؟؟!!
فاطمة :انها طفلتك انت و هويدا
أحمد :ماذا ؟ طفلتنا .... حملها بين ذراعيه و اخذ يقبلها و يقول :طفلتي حبيبتي يا عمري أنت ... ما اسمك ي ترى ؟
فاطمة : انت سمها ما شئت وخذ هذه الرسالة من هويدا
رحلت فاطمة و اوصد الباب و فتح الرسالة وهو متلهف ... وبدأ يقرأ
حبيبي الى الأبد أحمد
منذ ذلك اليوم و أنا أفكر فيك ... أحببتك حبا جما ...لم ادرك يوما أنني سأحب رجلا هكذا ...
حبيبي احمد أرجوك ان ترحل من هنا لأن ابي و فيصل سيبعثون برجالهم لك ليقتلوك انت و ابنتي لأنهم علموا بأن لنا ابنة. سمها ما تريد و اذهب من هنا ارجوك
تركت لك صورتي لتتذكرني دائما
حبيبتك المخلصة هويدا
أمسك الصورة و بدا في البكاء و حمل نفسه و ابنته و أتى الي و قال: خالتي اقرئي هذه الرسالة و قرري معي ارجوك .... نصحته بأن يذهب الى القاهرة بأسرع وقت ممكن
بدأ يرتب أمتعته و اذ بالباب يقرع بقوة .... سمع أحمد صوت أحدهم يقول : اخرج يا أحمد نحن نعلم بأنك هنا.... استطاع احمد الهروب من الغرفة بأعجوبة .... و فر هاربا الى القاهرة عند اناس نعرفهم ....لينجو بتلك الفتاة الصغيرة
زينب :طبعا تلك الفتاه انا
السيدة :نعم يا صغيرتي
زينب :وهذه الصورة لأمي أليس كذلك ؟؟
السيدة :أجل
زينب :واين امي الأن ؟
السيدة :في بيروت
بعد بضعة ايام رجعت زينب للقاهرة لتقرر ماذا سوف تفعل بعد ذلك ...... يتبع
************************************
هذه اول قصة لي من فضلكم ادعموني لأكمل لكم باقي قصتي وشكرا
أنت تقرأ
متاهات الحياه
Mystery / Thrillerقصة تتحدث عن فتاه في ربيع عمرها اسمها زينب تواجه العديد من الصدمات في حياتها فكيف يا ترى ستواجهها