القرار

11 0 0
                                    

[ غادر الجميع إلى غرفهم للنوم ، كان نسيم جالس أمام إياد ]
_نسيم: أخي أنا...أنا آسف جدا...أعتذر منك لتقصيري في حمايتك، كان يجب أن أحميك فهذا عملي. لم استطع مساعدتك في وقت حاجتك لي (تدمع عيناه) لو كنت معك كنت على الأقل واجهت ذلك القناص الحقير و ألقنه درسا....أنا آسف جدا أرجوك سامحني.
[ فجأة لاحظ نسيم شيئا]
_نسيم: لابد أنك ترى حلما مزعجا الآن، أنت تعاني كثيرا يا أخي أنا آسف لأني لا أقدر على فعل شيء الآن لأخفف عنك....آسف جدا.
[ في صباح الغد استيقظت سلام و حاولت النهوض من السرير لتجرب مدى شفاء قدمها]
_سلام: يبدو انها تتحسن لكنها مازالت تؤلم قليلا، هذا جيد.
[ اتجهت إلى غرفة إياد مترنحة لتطمئن عليه ]
_سلام: يبدو أنني استيقظت قبله اليوم.
[ اقتربت منه أكثر فلاحظت شيئا]
_سلام: يبدو أنه يعيش حلما سيئا، هل أوقظه يا ترى؟
[ تقدمت و مدت يديها تحركه قليلا]
_سلام: أيها القائد...استيقظ...استيقظ أيها القائد...هيا استيقظ يا إياد.
[ فجأة لمعت عينا القناع على انه فتح عيناه]
_سلام: لا تقلق لقد كان حلما مزعجا فقط، آسفة لأني قطعت نومك و لكن لم استطع تركك تتابع ذلك الحلم فقد كان يبدو انك تنزعج منه كثيرا آسفة جدا.
_إياد: لا عليك..
[ حاول الجلوس فساعدته على ذلك ثم قدمت له كوبا من الماء]
_سلام: تفضل اشرب بعض الماء لتريح اعصابك.
_إياد: لا شكرا لا أريد.
_سلام: عليك ان تشرب الآن.
_إياد: الم تسمعي ما قلته؟ لا اريد ذلك.
[ نظرت إليه سلام بغضب شديد]
_إياد: ما بك؟ لما الغضب؟
_سلام: قلت لك اشرب الماء الآن يعني أنك ستشربه، ألا تعلم أن جسم الانسان يحتاج إلى الماء في مثل هذه الأوقات و....
_إياد: كفى...حسن سأشرب أصمتي الآن صوتك مزعج فعلا لا ادري لما علي أن أصبح عليك اليوم...مزعجة.
_سلام: كف عن هذا الكلام، سأعتبر نفسي لم اسمع شيئا.
[ شرب الماء و التزم الصمت بعدها لبعض الوقت ]
_إياد: أين الجميع؟
_سلام: دعك منهم كل واحد في عمله الآن.
[ نظر إليها بتساؤل]
_إياد: لما تقولين هذا الآن؟ أهناك شيء ما؟
_سلام: لدي معك حديث مهم.
_إياد: ما الأمر؟ هل هناك ما يزعجك؟
_سلام: لا و لكن الامر متعلق بك.
_إياد: الوقت غير مناسب لهذا دعيني و شأني.
_سلام: لا...بل هو الوقت المناسب تماما، اسمعني.
_إياد: سلام أنا لست في مزاج جيد لسماع ذلك من الأفضل لك الابتعاد عني.
_سلام: أرجوك اسمعني هذه المرة فقط.
_إياد: أنا فعلا لا أريد أن أسمع أيا مما ستقولينه لذلك من الأفضل لك أن تخرجي من الغرفة قبل أن اغضب أكثر.
_سلام: إياد اسمعني سأقول هذا و لن أتحدث بعد ذلك ثانية، أعترف أنني أخطأت بالمجيء إلى مركز الشرطة وحدي دون علم الآخرين و تعريض كل الفريق للخطر ، أنا أعترف بخطئي فعلا. فأنا عندما سمعت بذهابك إلى دار عدوك وحدك فقط من أجل إعادة الكوناي لي شعرت بالذنب كثيرا لأنني سأسبب لك مشكلة كبيرة ، أخبرت الجميع أن يساعدوك لكنهم قالو أنهم ينتظرون أوامر مازن بصفته نائبك، أنا لا أفهم كثيرا في قانون العصابات لذلك لم أفهم ما الحكمة من الانتظار و أحدهم في خطر؟ فتصرفت من تلقاء نفسي أرجوك سامحني على خطئي.
_إياد: أنا لم أغضب منك أبدا فلا داعي للأسف هكذا.
_سلام: و إن يكن فقد أخطأت و عرضتك للخطر و أنت مصاب الآن و تتألم بسبب تصرفاتي.
_إياد: لم يكن بسببك ثم إنها ليست الإصابة الأولى و لن تكون الأخيرة.
_سلام: أعلم أنك تتألم كثيرا فليست الإصابة هكذا و التعرض لتلك الظروف بالأمر السهل.
_إياد: لم يكن ألمي أبدا بسبب هذا الجرح البسيط فلا تقلقي.
_سلام: إياد...لقد أخبرتني نجوى بقصتك و صرت أعلم قليلا عن ماضيك و هو ليس بالأمر الهين عليك تذكره ، لكن أريدك أن لا تضغط على نفسك بمحاولة إبقائه في داخلك عليك أن تبوح و لو بالقليل من همك لمن تثق به و ترتاح له. أنتم أصدقاء حقيقيون لا بل إخوة حقيقيون و أنا أتشرف بصداقتكم حقا ، سعيدة جدا لأن القدر جمعني بكم فقد كان حلمي أن يكون لي أصدقاء مميزين يمكن أن أثق بهم. و أنا كلي ثقة بك في أنك ستعيدني إلى عالمي لذلك لا داعي لأن تتعب نفسك و تجهد اعصابك في العثور على الكوناي في اسرع وقت . أنا لم أعد ألح عليه أعجبني العيش وسط أصدقاء مثلكم ، فقد أصبحتم كالعائلة بالنسبة لي ، لهذا عليك أن تشفى جيدا بعدها سنبحث سويا على الكوناي لن تكون وحدك فنحن دائما معك.
_إياد: ما الذي جعلك تقولين هذا الكلام؟
_سلام: حبكم لبعضكم و حرصكم على حماية بعضكم البعض، نادرا جدا أن نجد أمثالكم في عالمي لقد أصبحت معجبة بكم كثيرا و لا أريد لكم الأذى لذلك لنبحث بروية عن الكوناي و سوية أيضا. ثم إن حرصك الكبير على مساعدة الناس من دون مقابل و إرجاع لهم حقوقهم حتى و إن كنت لا تعرفهم و حتى و إن تعرضت حياتك للخطر جراء ذلك فإنك لا تستسلم هذا دافع كبير لأقول ما قلت.
_إياد: آآآآه...تقولين مساعدة الناس حتى مع كل ما أفعل لهم مازالوا يحتقرونني لدرجة ان أشعر أن الحياة لا تريدني، إنه شعور سيء جدا.
_سلام: لا تلمهم فهم لم يكتشفوا شخصك بعد، إنهم تحت تأثير رجال الدولة .
_إياد: لا تتعبي نفسك مصيبة لو اكتشفوا شخصي الحقيقي، سيسعون لقتلي علنا بدل احتقاري إنك لا تفهمين.
_سلام: لا تضعف أيها القائد عليك أن تصمد حتى النهاية، ألمك يزيد بصمتك ،عليك أن تتكلم ان تحكي عبر عن ما في داخلك لا تبقى صامتا، لديك إخوة رائعون سيسمعون لك و يساعدوك عليك أن تبوح لأحدهم. أنا أرى أنك تعيش معهم لكنك وحيد من الداخل. عليك أن تسمح لاحدهم أن يفتح قلبك أن يسمع لك دون ملل يحاول حمل القليل عنك حتى تشعر بالراحة. اما أن تبقى كتوما هكذا و كأنك تشحن قلبك و يوما ما ستنفجر و سيكون الألم أقسى مما تتصور و تعيش الآن.
_إياد: لا تمزحي معي من ذا الذي يمكنه أن يتحمل سماعي؟
_سلام: بلى يوجد لا تكن سلبيا.
_إياد: هل أنت واثقة من كلامك لهذه الدرجة؟
_سلام: طبعا لقد قلت لك بقاؤك في حيز الصمت هو ما يؤلمك الآن ، عليك أن تنتقل إلى ما وراء الصمت لترتاح و تعرف أين تضع قدمك لتتقدم إلى المستقبل المشرق اكثر.
_إياد: حتى لو أردت أن ابوح بما في داخلي فمن أين سأبدأ إن الأمور معقدة جدا و ستتعقد ببقائي حيا ، أتعلمين لو قلت شيئا مما أخفيه سيتأذى الجميع و سيكون ذلك بسببي لذلك إخفاء الأمور افضل من إخراجها.
_سلام: أبدا... أنت مخطئ دعها تخرج و ليحدث ما يحدث سنواجهه معا لا شيء سيصمد أمام التعاون سنكون كلنا يدا واحدة ضد ما تخشى منه.ثم ما ادراك انهم سيتأذون؟ انا لا أقول أن تعلن عن كل شيء فذلك صعب و لابد من وقت لكل شيء و لكن على الأقل بح بذلك لصديق تثق به سيخف الثقل عن كاهلك قليلا، عليك أن تنزع الخوف من الماضي حتى و إن كان قاسيا جدا فلولاه لما كان هناك حاضر و مستقبل لا تلتفت إليه و إنما اجعله سندا دافعا سببا للتقدم إلى الأمام فقط.
_إياد: قدري ان ابقى معلقا بينهما....الماضي و المستقبل.
_سلام: لا تتحدث عن المستقبل و كأنك تعرف ما سيحدث فيه فالماضي يوما كان مستقبلا، هل كنت تعلم انه سيحدث معك ما حدث و ستلتقي بإخوتك؟...طبعا لا ، دع المستقبل ينسج نفسه و يمكنك التحكم به بما ستقرره هنا في الحاضر و ذلك بتحليك بالأمل في أن همك سيزول يوما و هكذا ستكون قد حضرت لمستقبل جميل جدا.
[ صمت إياد بعض الوقت يفكر في كلامها]
_إياد: سلام...
_سلام: نعم...
_إياد: مدي يديك.
_سلام: !!! ...لماذا؟؟

رابط بين بعدين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن