الانفجار

42 6 4
                                    

_آندي: أظن أن رأسك امتلئ بالأسئلة يا سلام؟
_سلام: أجل الكثير منها.
_آندي: اسألي و سأجيبك عن كل شيء.
_سلام: حسن ما اسم هذه المدينة؟
_آندي: إنها العاصمة " أكروبولس " و اسم البلد هو" كتاريا " و ينادونها كتاريا العظيمة.
_سلام: لماذا هي عظيمة ؟
_آندي: لأن كل حاكم يمر عليها يصنع لها مجدا عظيما.
_سلام: كم حاكما مر عليها الآن؟
_آندي: الحاكم الحالي هو رقم ستة ، إنه البلد الوحيد في كوكب 01 الذي يمر عليه أقل عدد من الحكام.
_سلام: ماذا تقصد بكوكب 01 ؟ هل هناك كواكب أخرى يمكن العيش فيها ؟
_آندي: أليس لديكم مثل هذا التصنيف في عالمكم؟
_سلام: لا..أبدا ، نحن نعيش فقط على كوكب واحد فيه الكثير من البلدان و كل بلد مستقل بذاته عن الآخر.
_آندي: نحن نعيش في كوكب يعتبر الأول بين أصحابه ، في هذه المجموعة هناك 3 كواكب تدور حول شمس صغيرة.
_سلام: ما هو معيار التصنيف؟
_آندي: التطور.
_سلام: إذا كوكب 01 هو الأكثر تطورا؟
_آندي: بالطبع.
_سلام: إذا ما الذي يربط بين الكواكب؟
_آندي: سجن كبير في الفضاء.
_سلام: سجن !!!
_آندي: نعم ، سجن يدعى سجن الظلام و يقع على كويكب صغير جليدي ساكن يقوم بإدارته بعض السجناء .
_سلام: ماذا تعني ؟
_آندي: أعني السجناء التائبين لمكافئتهم منحوا عملا و هو إدارة السجن.
_سلام: رائع و لكن ألا تخشون خيانتهم؟
_آندي: لا، فهم مراقبين .
_سلام: هكذا إذا، سؤال آخر لماذا سياراتكم أراها تسير وحدها من دون سائق من يتحكم فيها ؟
_آندي: هناك في وسط المدينة حاسوب كبير يقوم بالسيطرة على جميع السيارات ، ما عليك فقط إعطاؤه الإحداثيات و هو سيوصلك إلى وجهتك التي تريدينها و هذا لتفادي حوادث المرور و تهور الناس في قيادة السيارة .
_سلام: و كيف تطير السيارات؟
_آندي: بالقوة الكهرومغناطيسية ، هناك أنابيب تحت الأرض ممتدة إلى أماكن عدة متصلة بالحاسوب الرئيسي تجعل السيارات تطير، تلك الأنابيب تملك قوة كبيرة .
_سلام: و لماذا السيارات لا يمكنها تجاوز بعض الأماكن ؟
_آندي: الأنابيب الكهرومغناطيسية تتوقف هناك.
_سلام: إذا بعدها تكمل سيرا على الأقدام؟
_آندي: لا ، ستركبين العربة السريعة أو القطار بعبارة أخرى.
_سلام: تقصد القطار السريع.
_آندي: نوعا ما.
_سلام: و هل نفس الحاسوب يسيطر على القطار؟
_آندي: لا، حاسوب آخر يقوم بذلك.
_سلام: ألا تصادفون حوادث السير؟
_آندي: بلى و ذلك بسبب سائقي الدراجات .
_سلام: سؤال لآخر، أنا أرى الحياة في الأعلى تدب في كل مكان و لكن عدد قليل من الناس في الأسفل، لماذا؟
_آندي: ذلك بسبب الحرب.
_سلام: بسبب الحرب! هل أنتم تخوضون حربا؟
_آندي: نعم مع بلد يسمى " أوركيديا " ، إنها حرب طويلة الأمد بيننا و لها تاريخ طويل.
_سلام: و لكنني لا أرى دمارا كيف ذلك؟
_آندي: نحن الآن في هدنة ، الحاكم ذهب إلى خارج البلد ليؤكد عليها أما عن الناس في الأسفل فهم أشخاص لا يعلمون اسم عائلاتهم، أو أنهم غير مسجلين في الأرشيف . هؤلاء لم يمنحوا بيوتا في الأعلى فسمحت لهم الدولة بالعيش في الأسفل.
_سلام: و لكن هذا ليس عدلا.
_آندي: ربما ...يمكننا القول أن الدولة لها دور في معاناتهم و يمكن أن نقول انهم من رفضوا العيش في الأعلى، و بسبب هذا سحبت منهم نصف حقوقهم كمواطنين. على كل حال كل شخص له أسبابه الخاصة أرجو أن يتم وضح حل لهذا الانشقاق في المدنيين في المستقبل.
_سلام: هكذا إذا، منذ انطلاقنا رأيت الكثير من الآليين و لكنهم لا يشبهونك أبدا ، ما الفرق بينك و بينهم؟
_آندي: أنا متغير ، أي أنني عضوي بعض الشيء لذلك أنا مختلف.
_سلام: و هل هناك غيرك من يشبهك؟
_آندي: لا ، أنا الوحيد في البلد كله.
_سلام: لماذا؟
_آندي: هذا سر ، حتى سيدي لا يعلم عنه .
_سلام: كما تشاء ، ألم نصل بعد؟
_آندي: ليس بعد .
_سلام: هل سيدك يعمل في شركة ما ؟
[ فضحك آندي من كلامها ]
_آندي: نحن عصابة يا سلام ، عصابة.
_سلام: ماذا؟ عصابة! أنزلني بسرعة لا أريد مشاكل في حياتي القصيرة.
_آندي: اهدئي يا سلام لسنا أشرارا ، و لكننا نعيش بعيدا عن الناس في مكان سري فقط.
_سلام:ما الذي يثبت لي ذلك؟
_آندي: لو كنت شريرا لما ساعدتك و تركتك هناك وحدك أو لاستغليت غربتك عن المكان كما تفعل العصابات الأخرى.
_سلام: ماذا؟ عصابات أخرى! هل هناك آخرون ؟
_آندي: نعم هناك غيرنا.
_سلام: حدثني عن عصابتكم ، مثلا ما هو عملكم ؟ ما اسمها ؟ كم فردا أساسيا فيها؟ هكذا معلومات.
_آندي: نحن أقصد ما عداي أنا الآلي أيتام لا غير.
_سلام: حتى قائدكم؟
_آندي: نعم حتى هو ، إنه قائد رائع لطيف يحب مساعدة الآخرين.
_سلام: أنا أيضا لا أحب سماع إطراءات عنه حتى أعرف الحقيقة عنه.
_آندي: ستكتشفين أنني أقول الحقيقة و لست أمدحه فهكذا هو ثم إنك قلت لي أن أحدثك عنا من الطبيعي أن أتحدث عن القائد.... عندما كنا صغارا جمعنا القائد و اعتنى بنا و دربنا على القتال و علمنا أشياء كثيرة تفيدنا في حياتنا رغم صغر سنه أراد أن يحمينا أن يحمي عائلته الجديدة ، صدقيني إنه فتى حساس جدا.
_سلام: لحظة لحظة، ألم يكن هو أيضا صغيرا آنذاك؟ إذا فكيف قام بالاعتناء بكم؟
_آندي: بلى كان صغيرا مثلنا و لكنه تحمل هذا العبء لأمر شخصي بالنسبة له، فقررنا أن نتبعه و نساعده و يكون القائد علينا. أعمارنا ليست بعيدة عن بعض ، تتكون عصابتنا من القائد و 7 أفراد آخرين . نسيم هو أصغرنا و مازن هو أكبرنا، و كل فرد له ميزة تميزه عن الآخر تمثل عمله في الفريق نحن كأسرة واحدة كل شخص يفكر في مصلحة الآخر.
_سلام: ما لم أفهمه بعد كيف أن قائدك أصغر سنّا من المدعوّ مازن و لكنه القائد عليه ؟ أليس كبيركم هو من يستحق القيادة؟
_آندي: صحيح معك حق و لكن هناك أسباب كثيرة جعلته لا يكون القائد، مثل أن القائد هو أقوى من مازن في القتال و مع ذلك القائد يأخذ برأي مازن كثيرا كونه أكبر منه سنا و يعرف أكثر منه.
_سلام: و لماذا يضع قائدك ذلك القناع على عينيه؟ هل ذلك للتميز فقط؟
_آندي: ربما .
_سلام: هل رأيتم وجهه كاملا من قبل أقصد من دون ذلك القناع؟
_آندي: في العادة خارج المقر لا ينزعه أبدا و ينزعج كثيرا إن خدش خدشا صغيرا .
_سلام: معناه أن الناس في الخارج لا يعرفون وجهه؟
_آندي: بالضبط و لكنه في المقر لا يضعه أحيانا.
_سلام: هذا يعني أنكم رأيتم وجهه؟
_آندي: نعم رأيناه .
_سلام: عندما رأيته شعرت أنه جامد الملامح بالإضافة إلى أنه في داخله حزين جدا هل أنا مخطئة؟
[صمت آندي و طأطئ رأسه ]
_سلام: ما بك لماذا لا تجيب؟
_آندي: صحيح هو حزين دائما.
_سلام: لماذا؟
_آندي: أسرار القائد يا سلام لا يجب أن تتجاوز باب المقر.
_سلام: آندي أنظر هناك ما سبب ذلك التجمع؟
_آندي: ليس لدي أية فكرة سنذهب و نستطلع الأمر.
[ اتجها إلى مكان التجمع ، عندما وصلا ترجلا عن الدراجة ثم ذهب آندي إلى أحد الرجال..]
_آندي: عذرا سيدي ما الذي يحدث هنا؟
_الرجل: لقد انفجر مولد الطاقة في المركز التجاري فانقطعت الطاقة عن نصفه تماما ، و الآن المصاعد توقفت و هناك من الناس من علقوا في الداخل ، بالإضافة إلى أن الانفجار أحدث ضررا كبير بهيكل المبنى و من المحتمل انهياره.
_آندي: ماذا تقول؟ و أين هي الشرطة ؟ لما لم تأت بعد إلى هنا؟
_الرجل: لا ندري، من المفترض أنها قد عرفت بالحادث ، لا ندري لماذا تأخرت هكذا. ليس من عادتها تفويت أي حادث في المدينة.
_آندي: شكرا لك.
[ عاد آندي إلى سلام]
_آندي: سلام هناك انقطاع في الطاقة في المركز التجاري و هناك أناس عالقون في الداخل ، بالإضافة إلى أنه هناك احتمال كبير أن ينهار المبنى لذلك عليك أن تبقي هنا حتى أعود.
_سلام: و أين هي شرطة مدينتك ألن تأتي؟
_آندي: الأوغاد لا أدري ما الذي يؤخرهم إلى هذا الوقت، لهذا سأتدخل و لن أنتظر حضرتهم.
_سلام: حسن كما تشاء لكن لا تتأخر علي لا تنسى أنني غريبة في عالمكم.
_آندي: سأتذكر ذلك إلى اللقاء ،ابقي في مكانك و لا تبتعدي و لا تتبعيني.
_سلام: حاضر.

رابط بين بعدين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن