اعتراف

19 3 3
                                    


_نجوى: صحيح و هذا ما يحدث مع إياد إن كان يفكر في أمر ما بجدية و بعمق كبير سيثقل على دماغه مما يجعله يفقد الوعي عند بلوغه قمة الضغط المسلط عليه.
_سلام: إنه يعاني حقا، لقد أخبرني آندي أنكم كنتم معه منذ الصغر أقصد أنه جمعكم إليه فهل كان يحدث معه نفس الشيء؟
_نجوى: نعم، أحيانا يسقط أمامنا و لم نكن نعلم السبب.
_سلام: ماذا كنتم تفعلون حينها؟
_نجوى: لم نكن نفعل أي شيء أبدا فقط نسهر معه إلى أن يستيقظ و لكن مع صداع حاد في رأسه ، و في أحد الأيام عندما استأجرنا شقة الجدة روعة حدث معه نفس الشيء أمام عينيها فاستدعت أحد معارفها من الأطباء و هو من أخبرنا عن حالته، عندها صرنا حريصين على أن لا ندعه يزعج نفسه في التفكير العميق جدا في أي قضية كانت و لا نذكره بالماضي أبدا فانقطعت عنه تلك الحالة مدة طويلة و لكنه دائما حزين و غاضب و هذا ما لم نستطع أن نغير فيه .هذا كل ما في الأمر ، ها قد عرفت قصته الآن.
_سلام: لكن لما يضع القناع؟ مع أنني استطعت رؤية عينيه إلا أنني لم أتمكن من معرفة ما يخفيه تحت القناع.
_نجوى: ماذا؟!! استطعت رؤية عينيه؟ لا أصدقك.. لا يمكن رؤية عينيه من خلال القناع.
_سلام: صدقيني لا أعرف كيف لاحت إلي صورة عينيه و لكنني رأيتهما.
_نجوى: أصدقك إن أنت أخبرتني بلون عينيه.
_سلام: كانا بلون شعره تقريبا يعني رماديتين.
_نجوى: صحيح إن عينيه رماديتين معك حق حسن سأخبرك ، القناع صنعه مازن لإياد فهو كلما تذكر الماضي تعود له الحالة السابقة و ماضيه متعلق أيضا بوجهه عندما يراه منعكسا على مادة ما تلوح له صور الحادث و هكذا منذ أن وضع القناع لم يرى وجهه كاملا، حاولنا أن نشجعه على نزع القناع و لكنه لم يستطع فعل ذلك ، لقد أصبح يعرف نصف وجهه فقط أما الجزء المغطى منه فلا يحب أن يراه أبدا. أنظري حولك حتى المقر لم يعد ترميمه بمادة عاكسة للصور و ذلك كله من أجله
_سلام: و لكنني رأيته نزع القناع مرة هنا في المقر.
_نجوى: صحيح و لكنه لا يستطيع رؤية وجهه بل هو لا يريد ذلك كما قلت لك.
_سلام: المسكين لم أسمع في حياتي عن قصة محزنة هكذا، لا يمكن تصور الألم الذي يعيش في داخله أبدا مهما بلغ الإنسان من عاطفة في قلبه. لكن اسمعيني يا نجوى يا صديقتي لحد الآن لم يخبرني أحد ماذا يوجد تحت القناع.
_نجوى: حسن يا سلام تعالي سأريك أين ستنامين اليوم.
_سلام: ماذا! و أين؟
_نجوى: سننام أنا و أنت في الغرفة نفسها تعالي معي.
[ أنهى كل واحد عمله و خلد للنوم في الحال كما أمرهم مازن، و كذلك سلام فكانت نائمة في غرفة نجوى. بينما الكل نيام استيقظت سلام و نهضت من مكانها و خرجت من الغرفة بهدوء حتى لا يشعر بها أحد و اتجهت إلى القاعة الأولى المحتواة على باب الخروج من المقر،و فجأة أضيئت مصابيح القاعة فتوقفت سلام مشدوهة ثم سمعت أحدهم يتكلم وراءها]
_الشخص: إلى أين أنت ذاهبة؟
[ استدارت سلام ببطء ]
_سلام: أنت!!!
[ كان القائد واقفا وراءها]
_إياد: ماذا تفعلين هنا في منتصف الليل يا فتاة؟
[ انحنت سلام احتراما و تأسفا]
_سلام: آسفة إن أزعجتك خلال نومك لم أقصد ذلك أيها القائد.
_إياد: تعالي..
_سلام: ماذا تقول؟
_إياد: ألم تفهمي ما قلته لك ؟هيا اتبعيني.
[ سار القائد بثبات عائدا و سلام تسير وراءه]
_سلام(في نفسها): فيم يفكر هذا المتعجرف المغرور؟ ماذا يفعل؟ هل من الممكن أنه سيعاقبني على إزعاجه خلال نومه؟ آآه منك يا سلام من مشكلة تقعين في مشاكل.
[ اتجها إلى غرفة الاجتماع]
_إياد: هيا اجلسي..
_سلام: أنا؟
_إياد: و هل هناك غيرك هنا ؟
[ جلست سلام و هي مندهشة من تصرفه معها، ثم جلس هو مقابلا لها]
_سلام: في الحقيقة أيها القائد أنا كنت أريد مغادرة المكان ، فأنا كما يبدو أسبب لكم المشاكل و أنا لا أريد أن أفك وحدة هذا الفريق ببقائي عندكم، لذلك آسفة إن أخطأت في أحد الأوقات فأنا لم أقصد ذلك..
[ قاطعها القائد]
_إياد: نادني إياد أنت تعرفين اسمي فلما تنادينني بالقائد؟ لا داعي لذلك هذا أولا. ثانيا أنا أريد أن أعتذر منك.
_سلام: ماذا؟؟؟ تعتذر على ماذا؟
_إياد: أنا السبب فيما يحدث معك الآن، في الحقيقة لا أحب لأحد أن يبتعد عن من يحبهم كأسرته فهذا سيصيبه بشعور سيء جدا إنه شعور قاس جدا. عندما رأيتك هناك لاح إلي المكان الذي تقفين عليه مباشرة أنك عدو، لم أعلم أنك غريبة عن هذا المكان. لقد تعرضت لي الشرطة كثيرا إلى درجة أنني لم أعد أفرق بين العدو و الصديق...
[ابتسمت سلام و قاطعته]
_سلام: اسمع يا إياد أنا عرفت قصتك من نجوى، لا بأس أنا من سأطلب منك أن تسامحني لأنني قلت عنك أشياء سيئة كأن نعتك بالأحمق و اللص أنا حقا آسفة، ثم أريد أن أشكرك على إنقاذي من رجال الشرطة هؤلاء. لو لم تأتي حينها ما كنت سأتصور ماذا سيحدث معي، فأنا في حياتي الصغيرة لم يتعرض لي قطاع طرق من قبل و لا أعرف كيف أدافع عن نفسي منهم. و الآن علي الرحيل قبل أن أوقظ أحدا آخر و أزعجه في نومه و شكرا ثانية على استضافتي في مقرك الخاص بك.
[ قامت سلام مغادرة الغرفة]
_إياد: انتظري.. هذا وعد مني سأجد الكوناي و أعيده لك و ستعودين إلى عالمك و أسرتك، لكن ابقي هنا لا تعرفين أحدا في الخارج عليك أن تبقي معنا ولا تهتمي لكلام هناء إنها فقط قلقة علي.
[ عادت سلام و جلست في مكانها و ابتسمت]
_سلام: أتعلم لقد أخطأت في حقك أنت فعلا طيب القلب، لقد كنت ذاهبة و لكن لا أدري إلى أين.
[ احمر وجه إياد لأول مرة]
_إياد: هيا الآن اذهبي إلى النوم في الحال.
_سلام: لكن يا إياد ألن أؤثر على صحتك إن بقيت معكم؟
_إياد: لا لن يحدث هذا هيا بسرعة إلى النوم و لا تقدمي على مغادرة المقر دون علمي.
_سلام: حاضر أيها القائد.
[ غادرت سلام الغرفة إلى فراشها و نامت مرتاحة ثم تنهد إياد]
_إياد(في نفسه): لقد كدت أن أخطئ خطأ كنت سأندم عليه طوال حياتي، علي أن أفكر في حل لمساعدتها..علي أن أستعيد الكوناي من الشرطة قبل أن يفعلوا به شيئا ما.
[ في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع باكرا ما عدا سلام فقد كان الأمس بالنسبة لها حلما طويلا يوتر الأعصاب، بينما هي نائمة دخلت نجوى الغرفة لتحضر شيئا ما منها و مرت هناء من الغرفة فتوقفت عندها]
_هناء: ألم تستيقظ بعد؟
_نجوى: إن يوم البارحة كان صعبا عليها فليس من السهل أن يتغير مكان عيشك و الناس الذين تتعاملين معهم دائما بتلك الطريقة الغريبة في طرفة عين و تتأقلمي مع الواقع الجديد بسرعة، إنها ممتازة لأن لم يغمى عليها حتى الآن.
_هناء: ربما..
[ و غادرت هناء و نجوى الغرفة معا، بعد ساعة استيقظت سلام]
_سلام: يا إلهي لقد نمت كثيرا ليست من عادتي أبدا.
[ ثم حركت أصابع يدها فلم تشعر بألم]
_سلام: إن هذا الجهاز فعال جدا في ساعات قليلة شفي كسر في الذراع بسهولة كبيرة، علي الآن أن أنزع هذا الشيء عني لكن كيف؟ لحظة يا سلام لما لا تطلبين من أحد أفراد الفريق أن ينزعه عنك فهم بالتأكيد يعرفون كيف؟.
[ خرجت من الغرفة و اتجهت إلى المطبخ لتقابل نجوى فوجدت هناء هناك فتوقفت عند الباب]
_سلام: آسفة ظننت أن نجوى هنا سأخرج في الحال لن أزعجك.
_هناء: لا...انتظري يا سلام.
[استدارت سلام إليها]
_هناء: أريد أن أقول إنني آسفة على الصراخ في وجهك ليلة البارحة، لم أستطع السيطرة على أعصابي و خرجت الكلمات على رغم مني أنا آسفة فعلا.
_سلام: لا تأسفي علمت لما كل هذا القلق على القائد، أتفهم وضعك و أعلم أنك قلقة على إياد. لا بأس فلو كان شخصا عزيزا علي حدث معه شيء ما مثلما رأيت في الأمس لانفعلت مثلك أو أكثر.
_هناء: شكرا لك على تفهمك الوضع.
_سلام: أين يمكن لي أن أجد نجوى؟ هل تعرفين؟
_هناء: في غرفة المراقبة.
_سلام: حسن شكرا لك.
_هناء: على الرحب.

رابط بين بعدين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن