[ فتحت سلام عينيها فجأة، ثم قامت و نظرت حولها مندهشة..]
_سلام:أين أنا الآن؟ مكان غريب .
[اتجهت إلى آخر السطح و أطلت من هناك و صدمت بما رأته، كانت فوق بناية كبيرة جدا. و كانت هناك سيارات غريبة الشكل تطير في الهواء و كأن الجو طريقها السريع، و كان هناك آليون كثر و بنايات ضخمة تربطها جسور صغيرة كثيرة. فتراجعت عن الشرفة مندهشة..]
_سلام: يا للروعة!! لم أرى في حياتي بل لم أسمع في حياتي عن مكان كهذا إلا في القصص. سأرفع قضية ضد أساتذة الجغرافيا، إنهم جد مقصرين في عملهم فلم يدرسونا عن هذا البلد من قبل. يا إلهي كيف سنكبر؟ على النقائص مثلا؟! جيل الأمس ماذا سنفعل لهم؟ بالطبع لا شيء. لكن كيف جئت إلى هنا؟ ما الذي حدث معي؟!
[ ثم تذكرت ماذا فعلت من قبل]
_سلام: لحظة.. الحجر أين هو؟
[ بحثت عنه حولها جيدا فوجدته على أرض السطح بعيدا عنها، فأسرعت إليه و ما أن اقتربت حتى تذكرت شيئا آخر فتوقفت عندها]
_سلام: لا يا سلام لا تلمسيه، سيحدث الشيء نفسه معك.[بعد التفكير] و لكنه السبب في إحضاري إلى هنا هذا يعني أنه يستطيع إعادتي إلى بلدي إن لمسته ثانية؟ ممكن!!
[ تقدمت و أمسكت به ثم أغمضت عينيها و انتظرت، بعد لحظات فتحت عينيها]
_سلام: لم يحدث شيء؟ لماذا؟؟!! يا لحظي العثر ماذا سأفعل الآن؟ أنا بعيدة عن مدينتي و في مكان غريب عجيب لا أعرفه و لا أعرف أحدا فيه. يا إلهي ، كم أنا بحاجة إليك الآن يا أخي ، ليتك الآن معي لتعيدني إلى المنزل.
[جلست سلام على الأرض حزينة تحمل في يدها ذلك الحجر، ثم نظرت إليه غاضبة]
_سلام: أنت السبب في ما يحدث معي الآن، لو أنني لم أنسى ذلك الواجب اللعين لكنت الآن جالسة في صفي و لم أتغيب عنه. يا إلهي ماذا سأفعل الآن؟ و هذا الحجر لا يريد أن يتكلم معي الآن كما فعل من قبل، هل كنت أحلم يا ترى؟ لكن لو كنت في حلم ما انتقلت إلى هنا فجأة، ليقرصني أحدكـــــــم.
[بعد لحظات قليلة لمحت شيئا يطير باتجاهها، فانتفضت من مكانها لتعرف ما ذلك الشيء..]
_سلام: ما هذا الشيء القادم نحوي؟
[اقترب الشيء كثيرا ]
_سلام: يبدو شخصا على دراجة تطير، هل أسأله يا ترى؟ يبدو لي بشرا عاديا.
[اقترب الشخص كثيرا لدرجة أنها استطاعت رؤية وجهه]
_سلام: ما هذه الملامح الجامدة؟ فتى جامد المشاعر إذا!! غريب.
[على بعد خطوات منها حط الفتى بدراجته، ثم ترجل و بقي واقفا يحدق بها و كان يضع قناعا على عينيه]
_سلام: هـــــاي.. لم تنظر إلي هكذا؟ هل ترى وحشا أمامك؟
_الفتى(في نفسه):من تكون هذه الفتاة؟ تبدو غريبة عن هنا، أنا لم أرى وجهها في المدينة من قبل! هل من الممكن أن تكون منهم متنكرة للإيقاع بي؟ لا..لا يمكن ، إنه يعلم أن عشرة من رجاله لن يقدروا علي هو ليس أحمقا لهذه الدرجة. لكن قد يكون فخا للامساك بي؟ هل يظن أنني سأخدع بهذه الفتاة الضعيفة إنه يعلم أيضا أنه لا تتحرك لي أجفان مع الفتيات؟ لا.. هذا أيضا لا يمكن فهذه الفتاة لا تبدو من هنا لا علاقة لها بهذا المكان أبدا فملابسها غريبة جدا و لون شعرها مختلف تماما.
_سلام: لقد سألتك لم تنظر إلي هكذا؟
_الفتى(في نفسه): لحظة.. ما الذي في يدها؟
[دقق النظر جيدا فتفاجئ بالشيء]
_الفتى(في نفسها): إنه كوناي!!!!! لا أصدق.
_سلام: ما بك هل أنت أصم؟(في نفسها): يا إلهي ما هذه النظرة الباردة الحزينة!!!
_الفتى: أنت.. أعطني الحجر الذي تحملينه.
_سلام: ماذا! لقد تكلم أخيرا.
_الفتى: هيا أعطني إياه بسرعة.
_سلام: ماذا سأعطيك أنا لا أملك نقودا؟
_الفتى: الحجر الذي تحملينه هذا ما أريد.
[نظرت إلى يدها ثم رفعتها..]
_سلام: هل تقصد هذا الحجر؟
_الفتى: و هل تحملين غيره في يدك؟ كلامي واضح يا فتاة.
_سلام: لن أعطيك إياه، أنت تحلم.
_الفتى: هل بعثت للإيقاع بي؟ عليك أن تخبري سيدك بأنني لا أخدع بسهولة هكذا، ثم أخبريه أن لا يرسل جنوده بدون وسيلة للدفاع عن أنفسهم لأنه سيفقدهم في لمح البصر.
_سلام(مستغربة):هل جن هذا الفتى فجأة؟! عن أي سلاح تتكلم ؟ عن أي قائد؟ هل تراني مقاتلة أم في هيئة مقاتل؟ اسمع يا هذا أنا تكفيني مشاكلي لا تزد من جنوني.
_الفتى: لا تضيعي وقتي إذا و أعطني الحجر و خلصيني.
_سلام: لن أعطيك شيئا، إن لم يعجبك الأمر فهناك الكثير من الجدران، اختر واحدا و اضرب رأسك عليه واضح.
_سلام: لا تفهمين بالكلام إذا.
سلام(خائفة): ماذا تقول؟!! ما الذي ستفعله؟
_الفتى: سترين ماذا سأفعل.
[ شعرت سلام بالخوف منه بعدما سمعت كلامه، بدأ الفتى يتقدم منها بخطى ثابتة و بالمقابل هي تتراجع للخلف بثبات . زاد من سرعته أما سلام فقد وصلت إلى حافة السطح، فتوقفت تنظر إليه بعيون خائفة]
_الفتى: لا تحاولي الصراخ فلا أحد سيسمعك أو ينتبه إليك في مكانك هذا، لقد اخترت المكان الخاطئ. حتى وإن رأوك فلن يقتربوا للمساعدة، فأنت غريبة و هم لا يرحبون بالغرباء أبدا.
_سلام: يا إلهي ماذا سأفعل؟ أنا في ورطة، أين أنت يا أخي لتساعدني؟
[ بقيت سلام خائفة تنظر خلفها لأن لا تقع ثم تنظر إلى الفتى الذي أصبح سريعا في تقدمه نحوها، فجأة اختفى]
_سلام: إلى أين ذهب؟!! لقد اختفى من بين عيني.
_الفتى: خلفك..
[استدارت خائفة خلفها فابتسم الفتى باستهزاء ثم قفز إلى دراجته..]
_الفتى: أنت بطيئة جدا، عليك الانتباه إلى ما تحملينه أكثر.
[ غادر المكان بدراجته و تركها في مكانها ،نظرت إلى يدها فلم تجد الحجر فأدركت أنه بحوزته، جلست سلام على الأرض حزينة]
_سلام: يا لحظي السيئ، حتى أنني لا أستطيع الحفاظ على أشيائي من السرقة. آآآه.. ماذا سأفعل؟ أنت ضعيفة يا سلام ضعيفة جدا، عليك أن تتعلمي تأديب الوقحين أمثاله في المرة القادمة... إن كانت هناك مرة أخرى.
[ مر على سلام وقت وهي جالسة هناك وحيدة، ثم فجأة سمعت صوت محرك يقترب. التفتت حولها فرأت أحدا آخر متجها نحوها فنهضت من مكانها ثم سرعان ما تراجعت.]
_سلام: لن أكلمه سيقوم بسرقتي هو أيضا، إنه عالم مليء بالآفات الاجتماعية ، السرقة مهنة يرتادها الجميع هنا.
[ توقف الفتى على السطح و ترجل عن الدراجة و دنى نحوها قليلا]
_سلام: توقف.. ابق مكانك و لا تقترب مني أكثر.
_ الفتى: لماذا؟ ما بك؟
_سلام: ليس لدي شيء لتسرقه مني ، لذلك من فضلك تراجع بعيدا عني.
_الفتى: لا تخافي لم آتي لأؤذيك، رأيتك هنا بمفردك بدوت لي ضائعة، هل أنا مخطئ؟
_سلام: لا.. أنت على حق أنا ضائعة و في مشكلة كبيرة.
_الفتى: و كيف ذلك؟
_سلام: لماذا تريد أن تعرف ؟ لتستغلني أم لتسخر مني؟
_الفتى: أبدا ليست من صفاتي، أنا لست كالآليين الآخرين.
_سلام(مصدومة): ماذا؟؟؟؟ كالآليين!!!! هل أنت آلي؟
_الفتى: نعم و ماذا في ذلك ؟
[نظرت سلام إليه جيدا، ثم تقدمت نحوه و دارت حوله و هي تلمسه]
_سلام: أنت تكذب علي، لست مصنوعا من المعدن!!! أين المعدن الذي صنعت منه؟
_الفتى: ما بك يا فتاة أنا آلي عضوي أي أنني متحول، لحظة هل أنت من هنا؟
[تنهدت سلام..]
_سلام: هنا تكمن المشكلة أنا لست من هذا المكان، لذا لا تحاول أن تحدثني بهذه الكلمات الصعبة فأنا لم أفهم شيئا بعد.
_الفتى: هكذا الأمر، إذا من أي بلد أنت؟
_سلام: كان من المفروض أن تسألني" من أي عالم أنت؟ " صدقني أنا لم أرى في حياتي هذا المكان و لم أسمع عنه حتى .
_الفتى: حسن لقد فهمت، إذا سأسألك كيف انتهى بك الأمر هنا؟
_سلام: الحادثة غريبة...
أنت تقرأ
رابط بين بعدين
Fantasíaفتاة تسافر الى بعد آخر بطريقة عجيبة و تلتقي بعصابة فهل سيساعدونها على العودة لعالمها؟و هل ستتمكن من الصمود بين عواصف الحياة في ذلك العالم العجيب ؟ و ما الأسرار التي يخفيها رئيس تلك العصابة؟ انتظروا مغامراتها في ذلك البعد الغريب. * من تأليف الكاتبة ا...