(مزعجة)...(متعجرف)...

17 2 0
                                    


[ اتجهت سلام إلى غرفة المراقبة، كان هناك نجوى و شادي ومازن]
_سلام: نجوى هل بإمكانك نزع هذا الجهاز من ذراعي فأنا لا أعرف كيف أفعل ذلك؟
_نجوى: نعم يمكنني و لكنني مشغولة الآن يا عزيزتي أطلبي هذا من احد آخر غيري.
_سلام: حسن و أنت يا مازن؟
_مازن: مشغول.
_سلام: شادي؟
_شادي: و أنا منشغل جدا يا سلام.
[ غادرت الغرفة متجهة إلى قسم الأسلحة فوجدت هناك نسيم]
_سلام: نسيم..
_نسيم: ماذا؟
_سلام: ماذا تفعل؟
_نسيم: أتفقد جاهزية الأسلحة التي لدينا و سلامتها فهذا أمر ضروري لعملها السليم.
_سلام: إذا أنت منشغل جدا الآن؟
_نسيم: نعم لماذا؟
_سلام: أريد مساعدة في أمر ما.
_نسيم: أطلبي مساعدة آندي.
_سلام: و أين هو الآن؟
_نسيم: آآآ..صحيح لقد نسيت أظنه خرج كالعادة في مهمة استطلاعية.
_سلام: حسن شكرا لك.
[ و غادرت سلام المكان أيضا محبطة و اتجهت إلى المكتبة فلم تجد أحدا، ثم قاعة الاجتماع فلم تجد أحدا]
_سلام: بقي أمامي شخص واحد فقط و لا أستطيع إيجاده.
[ اتجهت إلى غرفة القائد و وقفت أما الباب]
_سلام(في نفسها): هل أدخل؟ لكن قد يكون نائما و هذا التصرف سيزعجه، لا أظن أنه نائم لا..ماذا سأفعل الآن؟ لا..لا يجب أن أدخل الآن من الممكن أنه يغير ملابسه؟
[ ثم تقدمت قليلا من الباب]
_سلام: هل أنت هنا يا إياد؟
_إياد: ماذا هناك؟
_سلام: هل أنت مشغول الآن؟
[ فتح الباب تلقائيا فرأته واقفا مستديرا بظهره يبحث في خزانته]
_سلام(في نفسها): القناع على المكتب هذا يعني أنه من دونه الآن، هيا سلام هذه فرصتك الوحيدة و المناسبة التي يمكنك فيها رؤية وجهه الحقيقي.
_إياد: سلام ماذا تريدين؟
_سلام: استدر لأريك شيئا.(في نفسها): و هكذا عندما يستدير نحوي يمكنني أن أرى وجهه أخيرا ، سيتحقق حلمك يا سلام هيا افرحي.
[استدار إياد نحوها فرأته و اندهشت كثيرا و كان واضحا عليها ذلك]
_إياد: ما بك يا فتاة؟ هل نسيت فمك مفتوحا ؟ أم أنك رأيت شبحا ما؟
_سلام: لكن...القناع...على...الطاولة... فكيف أنا لا أفهم؟
_إياد: ذلك القناع كسر فغيرته بواحد آخر فلا تعجبي و لا تكثري التفكير فأنا أمتلك مجموعة كبيرة من هذه الأقنعة في حال كسرت، و الآن ماذا تريدين مني؟
_سلام(في نفسها): آآه.. لقد فشلت هذه المرة.
_إياد: سلام ليس الوقت مناسبا لأنتظرك هكذا أريد أن أذهب إلى عملي هيا أخبريني ما تريدينه مني الآن؟
_سلام: نعم نعم ..أنا آسفة أريد أن أنزع هذا الجهاز من ذراعي فأنا أظن أنها قد شفيت الآن، و لكنني لا أعرف كيف. فطلبت هذا من الجميع و لكن الجميع منشغل بعمله و لم يبقى لي سواك لأسأله فهل ستساعدني؟
_إياد: هيا تعالي معي.
[ خرجا من الغرفة متجهين إلى غرفة العلاج]
_سلام(في نفسها): إنه يملك الكثير من الأقنعة مثل ذلك الذي كسر ، كان يجب أن أفكر في هذا من قبل لأن لا أخدع بهذه السهولة.
[ دخلا الغرفة ]
_إياد: تعالي و أدخلي ذراعك في هذا المكان.
[ كان جهازا كبيرا مع شاشة كبيرة أيضا و فيه ثقب كبيريسع الجهاز الذي تضعه سلام]
_سلام: ماذا؟!! أنا أدخل ذراعي هناك؟ ألن يحدث لي شيء ما؟
_إياد: ماذا؟؟ وما تفترضين أن يحدث لك ؟
_سلام: لا أعرف، أنا لم أتعود على حضارتكم بعد و لم أتعرف عليها جيدا. فمثلا ماذا لو وضعت ذراعي هنا كما قلت و علقت و لم تستطيعوا جميعا إخراجها، بعدها يضطر الأطباء أن يقطعوا لي ذراعي وعندما أعود إلى عالمي تتحطم آمالي و طموحاتي و تتوقف مسيرتي الدراسية ثم أكبر و أصبح عجوزا كبيرة في السن حالمة تحكي لأحفادها قصة ....
_إياد: هــاي..هــاي..إلى أين تودين الوصول بهذا التفكير يا فتاة؟
_سلام: لا أعرف ربما سيحدث هذا و ربما لا، لكن أريد أن أفهم هل سيعلق ذراعي هنا أم لا؟.... بالغت قليلا صحيح؟
[ ابتسم إياد و هو ينظر إليها و في نفس الوقت يدخل أصدقائه جميعا فجأة و يقوم جواد بأخذ صورة لهما فتفاجأ إياد كثيرا ]
_جواد: هذه الصورة التي تشهد على ابتسامة إياد بعد عدة سنوات يا أصدقاء تذكروا هذا جيدا.
_إياد: كفى لهوا يا جواد، هيا يا فتاة افعلي ما قلته لك.
[أدخلت سلام ذراعها فبدأ إياد يعمل على تلك الشاشة]
_إياد: لقد شفيت ذراعك الآن ، يمكنك أن تخرجي ذراعك الآن من دون أن يخرج الجهاز معها فهمت الآن ما كنت أقصده بكلامي؟
_سلام: اسمع لقد كنت تضحك علي، هل لأنني غريبة عن هذا المكان أصبحت محط سخرية؟ أنا لا أسمح لك أبدا.
[ابتسم إياد ثانية]
_نجوى: يا إخوتي هل أنا أحلم أم ماذا؟ إياد يبتسم للمرة الثانية.
_هناء: لا.. أنت لست نائمة يا عزيزتي.
_شادي: أتريدون الصدق؟ لا أريد لهذه اللحظة أن تنتهي يا شباب.
_نسيم: و أنا معك يا أخي.
_إياد: لا تكوني ساذجة يا فتاة، عليك أن تتأقلمي و لو قليلا هنا . حاولي أن لا تتصرفي كفتاة بلهاء فأنا في الحقيقة أراك هكذا.
_سلام: ماذا؟؟؟؟ سأريك أيها المزعج المتعجرف.
[ و قامت سلام بضرب قدمه بقدمها فتألم كثيرا و اندهش الكل هناك]
_إياد: هــاي...أنت كيف تجرئين على فعل هذا بي أيتها المزعجة الخرقاء.
_سلام: تستحق ذلك أيها المتعجرف.
[ شعر الأصدقاء بالضحك]
_إياد: استمروا في هذه الحركات و سأكسر عظامكم جميعا بضربة واحدة هل هذا واضح للجميع؟
_جواد: حاضر حاضر نحن آسفون لا داعي لكل هذا الانفعال أنت أغضبتها و قد نلت جزاءك لم يظلم أحد هنا.
_إياد: جواد أيها الثرثار المزعج هلا خففت من تعليقاتك؟
[ و خرج إياد من الغرفة متجها إلى غرفة المراقبة]
_نجوى: لقد أحسنت صنعا يا سلام ، أنت رائعة لقد حققت لي حلمي إن أخي ابتسم اليوم مرتين .
_سلام: لا شكر على الواجب يا عزيزتي فأنا لا أحب لأصدقائي أن يصابوا باليأس و أنا أنظر لا أحرك ساكنا ، أريدهم دائما يبتسمون و يتطلعون إلى الأمام.
_هناء: اليوم يا سلام لقد حققت ما لم نستطع تحقيقه لمدة طويلة، فعلا أحسنت صنعا اليوم.
[ابتسمت سلام لبعض الوقت ثم ظهر بعض الحزن على ملامحها لاحظ الجميع هذا]
_مازن: سلام..ما بك؟ لم أنت حزينة هكذا؟
_سلام: في الحقيقة أنا دخلت عليكم فتاة غريبة و لكنكم تعاملونني و كأنني واحدة منكم ، ببساطة اعتبرتموني صديقة لكم بصراحة هذا جعلني أحزن عندما أعود إلى عالمي.
_نسيم: و لكن لماذا؟
_شادي: هل أسأنا لك في شيء؟
_سلام: لا...أنتم لم تفعلوا شيئا لا تفكروا في هذا أبدا، ولكن في عالمي لدي صديقة واحدة فقط ، و أنا سأفقدها قريبا.
_جواد: لماذا واحدة أنا أظن أنك بارعة في كسب الصداقات؟
_سلام: صديقتي سترحل بعيدا بسبب عمل والدها، و عندها سأبقى وحيدة. في الحقيقة يا أصحاب في مدرستي الجميع يتجاهلونني و لا يتحدثون معي أبدا بسبب أنني كنت أدرس في مدرسة خاصة ثم انتقلت إلى مدرسة عامة.
_نجوى: ما معنى هذا؟
_شادي: يعني أنها كانت تدرس في مؤسسة لا تتقيد بقانون الدولة للتعليم ثم انتقلت إلى مؤسسة عمومية تخضع لسيطرة الدولة صحيح هذا يا سلام؟
_سلام: كلامك صحيح..
_هناء: هذا يعني أنك من أسرة ثرية؟
_سلام: و هذا صحيح أيضا، أبي يملك جميع مناجم البلد التي تستخرج منها المعادن الثمينة و شركته تتحكم في إنتاج و تصدير هذه المعادن المستخرجة.
_جواد: هذا يعني أن والدك تحت تصرفه كل تلك المناجم؟ إنها ثروة كبيرة فعلا!!
_سلام: نعم إنها كبيرة، و زملائي في الدراسة يظنون أنني متعجرفة و مغرورة لأنني ثرية و أتصرف بتكبر شديد.
_هناء: هل أنت متفوقة في دراستك؟
_سلام: يمكنك قول ذلك لكنني لا أغتر بذلك أبدا صدقيني.
_هناء: لذلك هم لا يريدون مصادقتك واضح جدا أنت متفوقة في دراستك بالإضافة إلى أنك ثرية جدا.
_سلام: أنا أحاول أن لا أشعرهم بتصرف فتاة ثرية فأنا لا آتي إلى المدرسة مع سائق الأسرة و إنما آتي سيرا على الأقدام، و لا أحاول أن ألبس ملابس باهظة الثمن لأن لا أشعرهم بفارق المستوى المعيشي بيننا و لكنهم...
_مازن: اسمعي سلام، نحن أصدقاؤك الجدد الآن لا تنسي، أصدقاء من عالم آخر من نوع آخر .
_جواد: أنت لست وحدك يا سلام.
_شادي: نحن هنا دائما كلما احتجتنا.
_نسيم: و نحن لا نضع الثروة مبدأ للصداقة.
_هناء: هنا مازن و إياد و جواد كلهم من عائلات ثرية و لكننا نتعامل مع بعضنا كعائلة واحدة.
_نجوى: و أنت الآن من عائلتنا، نحن نحبك جميعا يا سلام فأنت صديقتنا من العالم الآخر.
_سلام: صحيح معكم كل الحق، و أنا سعيدة جدا بهذه الصداقة الجميلة. حسن يا رفاق أنا أريد مهمة في الفريق.
_مازن: أولا علينا أن نعلمك مبادئ القتال فهذا أول ما تعلمناه، للدفاع عن النفس طبعا و في هذه الأثناء ستساعدين هناء في إعداد الطعام ما رأيك؟
_سلام: حسن أنا موافقة.
_جواد: أنا مازلت صغيرا على الموت يا أصدقاء كفى أفكارا سيئة.
_سلام: مـــــــــاذااااا؟؟؟؟؟؟ تعال إلى هنا أيها المتبجح سأريك يا جواد.

رابط بين بعدين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن