الامل

16 0 0
                                    

[ أخفضت سلام رأسها لأن لا يعرفها القائد، لاحظ منير ذلك فمد يده من ورائها و قام بقرصها فرفعت رأسها من الألم]
_جلال: سألتكما إلى أين أنتما ذاهبان لماذا لا تجيبان؟
_منير: نعم سيدي لقد كنا ذاهبين لتفقد شحنة الأسلحة الجديدة في المخزن بأمر من الرئيس، فقد جاءت شحنة أسلحة جديدة و الرئيس يخشى أن لا توضع في مكانها الصحيح.
_جلال: حسن اذهبا و كونا حذرين فهناك دخيل هنا في المركز.
_منير: حاضر سيدي.
[ انصرفا مسرعين و عندما وصلا إلى المخزن دخلا بفضل الترخيص الذي بحوزة منير و أغلقا الباب عليهما ثم ضربت سلام قدم الجندي فصرخ من الألم]
_منير: لماذا فعلت ذلك يا فتاة؟  أنا لم أفعل لك شيئا....
_سلام: هذا لأنك آلمتني كثيرا عندما كنا مع ذلك القائد.
_منير: افهمي مني لماذا فعلت ذلك قبل أن تحكمي علي، لقد كان لمصلحتك. هنا لا أحد يطأطئ رأسه و أنت لو استمريت في ذلك لدب الشك في القائد عنك.
_سلام: آسفة لم أكن أعلم.
_منير: لا بأس ، قولي لي أنا أعرف كل فرد في عصابة القائد المقنع و لم أرك معهم من قبل ، هل أنت من جماعة أخرى أم أنك انضممت مؤخرا؟
_سلام: اسمعني جيدا فلن أعيد هذا ثانية ، لقد جئت إلى هنا مخاطرة من أجل هدف واحد و هو فك أسر القائد و لن أعود خالية الوفاض لذلك لا تضيع وقتي بأسئلتك الشخصية لأنني لن أجيبك أبدا.
_منير: حسن حسن معك كل الحق، الأولوية للمهمة، سآخذك إلى الغرفة الباردة و سأحرس أنا الباب لأن لا يدخل أحد آخر و أنت قومي بإخراجه بعد أن تعطلي أجهزة المراقبة فهي متصلة مباشرة بمكتب الرئيس، قولي لي هل أنت ماهرة في قرصنة الحواسيب؟
_سلام: في الحقيقة أنا أقلد فقط...
_منير: عليك أن تنتبهي فهي محاولة واحدة فقط إن أخطأت فستكون النهاية.
_سلام: حسن سأحاول أن لا أخطئ، أرني فقط أي لوحة حاسوب سأعمل عليها، لكن لحظة...ماذا قلت قبل قليل؟ اين هو القائد الآن؟
_منير: إنه في الغرفة الباردة ، إنها غرفة يحتجز فيها المجرمين الخطرين...
_سلام: إياك...أن ..تصنفه...من...المجرمين...واضح؟
_منير: لا لا أقصده هو لا تفهميني خطأ ، لكنني أعرف لك الغرفة المتواجد فيها. هذه الغرفة المفضلة للرئيس لأن في جعبتها رجالا يرغب الرئيس في تجنيدهم عنده لينفذوا أوامره و ينصاعوا لرغباته، إنه مشروعه الخفي و هذا المشروع لا تعلم به السلطات العليا، عمل الغرفة هو أن تحفظهم في حالة تجمد تام مع إبقائهم أحياء طبعا.
_سلام: يا للقسوة...لماذا تفعلون هذا ؟ لا بد أن الأمر مؤلم لهم كثيرا؟
_منير: لا أنت مخطأة على العكس تماما ، في تلك الحالة هم في وضع لا يشعرون بأي شيء سوى بأحلامهم، ولكن...
_سلام: و لكن ماذا؟
_منير: في حالة القائد تلك أظنه سيشعر بالألم، فالبرودة الشديدة ليست جيدة لجرح لم يلتئم بعد.
_سلام:ماذا؟ ماذا تقصد بكلامك؟ هل..هل حدث للقائد مكروه؟ هل أصيب حقا؟ أخبرني...لما أنت صامت هكذا؟
_منير: و هل تركت لي المجال أن أكمل كلامي؟ لقد سمعت من بعض الجنود الذين كانوا في نفس العربة التي كانت تنقل القائد إلى المؤتمر الصحفي، أن مساعد الرئيس أغضب القائد بكلامه فقام هذا الأخير بطعن نفسه في كتفه الأيسر مستفزا بذلك المساعد و القائد جلال. و بالفعل فقد نجح و وبخ  الرئيس مساعده و القائد جلال لإهمالهما و عدم إيصال المقنع سالما ، و هذه كل القصة.
_سلام: لا تهمني كل هذه القصة ما يهمني هو القائد فقط، قل لماذا وضعتموه هناك مادمتم تعلمون بإصابته؟
_منير: الرئيس مجنون بعض الشيء عندما يتعلق الأمر بأهدافه ، لذلك أحيانا لا يدرك ما يفعله . بالإضافة إلى أن الحلم الذي يعيشه بسبب قبضه على المقنع يذهب تركيزه.
_سلام(في نفسها): ذلك الأحمق...لم أرى في حياتي شخصا يؤذي نفسه فقط ليستفز عدوه، إنها أسخف طريقة عرفتها في حياتي حياته رخيصة بالنسبة له أم ماذا؟
_منير: هيا تعالي هناك لوحة حاسوب هنا.
[ راحت سلام أوصلت الحاسوب بلوحة الحاسوب الصغيرة التي بحوزتها و بدأت العمل عليه]
_سلام: خطرت ببالي فكرة أخرى، ما رأيك لو أدخلت الفيروس في جميع الحواسيب؟
_منير: الفكرة نصف جيدة.
سلام: لماذا؟
_منير: لأنه إن فعلت ذلك فإنك لن تتمكني من تحرير القائد ، فالحجرة الصغيرة المتواجد بها هي أيضا متصلة بنفس الحواسيب التي تريدين قرصنتها.
_سلام: أليست ذات حاسوب خاص؟
_منير: لقد كانت و لكنها الآن أحدها يحوي داخله جوهرة أفكار الرئيس ألا و هو قائدك لا يمكنه أن يجازف و يترك الحجرة ذات نظام منفصل لقد أمر بوصلها بحاسوبه الخاص، أفضل أن تفعلي ذلك بحاسوب الرئيس و الذي تتصل به كاميرات مراقبة الغرفة كلها.
_سلام: ماذا لو قمت بقرصنة حاسوبه الخاص ربما تفتح الحجرة جراء ذلك؟
_منير: و يمكن أن تحتجزيه هناك أو تزيدين من درجة برودة الحجرة عندها تخيلي ماذا سيحدث، لا يمكننا أن نجازف لا نعرف ماذا سيحدث.
_سلام: لا يمكنني تصور ماذا سيحدث سآخذ بنصيحتك أفضل.
[ في نفس الوقت استيقظت هناء عند الشروق فاتجهت إلى غرفة نجوى فوجدت سرير سلام فارغا]
_هناء: ماذا؟ أين هي سلام؟ هل استيقظت قبلي؟
[ اتجهت إلى المطبخ]
_هناء: ليست هنا أيضا، أين ستكون يا ترى؟
[ اتجهت إلى غرفة الاجتماع ثم المكتبة ثم قاعة التدريب، ثم عادت إلى غرفة نجوى]
_هناء: نجوى....هيا استيقظي بسرعة...
[ فتحت نجوى عينيها بصعوبة و نظرت إليها]
_نجوى: ماذا؟..لماذا أيقظتني مبكرا؟ تعرفين أنني لا أحب هذه العادة المزعجة.
_هناء: ليس الوقت مناسبا لثرثرتك يا كسولة، أريد أن اعرف هل تعرفين أين هي سلام؟
_نجوى: بالطبع هي في سريرها.
[ ثم نظرت نجوى إلى السرير فرأته فارغا]
_نجوى: هي ليست هنا...ابحثي عنها قد تكون في غرفة التدريب فقد رأيتها هناك بالأمس.
_هناء: لقد بحثت في كل الغرف و لم أجدها لقد اختفت.
[ انتفضت نجوى من مكانها فزعة]
_نجوى: ماذا؟؟ سلام اختفت؟ أأنت متأكدة أنك لم تريها في كل المقر؟ ربما لم تنتبهي إليها فقط؟
_هناء: نجوى..ألا تعرفين عملي اختصاصي أن ألاحظ كل صغيرة و كبيرة.
_نجوى: سيقضي علينا القائد حتما.
_هناء: هل نخبر الجميع في رأيك؟
_نجوى: بالطبع فلا يمكن أن نخفيه فهم سيكتشفون الأمر بسرعة.
_هناء: أيقظي أنت نسيم و شادي و أنا سأخبر مازن و جواد و آندي.
_نجوى: لماذا أنا من ستوقظهم تركت لي الأصعب.
_هناء: كفي عن التذمر و افعلي ما قلت لك.
-نجوى: حاضر..
[ اتجهت هناء إلى غرفة مازن]
_هناء: استيقظ يا مازن.
[ استيقظ مازن و نظر إليها]
_مازن: ماذا هناك؟
_هناء: لقد اختفت سلام لقد بحثت عنها في كل المقر.
[ صمت مازن قليلا يفكر]
_مازن: اجمعي الكل في غرفة المراقبة.
_هناء: حاضر.
[ اجتمع الجميع في غرفة المراقبة]
_مازن: تفقد الكاميرات يا شادي.
_شادي: حسن .
[ عرضت أمامهم كاميرات المراقبة في كل الغرف و الأروقة]
_نسيم: أنظروا لقد دخلت المخزن و أخذت بعض الأسلحة.
-جواد: أوقف الشريط واضح ما كانت ترمي إليه.
_مازن: لقد حدث ما كنت أتوقعه.
_جواد: أتعلمون عندما رأيتها أول مرة لاحظت أن جزءا خفيا في شخصيتها لم يظهر بعد، لقد أثبتت توقعاتي إنها..
_نجوى: تشبهه...
_هناء: صحيح إنها تشبهه كثيرا...
_نسيم: متسرعة....
_شادي: و تفعل ما تريد من دون سابق إنذار...
_مازن: إنها تشبه إياد كثيرا في تصرفاتها، يا إلهي لم يكفني إياد ظهرت لي سلام أيضا...
_نجوى: لذلك أرادت مني أن أعلمها كيفية استخدام حواسيب المقر، لتتمكن من مغادرة المقر في غفلة منان لكن لماذا؟ إلى أين ذهبت؟
[ فجأة دخل آندي و وقف خلف نجوى فارتعبت لرؤيته]_نجوى: هاي آندي لا تفعل هذا بي ثانية لقد أخفتني ، أنت دائما تختفي فجأة و تظهر فجأة.
_آندي: أنا أعلم أين ذهبت سلام.
_جواد: هل ما أفكر فيه صحيح؟
_آندي: نعم صحيح تماما.
_جواد: يا إلهي إنها مشكلة كبيرة.
_مازن: كيف لي أن أعلم هؤلاء الاثنان الأحمقان؟ غنهما يفعلان قبل أن يفكرا حتى في العواقب.
_نجوى: أخبرانا فيما تفكران ، أنا لم أفهم أبدا.
_هناء: ألم تفهمي يا نجوى يقصد أن سلام ذهبت إلى مركز الشرطة لوحدها.
_نجوى: ماذا؟؟..
_نسيم: ماذا تقول؟ لا يمكن...
_آندي: إنها تريد أن تنقذ إياد بنفسها، إنها تشعر بالذنب لأنها تظن أنها السبب في القبض عليه.
_مازن: و لما لم توقفها إن كنت تعلم بخروجها؟
_آندي: لا أعرف.. ربما كنت أحتاج إلى أحد يمكن له أن يعصي الأوامر كوني مقيدا بها ، و عندما علمت بما تخطط له لم أستطع إيقافها أنا آسف.
_مازن: حسن لا بأس.
_جواد: كان لدينا واحد فقط ليوجع الرأس و الآن أصبح لدينا اثنان من نفس النوع.
_نجوى: ماذا سنفعل الآن يا مازن؟
_شادي: ها قد حدث ما كنت أخاف منه.
_نجوى: ماذا الآن؟
_مازن: علينا أن ننقذهما معا الآن.
_هناء: هل نغير الخطة أم ماذا؟
_مازن: لا أبدا لا داعي لذلك، فقط علينا أن نركز في إنقاذ اثنان الآن .
_جواد: لا تنسوا أن نأخذ بعين الاعتبار كون سلام لا تعرف كيف تتصرف في غير عالمها، أقصد أنه علينا أن نهتم بها جيدا في هذه المهمة أكثر.
_شادي: أكيد فهي لا تستوعب أفعالنا و تحركاتنا جيدا بعد.
_مازن: أنا فعلا مسكين.
_جواد: عليك أن تعود نفسك على الفوضى و الجدالات و النزاعات المتواصلة و على أدوية الصداع أيضا.
_مازن: أعلم...أعلم ذلك جيدا يا أخي..

رابط بين بعدين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن