تحت نيران الحرب 2
.....................
لملم فتات تلك القلادة ... وبقبضته ضرب ذلك الباب واقفله ...مترنحا ...وصل غرفته واقفل الباب على نفسه لا يرى في هذه الدنيا ما يدفعه للنهوض والخروج ...تلك الافكار السوداوية التي اعتادت ان تجول في راسه عادت مجددا مع شهقات متقطعة تخرج مع بكاءه المحموم ..
لم يجب ان يعاني كل هذا وحده ...هو حتى لا يعرف ما الذنب الذي اقترفه ...الضرب والشتم والاهانة من الشخص الوحيد الذي يمكنه مناداته بعائلته ..هو كل ما تربى عليه ..."امي ...لو كنت هنا ...هل كان ليفعل هذا بي ...هل كان ليكرهني ...امي .." قالها طاما راسه والالم كان كل ما يمكنه التفكير به
مع غياب الشمس ياتي سيهون ويطرق باب منزله ...:ياااا...جونغ ان ..هل انت بالداخل ...«يسعل قليلا»سيد كيم ...هل جونغ ان موجود
لم يجبه احد بداية ...فعاد لينادي ثانية وهو يحدق بنافذة غرفة جونغ ان حتى سمع صوت الباب يفتح بشكل بسيط بجانبه فيسرع للالتفات :جونغ ان
مخفضا راسه يقف خلف الباب وقد اختار عدم التحدث في البداية
سيهون قلقا :يا جونغ ان ...هل انت بخير
هز براسه موافقا ثم قال بصوت مرتجف:انا ...لا اظن انني ساخرج اليوم ..اشعر ببعض المرض لذا ..اخرج انت ..«يمسح عينيه»تاكد من ان تعتذر من سون دوك بالنيابة عني ....
يحاول ان يتقدم سيهون نحوه قليلا ويلامس وجهه ولكنه يبعد نفسه ..وذلك الحبل الخفيف في يده من ما تبقى من القلادة كاد ان ينقطع داخل قبضته المشدودة
يبتلع سيهون ريقه وهو يراقب جونغ ان وهو يتالم بذلك الشكل :يا جونغ ان-اه ..اسمع بامكاني البقاء معك ...ان كنت ..لا تشعر بانك بخير حقا
جونغ ان :لا ..لا داع لذلك «يرفع راسه محاولا اظهار بعض التحسن »استمتع انت ...سابقى هنا فقط وربما ..ربما قد اقرر الخروج لاحقا «يربت على كتف سيهون»استمتع بالنيابة عني ...«يعود ليغلق باب المنزل ثانية بينما يقف سيهون لدقائق اخرى محتارا امام منزله ونظراته القلقة نحو غرفته كانت تتردد بين الفينة والاخرى ومع بدء اجواء ذلك المهرجان المتواضع قرر الانسحاب فقط :اراك لاحقا جونغ ان ..اعتني بنفسك ...ساعود لرؤيتك قريبا
يغادر ويتركه وحده فقط بينما ذلك الشخص الذي يدعو نفسه بوالده لم يعد للمنزل حتى
يمضي الوقت ..وتغيب الشمس ّصوت تلك الاغاني التي اعتاد الناس غناءها وقت الحصاد بدا يبدو واضحا كما تلك الغصة المؤلمة في ارواحهم والكل يعلم انه لن يسمح لهم بالاحتفال باكثر من تلك الطريقة ...ارتدى حذاءه وخرج مجددا حينها وكان شيئا كان يشده للخارج...تلك الاضواء القريبة من ساحة المدينة بدت بشكل ما جميلة ..ولكنه اثر التمشي وحيدا على ان يذهب ويشاركهم ما كانوا يفعلونه ...ربما السعادة ..هو ليس امرا قد اعتاد عليه ...فمشى الى البلدة بطريق معاكس وقد بدا انه لا يريد شيئا اكثر من بعض السكينة مع نفسه
"هل هذا هو ...هل انت متاكدة "سيدة كبيرة قد قالتها وقد بدا الانزعاج عليها
"وكيف قد لا اعرفه ..انه ابن تلك اليابانية...انا متاكدة"اجابتها رفيقتها التي كانت تجالسها امام احد المنازل ...وبشكل ما لفت الامر جونغ ان وقد ظهر ان احد ما يقصده ...ينظر حوله ولا يجد اي احد حوله ولكنه يقرر اكمال طريقه وحسب
احدى السيدتين محاولا اظهار صوتها:اااه انه لايخجل من نفسه حتى ...يتجول بيننا هكذا ...كان حريا به ان يتبرا من اصل والدته المذل ...تلك اليابانية لا تنفك من نثر نحسها علينا
جونغ ان مع نفسه وقد بدا ان تلك السيدتان تعنيان ما يقلنه ...ابن اليابانية ..ما الذي يقصدنه بهذا ...سؤال دار في راسه وهو يحدق لا شعوريا نحو تلك السيدتين
بانزعاج يحدقن به ايضا فتقول احداهن :اااه يالوقاحته ..انه حقا لم ينل تربية ملائمة ...هذا ما سيتعلمه في مدارسهم فقط
يقترب من تلك السيدتين بخطوات مترددة ..وكلمة ابن اليابانية تتردد في اذنه بشكل مزعج حتى بدان يشعرن ببعض القلق
جونغ ان:عذرا ..ولكن هل ..هل بالصدفة كنتما تتكلمان عني ...عن امي..هي يابانية...انا لم اخطىء بالسماع اليس كذلك
تحدق احداهما في الاخرى ثم تميل راسها بانزعاج :انت ..وكانك لا تعلم ذلك ..اجل ...تلك اليابانية جائت وتركت نحسها لدينا قبل ان تموت وتريحنا منها
السيدة الاخرى :هه ..لو انها لم تذهب بنفسها لكنت ..
اشششش لا اريد ان اعكر مزاجي الان حقا
يصرخ حينها قهرا:ياااااا ما هذا الهراء ...ما الذي تقةلينه هاه
يحدق جونغ ان بهما وتلك الكلمات كانت اثقل من ان تمر على سمعه هكذا ... بينما ابتعدت تلك السيدتان عن المكان لدى رؤيته يصرخ بتلك الطريقة
يتسمر مكانه وتلك الكلمات تعود لراسه ثاية ويردد مع نفسه بشكل بالكاد كان يفهمه :امي ...هل هي ..هي يابانية
كلمات والدة سيهون تلك بدات تجعل من الامر منطقيا بعد ان حاول انكار ذلك مع نفسه في البداية ...امه لم تمت ..امه ...انها ليست يابانية ...لم فقط ..لم يقولون هذا ...«يااااااااااااااا» ....صرخ بغل خرج من داخل صدره
ولكنه عاد ليفكر :لا ..هناك خطا ما ...هناك خطا ما امي ..امي ليست كذلك ...ارجوكم
دون ان يعي حينها بدا يركض باتجاه منزل سيهون ..وكان كل حياته كانت متعلقة بكلمة قد تصدر من السيدة اوه ...طرق الباب بقوة وهو يصرخ لها :سيدة اوه ...سيدة اوه ...سيهووون ...يااااا
فتح سيهون حينها الباب وقد سمع صراخ جونغ ان المرعب ذاك
سيهون:يا جونغ....
يدفعه ويدخل للمنزل عنوة ..يلتفت حوله ويبحث داخل المنزل عن والدته :سيدة اوه ...سيدة اوه
سيهون محاولا ايقاف جونغ ان:يااا...انت .. «يصرخ» يااااا جونغ ان توقف ..هذا منزلي
يلتفت نحوه قليلا ثم يمسك بقميصه وكانما يترجاه :سيهون ..اين والدتك ...هي في المنزل اليس كذلك
سيهون :لا ليست كذلك ...ما الذي يحصل بحق السماء «يبعده» لم تتصرف هكذا الان
جونغ ان بنبرة مرتجفة:اين هي اذا ..لا بد انك تعلم هاه
سيهون :يااا انا لن اخبرك كلمة حتى تشرح لي ما يحصل ...لم تتصرف هكذا حقا ...«يمسك بكتفه قلقا»لقد بدات تخيفني جونغ ان
مترددا وهو يحاول كبت مشاعره :انا ..انا اريد فقط ..اريد ان اعرف من انا ..اريد ان اعرف من انا سيهون
سيهون بغضب :يا يا يا ...ما الذي تعنيه بهذا ..جونغ ان ..انت جونغ ان ...كيم -جونغ-ان هل نسيت ذلك ...الا تفهم هذا
يصرخ حينها جونغ ان قهرا :بل انا ابن اليابانية ...لم ...لم كلهم ينادونني بهذا ...
سيهون :جونغ ان
«ممسكا بياقة سيهون »انا لم اعد اعي شيئا ..اريد ان اعرف فقط ..هل تلك اليابانية التي يتحدثون عنها ..هل هي امي «تفر دموعه من عينه ..يخفض راسه وانين يمتزج بصوته مغادرا قبل ان يسمع ردا من سيهون »
سيهون محاولا ايقاف جونغ ان ممسكا بذراعه:جونغ ان -اه ..انت ...انا
ينفض جونغ ان يده بعد ان تعتلي وجهه ملامح مخيفة لم يعتد رؤيتها عليه قبلا ...بقوة يقفل الباب من خلفه تاركا سيهون لا يعرف ما الذي يمكنه قوله او فعله ....كل شيء قد انقلب بطريقة سرمدية
جونغ ان الذي عاد متخبطا لمنزله ...ازقة الحي من حوله كانت تحمل كوابيسا فجاة ..يكاد يرى نظرات اشمئزاز تعتلي وجوه الجميع ...رغم ان احدا لم يزهر ايا من هذا ولكن ..كان قادرا على سماعهم يلعنونه بشكل اصبح مزعجا ليصرخ حينها وهو يحدق بغل بكل واحد تلقاه عينه :اقفلوا افواهكم ...لست ابن اليابانية هل تفهمون ....هاااااه
يسرع الجميع من حوله ليكمل طريقه وقد بدا لهم شخصا مجنونا
يصرخ :لا تنظروا الي هكذا ....
احد الرجال:اششششش اقفل فمك ايها الوغد ...اذا كان يزعجك هذا للغاية ...اما كان افضل لك لو ابتعدت عنا فقط ..اششش ...اذا كنت غير راض لم لا تقتل نفسك فحسب ...ربما قد تبعث ثانية بجسد شخص محترم
يسحبه شخص ما حينها ويبعده بينما يكاد جونغ ان ان ينفجر ...
والدة سيهون من مكان قريب بصوت مرتجف:بني ..انا ..انا اسفة كان يجب ان ...لم يكن ..
يرمقها بنظرة لم تتمكن سوى رؤية ضياعه فيها ...ومشاعر متداخلة يصعب شرحها ...ولكنها كانت مخيفة بشكل يجعلها تفهم ان كل شيء قد يتغير من هذه اللحظة
يتركها هناك ويسرع بخطواته الى المنزل وهو يمسح عينيه في كل لحظة يشعر بدموعه الضعيفة ...يفتح باب المنزل ويدخل ضاربا الباب بقوة ...والده كان جالسا في نفس ذلك المكان وبيده زجاجة خمر لم يبق منها سوى بضع رشفات ولدى رؤيته جونغ ان يسرع للغرفة اوقفه :يااااا...انت يا عديم الفائدة ..ما خطبك ..الم تعد ترى ام فقدت القدرة على التمييز ايها الوغد
يقف جونغ ان في مكانه حينها وبقبضة مشدودة ينظر نحوه دون ان ينطق بكلمة ثم يحاول تجاهلع ويكمل طريقه ويدخل غرفته ولكن والده لم يرض بذلك القدر فقط فلحق به حتى غرفته بعد ان اخرج عصا اعتاد ضربه بها :ايها الوغد ...لقد تجرات على تجاهلي
جونغ ان جالسا على سريره رفع نظره اليه قليلا ثم نهض وقد بدا عليه عدم الاكتراث :تريد ضربي ..«بنبرة عالية»افعل ذلك اذا ...اذا كان هذا ما يذكرك بوضاعتك فافعلها هيا «يصرخ»هيااااااا
ينظر اليه والده مستغربا بعد ان حدثه بنبرة لم يعتد عليه فتقدم نحوه اكثر ورفعه من عنقه :ياااا ..تخاطب والدك بهذه الطريقة ايها الوقح ...اتعلم ما الذي ستعانيه يا عديم الفائدة
يرفع عصاه ليضربه ويهوي بها للاسفل لتصدها قبضة جونغ ان وتنتزعها من ويرميها لزاوية الغرفة ثم يمسك بعنقه ويدفعه ملصقا به الحائط والشرار كان يقتدح في عينيه :«يصرخ» ايها الوووغد ...الم تكتفي بعد ...الم تسام من ضربي هكذا كل يوم ...هاااااااه ...لم تكرهني لهذا القدر ايها الوغد «بنظرات مضطربة»اهو بسبب والدتي ...تلك اليابانية ...تذكرها اليس كذلك ..«يصرخ»ما ذنبي انا بخطا اقترفته انت هااااااه ....لقد اكتفيت ...اكتفيت منك ومن كل شيء هنا ايها العجوز البائس ...
والده خائفا:بني ..
يضحك جونغ ان حينها ساخرا وقد حدق بوالده باحتقار:حقا ...ابنك «تدمع عيناه» اصبحت ابنك الان ....هذه اول مرة تناديني بهذا ...لم ..لم هل ..هل اصبحت مخيفا الان...«يشد قبضته على عنقه» من الان وصاعدا انس انك امتلكت ابنا ... «بضربة مزعجة على راسه» وانا ساتجاهل اني امتلك والدا مثلك ...ساتاكد من انك لن تستطيع رؤيتي الا في أسوأ كوابيسك ...هل تفهم ايها السافل
يتركه ويوقعه ارضا بينما يكاد هو ان يختنق ويخرج غاضبا دون ان يحمل معه شيئا وقد بدا انه قد عزم على شيء لن يستطيع احد ردعه عنه
والده خرج خلفه بخطوات مترددة وحاول اللحاق به في نفس اللحظة التي كان فيها سيهون يراقبه خارجا بتلك الطريقة ويصرخ اليه :جونغ ان ...جونغ ان ..انتظر
يركض خلفه حتى يصل اليه ويوقفه للحظات :يااا ما خطبك ...ما الذي تفعله ....
ينفض يده ويبتعد ولكنه يمسك به ثانية :يا انتظر ...مت الذي تنوي فعله ...اسمع اهدا الان و..
جونغ ان :يااا ..دعني ...انت و والدتك ...وذلك العجوز البائس ..بقيتم تخفون عني كل شيء ..تحملت الكثير وقد اكتفيت ...احقا لا تزال تسمي نفسك صديقي «يمشي مبتعدا»
سيهون منفعلا:انا لم اعلم اي شيء عن هذا ايضا ...لم اخف اي شيء عنك صدقني ..
يمشي خلفه ولكنه يصرخ :لا تتبعني ..ابق حيث انت ..انا لدي طريق لاسلكه الان ..وانت ..لست جزءا منه ..
يتقدم مجددا فيصرخ سيهون له :اين ستذهب ..اخبرني فقط ..يااا جونغ ان ..
جونغ ان :ساذهب للمكان الصحيح الان فقط ..ولا داعي ان تعرفه
سيهون :هل ...هل ستنضم لجيش الثوار ...هل ستفعل ذلك جونغ ان
يلتفت اليه بطرف عينه بملامح يملؤها الاشمئزاز وبنبرة محتقرة :ماذا ...هه ...مع اولئك الجوسيونيين الوضيعين ...«يكمل طريقه جريا محاولا الابتعاد بقدر ما يستطيع حتى يختفي تماما عن أنظارهم»
سيهون صارخا بخوف:جونغ ان ...يااا جونغ ان ...توقف ...«يحاول الركض خلفه ولكنه كان قد اختفى من امامه بالفعل » جوووونغ ان ...ايها الوغد ....عد ايها السافل ....عااااااااااا ...
يجثو على ركبتيه والفزع يملؤه وكلماته الاخيرة اثارت فيه رعبا اكثر ...الطريقة التي كان يتكلم بها ونظراته ...هو فقط لم يبد جونغ ان الذي عهده وعرفه ..لم ير فيه صديق طفولته :«صارخا» جوووونغ اااان
والده من خلفه ينظر وقد بدا ضعيفا بالكامل وما كانت لحظات حتى تهاوى جالسا يركي جسده بكفيه من خلفه وملامح فزع ملات وجهه :جججونغ ان ...بني
رمقه سيهون بنظرة سريعة ثم عاد لينظر حوله
......................
شعور الاختناق والقهر ...ان تكون مقيدا رغم ان لا شيء حول يديك ...ولكن تعي انك غير مخول باتخاذ قرار حول حياتك ...ارضك لا تحمل اسمك ..واهلها لم يعودوا يتكلمون لغتك ..ذلك الشعور المملوء بالذل وانت تنتظر دورك للعبور وخوفك ان يتم جرك في اي لحظة ..ذلك الشعور بانك لست بامان في اكثر مكان يفترض بك ان تشعر بالامان فيه ....الوقوع تحت الاحتلال ..الجميع يتكلم عنه ولكن قلة فقط تفهم معناه وتعيشه
.........................
اربع سنوات قد مرت ...وفي الوقت الذي ضاق فيه الخناق اكثر على اهالي جوسون ...بيوتهم كانت تدمر وتحرق ...وشبابهم يقتلون ويؤسرون ...كل شيء اصبح مستباحا في نظرهم ..فقط بحجة واحدة ...ليحافظوا على الامن والاستقرار في دولتهم الموحدة كما كان يدعون ...وليقضوا على الارهابيين الذين يسعون لزعزعة امنهم
حاكم عام جديد واحكام اسوا ...ضرائب كثيرة فاقت قوة الاهالي ...وحال دفع بالثوار لينتفضوا ايضا ...جيش ثوار جوسيون والذي اصبح سيهون وسون دوك جزءا منه ...الاستقلال والتخلص من هذا الاستعمار اصبح هدفهم
بعد وفاة والدته انضم سيهون لجيش الثوار كما سون دوك ...ولم يياس من انتظار عودة حونغ ان في يوم ما ...اين يمكن ان يكون وما يفعل وكيف انتهى به الامر الان ...كان يشغل كل تفكيره
........
في احد مقرات الثوار السرية
......
اجتمع القائد جانغ بمن هم ضمن مجموعته من الثوار ليناقشوا ويحضروا لعملية اخرى ....ويراجعوا الخطة التي كانوا يرسمونها منذ فترة
من خلفه علم جوسون كما ذلك الذي كان يغطي الجدار المقابل له ...عشرة شبان من مجندي جيش الثوار يقفون امامه وقد اظهروا احتراما وانتباها لكل كلمة يقولها
القائد جانغ :كلكم رايتم ما حدث منذ اسبوع ..قرية بكاملها ابيدت ومعسكرات جديدة بدات تبنى عليها ....عشرات الاطفال والنساء والعجائز قضوا هناك ...الا يشعركم هذا بالخزي ان احدا منكم لم يتحرك
يخفضون رؤوسهم دون ان يجيبوا ولكن صوت سيهون يظهر :كلنا الان نريد الانتقام سيدي ..وما حدث منذ اسبوع لم يكن الماساة الوحيدة التي تدفعنا لذلك
ينظر القائد جانغ اليه ثم يدير وجهه:ان اليابانيين الاوغاد يحاولون استفزازنا ...يحاولون بقدر ما يستطيعون اظهار انهم الاقوى هنا ...ولطالما تباهو بهذا ولكن ..يجب ان نثبت لهم ان كل هذا خاطئ.... اليس كذلك ايها الثوار
جميعهم بصوت واحد :بالتاكيد سيدي
يستدير نحو سيهون مجددا :هل نفذت ما طلب منك سيهون
سيهون:اجل سيدي ...لقد تدبرت بعض الاسلحة بمساعدة سون دوك
سون دوك:لقد استطعنا تهريب بعض الاسلحة والقنابل من مركز شرطة المدينة ..وعلي ان اعترف ...التعامل مع الحرس لم يكن بتلك الصعوبة
القائد جانغ:حسنا ..احسنتم ...ماذا عن البقية
صرخوا:جاهزون سيدي
القائد جانغ :حسنا ...بامكانكم المغادرة الان وغدا يجب ان يسير كل شيء كما الخطة ..رئيس مركزنا هذا تمادى حقا ويجب ان ينال ما يستحق ....انصرفوا الان ولكن انتبهو ليخرج كل واحد من مكان وكونوا حذرين ان يلاحظكم احد ..خصوصا انت سون دوك ..كاد يكشف امرنا اخر مرة بسببك
سون دوك:ساكون اكثر حذرا سيدي
يغادرون ذلك المكان وكل منهم يذهب في طريقه ...وكذلك سيهون وقبل ان يعود لمنزله يمر بمنزل والد جونغ ان ...من خلف ذلك السياج البسيط يحدق بتلك البوابة التي بثيت مفتوحة منذ ذلك اليوم الذي مات فيه السيد كيم منذ عام واحد .....كل شيء كان يوحي بانه منزل مهجور الاتربة والاوساخ في كل مكان والنوافذ شبه محطمة والحيوانات بدات تتخذه ملاذا
يخرج مفتاح المنزل من جيبه حينها ويدخل اليه يتلمس قطع الاثاث المغبرة ويتنفس معها بضع ذكريات عاشها مع جونغ ان هنا وحينها يبدا بتنظيفه ...فهو لا يريد ان يعود جونغ ان ويرى حالة الخراب التي وصل اليها منزله ...اراده ان يعود ويجد كل شيء مثاليا
قضى معظم النهار هناك حتى ازال اخر ذرة غبار ثم حرج واقفل الباب مجددا وعاد ليتمشى في المدينة قليلا قبل ان يعود ....بين كل اولئك الناس والعربات لمح وجها بدا كانه مالوف نوعا ما ..بدا مختلفا بشكل شوشه ولكنه عرفه في النهاية ....وجه لم يكن يتوقع رؤيته هناك وليس بهذا الشكل
سيهون صارخا :جونغ ان ....كيم جونغ ان ...ياااااا
التفت للخلف قليلا وبابتسامة حانبية مستفزة عاد ليجلس جيدا بينما يقول لسائق العربة:اسرع ايها الاحمق ...اتريدني ان اتاخر بسببك ...الى مركز شرطة المقاطعة هيا
يحاول الاسراع اكثر وقد ملاه الارتباك
جونغ ان :ايششششش ..هذا مزعج
يستمر سيهون بالركض خلفه حتى تنهك قواه ويقع ارضا ليصرخ مجددا:انه انت جونغ ان ...انا متاكد ...اشششش
يصل السائق مركز الشرطة وينزل جونغ ان يضع قبعته وبخطوات واثقة وضربة قدم ثقيلة يدخل المركز متجها مباشرة نحو غرفة رئيس المركز
جونغ ان ضاربا التحية العسكرية :سيدي ..
................
انتهى الجزء التاني
❤❤❤❤❤❤❤

أنت تقرأ
تحت نيران الحرب
Historische Romane"جونغ ان ، لم فعلت ذلك" "اوغاد بائسووون" "نموت وتحيااا جوسووون" الحرب دائما ما تخلف وراءها قصصا كثيرة ...قصص بطولة وخيانة ...صداقات قوية وقصص حب حزينة ....وقصتي تحمل في طياتها كل هذا واكثر ...