تحت نيران الحرب 24
.................
ينظر كل من كان حوله اليه ..يجر خطواته للمنزل كذلك لا يفارق كفه صدره ..سعل قليلا ومنظره كما كان كئيبا افرحهم ...وكما التعب الذي كان يظهره لم يكن فعلا ما يشعر به ...تظاهر بضعف ربما شبيه بنهايته ولكنه اراد ان يحبكها بالشكل الصحيح
لذة اشبه بالانتصار كانت تعلو وجوههم ...رؤيته يعاني بذلك الشكل وكذلك غصة ملأت قلبه وهو يحاول التفكير فحسب ...ما الذي اوصله لهذه المرحلة من الضعف ...ما الذي جعله يائسا بهذا الشكل
.........
كان ييشينغ جالسا خلف مكتبه ...لا يحرك ساكنا وهو يتذكر ما حصل منذ ساعات مرت ...كل الذي تلفظ به جونغ ان ..كل تلك الاتهامات وبكاءه ....وامر مرضه ذاك اصلا ...بدأ يشعر بحرقة تتغلل صدره تجعل تمزيق تلك الاوراق تحت كفه امرا محتما
ييشينغ:هل ...هل ما حصل ...هل كان هذا ما حصل منذ بعض الوقت ...جونغ ان ..ما الذي ...«لا يقوى على التفكير بأي شيء ليرمي كل تلك الملفات بما حوت للاسفل صارخا :ماااا كااان هذاااااااا ؟؟!!
يدخل احد الضباط لاهثا بدا يحمل في جوفه كلاما كبيرا
يصرخ به :تاشييييداااا ...من الذي سمح لك
تاشيدا :اعتذر سيدي ولكن ...انه جونغ ان ...منزله مشتعل والأهالي يقولون ...انه لم يغادره مذ عاد
لحظات اوقفته قبل ان يستوعب كلامه ليشعر برجفة في يده
تاشيدا :يقولون انه ...قتل نفسه سيدي
ييشينغ وقد شعر بنفسه يضيق ولسانه قد انعقد بالكامل ..متشبثا بحافة مكتبه يحاول اهراج تلك الكلمات بصعوبة :جج ..جونغ ان «يرفع رأسه» انت ..انت «يصرخ» هل تعي ما الذي تخرف به هاااا
تاشيدا :سيدي
سيارته كانت تتقدم اكثر من من منزله واعمدة الدخان والنيران كانت ظاهرة امامه وحتى اللحظة التي ترجل فيها من السيارة وشهيقه كان اصعب من زفيره ...شعر بتلك الخنقة في حلقه تمنعه حتى عن الحركة ليصرخ في مل هؤلاء المدنيين الشامتين :احضروا بعض الماء ...لما لا تحاولون اطفاء هذه اللعينة ...بحق السناء انه جوسيوني مثلكم «يلاحظ سكونهم الغريب وضحكاتهم الشامتة الدفينة فيصرخ في الضابطين اللذين تواجدا هناك » لم انتما واقفان هنا «يصرخ» يا جونغ ان
يهم ليدخل الى هناك ولكن هبة نار واذرع الضباط ابعدته :سيدي ...ستعرض نفسك للخطر
يجلس باكيا على الارض بينما يثبتونه وتتحرك عيناه نحو تلك النيران التي لم تترك أي شيء لم تلتهمه :ولكنه في الداخل ...«يبكي بحرقة » جونغ ان ...انه في الداخل ...انه مريض ...سيخنقه الدخان ...«بيأس» ليخرجه شخص ما ...
دموعه تلك مع حرقته ...كانت ربما تشرح تلك الصداقة ..تلك العلاقة المعقدة ...والخسارة التي خلفتها عدم تفهمه ...والشكوك تلك ..ربما قلة ثقته ...وماذا سيكون امامه الان سوى لوم نفسه .
مرت ساعات واخمدت تلك النيران ولم تخلف خلفها سوى الرماد ...احترق ذلك المنزل بالكامل حتى اصبح من الصعب تمييز ان كان هناك من سكنها ام لا ...ربما جثة جونغ ان احترقت مع جدران ذلك المنزل الخشبية ...هل قرر محرقته هنا وحسب
دخل ييشينغ حدود ذلك المنزل ...رائحة الدخان الممزوجة برائحة احتراق الجلد تلك رغم قوتها لم تمنعه من ان يتقدم اكثر ...نظراته المصدومة ...ما عاد يميز اي زاوية من المنزل فانخفض للأرض راكعا بلا أي حيلة ..امسك حفنة من ذلك الرماد انتثرت من يده غطت بنطاله :جونغ ..جونع ان -اه ..أنت ...ما الذي ..ما الذي فعلته
ارخى يديه للاسفل وجلس كما كان فحسب
احد الضباط خلفه :سيدي ...انهم يقولون في الخارج انه عندما دخل ...كان يبدو عليه انه متعب للغاية ..ولم يراه أي احد يخرج ..اظن سيدي انه ..انه قد انهى حياته ..هو ..كان مريضا أليس كذلك سيدي
لم يلتفت ييشينغ اليه حتى ولكنه اخفض رأسه ..وتلك الدموع التي اراد بشكل ما حبسها اصبحت تخرج غصبا وهو يضرب الارض تحته يملأ نفسه من سخام تلك النيران .يصرخ مع كل ذكرى كانت تغزو رأسه ....كان مميزا ..وكل ذكرى كانت ثمينة ..وتانيب ضميره ذلك كان مؤلما ...وكأنه كان مسؤولا عن كل شر مر به ..اخر كلمات قالها كانت وحدها ما يتردد في اذنه :لم فعلت ..لم جونغ ان ..كنت صديقي ..الوحيد الذي امتلكته يوما ...عاااا
.......
غزا الزنازين هذا الخبر حتى وصل لسمع سيهون الذي بم يتلقاه براحبة صدر ...لم يصدق حتى وقعه للمرة الأولى ...جونغ ان منتحرا محروقا في منزله ..ولم يبقى منه حتى ذرة متماسكة ....صمت فحسب وهو يسمعهم جميعا يتهامسون بالأمر وبعض الدموع هربت من عينيه مثلت ربما بقايا تلك الذكريات ..او صدمته كانت قوية فحسب
مسح عينيه وقال يسأل نفسه منكرا بشكل ما : هل ..هل انتهى امره هذه المرة فعلا ...هل ..هل مات حقا
احد المسجونين في المستلقين على قضبان الحديد تلك يلاحظ مشاعر سيهون :ماذا ...هل انت حزين لأجله
شخص اخر :دعه الان ...لقد كانا صديقين فيما مضى
السجين1: انس الامر يا صديقي ..هو لا يستحق هذه الدموع ...اتعلم عندما اخرج من هنا ..ساشرب احتفالا بهذا الخبر الرائع
السجين 2: وماذا ستفعل بعد ذلك
السجين 1: لا شيء ...فهم سيعتقلونني مرة اخرى على كل حال «يضحك ساخرا»
ورغم تلك الضحكات سيهون كان وكأنما انتقل لمكان اخر ...يتذكر فقط صرخات جونغ ان الاخيرة ....كيف رآه متعبا في ذلك اليوم ..ولوهلة نسي كل تلك الايام السيئة ..واستحضر ذلك الماضي الذي اعتاد ان يجمعهما ..وأول يوم التقاه فيه ...عند نفس تلك البحيرة ..صداقتهما وحتى تلك الأيام الصعبة التي امضاها يبكي عنده ...وبذكر تلك البحيرة ..جلس يفكر بذلك اليوم عندما كانا صغارا ..لم يتجاوزا السبع سنوات
"كان سيهون الصغير يركض حاملا ذلك الكيس الذي يحوي احدى دفاتره نحو جونغ ان الذي كان يبكي بصوت عال مغطيا وجهه
سيهون :جونغ ان -آه ...«يصل اليه ويحاول ان يلمس وجنته بيده الصغيرة» ...جونغ ان ..هل تبكي ..هل انت مريض
جونغ ان يبكي ويمسح عينيه بإستمرار: هااااااه ...ابي ..ابي ..ابي غاضب مني ...صرخ في وجهي ثم ضربني هناااا «متحسسا ذراعه»
وضع سيهون يده على ذراعه :هل هي مؤلمة
هز جونغ ان برأسه باكيا :اجللل ..انها مؤلمة جداا
وبينما يستمر بالبكاء يعانقه ويربت على ظهره :لا تبك ...الالم سيذهب ...هيا ..«يجلس ويفتح ذلك الكيس ويخرج منديلا اخر يحوي قطعة من الحلوى ويقسمها نصفين »انظر جونغ ان ...سأعطيك شيئا لذيذا ...امي حضرته
ياخذ قضمة وكذلك جونغ ان فيبتسم للذتها ويضحك :انها لذيذة ...احببتها
سيهون :انا ايضا احبها ...سأقول لأمي ان تعد المزيد لاحقا «يربت على كتف جونغ ان»اذهب ايها الالم هيا ..اذهب
جونغ ان مبتسما وفمه مليء بتلك الحلوى اللذيذة: شكرا ...اخي "
لمعة عيني جونغ ان ذلك اليوم ...الفرح برغم ذلك الحزن ..لم تتغير عن نظرته في ذلك اليوم ...لا يدري كيف لم يلحظ هذا يومها ولكنه عاد ومسح وجهه فحسب ..وعاد لتلك الزاوية المظلمة
وهذا قد كان اليوم الذي سيتم نقل سيهون فيه ليحاكم في الوقت الذي كان فيه ييشينغ اضعف من ان يترأس مهمة نقله ...سيرسلون ضابطا اخر يتةلى تلك المهمة في حين هو سيتوجه لمكان يجعل من ذلك الرماد قبرا لجونغ ان ..يدفن رماده فيه ...لم يستطع ان يفعل او يقول شيئا ولوم نفسه كان الشيء الوحيد الذي يفعله
.........
في المقر :
جونغ داي يخاطب قوة قاموا بتجهيزها :تعلمون ما مهمة اليوم ..وتعرفون كم اصبحت اسهل الان ..اللعنة قد ماتت ..والملازم ..علمنا انه لن يترأس القوة المسؤولة عن النقل ..اليوم يجب ان ننجح ...يجب ان نرد له ما فعله قبلا لاجلنا ...هل فهمتم
......
بدا كل شيء يمر بهدوء حتى دفعاتهم تلك له حتى حشروه بين اربعة ضباط والبقية جلسوا في المقدمة وعلى غير عادتهم لم يحشروا ذلك العدد الكبير من الضباط لأجل عملية كهذه بل اكتفوا بسيارة مرافقة اخرى تحمل ضابطين اخرين ...مضى بعض الوقت وغاصوا اكثر داخل تلك الغابة وقد وصلوا منتصف طريقهم ...ربما اظهر حينها السائق بعض التردد لما يواجهونه بالعادة هنا ولكنه مضى فحسب ولكن سرعان ما كاد ان يشعر بانقباض قلبه وكأنه بلا نهاية عندما فقدت السيارة توازنها واختلت حركتها لتنحرف لاحد الجوانب وترتطم بشجرة كبيرة هناك
الضباط يتمسكون بسيهون ويتأهبون
سيهون :ما هذا الان
الضابط بجانبه :ما كان هذا ايها الابله «يشعر بكدمة على ذراعه» اااااه ..ما الذي فعلته
السائق :انا ...لا اعرف ما حصل ..لا بد ..لا بد انها العجلات ...سالقي نظرة
يصرخ في وجهه :سنتاخر بسببك الان ايها الوغد
يحاول ان يفتح ذلك الباب العالق ويخرج ملتفتا للعجلات فيرى تلك التي على جانبه قد ثقبت بالفعل ولكن ما اثار رعبه حينها شكل ذلك السكين ..
السائق :هل ..الش «تخترق رصاصة ظهره»
الضابط يترجل من السيارة محضرا سلاحه مختبئا خلف السيارة يصرخ :اظهر نفسك
رصاصة تخترق جذع الشجرة الذي خلفه وصرخة اخرى :لن تحبوا هذا
الضابط :تأهبوا
سمعوا صوت حصان يمضي مبتعدا وكذلك بدأ اشتباك لم يكن هائلا حقا وكأنهم قصدوا الامر عندما لم يبعثوا قوة كبيرة ...كل من حول تلك السيارة قد ابيد وجونغ داي الذي ركض مسرعا لتلك السيارة لينقذ سيهون تعثر عندما وصلها ولم يجد ايا من سيهون او حتى مرافقيه ليصرخ :تبا ..انه ليس هنا
......
كانا يركضان بكل ما لديهما من قوة يجران سيهون معهما خلال الغابة ...وهو لم يكن بإمكانه حتى مجاراة خطواتهم التي كان شبه مجبر عليها مع يديه المقيدتين ...جسده المنهك الذي لم يقوى حتى على الاحرك اكثر ولكنهما كانا يسرعان فحسب
احدهما :هياااا ..اسرع
يتوقف سيهون فجأة في مكانه :انا ...لن اذهب الى اي مكان ...هذا يكفي
يدفعه احدهما :اقفل فمك وتحرك
يصرخ :قلت لك لن اتحرك لأي مكان
الضابط 2: وهل ستتوسل اليه حتى يتحرك «يفك القيد الذي يربطه بيده ويرفع سلاحه بسرعة ويصوبه» اتعلم شيئا ..انا لن انتظر حتى نصل المحاكمة ...فهم على كل حال سيحكمون عليه بالاعدام «يحشوه» رميا بالرصاص
الضابط 1: ولكن ...
الضابط 2: اقفل فمك ..سانهي أمره الان
يصوبه الى رأسه تماما بينما يظهر الاخر صلابة وبشكل ما يحاول الافلات من يد ذلك الضابط
الضابط 2:اطلب امنيتك الاخيرة
بملامح مستحقرة ينظر اليه ونوع من اليأس جعله يظن ان الافلات مستحيل فلم يتردد ان يبصق في وجهه ليصرخ الاخر غاضبا ويلكمه بطرف سلاحه :انت من اخترت هذا
وقبل ان يضغط ذلك الزناد يخترق عنقه خنجر فضي يجعل الدماء تنفجر كشلال حتى يتهاوى ارضا
يلتقط الاخر سلاحه ويلتف حول عنق سيهون مصوبا سلاحه على رأسه مباشرة بينما يتلفت حوله مستديرا يمينا وشمالا والخوف يتملكه وعيةنه لا يمكنها تفادي رؤية الاخر الذي اردي بجانبه حتى يظهر صوته :هنا ايها الاعمى
يحدق باتجاه الصوت ولكن صوت الحصان الذي ظهر وكأنما يدور في مجال رؤيته شوشه بالكامل فبدأ باطلاق النار حوله حينها ويصرخ وكأنما يريد البكاء حتى افرغ سلاحه بالكامل ...يلتفت لسيهون ثم يدفعه غاضبا :تبا لك ...لن اموت هنا الان بسببك «يسرع بفك ذلك القيد ويركله ليقع ارضا بينما يسرع لالتقاط سلاح زميله ويعود ليصوبه اليه بعد ان شعر بالهدوء يعم للحظات :سانهي الامر الان «يصرخ»فلتذهب للجحييييم ...
ركلة تبعد ذلك السلاح من يده ولكمة اخرى ترديه ارضا سددهما الشبح بعد ان ظهر من لا مكان هكذا وبالمقابل يصرخ بسيهون :ابتعد من هنا بسرعة ...ستجد حصانا قريبا خذه وابتعد بسرعة هل تفهم
يحدق به سيهون مستغربا وهو يحاول النهوض وبالمقابل لا يتحرك حقا لكن الاخر يدفعه ويصرخ :هيا لا تقف هكذا
يبتعد سيهون وتبدأ خطواته بالتسارع اكثر بينما يغرز جونغ ان سيفا يخترق قلب ذلك الضابط انهى به امره
يركض الاخر مسرعا يتلفت حوله يحاول ايجاد ذلك الحصان ولكن يتسمر مكانه لدى رؤيته ضابطا امامه تماما فيصرخ دون وعي :تبا
الضابط :ياااا .. انت ..توقف مكانك
تبدأ ملاحقة اخرى بينه وبين الشرطي تنتهي بتعثر سيهون بعد ان شعر بقدمه تضعف ..ولم يقو على النهوض مجددا ..يقترب منه ذلك الضابط مبتسما مصوبا سلاحه:حسنا دعني اعترف ...لقد كانت محاولة جيدة ...هيا الان ..لدينا محاكمة لنحضرها
قيد يديه خلف ظهره قبل ان يبدأ برفعه وعندما استقام على قدميه :هيا الآن ...سوف «يتوقف فجأة عن الكلام بينما يخرج من فمه بعض الدماء ويبرز حد سيف مغطى بالدماء من صدره وقد اخترق ظهره من الخلف بينما يظهر الشبح خلفه بشكل لربما توقعه ...يتقدم اليه مجددا لاهثا يفك تلك القيود :لا تزال بطيئا ..اخبرتك ..ان ..ان تذهب لذلك «يسعل قليلا » هل ..هل الأمر «يشتد سعاله اكثر»ابتعد ..ابتعد الان فحسب
سيهون:لن اذهب الى اي مكان بدونك «يمسك به بينما بدأ يشعر به يضعف اكثر » انت لست بخير
يحاول جونغ ان ابعاد نفسه قبل ان ينتهي الأمر بكشفه ولكن المرض كان اسرع منه فجعله يتهاوى بين يديه ليمسكه سيهون قبل ان يسقط ارضا
سيهون :انت ...ما خطبك
يتشبث جونغ ان به بكل قوته وهو بالكاد يخرج نفسه ويدخله وصوته الاجش بين كل نفس واخر حتى دفع به الاختناق ان يزيل ذلك القناع الذي سقط دون ان يلاحظه سيهون ...يتشبث به بقوة قبل ان يسمعه يطلب النجدة :سيه...سيهون ...أشعر ..أشعر انني سأموت ..ارجوك
لم يستوعب سيهون ذلك الصوت الذي سمعه للتو ليتهاوى مع انهياره بين يديه
سيهون دون ان يحاول النظر حتى :جونغ ..ان ..جونغ ان
.......
انتهى الجزء الرابع والعشرين ❤❤❤❤
أنت تقرأ
تحت نيران الحرب
Historyczne"جونغ ان ، لم فعلت ذلك" "اوغاد بائسووون" "نموت وتحيااا جوسووون" الحرب دائما ما تخلف وراءها قصصا كثيرة ...قصص بطولة وخيانة ...صداقات قوية وقصص حب حزينة ....وقصتي تحمل في طياتها كل هذا واكثر ...